إعدام بالترحيل
أكدت شهادات وتقارير استندت إليها قناة الجزيرة في فيلم استقصائي بثته يوم 22/8/2014 ارتكاب السلطات المصرية مجزرة سيارة ترحيلات أبو زعبل التي قتل خلالها 37 معتقلا من معارضي الانقلاب.
ووقعت المجزرة يوم 18 أغسطس/آب 2013، حيث لقي 37 معتقلا معارضا للانقلاب مصرعهم اختناقا وحرقا من قبل سجانيهم حينما كانوا محشورين لساعات داخل سيارة ترحيلات في طريقها لسجن أبو زعبل، ولم ينج منهم إلا قليل.
وكان الضحايا قد اعتقلوا عشوائيا أثناء فض السلطات بالقوة اعتصاما كبيرا لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة.
الحاج محمد المغربي وجمال صيام فقدا ابنيهما في مجزرة أبو زعبل، كما فقدت فاتن السيد زوجها في الواقعة، وقد أكدوا للجزيرة كيف انقطع الاتصال مع ذويهم يوم المجزرة ليتأكدوا بعدها أنهم قتلوا في سيارة الترحيلات.
ويؤكد عضو فريق الدفاع عن المعتقلين مصطفى عزب أنهم اتصلوا بالقيادة الأمنية وقتها، والتي نفت وقوع الحادث وقالت إنه كلام إعلامي.
ومن أجل إخفاء الحقيقة، روجت السلطات لرواية مخالفة تقول إن هناك محاولة هروب جماعية لحوالي ستمائة معتقل أثناء نقلهم لسجن أبو زعبل، وأن عملية اختطاف لأحد الضباط جرت، وهي تهمة وجهها عمرو فاروق نائب مأمور قسم مصر الجديدة في محضره ورفضها السجناء الناجون من المجزرة.
وعرض الفيلم الاستقصائي الذي بثته الجزيرة لقطات صادمة لجثث الضحايا في مشرحة زينهم يوم 19 أغسطس/ آب، وامتنعت القناة عن بث بعض اللقطات لفظاعتها، ووفق والد أحد الضحايا فقد أخبرته السلطات أن تغير لون الجثث إلى أزرق كان بسبب بقائها مدة طويلة.
ويقول جو ستروك (من منظمة هيومن رايتس ووتش) إن هناك استخفافا تاما من قبل السلطات المصرية بحياة الإنسان "إنها عملية إعدام جماعية" ووصفت المنظمة الحقوقية ما جرى بأنه مجزرة.
أسباب الوفاة
وقد أشارت تقارير مصلحة الطب الشرعي إلى أن وفاة 37 معتقلا بمجزرة سيارة ترحيلات أبو زعبل كانت بسبب استنشاق الغازات المدمعة، لكن استشاري الطب الشرعي علي سامي أكد بشهادته أن الوفاة وقعت قبل استنشاق الغاز الذي أطلق على المعتقلين قائلا إن سوء التهوية من شأنه أن يؤدي للوفاة حتى بدون إطلاق الغاز.
من جهته، أكد عضو فريق الدفاع عن المعتقلين أن عبوة مسيلة للدموع ألقيت على سيارة الضحايا يوم 18 أغسطس/آب 2013.
وقدم ناجون من المجزرة شهاداتهم للجزيرة عن الظروف التي كان فيها السجناء داخل سيارة الترحيلات، حيث درجة الحرارة عالية جدا مع نقص بالأوكسجين، ولخص أحدهم -ويدعى السيد طه- الصورة بالقول "تعرضنا للطهي البطيء داخل عربة الترحيلات".
وركز الفيلم الاستقصائي على تقارير أشارت إلى الظروف غير الإنسانية التي كان يوجد فيها المعتقلون، مثل درجة الحرارة التي بلغت وقتها 33 درجة مئوية خارج صندوق الاعتقال، وحركة الرياح شبه منعدمة، مما يؤكد أن الوفاة حصلت قبل إطلاق الغاز وليس بعده مثلما تروج السلطات التي استخدمت القضاء والطب الشرعي.
كما عرض أداء صوتيا لشهادة رقيب شرطة يدعى عبد العزيز ربيع أمام النيابة العامة دحض فيها رواية فاروق، لكن الرجل تعرض لضغوط من أجل التخلي عن هذه الرواية وتبني رواية السلطات.
ووصف عزب أداء القضاء المصري بأنه كان كارثيا في التعامل مع مجزرة أبو زعبل، وتماشى مع ما تقوله الداخلية، بينما قال ستروك إن القضاء انخرط وشارك فيما أسماها هستيريا النظام المصري ضد جماعة الإخوان المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق