غزة.. دموع وانتصار
فاجأت المقاومة الفلسطينية ممثلة بـكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) العالم قبل إسرائيل بصمودها الأسطوري وتنفيذها العديد من العمليات النوعية المتميزة، ونجاحها في تصنيع وتطوير الأسلحة المختلفة رغم الحصار المحكم المفروض عليها.
وبين هدنة تصمت فيها آلة الحرب الإسرائيلية في غزة، وبين القصف الغاشم الذي يستهدف الشجر والحجر والبشر تظل الوقفات الفدائية للمقاومة الفلسطينية إرثا شعبيا يضاف إلى تاريخها.
أولى قصص بطولات المقاومة الفلسطينية التي كشفتها حلقة الأحد 24/8/2014 من برنامج "غزة.. دموع وانتصار" كانت من بلدة القرارة قرب خان يونس، حيث روى أحد المقاومين كيف أن اثنين من "الاستشهاديين" خرجا من نفق بالبلدة حاولت الطائرات الإسرائيلية قصفه أكثر من مرة، ونفذا عملية ضد دبابة إسرائيلية تمكنا من تدميرها قبل أن ينالا الشهادة.
وفي نفق آخر، وقعت حادثة تصفها المقاومة بالمعجزة، حيث حوصر 29 مقاوما لمدة 21 يوما داخل نفق تعرض لقصف الطيران الإسرائيلي فقد المقاومون على إثره الاتصال مع قيادتهم والعالم الخارجي، وكانوا لا يملكون سوى كميات محدودة من التمر والماء.
ويروي اثنان من مقاتلي القسام لمراسل الجزيرة تامر المسحال كيف أمضى المقاتلون الفترة الأولى من الحصار وهم يتناولون خمس حبات تمر يوميا لكل واحد منهم، وبعد أن كادت كمية التمر تنفد قرروا أن يخصصوا لكل واحد منهم تمرة واحدة، كان "المجاهد" يتناول نصفها على الإفطار والنصف الآخر على السحور، حيث كانت أغلب فترة احتجازهم خلال شهر رمضان.
ويرويان كيف أن المقاتلين كانوا يسمعون الصواريخ الإسرائيلية تنهال على المنطقة التي حوصروا فيها، وكانوا مع كل صاروخ يطلقون التكبيرات استعدادا للحظة الشهادة.
وأما "المعجزة" الثانية التي واجهها هؤلاء المقاومون المحاصرون فهي تسرب الغاز داخل النفق، مما دفعهم لأن يكتبوا وصاياهم على جدران النفق، يذكرون فيها كل ما قدموه في سبيل الله وفي سبيل وطنهم بمواجهة المحتل، غير أن المفاجأة "المعجزة" التي لم يجدوا لغاية الآن أي تفسير لها هي أن الغاز تسرب من النفق رغم عدم وجود تهوية.
وبعد أن بدل المقاومون مكانهم داخل النفق تفاجؤوا بأنهم عثروا على عين ماء نقية داخل النفق بعد أن نفدت المياه التي كانت بحوزتهم.
وبعد 21 يوما تم العثور على المقاومين أحياء بعد أن بلغت قيادة القسام ذويهم بانقطاع الاتصال بهم، غير أن ستة منهم استشهدوا بعد انهيار الرمل عليهم عندما كانوا يحاولون إيجاد مخرج من المكان الذي حوصروا فيه.
حي الزنة
ومن شوارع وأزقة حي الزنة بغزة تجولت كاميرا الجزيرة برفقة أفراد من كتائب القسام الذين شرحوا عمليات التصدي للجنود الإسرائيليين حينما حاولوا اقتحام الحي، وكشفوا عن الأسلحة والمتفجرات والملابس وبعض المتعلقات الشخصية التي غنمها المقاومون من القوات الإسرائيلية.
ومن أطراف الحي، أوضح أحد المقاومين كيف أن المروحيات الإسرائيلية تقدمت في بداية الاجتياح البري، وحاولت توفير الغطاء الجوي للقوات البرية، ولكن تم استهدافها من قبل المقاومين بصواريخ سام7 وإصابتها بدقة، مما أعاق تقدم تلك القوات.
وتابعت كاميرا البرنامج عمليات ترحيل الصواريخ والأسلحة عبر الأنفاق، وقال أحد المقاومين إن هذه الحرب ألحقت خسائر كبيرة بصفوف العدو، وأضاف أن مدى صواريخ المقاومة بلغ حوالي 160 كيلومترا، مما جعل ثلثي إسرائيل في مرمى نيران المقاومة، "وأجبر أغلبية الشعب الإسرائيلي على الدخول في الملاجئ".
ومن نفق آخر، أوضح أحد المقاومين كيف مكنتهم الأنفاق من الالتحام المباشر مع العدو، وتنفيذ عمليات تفجير للدبابات والانسحاب بأمان من المواقع دون أن يصاب أحد منهم.
وفي تطور جديد لاستخدام الأنفاق، قامت وحدة خاصة من المقاومين بزرع عبوات برميلية تحت مبنى كانت تستغله وحدة من القوات الخاصة الإسرائيلية في حي الفراحين ودمرته بالكامل.
نصر أو شهادة
ومن أحد المواقع المتقدمة، أوضح أحد المقاومين أن العدو تقدم باليوم الثاني للحرب بالدبابات ودك المنطقة، ثم قدمت قوة إسرائيلية خاصة إلى الموقع، وجاءت تعليمات للمقاومين بالموقع بتفجير هذه القوة، وأضاف أن المقاومين بقوا داخل النفق عشرة أيام وخرجوا على العدو وباغتوه ليغنموا منه أسلحة رشاشة.
وتوقفت كاميرا البرنامج بمنطقة أبو الروس قرب رفح أمام المنزل الذي ترجح كتائب القسام أن القوة التي أسرت الضابط الإسرائيلي هادار غولدن استشهدت فيه، وسجلت الكاميرا الدمار والتجريف اللذين حلا بالبيوت جراء توغل القوات الإسرائيلية بعد هذا الحادث.
وفي حديثهم مع الجزيرة أكد المقاومون أنهم لن يتخلوا عن المقاومة ولن يتنازلوا عن سلاحهم، لأنهم وهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل الذود عن هذه الأمة، وأقسموا بألا يعودوا لبيوتهم إلا وهم منتصرون نصرا يشرف فلسطين أو أن يلقوا الشهادة التي ترضي الله سبحانه وتعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق