قراءة في كتاب
"كيف توقفون الإرهاب..؟ - توقفوا أنتم عن الإرهاب!"
هذا عنوان فصل من فصول كتاب للمؤلف الأمريكي الساخر "مايكل مور".. . يبدأ مور هذا الفصل بتقرير قاطع إذا يقول: "إن برنامج بوش للأمن القومي لن يحقق أمناً لأمريكا"..
ثم يخاطب الأمريكيين قائلاً: "إذا كنتم تريدون أمناً حقيقيًّا فاستمعوا إلى نصائحي ونفِّذوها"..
ثم يورد بعد ذلك ثمانية عشر نصيحة يمتزج فيها الجد الصارم بالسخرية اللاذعة.. وفى كلتا الحالين لا يخرج "مور" –رغم سخريته اللاذعة- عن قول الحقيقة.. وهذه أبرز النصائح:
١- عندما تقومون بانقلاب ضد زعيم دولة منتخب ديمقراطيًّا -إفعلوها صحّ- فلا تفرضوا على شعوب هذه البلاد ديكتاتورًا من صنعكم يسومها سوء العذاب؛ كما فعلتم في شيلي وإندونيسيا وجواتيمالا.
٢- عندما تحاولون قتل رئيس دولة كوبا مرة ثانية تأكدوا أولًا أن السيجار الذي ستهدونه إليه محشو بنوع جيد من المتفجرات حتى لا تتكرر المهزلة..!
٣- عندما تساعدون شركاتكم على نهب ثروات البلاد االأخرى فلا تنسوا أن هذا سيجعل شعوب هذه البلاد تكرهنا من الأعماق.
٤- لكي تكونوا جادين في دعوتكم لنشر الديمقراطية في العالم لا تحاربوا النتائج التي أفرزتها الديمقراطية في بعض البلاد.. (كفلسطين مثلاً..!).
٥- توقفوا عن مساندة الأنظمة الدكتاتورية المستبدة لأن الشعوب لن تغفر لنا هذا الموقف أبدًا..
٦- عندما يقتلون مدنيين منا تقولون هذا إرهاب، أما إذا قتلنا منهم عشرات الألوف كما في العراق وأفغانستان تقولون إنها عمليات إضطرارية..!
٧- فيم هذا الضجيج حول الأسلحة النووية..؟! .. لقد قتلنا نحن بهذه الأسلحة أكثر مما فعلته أي دولة في العالم، وأول من يجب تدمير أسلحته النووية هو نحن.
٨- يجب أن نتوقف عن لعب دور شرطي العالم .. فنذهب إلى مناطق إنتاج البترول ونقول لهم ارفعوا أيديكم.. سلموا البترول..!
ثم يأتى إلى النصيحة التاسعة (وهي مربط الفرس) فيقول:
ماذا لو حاولنا مساعدة الآخرين..؟ ماذا لو كففنا عن إرهاب الناس ونهب ثرواتهم وتسخيرهم كالعبيد لخدمة مصالحنا..؟! - علينا أن نعترف بأننا نحن الذين صنعنا الإرهاب بسلوكنا الأناني تجاه العالم.. ولن يتحقق لنا أمن إلا إذا تأكدنا أن كل الناس يحصلون على احتياجاتهم الحيوية ويحلمون بحياة أفضل.. لنتأكد على الأقل أننا لسنا الذين يسرقون أحلامهم..!
ضمن نصائح مور للأمريكيين لوقف الإرهاب في العالم تأتي نصيحة جريئة بالغة الأهمية حول إسرائيل يقول فيها: "ربما يكون من المناسب أن تعرفوا لماذا فاض الكيل بمئات الملايين من شعوب العالم بالقارات الثلاث على امتداد الأرض من مراكش على المحيط الأطلسي إلى الفلبين على المحيط الهادي.. بسبب ما تفعله إسرائيل في فلسطين..
كُفّوا عن ترديد تلك الأسطوانة المشروخة عن "اللاسامية.." فأنا أتحدث عن حقيقة أننا نحن الأمريكيين نساند إسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني.." ثم يتابع:
" والآن دعونا نتساءل: من أين جاء العرب بفكرة المظلومية هذه..؟" يقول مور ردَّا على تساؤله: "ربما حدث هذا عندما تطلَّع طفل فلسطيني إلى السماء فرأى طائرة أباتشي أمريكية تطلق صاروخًا يسقط على غرفة نوم أخته الطفلة فيمزق جسدها مِزَقًا..! " ...
ثم يتابع: " لقد قُتل كثير من الأطفال الإسرائيليين أيضًا بيد الفلسطينيين، ولكننى أعتقد أن الإسرائيليين يعلمون أنهم هم المخطئون.. وأنهم سوف يفعلون ما يفعله الفلسطينيون لو كانوا في مكانهم"..
وفى النهاية يقترح مور إقتراحًا بالغ الصدق بالغ السخرية.. فيقول:
"هناك طريقة واحدة لإيقاف القنابل البشرية.. إمنحوا الفلسطينيين بعض طائرات أباتشي من قاذفات الصواريخ.. وكما تعطون إسرائيل أربعة مليارات من الدولارات سنويّا، أعطوا الفلسطينيين أيضًا نفس المبلغ من المال.. ثم دعوا الفلسطينيين والإسرائيليين يتقاتلون حتى يُفنى بعضهم البعض.. وبذلك تنتهي المشكلة.. ودعونا نستريح..!"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق