القادة العسكريون لـ"داعش" تخرجوا من "أكاديميات" السجون الأمريكية في العراق
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير نشرته أمس الأربعاء، أن أبو بكر البغدادي اختار مساعديه بطريقة دقيقة والتقى معظمهم في السجون الأمريكية خاصة السجن الذي كان يعرف بمعسكر بوكا.
ويميل البغدادي في اختياراته لعسكريين من قادة وجنرالات الجيش العراقي السابق، ولعل أبرزهم فاضل الحيالي الذي عمل في الجيش العراقي برتبة عقيد وعدنان السويداوي، وهو عقيد سابق يترأس الآن المجلس العسكري للتنظيم.
وتقول الصحيفة إن مستوى القيادة يفسر النجاحات التي حققها داعش، وتم التعرف على بنية التنظيم من أوراق يقول مسؤولون عراقيون إنهم عثروا عليها وكذلك مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، حيث تكشف الطريقة التي اعتمدها التنظيم في تطوير قدراته القتالية.
وتنقل الصحيفة عن باحث عراقي قوله إن السجون الأمريكية كانت "الأكاديميات" التي طور فيها المقاتلون خبراتهم وتبادلوا المعلومات بحيث مزجوا بين الخبرة العسكرية القتالية التقليدية للجيوش وخبرات حرب العصابات.
فقد شد داعش انتباه العالم في يونيو الماضي بعد سيطرته على مدينة الموصل وانهيار القوات العراقية التي أنفقت الولايات المتحدة المليارات عليها، مما شكل ضربة موجعة للحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي، وجاءت نتيجة سياساته الطائفية التي استعدت المكون العربي السني في العراق.
ومن جانب آخر، آخر لم يكن الانتصار الذي حققه تنظيم البغدادي مفاجئا للجميع، فبحسب مسؤول استخباراتي أمريكي، استطاع مقاتلو داعش النجاة ضد عمليات مكافحة الإرهاب وزيادة عدد القوات الأمريكية في العراق عام 2007، ولم يكونوا قادرين على النجاة بسبب عجزهم ولكن لكونهم مقاتلين أشداء حسب المسؤول. وتعززت زيادة على هذا خبرات داعش بعد انضمام جنرالات الجيش السابق له، ويتذكر مسؤول عراقي محاولات جنرال عمل في واحدة من فرق النخبة التابعة لصدام الانضمام للجيش العراقي ـ الجديد- دون جدوى وهو الآن مع داعش ويريد الانتقام.
ويعمل مع البغدادي 12 واليا على المحافظات التي اصبحت تابعة لخلافته، ولجنة تشرف على الحرب مكونة من 3 مسؤولين وثمانية مسؤولين عن المالية والتجنيد والسجناء وغير ذلك. ويقوم قادة ميدانيون بالعمليات، حيث تتبع لهم قيادات محلية. وبالتأكيد يتمتع هؤلاء القادة باستقلالية من نوع ما ولكنهم ينسقون عملياتهم.
ويرى هاشم هاشمي، وهو خبير عراقي، أن للبغدادي 25 مساعدا في سوريا والعراق وثلثهم كانوا ضباطا في الجيش العراقي السابق. وكان قائدا المجلس العسكري لداعش من ضباط الجيش العراقي وقتلا، ومن ثم تم تعيين السويداوي، وهو من ضباط الجيش السابق في الخمسينيات من عمره، مكانهما.
ويقول محافظ الأنبار أحمد الدليمي، الذي يسيطر داعش بشكل شبه كامل على محافظته ان القادة الثلاثة تخرجوا من نفس الأكاديمية العسكرية. ويقول إن عدنان نجيم كان واحدا من طلابه وتخرج عام 1993 كضابط مدرعات. ولم يكن يتوقع انضمامه لتنظيم كهذا مع أن أشقاءه الثلاثة ساروا في هذا الطريق.
فبعد الغزو الأمريكي انضم نجيم للقاعدة وسجنه الأمريكيون في عام 2005. ولاحظ أن معظم الضباط السابقين تدينوا وهو ما استفاد منه تنظيم داعش. كما استفاد من خبراتهم وصلاتهم القبلية وحرفيتهم القتالية كما يقول ديرك هارفي، ضابط الاستخبارات السابق والذي يعمل الآن في جامعة ساوث فلوريدا، مديرا للمبادرة الدولية للمجتمعات المدنية.
وعندما بدأ البغدادي حملته في العراق وعملية كسر الجدران التي حرر فيها عددا من سجناء القاعدة، كان هذا بمساعدة من مؤيدي حزب البعث والحرس الجمهوري السابق. ويقول حسن أبو هنية، وهو باحث في شؤون الحركات الجهادية إن البغدادي أوكل المهام العسكرية للعراقيين لكنه ترك الأمور الأخرى الدينية والإعلامية وسلمها للأجانب.
ومعظم هؤلاء مثل رئيس دائرة الإعلام من السعودية، ولم يمنع هذا من بروز أجانب للقيادة العليا في التنظيم مثل عمر الشيشاني. ولا يستغرب الباحث مايكل نايتس، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى انضمام ضباط سابقين من جيش صدام لداعش، فقد حصل في صفوف الجيش سخط على حكم صدام وظهرت حركات إسلامية سرية حتى في داخل الجيش. وزادت التغيرات التي أحدثها الغزو عام 2003 وصعود الشيعة من عمليات التشدد عند هؤلاء الضباط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق