"مؤامرة" ما بعد الانتصار: ماذا يدبر عباس لغزة؟
بقلم: أدهم أبو سليمة
المتحدث باسم اللجنة الوطنية لكسر الحصار ـــ غزة
ما سأكتبه في هذه السطور هو تحليل وقراءة لما بين ثنايا الواقع، ومحاولة الوقوف على مفردات الأمور وما تسرب من معلومات، وسأكتبها هنا رغم ترددي من أول أمس، لكن تسرب الكثير من المعلومات خلال الساعات الأخيرة دفعني للكتابة لتبقى كشاهد للتاريخ..
المقاومة الفلسطينية كانت في حالة دفاع عن شعبنا عندما بدأ العدوان عليه في الضفة والقدس وغزة، وشكلت درعا يحمينا من بطش العدوان الذي فتك بنا، والاحتلال هو الاحتلال، فمن ارتكب مجزرة صبرا وشاتيلا لن يُعجزه ارتكاب مجزرة جديدة في غزة.
كانت من أهداف العدوان ضرب الوحدة الوطنية وإعادة الانقسام، صحيح أن الوحدة لم تكن قد اكتملت والانقسام لم ينته بشكل عملي إلا أنه هدف منشود، فما كان من المقاومة إلا أن ردت بمحاولة توحيد الوفد الفلسطيني المفاوض، كما وحدت بندقية المقاومة شعبنا في غزة، وانطلق الوفد المفاوض بشكل موحد إلي القاهرة، لكن واقع الأمور أظهرت الكثير من التباينات والخلافات التي ظلت طي الكتمان حفاظاً على وحدة شعبنا، خاصة وأن جزءًا من فريق التفاوض لا يؤمن بالمقاومة بل ويحاربها في الضفة.
سارت المفاوضات وصولاً لاتفاق حقق جزءا مهما من مطالب شعبنا، أهمها رفع الحصار ووقف العدوان، لكنه جعل قضية رفع الحصار وإعادة الإعمار مرهونة بعمل حكومة الوفاق الوطني، وهو أمر مطلوب فيما لو نجحت حكومة الوفاق في معالجة بعض المشكلات، وأهمها رواتب الموظفين، خصوصا وأن الحصار المالي قد رفع بناء على الاتفاق.
تسرب بعدها خبر من مصادر موثوقة عن لقاء جمع عباس بنتنياهو في عمان، سبقه موافقة الاحتلال على اتفاق التهدئة بعد أن كان يرفضه، وأعقب هذا التسريب ما صدر عن اجتماع اللجنة التنفيذية ثم أخيرا مقابلة عباس أمس مع تلفزيون فلسطين، كل هذه اللقاءات بدأت تكشف عن خيوط "مؤامرة" تحاك ضد غزة، وما يعزز هذا الاعتقاد أن الحلف الإستراتيجي الجديد بين الاحتلال والسلطة ودول عربية لن يسمح للمقاومة بأن تستفيد طويلا من الانتصار في غزة.
أبرز ملامح هذه المؤامرة بدأت من تنكر الرئيس عباس لحكومة الوفاق ومهاجمة الحكومة والموظفين والمقاومة في غزة، لكن الأخطر هو تهديده المباشر بإنهاء الوفاق الوطني ونسف الوحدة تحت ذريعة وجود "حكومة ظل في غزة"، وإعلانه صراحة أن لا رواتب للموظفين، وهذا الأمر سيكون له انعكاسات خطيرة.
وبالنظر إلى ما سيحدث، فإن حرمان الموظفين من رواتبهم في غزة يهدد العام الدراسي كما يهدد عمل الوزارات في ظل عدم قدرة الموظفين على العمل بعد 120 يوماً بلا رواتب، كذلك يعني أن قوات حرس الرئاسة التي تم الاتفاق عليها لن تنتشر على المعابر، مما يعني أن الصهاينة لن يفتحوها كما لن يفتح معبر رفح، وسيكون الرد الصهيوني على العالم كله أن هناك مشاكل داخلية فلسطينية!!
هذا الاحتمال، وهو الأقرب، ربما قد يشجع الصهاينة على عدم العودة للمفاوضات بعد شهر للقاهرة، لأن الوفد الفلسطيني قد لا يبقى موحدا حتى ذلك التاريخ، ولأن الجانب الصهيوني سيتهم الطرف الفلسطيني بأنه لم ينفذ ما تم الاتفاق عليهـ وهو ما يعني أن احتمال العودة للمواجهة أو تجميد الاتفاق وفشله سيبقى قائما للأسف.
عباس يدرك خطورة حديثه أمس، ويعي انعكاسات ما يقوم به، وهذه الخطوات والإجراءات التي أعلنها ويتحدث بها ستعيق عملية الإعمار، مما سيجعل الوضع الإنساني في غزة كارثيا بكل معنى الكلمة في محاولة لتأليب الناس على المقاومة، وهو ما يراهن عليه عباس كي لا تبني على انتصارها إنجازات تغيظ أعداءها والمتربصين بها.
لست متشائما رغم أن ما كتبت يدعو لذلك، وأعتقد أن المقاومة لا زالت تضع إصبعها على الزناد في ظل هذا الشعور الذي بدأ يتسرب لقلوب الناس، لكن الخطير في الموضوع هو استمرار حالة الصمت من الفصائل والقوى الفلسطينية على تصرفات حكومة الوفاق ورئيسها عباس، الذي كان يفترض أن يزور غزة التي أعلن هو أنها "منكوبة" للوقوف على نكبتها وحاجة أهلها، وليس التنكر لها.
أرجو أن يكون توقعي في غير محله، وإن كانت الأحداث لا توحي إلا بذلك.
ما سأكتبه في هذه السطور هو تحليل وقراءة لما بين ثنايا الواقع، ومحاولة الوقوف على مفردات الأمور وما تسرب من معلومات، وسأكتبها هنا رغم ترددي من أول أمس، لكن تسرب الكثير من المعلومات خلال الساعات الأخيرة دفعني للكتابة لتبقى كشاهد للتاريخ..
المقاومة الفلسطينية كانت في حالة دفاع عن شعبنا عندما بدأ العدوان عليه في الضفة والقدس وغزة، وشكلت درعا يحمينا من بطش العدوان الذي فتك بنا، والاحتلال هو الاحتلال، فمن ارتكب مجزرة صبرا وشاتيلا لن يُعجزه ارتكاب مجزرة جديدة في غزة.
كانت من أهداف العدوان ضرب الوحدة الوطنية وإعادة الانقسام، صحيح أن الوحدة لم تكن قد اكتملت والانقسام لم ينته بشكل عملي إلا أنه هدف منشود، فما كان من المقاومة إلا أن ردت بمحاولة توحيد الوفد الفلسطيني المفاوض، كما وحدت بندقية المقاومة شعبنا في غزة، وانطلق الوفد المفاوض بشكل موحد إلي القاهرة، لكن واقع الأمور أظهرت الكثير من التباينات والخلافات التي ظلت طي الكتمان حفاظاً على وحدة شعبنا، خاصة وأن جزءًا من فريق التفاوض لا يؤمن بالمقاومة بل ويحاربها في الضفة.
سارت المفاوضات وصولاً لاتفاق حقق جزءا مهما من مطالب شعبنا، أهمها رفع الحصار ووقف العدوان، لكنه جعل قضية رفع الحصار وإعادة الإعمار مرهونة بعمل حكومة الوفاق الوطني، وهو أمر مطلوب فيما لو نجحت حكومة الوفاق في معالجة بعض المشكلات، وأهمها رواتب الموظفين، خصوصا وأن الحصار المالي قد رفع بناء على الاتفاق.
تسرب بعدها خبر من مصادر موثوقة عن لقاء جمع عباس بنتنياهو في عمان، سبقه موافقة الاحتلال على اتفاق التهدئة بعد أن كان يرفضه، وأعقب هذا التسريب ما صدر عن اجتماع اللجنة التنفيذية ثم أخيرا مقابلة عباس أمس مع تلفزيون فلسطين، كل هذه اللقاءات بدأت تكشف عن خيوط "مؤامرة" تحاك ضد غزة، وما يعزز هذا الاعتقاد أن الحلف الإستراتيجي الجديد بين الاحتلال والسلطة ودول عربية لن يسمح للمقاومة بأن تستفيد طويلا من الانتصار في غزة.
أبرز ملامح هذه المؤامرة بدأت من تنكر الرئيس عباس لحكومة الوفاق ومهاجمة الحكومة والموظفين والمقاومة في غزة، لكن الأخطر هو تهديده المباشر بإنهاء الوفاق الوطني ونسف الوحدة تحت ذريعة وجود "حكومة ظل في غزة"، وإعلانه صراحة أن لا رواتب للموظفين، وهذا الأمر سيكون له انعكاسات خطيرة.
وبالنظر إلى ما سيحدث، فإن حرمان الموظفين من رواتبهم في غزة يهدد العام الدراسي كما يهدد عمل الوزارات في ظل عدم قدرة الموظفين على العمل بعد 120 يوماً بلا رواتب، كذلك يعني أن قوات حرس الرئاسة التي تم الاتفاق عليها لن تنتشر على المعابر، مما يعني أن الصهاينة لن يفتحوها كما لن يفتح معبر رفح، وسيكون الرد الصهيوني على العالم كله أن هناك مشاكل داخلية فلسطينية!!
هذا الاحتمال، وهو الأقرب، ربما قد يشجع الصهاينة على عدم العودة للمفاوضات بعد شهر للقاهرة، لأن الوفد الفلسطيني قد لا يبقى موحدا حتى ذلك التاريخ، ولأن الجانب الصهيوني سيتهم الطرف الفلسطيني بأنه لم ينفذ ما تم الاتفاق عليهـ وهو ما يعني أن احتمال العودة للمواجهة أو تجميد الاتفاق وفشله سيبقى قائما للأسف.
عباس يدرك خطورة حديثه أمس، ويعي انعكاسات ما يقوم به، وهذه الخطوات والإجراءات التي أعلنها ويتحدث بها ستعيق عملية الإعمار، مما سيجعل الوضع الإنساني في غزة كارثيا بكل معنى الكلمة في محاولة لتأليب الناس على المقاومة، وهو ما يراهن عليه عباس كي لا تبني على انتصارها إنجازات تغيظ أعداءها والمتربصين بها.
لست متشائما رغم أن ما كتبت يدعو لذلك، وأعتقد أن المقاومة لا زالت تضع إصبعها على الزناد في ظل هذا الشعور الذي بدأ يتسرب لقلوب الناس، لكن الخطير في الموضوع هو استمرار حالة الصمت من الفصائل والقوى الفلسطينية على تصرفات حكومة الوفاق ورئيسها عباس، الذي كان يفترض أن يزور غزة التي أعلن هو أنها "منكوبة" للوقوف على نكبتها وحاجة أهلها، وليس التنكر لها.
أرجو أن يكون توقعي في غير محله، وإن كانت الأحداث لا توحي إلا بذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق