الكاتب:محمد عبد العظيم
تركيا بوست
إن من أهم أركان المؤامرة الكبرى التي يديرها أعداء الإسلام لتدمير ثوابته، هو في تشويه فكرة الخلافة بشكل عام والخلافة العثمانية بشكل خاص في أذهان المسلمين، فنجدهم يُظهرون خلفاء الدولة العثمانية فى مسلسلاتهم وأفلامهم بأبشع الصور في الوقت الذي يمجدون فيه المجرمين ويصورونهم أبطالا كموسوليني وهتلر ونابليون ومحمد علي وجمال عبدالناصر، وتارة يصفونها في المناهج والكتب العربية التي تدرّس لأبناء المسلمين بالغزو والاحتلال العثماني، وتارة أخرى يظهرون العثمانيين عنصريين يفضّلون الجنس العثماني التركي على الجنس العربي.
وعلى الرغم من أن خطة المؤامرة والتشويه قد طالت التاريخ الإسلامي كله منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم مرورا بالخلفاء الراشدين والخلافة الأموية والعباسية ودول الإسلام المستقلة، إلا أن أكبر فترة تاريخية تم تشويهها عن عمد هي فترة حكم الخلافة العثمانية.
وذلك لعدة أسباب:
أولها
أن الخلافة العثمانية آخر خلافة للمسلمين وأقربها لعقولهم، فلم يمض على سقوطها حتى اليوم سوى 91 سنة، وبالتالي فتشويهها يهدم فكرة الخلافة بشكل عام فى نفوس وعقول المسلمين ويجعلهم غير راغبين فى عودتها مرة أخرى، ويقضي مسبقا على أية رغبة في عودة الوحدة للعالم الإسلامي من جديد.
ثانيا
الخلافة العثمانية تمثل أطول فترة خلافة فى تاريخ الإسلام وأعظمها، وبهذا ستظل كل الحكومات العربية والإسلامية في موضع المقارنة مع حكم الخلافة العثمانية، لذلك لا حل أمام هذه الحكومات غير تشويه الخلافة العثمانية.
ثالثا
الضغينة والكراهية الشديدة التي تحملها أوروبا تجاه الدولة العثمانية التي تذكّرهم بتاريخهم القذر وماضيهم السيء.
كل هذا وغيره جعل الخلافة العثمانية وسلاطينها في مرمى سهام أعداء الإسلام فسخّروا وسائلهم وفي مقدمتها ماكينتهم الإعلامية لتشويه الخلافة في أذهان الناس وتحويلها من عامل أساسي لعزة المسلمين إلى سبب للتخلّف والرجعية.
وللأسف الشديد ونظرا لضعف الثقافة وعدم معرفة غالبية المسلمين لتاريخ أجدادهم العثمانيين، نجح هؤلاء المجرمون في تحقيق مآربهم وتشويه صورة الخلافة في أذهان شريحة كبيرة من المسلمين حتى أصبحت المناهج الدراسية والكتب الثقافية العربية تتحدث عن الفتح العثماني وكأنه غزو واحتلال.
ما الذي قدّمه العثمانيون أثناء حكمهم
وأمام هذه الهجمة الشرسة والحملة القذرة كان لزاما أن نوضّح ولو في سطور قليلة بعضا مما قدّمه العثمانيون للمسلمين بل وللعالم بأسره، ليعلم الناس كمّ الافتراءات والأكاذيب التي أُلصقت بهذه الدولة العظيمة.
أولا:
فتح العثمانيون الكثير من دول العالم، وأسلم على أيديهم مئات الآلاف في الشرق والغرب وضمّت إمبرطوريتهم المسلمة ثلاثاً من قارات العالم هي آسيا وأفريقيا وأوروبا.
ثانيا:
فتح الله على أيديهم مدينة القسطنطينية التي بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بفتحها وأثنى على من سيفتحها، وقد حاول الكثير من الصحابة فتحها منذ عهد عثمان بن عفان ولم تنجح محاولاتهم، حتى جاء العثمانيون وفتحوها وحولوها من مركز الهجمات النصرانية على الإسلام إلى مقر الخلافة الذي تنطلق منه الجيوش لتنشر الإسلام في العالم بأسره، بل وغيّروا اسمها إلى إستانبول اي ”دار الإسلام”.
ثالثا:
سحق وتدمير الإمبراطورية الصفوية الشيعية المجرمة التي تحالفت مع أعداء الإسلام للقضاء عليه وسعت لاقتلاع الإسلام من جذوره، وانتصروا عليها في معركة جالديران عام 1514 ودخلوا تبريز عاصمة الصفويين.
رابعا:
إنقاذ أكثر من سبعين ألفا من مسلمي الأندلس ”المورسيكيون” وتخليصهم من محاكم التفتيش البشعة التي أقامها النصارى لهم.
خامسا:
بثّوا الرعب في نفوس أوروبا كلها من شرقها لغربها وسيطروا على البحر الأحمر والأسود والمتوسط والخليج العربي وسيطروا على بلغراد والمجر ورودس وبلاد القرم حتى وصلوا إلى أسوار فيينا، بل وصلت البحرية الإسلامية بقيادة القائد البطل خير الدين بربروسا إلى أعظم قوة بحرية في العالم.
بثّوا الرعب في نفوس أوروبا كلها من شرقها لغربها وسيطروا على البحر الأحمر والأسود والمتوسط والخليج العربي وسيطروا على بلغراد والمجر ورودس وبلاد القرم حتى وصلوا إلى أسوار فيينا، بل وصلت البحرية الإسلامية بقيادة القائد البطل خير الدين بربروسا إلى أعظم قوة بحرية في العالم.
سادسا:
كان أعداء الإسلام يضعون ألف حساب قبل أن يتجرئوا ويهاجموا أي بقعة من بقاع الإسلام حتى وإن كانت خارج سيطرة العثمانيين، لأنهم يدركون جيدا أن العثمانيين لا يدافعون عن أملاكهم الشخصية بل يدافعون عن كل شبر من أرض الإسلام.
سابعا:
وقف العثمانيون كحائط صد في وجه المحاولات الصليبية والصهيونية للسيطرة على مقدسات المسلمين حتى في فترات الضعف، وما فعله السلطان عبد الحميد الثاني أكبر شاهد على ذلك، عندما رفض التنازل عن فلسطين ومقولته الشهيرة
”والله لعمل المبضع في جسدي أهون علي من أن أرى فلسطين وقد بُترت من أرض الخلافة”.
أضف إلى كل ماسبق:
ما قدّمه العثمانيون في الحضارة والثقافة والعلوم المختلفة.
وكل هذا بالطبع لا يعني أن العثمانيين ملائكة لم يخطئوا، فهم بشر يصيبون ويخطئون ولكن أليس دخول ألف فرد فقط على أيديهم للإسلام كفيل بأن يجبّ أخطاءهم ويعفو بسببها الله عن زلاتهم، ناهيكم عن كل ما قدموه من فتح وجهاد ودخول مئات الألآف في الإسلام
واخيرا
أجيبوني بالله عليكم
هل رأت الأمة يوم عزّ منذ سقوط الخلافة العثمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك سنة 1924؟
رحم الله آل عثمان وتقبل جهادهم..
المصدر:تركيا بوست
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق