لماذا أصبحت حلب...ورطة للعجم والعرب..؟! ) [١]
د. عبدالعزيز كامل
30/09/2016 02:37
(أولًا - على مستوى الحلف الأمريكي) :
● حلب صارت ورطة، لأن مصير المعركة فيها سيؤثر على مصير الصراع كله في سوريا، وربما ماحولها، فهدف أمريكا النهائي في سوريا أن تبقى كغيرها من بلاد الثورات العربية دولة علمانية "عسكليبرالية" تظل تدور في الأفلاك الصهيوصليبية، دون أن يكون فيها مكان للإسلاميين..متشددين أو معتدلين، ولهذا لن ترضى أمريكا أن تظل سوريا ذيلا ذليلا في تحالف روسيا الطامحة أو إيران الجامحة.
● وهي ورطة لأن سقوط حلب في يد بشار عميل روسيا وإيران سيكون بالنسبة للأمريكان هزيمة سياسية وعسكرية في ميدان صراع مفتوح زمانيًا ومكانيًا، بما قد يتطور إلى صدامات ومواجهات عالمية، لم تعد أمريكا نفسها لها، لاعسكريًا ولا سياسيًا ولا اقتصاديًا.
● ولأن الفصائل المجاهدة المتمركزة في شرق حلب، والتي تضطر امريكا لدعمها والانتصار من ورائها - وعلى رأسها جبهة فتح الشام (النصرة سابقًا) لاتزال مدرجة على لائحة منظمات الإرهاب الأمريكية - ومن ثم العالمية- رغم إعلانها الانفصال عن تنظيم القاعدة، وبهذا تضطر أمريكا بهذا الدعم اللازم أن تظهر في صورة راعية "للإرهاب"في نظر العالم .. رغمًا عنها..!
● وحلب ورطة لأن هذا الدعم العسكري الأمريكي الاضطراري اللازم، لن يكون نافعًا أو ناجعًا إلا إذا كان إمدادًا بصواريخ (مان باد) المضادة للطائرات، حيث لاتكفي صواريخ (تاو) الأمريكية أو (لاو) الفرنسية التي تصل إلى بعض فصائل المجاهدين بالفعل منذ سنوات دون أن تستطيع حل إشكال الاستباحة والاجتياح الجوي الروسي هناك .
● ولأن وصول هذه الأسلحة المتطورة المضادة للطائرات إلى ساحة الجهاد في الشام، لايمكن أن يكون مأمون العواقب لأمريكا وحلفائها، حيث يمكن حملها في حقائب السيارات الصفيرة، واستعمالها في إسقاط الطائرات التي ترتع في سماء سوريا وماحولها لمختلف الأطراف المتورطة هناك، سواء كانت طائرات عسكرية أو مدنية !
● ولأن أمريكا التي لم تعد قادرة على القتال إلا من وراء الجدر المحصنة جويا - بعد خسائرها الفادحة الفاضحة في أفغانستان والعراق - لاتجرؤ على إنزال قوات برية، للحسم على الأرض السورية، أسوة بما تقوم به بكل جبروت وعناد كل من روسيا وإيران، ولهذا ستظل محتاجة لهذ الدعم غير مضمون العواقب للمجاهدين السنة الذين تتظاهر بصداقتهم وتسميهم (الفصائل المعتدلة) !
● أن قدرة أمريكا على اتخاذ القرارات وإحكام السياسات في هذه الإشكالات المصيرية، تظل ناقصة، لأن "بومة" أمريكا الراحلة قريبا : (أوباما) ليس أمامه سوى التاهب للرحيل تاركًا أمريكا تدبر أمرها بنصف عقل مع كلينتون أو بلا عقل مع ترامب..!!
..........
(يتبع..)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق