مدير السيرك
آيات عـرابي
دعك من أن وفد مؤتمر المنظمات اليهودية الكبرى هو مظلة تجمع 51 منظمة يهودية عاملة في الولايات المتحدة، ودعك من الأسماء المقبضة لتلك المنظمات (كأصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي، وكجمعية أصدقاء الليكود في أمريكا)، وأعد قراءة تصريحاتهم التي نقلوا فيها قول شاويش الانقلاب الذي قال إن نتن ياهو قادر على قيادة العالم!!
ستجد موظفا يكيل المديح لرئيسه في العمل؛ طمعا في ترقية أو علاوة، الصورة الحقيقية للعسكر دون رتوش، مجموعة من الموظفين لدى الخليفة الصهيوني الذي يحكم المنطقة من تل أبيب.
عشرات المقالات كتبتها عن الدور الحقيقي للعسكر في مصر وجيشهم وموقعهم من نظام سايكس بيكو، وأن أحد أهم تلك الأدوار هو حماية الكيان الصهيوني من المصريين، جاءت تلك التصريحات لتؤكد كل حرف فيها.
دعك مما يقولونه للبسطاء في إعلامهم عن الزعامة والريادة، وانظر إلى الصورة الحقيقية، مهما حدثك كُتابهم وإعلاميوهم عن العداء المزعوم مع الصهاينة.
الق نظرة على الدائرة المحيطة بعبد الناصر لتدرك الصورة الحقيقية.
سامي شرف، سكرتير الرئيس للمعلومات، كان عميلا للمخابرات السوفييتية، وتستطيع قراءة التفاصيل في أكثر من مصدر.
أشرف مروان الذي الحقوه بمكتب رئيس الجمهورية كان عميلا جنده الموساد في لندن،
السادات كان عميلا للسي آي إيه، جنده كمال أدهم مدير المخابرات السعودية في منزل فريد الأطرش في الخمسينيات، وكان يسلمه راتبا ثابتا، والقصة معروفة، وأكدها حسين الشافعي في برنامج شاهد على العصر كما وردت في أكثر من مصدر أمريكي من بينها كتاب البومرانج وكتاب مقدمات الإرهاب وصحيفة الواشنطن بوست.
ثم عبد الناصر نفسه، الذي كان على اتصال بضابط المخابرات الصهيوني يروحام كوهين، ثم تسلمت مسؤوليته المخابرات الأمريكية قبيل انقلاب 52 (أو هذا حدود ما نعلم)، ثم اتصالاته السرية بالكيان الصهيوني عبر خمس قنوات، وزيارات مبعوثه السري لبن جوريون التي فضحتها الصحف اللبنانية وقتها.
ثم هناك ضباط المخابرات الأمريكيون الذين دربوا ما تعرفه باسم المخابرات العامة (التي كان مديرها الانقلابي يقف كتفا إلى كتف مع شاويش الانقلاب، وحولهم ممثلو المنظمات اليهودية)، بل إن المسؤول عن تدريبهم وتدريب جيش عبد الناصر كان ضابطا ألمانيا سابقا، وأحد جواسيس الموساد.
ثم تقرأ في كتاب "مقدمات الإرهاب" كيف أبلغ الموساد السادات بمؤامرة انقلاب تدبرها المخابرات السوفييتية عبر رجال المخابرات الأمريكية في السفارة الإسبانية وقتها، وهو ما تعرفه أنت باسم ثورة التصحيح ومراكز القوى.
وتقرأ في الكتاب ذاته كيف أشرفت المخابرات الأمريكية على إعادة هيكلة المخابرات العامة، وتعيين هذا ورفد ذاك؛ لتطهيرها من عملاء المخابرات السوفييتية، وكيف تم وضع المخلوع على قوائم رواتب السي آي إيه سنة 1971، ليكون عينا على السادات لضمان حسن تنفيذه للأوامر.
حلبة سيرك تخفيه عنا شاشات الإعلام العسكري!
ملاهي تمرح فيها أجهزة المخابرات، ويحيطها غلاف سميك من الدعاية والأسماء التي تُغيبُ العقل، وتخفي المخلفات؛ لتحتفظ أنت بمسميات إعلامية وتظل ترددها وتزداد تغييبا.
خلف عملية التغييب الإعلامي كان يقف رجل لا يقل خطورة في نظري عن عبد الناصر.
هيكل، كاهن كل العصور، وربيب السي آي إيه الذي فضحه خروشوف، وذكر له أمام عبد الناصر في موسكو أرقام الشيكات التي حصل عليها من المخابرات الأمريكية، كما جاء في كتاب (كم عمر الغضب).
كان قائد الأوركسترا ومايسترو التغييب الإعلامي ومسؤول غسيل الأدمغة الأول في منظومة العسكر.
لم يقتصر ما ارتكبه هيكل في حق المسلمين على غسل سمعة نظام عبد الناصر وإخفاء علاقته بالمخابرات الأمريكية،
ثم عبد الناصر نفسه، الذي كان على اتصال بضابط المخابرات الصهيوني يروحام كوهين، ثم تسلمت مسؤوليته المخابرات الأمريكية قبيل انقلاب 52 (أو هذا حدود ما نعلم)، ثم اتصالاته السرية بالكيان الصهيوني عبر خمس قنوات، وزيارات مبعوثه السري لبن جوريون التي فضحتها الصحف اللبنانية وقتها.
ثم هناك ضباط المخابرات الأمريكيون الذين دربوا ما تعرفه باسم المخابرات العامة (التي كان مديرها الانقلابي يقف كتفا إلى كتف مع شاويش الانقلاب، وحولهم ممثلو المنظمات اليهودية)، بل إن المسؤول عن تدريبهم وتدريب جيش عبد الناصر كان ضابطا ألمانيا سابقا، وأحد جواسيس الموساد.
ثم تقرأ في كتاب "مقدمات الإرهاب" كيف أبلغ الموساد السادات بمؤامرة انقلاب تدبرها المخابرات السوفييتية عبر رجال المخابرات الأمريكية في السفارة الإسبانية وقتها، وهو ما تعرفه أنت باسم ثورة التصحيح ومراكز القوى.
وتقرأ في الكتاب ذاته كيف أشرفت المخابرات الأمريكية على إعادة هيكلة المخابرات العامة، وتعيين هذا ورفد ذاك؛ لتطهيرها من عملاء المخابرات السوفييتية، وكيف تم وضع المخلوع على قوائم رواتب السي آي إيه سنة 1971، ليكون عينا على السادات لضمان حسن تنفيذه للأوامر.
حلبة سيرك تخفيه عنا شاشات الإعلام العسكري!
ملاهي تمرح فيها أجهزة المخابرات، ويحيطها غلاف سميك من الدعاية والأسماء التي تُغيبُ العقل، وتخفي المخلفات؛ لتحتفظ أنت بمسميات إعلامية وتظل ترددها وتزداد تغييبا.
خلف عملية التغييب الإعلامي كان يقف رجل لا يقل خطورة في نظري عن عبد الناصر.
هيكل، كاهن كل العصور، وربيب السي آي إيه الذي فضحه خروشوف، وذكر له أمام عبد الناصر في موسكو أرقام الشيكات التي حصل عليها من المخابرات الأمريكية، كما جاء في كتاب (كم عمر الغضب).
كان قائد الأوركسترا ومايسترو التغييب الإعلامي ومسؤول غسيل الأدمغة الأول في منظومة العسكر.
لم يقتصر ما ارتكبه هيكل في حق المسلمين على غسل سمعة نظام عبد الناصر وإخفاء علاقته بالمخابرات الأمريكية،
ولم يقتصر على تخديره للشعب لتلقي الضربة الأولى وإعداده نفسيا لهزيمة 67، وتدليل الهزيمة بكلمة نكسة،
ولم يكن فقط مشاركا في تسليم بيت المقدس وسيناء والجولان للعدو الصهيوني،
ولم تقف جريمته عند الإلحاح على الفريق الشاذلي وقت تمثيلية أكتوبر على تطوير الهجوم؛ لفتح الطريق أمام العدو، ومن ثم الوصول إلى مشارف القاهرة (في مذكرات الشاذلي تلمح استنكارا لإلحاح هيكل المريب، وتقرأ كيف أمر السادات في اليوم التالي بتطوير الهجوم برغم رفض الشاذلي).
كانت جريمته الكبرى تدشين جيل من الصحفيين السطحيين المبهورين، تسلموا راية التغييب، وأصبحوا منابر للجهل والتغييب من بعده.
ما بين انقلاب يوليو 52 وانقلاب يونيو 2013 هناك 64 عاما قطعها هيكل، طريق أسود طويل قطعه هيكل حاملا خنجرا خلف ظهره، يقاتل به الوعي، ويوجه طعناته إلى الأدمغة.
كان هيكل هو مدير السيرك الحقيقي.
كانت جريمته الكبرى تدشين جيل من الصحفيين السطحيين المبهورين، تسلموا راية التغييب، وأصبحوا منابر للجهل والتغييب من بعده.
ما بين انقلاب يوليو 52 وانقلاب يونيو 2013 هناك 64 عاما قطعها هيكل، طريق أسود طويل قطعه هيكل حاملا خنجرا خلف ظهره، يقاتل به الوعي، ويوجه طعناته إلى الأدمغة.
كان هيكل هو مدير السيرك الحقيقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق