بثت جماعة "بيت المقدس" شريط فيديو بعنوان "أيها الجندي" يظهر عملية إعدام أربعة جنود مصريين انتقاما لأعمال التعذيب التي تمارسها قوات الأمن المصرية ضد مدنيين، بحسب الجماعة.
وبالتزامن تقريبا، نشر تنظيم الدولة الإسلامية شريطا يُظهر ذبح الصحفي الأميركي جيمس فولي ردا على ما يصفها التنظيم بـ"الجرائم" الأميركية في العراق.
ناقشت حلقة الخميس 21/8/2014 من برنامج "الواقع العربي" بروز هذه التنظيمات الجهادية التي تمارس العنف باسم الدين، وحاولت بحث علاقة القمع الذي تمارسه بعض السلطات على تنظيمات الإسلام السياسي المعتدل بتنامي نفوذ هذه الجماعات.
ولتوضح الفرق بين الجماعة التي تدخل في تصنيف التطرف أو الاعتدال في الوعي الغربي، قال الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة إن تعبير "الإسلام السياسي" يعتبر مصطلحا مستحدثا، أطلقته بعض الدوائر الغربية لتوصيف الجماعات الإسلامية التي تهتم بالبعد السياسي، وتندرج تحت هذا المصطلح الحركات الجهادية والإصلاحية على السواء.
وأضاف أن مشاركة الحركة السياسية في الحياة البرلمانية من عدمه لا يكون مقياسا لتصنيفها متطرفة، مثل جماعة العدل والإحسان في المغرب التي لا تشارك في العملية البرلمانية، ولكنها لا تدرج ضمن الحركات المتطرفة.
القمع الشرس
وأوضح الزعاترة أن بعض الإسلاميين تم اختبارهم قبل فترة الربيع العربي في السودان، ولكنهم مالوا نحو الديكتاتورية والتطرف، وفي مصر لم تمنحهم الدولة العميقة فرصة الانتقال إلى الدولة المدنية، وأضاف الزعاترة أن الكثير من المفكرين الغربيين ينظرون إلى انتهاج بعض الجماعات العنف على أنه سياسة أو أيدولوجيا لدى هذه الجماعات.
ورأى الزعاترة أن القمع الدموي والشرس الذي جرى في سوريا مثلا وتدخُّل إيران هو الذي أدى إلى عودة السلفية الجهادية، مؤكدا أن طائفية رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي عملت على توفير بيئة حاضنة للتطرف في العراق.
من ناحيته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة هوبكنز خليل العناني إن الحركات الإسلامية لها مرجعيات تتبعها وتستند إليها في تطبيق التفسير السياسي للنص الديني، والسياق السياسي هو الذي يدفع بحركة ما في اتجاه ما مقارنة بحركة أخرى، مؤكدا أن الاستبداد والتطرف ظلا على مدى التاريخ صنوين، مما يجعل بعض الحركات تلجأ لاستخدام لغة الرصاص ضد حكوماتها باعتباره اللغة الوحيدة التي تفهمها هذه الأنظمة كما في حالة الجزائر مثلا.
ودعا لعدم التقليل من أدبيات الجهاد بالنظر إلى الإرث الكبير والكتابات الكثيرة التي تمثل الإطار الفكري الذي ينظم لممارسة العنف، والتراث الإسلامي ضعيف في ما يتعلق بالتنظير لمصطلح الدولة مثلا، ويلعب التحالف الكبير جدا بين السلطان والعالم دورا في عدم التجديد للنظريات القديمة ذات العلاقة بالحكم والحاكمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق