الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

ديمقراطيَّتهم الانتقائية

قـلـم الـتحـرير


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.. وبعد:

فقد نجح العسكر في تمرير الانقلاب، وتقافزت الأحزاب والتيارات الليبرالية للصعود على الدبابة، وأكدت بفعلها هذا أنّه لا ظهور لها في المجتمع ولا صعود لها في عالم السياسة إلا في أحضان الديكتاتورية!

وبدأت الآن مرحلة جديدة من الديمقراطية الانتقائية التي يمكن أن تستوعب كل شذوذفكري، وتتسع لكل رأي سياسي، لكنها تضيق ذرعاً بالتيارات الإسلامية.

لقد استوردوا من الديمقراطية غشاءً رقيقاً شفافاً كبيت العنكبوت، يخفي تحته معاني الكراهية والاستبداد.
يصف السياسي الألماني (مراد هوفمان) موقف الغرب من المسلمين بقوله: (إن الغرب يتسامح مع كل المعتقدات والملل، حتى مع عبدة الشيطان، لكنه لا يظهر أي تسامح مع المسلمين). وهكذا العلمانيون العرب في إقصائهم للإسلاميين؛ فهم يتعاملون معهم على أنهم حالة أمنية لا سياسية أو فكرية، ومن ثم فإن الأسلوب الوحيد للتعامل معهم هوالقمع والإقصاء!

نعم.. ربما يتدثر بعضهم بالاعتدال ويقبل بوجود بعض التيارات الإسلامية، لكن بصفة رمزية لتكميل المشهد الصوري للديمقراطية، لكن أن يصبح الإسلاميون قوة سياسية تتلاءم مع وزنها الشعبي وحضورهم السياسي؛ فهذا من المحرمات الممنوعة التي لا يمكن أن يقبلها النادي العلماني!

هذه هي الديمقراطية العربية بثوبها الجديد، فبعد تجربتي الجزائر ومصر 

هل استوعب الإسلاميون اللعبة؟!

وهل أدركوا أن تفرّقهم واختلافهم هو الثغرة التي يُخترقون منها في كل نازلة؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق