قراءة في كتاب الحرب القذرة
شهادة على عشرية الجزائر السوداء
اسم الكتاب الحرب القذرة: شهادة ضابط سابق في القوات الخاصة بالجيش الجزائري 1992-2000
المؤلف:حبيب سويدية
لطالما كانت سلطة الغموض التي أحاطت بأحداث تاريخية معينة، سببًا في استثمار هذه الأحداث لصالح من استأثر بروايتها على الكيفية التي تحقق غاياته وتخدم مصالحه، بالتالي ينحرف مصير التاريخ عبر تحريف الحقائق، وبقدر تمكن المحرفين من تسويق روايتهم بقدر ما تبقى الجماهير أسيرة التضليل،وﻷن الانقلاب العسكري الذي حدث في الجزائر مدعومًا بالقوى الغربية إثر فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية وقبل المرحلة الثانية حيث دقت أجراس الخطر عواصم الاستعمار الخارجي والقائمين على أعماله في الداخل، لتبدأ عملية الاستيلاء على إرادة الشعب والسطو المسلح على اختيار الجماهير وما تلى ذلك من أحداث متداخلة كان الصراع فيها ملؤه التعتيم لحقيقة ما يجري في الواقع، لتتصدر رواية العسكر ومن تواطأ معه، وتهيمن على مخيلة المستضعفين.
وجاءت شهادة الحبيب سويدة -وهو ضابط سابق بالقوات الخاصة في الجيش الجزائري- في كتابه هذه الحرب القذرة، جاءت كأحد الروايات التي قدمت المشهد من داخل المؤسسة العسكرية، بصفته أحد المشاركين في الانقلاب، لكن من زاوية جديدة لرواية لا تريد لها المؤسسة العسكرية أن ترى النور.
العسكر ينقلب على إرادة الشعب
إرهاب العسكر وعقاب الشعب جماعيًا
شهود عيان على ما شهدته الجزائر
استثمار الجنرالات في حربهم القذرة
كان تاريخ 13 كانون الثاني سنة 2000 أخر أيام الأجل المحدد الذي حدده بوتفليقة فيما سماه الوفاق المدني الذي نص على تسليم المسلحين سلاحهم مقابل العفو، وعبّر الكاتب عن قناعته بأن من وافقوا على هذا القانون كانوا أصلًا ممن جندتهم عصابة الجنرالات داخل الجماعات المسلحة، لتقع تبرئة القتلة وتُطوى جرائم سفك دماء مئات الآلاف من المدنيين، ويُنسى ملف الجنرالات الذين سعت الجهود الكثيفة في الإعلام إلى تبييضهم وتقديمهم إلى الشعب بصورة مغايرة لحقيقة الوحشية التي مارسوها طيلة السنين.
لا توحي البدلة العسكرية والزى الرسمي الذي يرتديه كبار الجنرالات والكوادر العسكرية في بلادنا العربية من الوهلة الأولى سوى بذلك النمط من الانضباط الذي يُعتاد تسويقه لهم، معلقين على صدورهم النياشين والأوسمة التي قُدِّمت مقابل تفانيهم في خدمة شعوبهم وحمايتهم من خطر الآخر، لكن في كثير من الأحيان يكون وراء تلك الأوسمة أخاديد من المقابر الجماعية التي ضمت رفات آلاف الأبرياء من المدنيين والعزّل، الذين قُتِلوا على يد من استأمنوهم أرواحهم و مصائرهم مطمئنين، إنّ تلك الجروح التي لا تزال أوجاعها تنزف في ذاكرة الجزائر، فكيف يكون مصير الغنم إذا كان يرعاها الذئاب..!
نبذة عن الكتاب | في هذا الكتاب، يقدم حبيب سويدية، المظلي السابق في القوات الخاصة للجيش الجزائري، أول شهادة يدلي بها ضابط، بوجهٍ مكشوف، عاش يومًا بيوم تلك الحرب القذرة التي تمزق بلده منذ العام 1992. يروي ما رآه: التعذيب، الإعدامات العرفية، التلاعُبات، واغتيال المدنيين. يرفع الغِطاء خصوصًا عن أحد أكثر "المحرمات" في الماساة الجزائرية، التي حرصت السلطات الجزائرية على عدم الاقتراب منها الا وهي الآلية الداخلية لعمل الجيش الجزائري. يكشف وقاحة الجنرالات في موضع تقدير العواقب، ودموميتهم، حشو الأدمغة الذي يُخضعون له جنودهم، وأيضاً يأس الجنود المُكرهين على القيام بأفعال بربرية، وفتك المخدرات وعمليات التطهير الداخلية. سيكون لهذه الشهادة الاستثنائية دويٌّ كبير بعيدًا عن التضليل الإعلامي الذي كثيرًا ما منع الرأي الأوروبي من إدراك البعد المخيف للحرب الدائرة فيما وراء المتوسط. |
قراءة مؤمن سحنون
وجاءت شهادة الحبيب سويدة -وهو ضابط سابق بالقوات الخاصة في الجيش الجزائري- في كتابه هذه الحرب القذرة، جاءت كأحد الروايات التي قدمت المشهد من داخل المؤسسة العسكرية، بصفته أحد المشاركين في الانقلاب، لكن من زاوية جديدة لرواية لا تريد لها المؤسسة العسكرية أن ترى النور.
العسكر ينقلب على إرادة الشعب
كان الحبيب سويدة كغيره من الذين لحقوا بالجيش بقناعة أن هذه المؤسسة تمارس عملًا نبيًلا وتحمي الشعب من الأخطار المختلفة، ثم ما برحت هذه القناعة تتلاشى شيئًا فشيئًا مع كل يوم وحادثة جديدة يشهدها “حتى استقرت بعض تلك المشاهد ككلمات في هذا الكتاب، فكانت شهادته عبارة عن صور لوقائع مثَّلت جزءًا من مأساة الشعب الجزائري الحر.
بعد الانقلاب الذي نفذه الجيش مدعوما بالقوى الخارجية، بدأت الأحداث العسكرية وتواترت أخبار تسليم جثث العسكريين لأهاليهم دون تفسير لحوادث قتلهم، أو الطريقة التي قُتِلوا بها، ما أثار الشكوك في سياسة جنرالات الجيش.
مارس المسؤولون في الجيش التحريض النفسي لترسيخ فكرة الصراع، في هذه البيئة يتم صنع آلات القتل المتعطشة لإهدار الدماء ونهب الأموال عبر التعبئة المتواصلة بالكراهية وخطاب المواجهة التي يخوضها الجيش ضد الظلامية وضرورة تصفية الخونة واستئصال مناصريهم، بالتالي تصبح فكرة قتل المدنيين أمرًا هيَنًا ومُبرَّرًا.
كان كبار الضباط يرسخون هذه الأفكار ويكرّرونها على أسماع الجنود باستمرار طوال ساعات النهار، كما مُنِعت الصلاة داخل الثكنات لتصبح شبهة يُلاحَق على إثرها من يلتزم بها، ووقعت تصفية المتعاطفين مع الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية، ومن سلِم من القتل طُورِد حتى السجن ومُورست عليه حفلات التعذيب والمحظوظين تم إبعادهم.
إرهاب العسكر وعقاب الشعب جماعيًا
في المدن كانت عمليات اعتقال الشباب المدني تحدث لمجرد شبهة التعاطف، ثم يقع قتلهم بعد التعذيب دون تحقيق عادل أو شفقة.
في الليل، تجوب سيارات مكافحة الإرهاب دون لوحات رقمية، تنهب ما تشاء وتعربد أين تريد وتبتز الأغنياء من الصاغة والميسورين باتهامهم بصلتهم بجماعات مسلحة، من يدفع يُترك لشأنه ومن يرفض يُقتل في مكانه أو يُنقل إلى مركز شاتونوف لُيعَّذب قبل الموت.
وتحت غطاء عمليات مقاومة الإرهاب، كان الجنود يتسكعون في وقت حظر التجول ليلًا حول المدن الجامعية للبنات، مبيحين لأنفسهم اللهو والفجور، وتحت الإكراه وقع اغتصاب العديد من الطالبات، بعضهن حملن، بعد اجبارهن على تسليم أنفسهن تحت التهديد، ليقع فيما بعد ابتزازهم وتجنيدهم كعميلات لمديرية الاستخبارات الأمنية داخل المبيتات أو في وسطهن المهني كصحفيات، وعند قدومهن للمديرية يعاملن معاملة حيوانية.
في مشهد معتاد تتحرك قوات العسكر بعد أوامر مفاجئة، منهم من يرتدي الزي العسكري ومنهم بزي مدني، ينزلون إلى إحدى المدن بعد منتصف الليل وينفذون مذبحة في أهلها، لتعلن الصحف في صباح اليوم التالي عن هجوم إرهابي على قرية الزعترية ينتج عنه عدد من القتلى… في إحدى الليالي صادف أن شارك الكاتب في عملية مشابهة، حيث رأى خناجر زملائه تقطر من دماء الأبرياء، وهي صدمة أولى تلتها الصدمات تباعًا.
كانت الأوامر تهدف لتصفية كل الإسلاميين، أي كل من صوَّت لجبهة الإنقاذ في الانتخابات، لم يكن الأمر يتعلق فقط بمن يحملون السلاح رفضًا لسرقة العسكر لإرادة الشعب والتفافه على نتائج التصويت، بل كانت كل نفس لم تصادف أهواء الجنرالات وطغيانهم مستهدفة بالقتل، ما يعني زرع الرعب كعقاب لكامل الشعب الجزائري، والحكم كان صريحًا بالإبادة المفتوحة.
شهود عيان على ما شهدته الجزائر
من ذلك ما شهدته مدينة الأخضرية، فسبعون بالمئة من سكانها صوتوا لصالح الجبهة الإسلامية للإنقاذ، بالتالي استعمال العسكر للوحشية التامة مباح مع المدنيين والعزل، فهم في نظر الجنرالات إرهابيون، ومع انتشار أكوام الجثث التي اكتشفها السكان حول المدينة، وبكل وقاحة تذهب قوات الدرك والشرطة، حين يقع إعلامهم بوجود هذه الجثث، مصطحبين سيارات الحماية المدنية لجمعها وأخذها إلى مشرحة مستشفى المدينة، فيتعرف الأهالي على بعضها، ولا يتعرفون على ما كان محروقا منها، كل هؤلاء كانوا في ظن السكان من ضحايا الإرهابيين.
في فيلا في مدينة الأخضرية، كانت عمليات التعذيب تقع على من يتم خطفهم من المدنيين بإشراف الجنرالات وتنفيذ الضباط، وباستعمال وسائل تأنف منها وحوش البراري والسباع، صرخات الأبرياء كانت ترتفع في كل مكان، وفي يوم اقتيد رجلان بعد شبهة علاقتهما بالمسلحين، وبدأ التعذيب في الفيلا المعهودة في مدينة الاخضرية، وبعد اليوم الرابع جاءت عجوز تبحث عن ابنها وزوجها وقالت أنها تعلم أنهم مسجونين داخل هذا المبنى، قالت أنها تعرف ذلك لأن الفرنسيين كانوا يقتادون إليها المدنيين خلال حرب التحرير، لا شيء تغير بالنسبة لها منذ أكثر من ثلاثين عامًا، لا فرق بين الجيش الفرنسي وجرائمه التي حدثت، والجيش الوطني وما يقترفه من جرائم، بأسلوب مشابه لنفس الضحية، غير أن هذه العجوز لم ترى زوجها وولدها ثانية فقد تم تصفيتهم.
مع تقدم العمليات حدثت تغيرات في المناصب داخل الجهاز العسكري وذلك بترقية من يحقدون على الإسلاميين أكثر وتأخير الأقل بأسًا، كان رجال الاستخبارات يطلقون لحاهم ويخرجون في لباس مدني، إشارة الى أنهم في الطريق الى مذبحة جديدة، ليدخلوا أحد القرى ويجلبون منها عددًا من المدنيين مقيّدي الأيدي بالأسلاك الحديدية ومغطّون الرؤوس بالأكياس، هؤلاء الذين كان قتلهم يتم بمعية الجنرالات لا تزال عائلاتهم إلى الآن تعتبرهم إما مفقودين أو قُتِلوا على يد الجماعات الإسلامية.
في مدينة تينيس غربي الجزائر، وردًّا على كمين استهدفهم، قام فريق مكون من ضباط استخبارات بهجوم على من كانوا يزعمون أنهم عائلات الإرهابيين، كانوا يطرقون أبواب المنازل بثياب الإسلاميين ويقولون افتحوا نحن “الإخوة “ثم يذبحون جميع الأسر، مجزرة أزهقت فيها خلال أسبوع من النساء والأطفال والرجال أكثر من مئة وثمانين نفسًا لم تذكرهم أي وسيلة إعلام محلية ولا أجنبية، كما قتل أفراد الكوماندوس كل من كان في المنازل المعزولة في الجبال وسكان قريتين صغيرتين بالكامل وكان من السهل أن يقال أن الإرهابيين هم من قتلوهم لموت الجميع دون بقاء شاهد على المجازر.
ثم حدث ما سمي بحرب العشائر، وهو صراع بين عشيرة الرئيس وعشيرة الجنرالات، وبالطبع كان من السهل أن تنسب الجرائم الدامية فيها إلى الإسلاميين، وكان يحدث أن تقوم وحدات أمن متنكرة بقتل رجال شرطة أو عسكريين أو بذبح مدنيين لكي يمكنها فيما بعد الاتصال بالمقاتلين الإسلاميين واختراقهم أو تصفيتهم.
أدى ضغط الجرائم المتتالية إلى التحاق عدد كبير من العسكر بالمجاهدين، منهم من أصبح قائدًا لمجموعة مسلحة، كما اضطر كثير من المدنيين إلى حمل السلاح دفاعًا عن أنفسهم أو انتقامًا لما عاينوه من جرائم في حق الأهالي في وقت أصبح قطع الرؤوس عادة يوصي بها الجنرالات أبرزهم الجنرال قائد صالح الذي يتزعم اليوم المشهد السياسي الجزائري.
وبينما تبيت مدن بأكملها تحت حصار الرعب والجوع، كانت الطائرات العسكرية تنقل أشهى الأطعمة والفواكه الى كبار جنرالات العسكر الذين يعتبرون المؤسسة العسكرية مؤسسة يستثمرون فيها على حساب الأرواح والأشلاء والمجازر والدماء البريئة.
استثمار الجنرالات في حربهم القذرة
بعد انقلابهم على مصير الشعب بلغ الجنرالات للثراء الفاحش، فقد اعتبروا كل ما يمكنهم نهبه غنيمة مباحة، ومن ذلك ابتزاز التجار وأصحاب الأعمال، وامتد ذلك حتى للاستيلاء على مقدرات من دونهم في الجيش وشاعت تجارة السيارات المسروقة والعملة الصعبة والمخدرات حتى أن الثراء الذي بلغه الجنرال قايد صالح قائد القوات البرية مثلا مكنه من بناء قصر كلف عدة ملايين في ثكنته في عين النعجة، بينما صرف غيره الأموال عبر إنشاء شركات كواجهة وهمية بأسماء مستعارة.
فيما تفشى إدمان المخدرات واستهلاك الكحول داخل الثكنات بين الضباط والجنود، وكانت كثير من العمليات تتم بعد تعاطي جرعات التخدير، بينما أصبحت المؤسسة العسكرية راعية للجريمة المنظمة بعد تسليحها لمليشيات من المدنيين من سجناء الحق العام السابقين الذين هاجموا الأسر ونفذوا عمليات إعدام متعددة في أنحاء البلاد.
حسب شهادته أودع الحبيب سويدة سجن البليدة بتهمة كيدية للتخلص منه، وحكم عليه بأربع سنين يقضيها داخل حبسه الذي صممه الجنرالات على شكل الهلال والنجمة المكونين للعلم الجزائري… هناك عاش أيام من تجبر العسكر وطغيانهم وامتهانهم لكرامة من يعتبرونهم عبيد يفعلون بهم ما يشاءون، وبعد فصول التنكيل كان بعض المسجونين من الجيش يقسمون على الالتحاق بالمتمردين الإسلاميين بعد إطلاق سراحهم.
بعد هذه التجربة عبّر الكاتب عن قناعته أن الجنرالات هم من كانوا يديرون هذه الحرب القذرة، بالمجازر التي حدثت في المدنيين والتي نُسِبت للإسلاميين، و باختراق أو صنع جماعات مسلحة والتحكم بها وتوجيهها من داخل ثكنات مديرية الاستخبارات الأمنية، وإطلاق خطاب من الغلو لتكوين حاجز نفسي يفصل بين الشعب والمقاومة المشروعة، ومضاعفة العنف الموجه ضد المدنيين وإفساد سمعة الإسلاميين وإثارة الكراهية وبث الخوف حتى من ممارسة الشعائر الدينية، فضلًا عن الاستثمار المربح الذي جناه تجار الموت من العصابة الحاكمة، ومن ورائهم دعم دولي على رأسه فرنسا بالمال والسلاح والتعتيم الأمني والخبرات العسكرية وتبييض الأموال.
الوفاق لغسل الأيادي الملطخة
كان تاريخ 13 كانون الثاني سنة 2000 أخر أيام الأجل المحدد الذي حدده بوتفليقة فيما سماه الوفاق المدني الذي نص على تسليم المسلحين سلاحهم مقابل العفو، وعبّر الكاتب عن قناعته بأن من وافقوا على هذا القانون كانوا أصلًا ممن جندتهم عصابة الجنرالات داخل الجماعات المسلحة، لتقع تبرئة القتلة وتُطوى جرائم سفك دماء مئات الآلاف من المدنيين، ويُنسى ملف الجنرالات الذين سعت الجهود الكثيفة في الإعلام إلى تبييضهم وتقديمهم إلى الشعب بصورة مغايرة لحقيقة الوحشية التي مارسوها طيلة السنين.
لا توحي البدلة العسكرية والزى الرسمي الذي يرتديه كبار الجنرالات والكوادر العسكرية في بلادنا العربية من الوهلة الأولى سوى بذلك النمط من الانضباط الذي يُعتاد تسويقه لهم، معلقين على صدورهم النياشين والأوسمة التي قُدِّمت مقابل تفانيهم في خدمة شعوبهم وحمايتهم من خطر الآخر، لكن في كثير من الأحيان يكون وراء تلك الأوسمة أخاديد من المقابر الجماعية التي ضمت رفات آلاف الأبرياء من المدنيين والعزّل، الذين قُتِلوا على يد من استأمنوهم أرواحهم و مصائرهم مطمئنين، إنّ تلك الجروح التي لا تزال أوجاعها تنزف في ذاكرة الجزائر، فكيف يكون مصير الغنم إذا كان يرعاها الذئاب..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق