الاثنين، 4 أبريل 2016

الـسـيـسـي لا يـنـجــح

الـسـيـسـي لا يـنـجــح


 إعداد مجلة البيان
سمدار بيري/ "يديعوت أحرونوت"
إن باولا ريجيني، والدة الطالب الإيطالي الذي عُثر على جثته المحترقة الشهر الماضي على جانب الشارع السريع بين القاهرة والإسكندرية، تهدد بنشر صورته بعد موته.
 وقالت الأم الثكلى خلال ظهورها العاصف أمام البرلمان: "يجب التحلي بأعصاب قوية من أجل مشاهدة ما مر به جوليو، بسبب التعذيب الفظيع تمكنت من التعرف عليه فقط بفضل الشامة على أنفه".
في أعقاب القتل يهدد رئيس الحكومة والوزراء بإلغاء اتفاقيات تجارية، علماً أن إيطاليا تحتل المرتبة الأولى في الاستثمارات التي يحتاجها الاقتصاد المصري كحاجتنا إلى الهواء من أجل التنفس.
 ويطالب مسؤولون كبار الآن بنشر تحذير من السفر، وإذا قام ملايين السياح الإيطاليين بإلغاء حجوزاتهم، فسيشكل ذلك ضربة مالية بالغة الألم لمصر.
قضية اختطاف الطائرة التي هبطت الأسبوع الماضي في لارنكا القبرصية، عرَّضت الناطقين بلسان السلطة المصرية لمواقف محرجة. فبعد قيامهم بنشر اسم غير صحيح للخاطف، خرجوا لمهاجمة (وبحق) الخاطف الحقيقي.
ولكن عندما ادعوا أن لديه 16 ملفاً جنائياً، ثار السؤال حول كيفية صعود المختطف سيف الدين مصطفى على الطائرة.
فقد تم مصادرة جواز سفره، واسمه يبرز على قائمة الممنوعين من السفر إلى الخارج.
 المطلعون على الأمور أشاروا إلى عادة دفع الرشوة في المطارات المصرية.أحدهم يدفع من أجل التقدم في طوابير المنتظرين الكبيرة في المطار، وآخر يدفع لموظفي الجوازات، والثالث يدس الأوراق النقدية في جيوب الحراس كي يتجاوزوا التفتيش.
في يوم الاختطاف بالذات خططوا في موسكو لإغلاق ملف الطائرة الروسية التي تم تفجيرها في شرم الشيخ، والسماح للسياح الروس بالعودة إلى سيناء. لكن ظروف الاختطاف جعلت موسكو تعلن مجدداً عن مصر لأنها "دولة غير آمنة".
من جهة أخرى وجهت صحيفة "نيويورك تايمز" صفعة مدوية إلى السيسي عندما دعت في افتتاحيتها الرئيس أوباما إلى "التفكير بعمق" في العلاقات مع مصر في أعقاب اعتقال عشرات آلاف النشطاء السياسيين وإغلاق منظمتين لحقوق الإنسان في القاهرة.
 في اليوم ذاته، تم إقصاء المسؤول عن محاربة تبييض الأموال (هشام جنينة) من منصبه، وفرض الاعتقال المنزلي عليه. 
لقد كانت جريمته الوحيدة هي إعلانه أن حجم السرقات من قبل الجمهور خلال فترتي ولاية السيسي (إخفاء الضرائب ودفع الرِّشى) بلغ 76 مليار دولار.
لا يوجد أي نقاش حول ما إذا كان هناك فساد أم لا؟ لكن حجمه يقرر، وأكثر الأمور المريحة هي ضرب الساعي.
كما أن كمَّ أفواه المثقفين والصحفيين الذين "يزيفون" لا يتوقف؛ فيوم أمس أعلن قادة رابطة الكتاب العالميين (فين) عن منح جائزة للكاتب المصري أحمد ناجي مؤلف رواية "استخدام الحياة" الشهيرة التي تمت مصادرتها. وكانت الرقابة قد صادقت على رواية ناجي، وتم نشرها في المكتبات، فتلقفها الجمهور بحماسة، لكن شكوى قدمها محامي مصري ضد المؤلف مدعيا وجود "إباحية في الكتاب كادت تسبب لي نوبة قلبية"، أدخلت المؤلف إلى السجن، وحكم عليه في محاكمة عاجلة بالسجن مدة عامين.
ماذا أيضا؟ الجنيه المصري يواصل الهبوط، احتياطي العملة الأجنبية اختفى، لا وجود للمستثمرين الأجانب، ويتوقع موجة من الغلاء. الدخل المالي الذي يحققه عبور السفن في قناة السويس لم يحقق التوقعات، والسيسي يبحث عن حل سحري لإعادة الاستثمارات التي وعد بها ملايين المتبرعين لصندوق "تحيا مصر". كما أن إضافة الشيكل الإسرائيلي إلى قائمة العملات المتبادلة في بورصة القاهرة يواصل التسبب بغضب عارم.
السيسي لا ينجح رغم التصريحات المتفائلة، فإن ضوائقه تتزايد وأجهزته الأمنية لم تعد قادرة على إخفاء الخلافات الداخلية.
في القدس يتعقبون ما يحدث ويصمتون، ولا توجد كلمة واحدة حول حقوق الإنسان، فهذا لا يهم "إسرائيل"، أو عن العبوات المتفجرة.
من وراء الكواليس يعتبر السيسي صديقاً للأجهزة لدينا، وهؤلاء بالتأكيد يشعرون بالقلق إزاء ما يحدث لجارتنا الكبيرة في الجنوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق