مبعوث أممي يوجه تحذيرا بعد غارات مصرية وإماراتية في طرابلس
وقال المبعوث برناردينو ليون والذي يبدأ عمله الشهر القادم إن "أي تدخل أجنبي لن يساعد ليبيا في الخروج من الفوضى"، وجاء تعليقه هذا متناغما مع تحذيرات مشابهة أطلقتها الولايات المتحدة وأربعة من حلفائها الأوروبيين.
فقد عبرت كل من الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة عن اعتقادهم "بأن أي تدخل خارجي يفاقم من الانقسامات الحالية ويقوض التحول الديمقراطي"، كما جاء في تصريح للخارجية الأمريكية.
ومن جهته، أكد المتحدث باسم البنتاغون الأدميرال جون كيربي، أن مصر والإمارات قامتا بغارات جوية في ليبيا، ولكنه رفض الدخول في التفاصيل.
وأشارت الصحيفة إلى تقارير نقلت عن مسؤولين أمريكيين تتهم قطر بتمويل وتسليح إسلاميين ليبيين.
وكانت القوات الليبية تحت قيادة اللواء المنشق خليفة حفتر -الذي يصر على إنهاء النفوذ الإسلامي في البلاد- تبنت الغارات الجوية، ولكن معارضيه اتهموا مصر والإمارات بالوقوف خلف الغارات الجوية منذ بدايتها الأسبوع الماضي، وفق الصحيفة.
وقال عضو المؤتمر المنتخب عبد الرحمن السويحلي من مصراتة، المدينة التي تشكل كتائبها قلب التحالف الذي يسيطر على طرابلس، إن مصر والإمارات قامتا "بتدخل غير مبرر في الشؤون الليبية".
ونقلت الصحيفة عن سياسي ليبي مستقل لعب دورا في بناء الدولة بعد الإطاحة بالرئيس الديكتاتوري الراحل معمر القذافي عام 2011، تأكيده بأن الإمارات والتي تعارض الإسلاميين في المنطقة بشكل مكشوف دعمت حملة حفتر.
وقال السياسي الذي فضل عدم ذكر اسمه إن طائرات الشحن الإماراتية شوهدت تحط في ليبيا خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفي المقابل، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في مؤتمر صحفي في القاهرة الثلاثاء: "إنه لا علاقة لمصر بأي عمل عسكري وليس لها وجود عسكري في ليبيا".
وقالت الصحيفة إنه "لم يتم استشارة الولايات المتحدة قبل الغارات، وهذا برأي المحللين يشير إلى أن واشنطن أساءت تقدير أولويات مصر الأمنية على حدودها الصحراوية مع ليبيا، والتي تمتد لمسافة 1110 كم، ما أدى إلى نفور القيادة في القاهرة".
وعلّق إريك تراغر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بالقول: "حقيقة أن الإدارة لم تعلم أن مصر كان ستضرب في بلد مجاور هو دليل على ما سبق".
واجتمع المؤتمر الوطني منتهي الصلاحية، والذي يحظى فيه الإسلاميون بنفوذ، الاثنين، وأعلن حكومة منافسة يقودها إسلامي، واضطر المجلس المنتخب والذي يسيطر عليه الليبراليون والفيديراليون إلى الاجتماع في طبرق في شرق البلاد، بحسب تقرير الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن المحلل في مؤسسة (سينتشري فاونديشن) في نيويورك، مايكل وحدي حنا قوله: "بينما تزداد الفوضى في ليبيا، ليس غريبا أن يقلق الفاعلون الإقليميون ويترجمون هذا القلق على شكل سياسة تفاعلية".
وقال أحد الدبلوماسيين في أبو ظبي إن تدخل الإمارات في الساحة الليبية يبين الدور الذي تريد الإمارات فرضه على المستوى الإقليمي.
وكانت الإمارات على مدى العشر سنوات الماضية قامت بقيادة ولي العهد، الحاكم الحقيقي، الشيخ محمد بن زايد ألنهيان، ببناء قوتها العسكرية بما في ذلك الطائرات المتطورة التي أمدتها بها الولايات المتحدة وقواتها الخاصة التي خدمت في أفغانستان.
وقال الدبلوماسي: "تقوم الإمارات بلعب دور القوي على المستوى الإقليمي، وهذا عبارة عن إعلان نوايا".
ولكن ما يراه الدبلوماسيون والمحللون هو أن التوجه نحو تدويل الصراع في ليبيا لا يمكن إلا أن يجلب الضرر.
وقال المختص بالشؤون الليبية في المعهد الألماني للدراسات الأمنية والدولية، وولفرام لاتشر إن "أي تدخل لتقوية طرف على الآخر سيزيد من اشتعال الصراع، وسيشجع الفاعلين الإقليميين على الزيادة من دعمهم، فإن تدخلت الإمارات لصالح طرف فنتوقع أن تزيد قطر من دعمها للطرف الآخر، وهذا خطير جدا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق