لقد آواكَ شعبُنا يوم افتقدتَ الملاذَ الآمن، واقتسمَ أبناءُ سورية -مع أهلكَ وطائفتكَ- رغيفَ الخبز وحبةَ الدواء والمسكنَ وكوبَ الماء.. يومَ شُرِّدوا بتصرّفاتك الحمقاء على الحدود مع الكيان الصهيونيّ.. فما وجد شعبُنا مقابل ذلك -منك ومن أزلامك- إلا التنكّر والنكران، إذ لم تكتفِ بمشاركة عصابات بشار في عمليات قتل شعبنا، وانتهاك أعراضنا، وتدمير بيوتنا، وقَنص نسائنا وأطفالنا.. بل تماديتَ في محاربة لاجئينا الفارّين من بطش شبّيحة بشار، إلى لبنان الذي لم يجد حضناً دافئاً يأوي إليه -في كل أزماته ومِحَنِهِ- إلا حضن السوريين.. تماديتَ في محاربة لاجئينا على الأرض اللبنانية، فأطلقتَ شبّيحتكَ (الممانِعين!)، ومنعتَ الحليبَ عن أطفالنا الرضّع، وحرّضتَ حثالات الحكومة اللبنانية السابقة وأجهزتها الجبانة على أهلنا، واختَطَفَتْ عصاباتُكَ أحرارَنَا، وهدّدتَ أُسَرَنا وعائلاتنا، واسترجلتَ على عجائزنا!.. أيها الصفويّ المعتدي: لا فائدة من تأكيدكَ المستمرّ -في كل مناسبة- على دعمكَ لنظام القَتَلَة في دمشق، كُرمى لعيون (المقاومة والممانعة)، التي لا نشاهدها إلا في شوارع المدن والقرى السورية، كما شاهدناها -منذ سنواتٍ- في بيروت والشوارع اللبنانية، على أيدي حثالاتك وحثالات بشار وخامنئي والمالكي: كلب الفُرس!.. وهي خصلة (الوفاء) الصفوية التي تمارسُها تجاه الشعب السوريّ، الذي وقف إلى جانب لبنان خلال حرب تموز 2006م.. تلك الحرب التي أشعلتَهَا يا حسن، خدمةً للوليّ الفقيه ونظام المجوس، وخدعةً لبسطاء شعوبنا العربية والإسلامية!.. لن نُذَكِّركَ بأصلكَ وجذورك، التي ارتوت من سموم قُمٍّ والنجف، لتتخرَّج منها أفعى رقطاء تَحُومُ حول حِمى الإسلام والعرب والمسلمين، تستغلّ الفرص -كلما سنحت- لغرز أنيابك السامة في ظهر هذه الأمة، وخاصرتها، بل في قلبها المؤمن!.. حذّرناك مراراً، -أيها الطائفيّ- من الزجّ بعصاباتكَ ومُجرميكَ ومُشركيك، في الشوارع السورية، ومن نشر قنّاصيكَ على أسطح البنايات في مدننا وبلداتنا، ومن قصف أهلنا في الزبداني ومضايا والقصير وريفها، بمدفعية أوكاركَ اللبنانية وصواريخها!.. يا حسن الفُرس: إننا نشاهد في كل خروجٍ لك من سردابكَ المظلم، فصلاً جديداً من تواطئكَ ونذالتك، وحرصكَ على تسلّط عصابات بشار أسد على رقاب شعبنا، واتهامكَ الأحرار السوريّين بما تسمّيه التوقيع على أوراق الاعتماد الأميركية والإسرائيلية!.. فاعلم يا عميلَ المجوس، الفخورَ بممالأة الوليّ الفقيه الصفويّ، وبالالتحام مع أبناء ملّتكَ في العراق، القادمين إلى كرسيّ الحكم على الدبابة الأميركية بمباركةٍ صهيونية.. اعلم بأنّ مزاميركَ المهترئة المستوحاة من دِين جدّكَ الأكبر (عبد الله بن سبأ)، وقراطيس أجدادكَ الدجّالين الخونة: ابن العلقميّ والطوسيّ وإسماعيل الصفويّ.. لم تعد تفيدكَ أو ترفع عنك صفةَ الخبث والتآمر، والحقد الأعمى، والطائفية في أبشع صورها، والجناية الإجرامية بحق سورية وشعبها الثائر على الظلم والعبودية!.. إنّ الذبابة القذرة -يا حسن- لا يمكن أن تحاضِرَ في وسائل النظافة، فاحذر أن تُلقي على شعوبنا العربية والمسلمة مواعظكَ القميئة، حول الوحدة والصلح والحوار والسلم الأهليّ والممانعة والمقاومة، كما يفعل أولياءُ أمركَ المشعوذون في طهران، وحلفاؤك الباطنيون -أبناء جلدتكَ- من عملاء أميركة والصهيونية في بغداد، والخونة الأسديون في دمشق.. فقد انكَشَفَتْ الحقائق، وسقطتَ -يا ذنب الوليّ الفقيه- قبل سقوط بشار، ووقعتَ في شرّ عملك، ومستنقع فسادك، ووضاعة صنيعك!.. كُن على يقينٍ -أيها الطائفيّ الجبان الغادر- أنّ يومكَ قد اقترب، ونهايتكَ قد لاحت، وشرّكَ قد أوشكَ على الزوال، وأنّ شمسكَ -لا ريبَ- آفلة.. فَقَسَماً بالله العزيز الجبّار القدير، وبالذي رَفَعَ السماءَ بغير عَمَد، ليأتينّك أحرار خالد بن الوليد بجيشٍ حُرٍّ أصيلٍ لا قِبَلَ لك -ولا لأولياء نعمتكَ أو قُطعانِكَ- فيه، آخره في حمص، وأوّله في وكركَ المظلم وسراديبكَ الخيانية الجاثمة على صدر لبنان في الضاحية الجنوبية، فانتظر لتشهدَ بأمّ عينك، كيف ستتحقّق سنّةُ الله - عز وجل - فيك، وفي أمثالكَ من الخونة المارقين الظالمين الغدّارين، عُميانِ البصر والبصيرة الطائفيين المجرمين.. يا حثالة العالَمِين، والأوّلين والآخرين!.
مفكرة الاسلام: أكد محامي السجين السعودي حميدان التركي في الولايات المتحدة بطلان المزاعم التي يروج لها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي والتي تحاول إيجاد صلة بين مقتل مدير سجن ولاية كولورادو توم كليمنتس والحساب البنكي لحميدان.
وذكرت صحيفة دينفر بوست أن المجرمين الذين قتلوا كليمنتس في 19 مارس الماضي تدور شبهات حول حصولهم على أموال من السجين السعودي من خلال حسابه البنكي. وأشارت الصحيفة إلى وجود تحقيقات بشأن الحسابات البنكية والحسابات المالية في السجن. ويقوم المحققون بدراسة إمكانية وجود صلة بين أحد المسجونين وعملية القتل، مدعين أن التركي قام بتحويلات مالية كبيرة إلى جهة ما. وشدد المحامي على أن كل هذه الاتهامات كاذبة ولا تعدو كونها تكهنات بدون أن يكون هناك دليل واحد يدعمها، مشيرًا إلى استجواب أحد المشتبه بهم وهو سعودي الجنسية. وكان أحمد التركي شقيق حميدان التركي قد ذكر أن إدارة السجن التي تحتجز أخيه حميدان أخرجته من الحبس الانفرادي. وأوضح شقيق حميدان أن فريق الدفاع عن أخيه "أقام دعوى ضد سجون "لايمون" بولاية كلورادو الأمريكية ؛ لاستمرار حبسه رغم ظهور براءته من قتل مدير إدارة الإصلاح في كلورادو ولم تخرجه من الحبس الانفرادي". وكان حسين خنيزان صهر السجين السعودي في الولايات المتحدة حميدان التركي كشف قبل يومين عن زيارة قام بها إلى سجن لايمون في ولاية كولورادو الأمريكية، الذي يعد الأشد خطورة على مستوى أمريكا بعد سجن جوانتانامو. وقال خنيزان: "موعد الزيارة تحدد بعد موافقة السفارة السعودية، وحين وصولي إلى مقر سجن لايمون تمت مراحل التفتيش الدقيقة عبر ممرات ومداخل السجن". وبخصوص صحة حميدان الذي غزى الشيب رأسه، قال خنيزان: إنه مصاب برباط في ركبته منذ 4 سنوات وإصابة أخرى في كتفه، وتزيد آلامه الرعاية الصحية السيئة، إلا أنه صابر ومتماسك. أخبار ذات صلة
أنكون قد دخلنا في طور تصفية الثورة المصرية دون أن ندري؟
(1)
لا أجد مدخلا لعرض الموضوع أفضل من استعادة ما جرى للثورة التي قادها رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق وتحدى فيها شاه إيران عام 1951.
ذلك أن مصدق كان يقود وقتذاك الجبهة الوطنية أو "جبهة ملي" التي كان من بين أهدافها تأميم النفط الإيراني وتخليص البلاد من هيمنة البريطانيين والأميركيين.
لم يكن الرجل غريبا على المشهد السياسي لأنه كان وزيرا سابقا ونائبا في البرلمان وقياديا وطنيا مرموقا، فانتخبه البرلمان رئيسا للوزراء في ذلك العام (1951)، لكنه بعد يومين من انتخابه أصدر قرار تأميم النفط، الأمر الذي استفز الإنجليز والأميركيين والشاه وطبقة الملاك المرتبطة به.
وحين أعلن اعتزامه وضع خطة لتطبيق الإصلاح الزراعي وتحديد ملكية الأراضي، خاصمته المؤسسة الدينية وتخلت عن تأييده، واعتبره بعض رجال الدين من فقهاء السلطان معاديا للإسلام والشريعة.
ادعت بريطانيا على مصدق أمام محكمة العدل الدولية بزعم انتهاك حقوقها النفطية، فسافر بنفسه إلى لاهاي مدافعا عن حقوق بلاده النفطية، ووصف بريطانيا بأنها "دولة إمبريالية تسرق قوت الإيرانيين المحتاجين".
وفي طريق عودته مر بالقاهرة حيث استقبله النحاس باشا واحتفت به الجماهير وهو في طريقه من المطار إلى فندق "شبرد" الذي أقام فيه.
أعدت بريطانيا خطة لمواجهة مصدق اعتمدت على تشويه صورته في وسائل الإعلام المحلية الدولية، وتجنيد كبير البلطجية لتنظيم مظاهرات للحط من قدره وهيبته، وقد نجحت في ذلك
لم يكن هناك مفر من مواجهة مصدق والسعي لإجهاض ثورته،فلجأت بريطانيا إلى فرض حصار دولي على النفط الإيراني بدعوى أن حكومته انتهكت حقوق شركة بريتيش بتروليوم التي تملك لندن الحصة الأعظم في ثروتها، ومن ثم مارست ضغطا اقتصاديا أسهم في تردي الأحوال المعيشية للإيرانيين ومن ثم تعبئة الناس ضد حكومة مصدق.
أما الولايات المتحدة التي اعتبرت إيران قاعدة مركزية لها في مواجهة السوفيات، فإنها أوفدت إلى طهران اثنين من رجال المخابرات المركزية للقيام بما يجب لإسقاط الحكومة.
الاثنان -كيرميت روزفلت ونورمان شوا رزكوف- خططا للمهمة التي أطلق عليها اسما سريا هو "العملية أجاكس" (تسمى بالفارسية "انقلاب 28 مرداد")، وكانت خطواتها كالتالي:
- تشويه صورة مصدق بإطلاق مظاهرات معادية له روجت لها وسائل الإعلام المحلية الدولية، حتى وصفته صحيفة نيويورك تايمز بالدكتاتور وشبهته بهتلر وستالين. وقالت صحيفة التايمز البريطانية إن ما أقدم عليه مصدق يعد أسوأ كارثة حلت بالعالم الحر الرافض للشيوعية.
- تجنيد كبير بلطجية أو زعران طهران -واسمه شعبان جعفري- وتكليفه بالاستيلاء على الشوارع الرئيسية في العاصمة، وتم استدعاء رجاله في حافلات من أنحاء البلاد، وهؤلاء تجمهروا في الشوارع وأطلقوا الهتافات الرخيصة التي حطَّت من قدر وهيبة الدكتور مصدق.
- اغتيال الشخصيات الوطنية إذ لقي 300 شخص مصرعهم في شوارع العاصمة التي خيم عليها الذعر وشاع الخوف.
- التواطؤ مع بعض قادة الجيش على قصف منزل الدكتور مصدق، وهي العملية التي قادها الجنرال فضل الله زاهدي الذي كان شاه إيران قد عينه في منصب رئيس الوزراء بدلا من مصدق، قبل هروبه من طهران إلى إيطاليا عبر العراق.
نجحت مهمة روزفلت الذي حمل هو ورفيقه المال اللازم لتمويل كل مراحل العملية، إذ انتهى الأمر بإلقاء القبض على مصدق وإصدار حكم بإعدامه خففه الشاه -الذي عاد منتصرا- إلى السجن ثلاث سنوات، ثم تحديد إقامته بقية عمره منفيا في قرية أحمد آباد الواقعة شمالي إيران، والتي ظل فيها حتى وفاته عام 1967.
(2)
قبل مغادرة المشهد الإيراني أذكّرك بثلاثة أمور أرجو أن تظل حاضرة في ذهنك ونحن نطل على المشهد المصري:
أولها أن حملة إسقاط مصدق وإجهاض ثورته بدأت بالحصار الاقتصادي الذي استهدف التضييق على الناس وإقناعهم بأن الوضع المستجد أسوأ من سابقه.
الأمر الثاني أن عملية "أجاكس" التي مولتها المخابرات المركزية استخدم عملاؤها ثلاث فئات تولت مهام تنفيذها، وتمثلت في الإعلام والبلطجية وبعض عناصر الجيش.
الأمر الثالث أن العملية استغرقت سنتين من عام 1951 إلى عام 1953.
ونحن في صدد الخبرة والعبرة، ألفت الانتباه إلى أن إجهاض الثورات الثلاث لم يعد فيه سر إلا في التفاصيل الدقيقة، لأن الباحثين الغربيين بوجه أخص حولوا الموضوع إلى علم يدرس في الجامعات، بعدما أخضعوا ثورات العالم للتحقيق والدراسة، حتى توفرت لدارسي وأساتذة العلوم السياسية مراجع مهمة تشرح للطلاب خلفيات الثورات وأسباب نجاحها وعوامل فشلها، وهؤلاء يعرفون جيدا أسماء كرين برينتون وباريغثون مور وتيدا سكوتشبول وجاك غولدستون الذين يعدون أشهر منظري الثورات في العالم، وهم من عكفوا على دراسة الثورات الكبرى في أوروبا وأميركا اللاتينية إضافة إلى الثورة الإيرانية.
ومنهم من تابع أجيال الثورات ورصد مؤشراتها وتفاوت خبراتها، الأمر الذي وفر لنا حصيلة جيدة تمكننا من الإجابة على السؤال: ما أعراض وعوامل إجهاض الثورات وتصفيتها؟
(3)
لا مجال للحديث عن التدخل الخارجي المتمثل في الغزو المسلح أو التمويل المالي، لأن الخارج له حساباته ومصالحه سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة، ومن الطبيعي أن يسعى إلى الدفاع عنها بكل السبل، ولذلك فإنه حين يحاول التدخل المذكور فإنه يؤدي واجب الدفاع عن تلك المصالح، ومسلكه يصبح مفهوما من هذه الزاوية، حتى وإن لم يكن مقبولا.
لذلك فالمشكلة الأساسية ليست في احتمالات التدخل الخارجي، ولكنها غالبا ما تكمن في هشاشة الداخل وتمزقاته التي توفر حالة القابلية لإجهاض الثورة.
ولا تفوتنا في هذا السياق الإشارة إلى حالات أخرى لا تحتاج فيها الثورة إلى تدخل من الخارج لإجهاضها، لأن عوامل الداخل تحقق التصفية المطلوبة، ومن ثم تتكفل بتحقيق المراد دونما حاجة إلى جهد التدخل الخارجي.
منظرو الثورات يعتبرون أن تصفيتها تتحقق من خلال عوامل عدة منها: تدهور الوضع الاقتصادي, وضرب السياحة, وإشاعة عدم الاستقرار في البلد، وتشويه الحاضر والتشكيك في المستقبل, وتشجيع العصيان المدني
منظرو الثورات يعتبرون أن تصفية الثورات تتحقق من خلال العوامل التالية: - تدهور الوضع الاقتصادي عبر شل حركة الإنتاج وإغلاق الطرق ووقف التصدير إلى الخارج، الأمر الذي من شأنه إغلاق بعض المصانع وزيادة عدد العاطلين الذين يمكن تجنيدهم لمهام أخرى، فضلا عن اتجاه بعضهم إلى الانخراط في أنشطة تخل بالأمن.
- ضرب السياحة التي تعد العصا السحرية لإنعاش الاقتصاد بما تحققه من عائد سريع يحدث أثره في قطاعات واسعة بالمجتمع.
- إشاعة عدم الاستقرار في البلد عبر نشر الفوضى وتشجيع الإضرابات والاعتصامات وإقناع أكبر عدد ممكن من الأهالي بأن أمانهم مفقود، ليس في عيشهم فقط ولكن في حياتهم أيضا. والبلطجية دورهم أساسي في هذه العملية، باعتبار أنهم الأقدر على الترويع وتوزيع الخوف على قطاعات المجتمع.
- استثمار المنابر الإعلامية في إحداث أكبر قدر من تشويه الحاضر والتشكيك في المستقبل.
وفي هذا الصدد فإن التلفزيون بتأثيره الخطير في المجتمع يعد أفضل وسيلة للقيام بهذه المهمة التي تتجاوز حدود التشويه إلى تجريح صورة القائمين على الأمر والحط من أقدارهم، ورفع منسوب الجرأة عليهم إلى حد إهانتهم في وسائل الإعلام المختلفة.
- تشجيع العصيان المدني والسعي إلى توسيع نطاقه لكي تشارك فيه قطاعات واسعة من المجتمع.
- إثارة النعرات الطائفية والعداوات العرقية، بما يؤدي إلى تفتيت المجتمع وشرذمته، ومن ثم تغييب فكرة الإجماع الوطني.
- توفير الغطاء السياسي للعنف لإتاحة الفرصة أمام القوى المناوئة لكي تسهم في توتير المجتمع وترويعه، إلى جانب ترهيب الأجهزة الرسمية.
- تعميق الاستقطاب السياسي عبر إثارة خلافات الفرقاء السياسيين ووضع العراقيل أمام التوافق في ما بينها، ومن ثم دفعهم إلى أبعد نقطة في الفراق، بحيث يغدو العيش المشترك متعذرا، وتصبح المفاصلة خيارا وحيدا.
- كسر هيبة السلطة ورفع منسوب الاجتراء والتطاول عليها، لكي يصبح إسقاطها احتمالا واردا وغير مستبعد.
- الوقيعة بين مؤسسات الدولة، خصوصا تلك التي تحمل السلاح، لكي يصبح الاحتكام إلى السلاح أحد البدائل المطروحة لحسم الخلافات.
- إفشال مخططات إقامة النظام البديل ووضع العراقيل أمام محاولات إقناع الناس بأن ثمة بديلا جديدا يلوح في الأفق، لأن استمرار الفراغ والإبقاء على أنقاض النظام السابق على الثورة كما هي، يسهل عملية استبدال النظام المستجد بغيره.
- تحسين صورة النظام السابق لإذكاء مشاعر الحنين إليه بعدما تشحب مساوئه في الذاكرة، خصوصا في ظل استمرار معاناة الناس بعد الثورة جراء الحصار المفروض عليهم.
(4)
لعلك لاحظت أن ما يقول به منظرو الثورات في الوقت الراهن بمثابة تفصيل لما فعله كيرميت روزفلت في طهران قبل نحو ستين عاما، بعدما تم تطوير الأفكار خلال تلك الفترة.
ولا بد أيضا أنك لاحظت أن مقولات أولئك المنظرين تكاد تنطبق على ما يجري في مصر هذه الأيام، كأنهم حين توصلوا إلى تلك الخلاصات كانوا يقرؤون دفتر أحوال مصر في ظل حكم الرئيس محمد مرسي.
مقولات المنظرين في إسقاط الثورات تكاد تنطبق على ما يجري في مصر هذه الأيام, كأنهم حين توصلوا إلى تلك الخلاصات كانوا يقرؤون دفتر أحوال مصر في ظل حكم الرئيس مرسي
ولا أعرف إن كنت لاحظتَ أم لا أن "طبخ" إسقاط الدكتور مصدق استغرق سنتين، وأن الثورة المصرية مرت عليها سنتان الآن.
صحيح أن النظام في مصر لا يزال صامدا، إلا أن ثمة انقلابا في الأفكار والخرائط لابد أن يثير الانتباه. آية ذلك أننا صرنا نسمع أصواتا عالية باتت تتحدث علنا عن عدم شرعية الرئيس مرسي، وتراهن على ثورة أخرى، وتدعو إلى استدعاء الجيش، وتنصّب الرئيس السابق الذي برأته المحاكم زعيما للمعارضة!
ولا تسأل عن هيبة النظام بعد اتهام رئيسه بالخيانة وحديث إحدى الصحف عن أنه كان جاسوسا للأتراك!
سواء كان التطابق بين ما يحدث في مصر وبين وصفات إسقاط النظام التي استخلصها منظرو الثورات مجرد مصادفة، أو أنه أمر مرتب من جانب الذين التقت مصالحهم عند تحقيق ذلك الهدف، فالثابت أن ما يجري في البلد يمثل سيرا حثيثا على الطريق الموصل إلى تلك النتيجة.
أدري أن نصائح أولئك المنظرين ليست قرآنا، وأن النتيجة التي توخوها ليست قدرا لا فكاك منه، لذلك أزعم أن أداء الرئيس مرسي وحده الذي يمكن أن ينقذ البلد من المصير الذي يراد له، ومن ثم يحبط ما أعده سحرة فرعون، والعكس صحيح بطبيعة الحال، لذلك أزعم أن الزمام لم يفلت من يديه بعد، إذ بوسعه أن يلقي العصا التي تلقف ما يأفك الآخرون، كما فعل النبي موسى مع سحرة فرعون في القصة القرآنية.
أما إذا لم يفعل، فعليه أن يتحمل تبعة إحجامه.. وإنا لمنتظرون.
اعتبر الدكتور سلمان العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أنَّ الشعب المصري، هو الأكثر ميلاً للضحك والإحساس بالسعادة رغم كل المشكلات المحيطة بواقعه، مشيرًا- في الوقت ذاته- إلى أنَّ الضحكة المصرية لا تَنُمُّ عن عبث بل عن إيمان بأنَّ النهايات مختلفة عما يبدو لنا، فهي سخرية العارف البصير.
وخلال مقاله "الصوفِي الضاحك" المنشور بصحيفة الأهرام المصرية صباح اليوم الأحد، قال العودة: إنَّ "المصري عاطفي يضحك إلى حدِّ البكاء ويبكي إلى حدّ الضحك،ولكنه لا يستسلم ولا يسمح للبؤس أن يطبع شخصيته"، مشيرًا إلى قول نبي الله يوسف- عليه السلام- في مصر لأخيه: {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وقال: "الإعجاز في البساطة وترك التكلف"، مشيرًا إلى أنَّ "البسطاء يؤثرون على المدَى البعيد في مجرَى الأحداث ويُغَيِّرون أكثر مما يفعل المشغولون بتحليل الأحداث في أبراجهم العاجية"، لافتًا إلى أنَّ "تحولات الربيع العربي كانت شرارتها علي يد البسطاء الذين لا يتقنون الحسابات!".
واعتبر د. العودة أنَّ "الضحك لا يعني عدم الجدية؛ لكنه يحدث لأجل الشعور بالتحسُّن ولو مؤقتًا أو للتعبير عن الرأي أو لدفع الهمّ أو لتجاوز الواقع المعيش وإعطاء الزمن حقَّه"، مشيرًا إلى أنَّ "التغيير ليس أمنية تَجُول في النفس ثم تتحوَّل في غمضة عين إلى واقع، كما أنَّ "أحلام التغيير تختلف بين فرد وآخر لحدّ التناقض مما يجعل التغيير الذي يرسمه أحدهم نقيض ما يحلم به سواه".
وأضاف العودة: "رائع أن تتجاوز معاناتك ولا تسمح بتحولها من أزمة خارجية إلى أزمة نفسية داخلية"، مضيفًا "يتزايد معدل البطالة وتُسْمَع النكتة، وتتفاقم أزمة الاقتصاد ويعبر الناس بالسخرية، وترتفع نسبة الأمية ويستمر الضحك، ويمتدّ الفقر إلى القطر من المنوفية إلي الدقهلية والشرقية والقليوبية والإسماعيلية وسوهاج وقد تجد الفقير متكيفًا مرتاحَ النفس أكثر من الملياردير".
لكنَّه أشار في الوقت ذاته "أنَّ عزل المواطن عن التفكير في قضاياه المصيرية وشغله بلقمة العيش وجعله في خيار حاسم بين الحرية والأمن، ولَّد حالةً من عدم المبالاة" إلا أنَّ "روح الإيمان تمنع من اليأس وفي قصة يوسف {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
ولفت العودة إلى شغف المصريين بالفن الساخر والنكتة والمقالات التي تؤدِّي بأصحابها إلى السجن، مشيرًا إلى أنَّ "محمود السعدني سجن بسبب مقالاته الساخرة, وطلب عبد الناصر عقب النكسة أن يتوقف المصريون عن التنكيت علي القوات المسلحة, حتى الإنسان البسيط تبدو عليه ملامح الشقاء والكدح ولا تفارقه ابتسامته الساحرة الساخرة يواجه بها صعوبات العيش".
وقال: "يعملون في النهار أو يتظاهرون أو يحتجون ولا يفرطون بجلسة مسائية مسترخية علي شاي أو وجبة والنكتة سيدة الموقف مهما احتدم النزاع!".
"قاوم" خاص -مما لا شك فيه أن تداعيات الفضيحة الشهيرة للجنرال ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ستظل تلقي بتداعياتها الخطيرة لفترة من الزمن، وستكون لذلك تأثيرات على أجواء الأمن القومي الأمريكي بكل نطاقاته. ومن أبرز الجوانب التي يمكن تسليط الضوء عليها، في ظل هذه الفضيحة الأخيرة لبترايوس، هو نمط الحياة السري، والذي يتسم بالبذخ الهائل في حياة كبار القادة العسكريين والأمنيين الأمريكيين، لاسيما وأن وسائل الإعلام وأجهزة البحث والاستقصاء الصحافي لم تتمكن حتى الآن من سبر أغوار هذا العالم الخفي لجنرالات الجيش الأمريكي الكبار.
ويمكن الوقوف على عدة مجالات خطيرة يتم من خلالها إهدار المال العالم الأمريكي تحت ستار حماية الأمن القومي وتدعيم الجيش وتعزيز القدرات الدفاعية والتسلحية، بينما هي في الحقيقة نهب مباح لكبار الجنرالات في الجيش، ولا يمكن الربط بين هذه النفقات الضخمة وبين مصالح الشعب الأمريكي وقضايا الدفاع الوطني.
1)عندما يحصل ضابط أمريكي على سلسلة من الترقيات ويصل إلى مرتبة الجنرال أو الأدميرال؛ فإن هذا لا يعني فقط مجرد الحصول على منصب عسكري رفيع، وإنما هذا يتضمن بالتأكيد أن هذا الضابط دخل عالمًا جديدًا لا يدخله إلا المحظوظون الذين يتمتعون بصفة حماية الأمن القومي الأمريكي وقيادة واحد من الجيوش التي تحمل سمعة شهيرة قد تكون مخالفة للواقع والحقيقة، المهم أنه يوجد ما يقرب من ألف ضابط أمريكي فقط يحمل هذه الرتب الحساسة في القوات المسلحة الأمريكية، وكل واحد من هؤلاء الضباط الألف الكبار له حياته الخاصة وحاشيته الخاصة التي تجعله يعيش حياة من نوع مختلف؛ أشبه بحياة نجوم سينما هوليود.
فطبقًا لتقارير وزارة الدفاع الأمريكية؛ يوجد حوالي 963 جنرالًا وأدميرالاً في القوات المسلحة الأمريكية عام 2010، وهذا الرقم ازداد بمائة إضافيين منذ وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر وازدياد أهمية قادة الجيش في الترويج لمقولة حماية أمن الشعب الأمريكي ضد خطر الإرهاب، وأصبحت الأولوية الأساسية في واشنطن هي كيفية ضمان ولاء هذه القيادات العسكرية وفتح كثير من الأبواب التي كانت موصدة في وجوههم في السابق.
ويقول المحلل العسكري جاك جاكوبس، وهو عقيد متقاعد من الجيش الأمريكي، إن القوات المسلحة الأمريكية لا تحتاج من الناحية العملية إلى كل هذا العدد من حملة الرتب الكبيرة، وإنما تحتاج إلى ثلث هذا العدد فقط، لكن وزارة الدفاع الأمريكية تحرص على ألا يقل هذا العدد أبدًا لضمان الدفع المستمر لفواتير النفقات التي تحصل عليها من الميزانية، وبالتالي فهي تدفع بالضباط إلى هذه المكانة الرفيعة المستوى، ليقوموا بدور المروج الفعلي لإرادة وزارة الدفاع، في مقابل مزايا ومنافع ونفوذ واسع النطاق.
2)فرق الخدمة والتشغيل والدعم التي يتمتع بها كل جنرال في الجيش الأمريكي، حيث كشفت صحيفة واشنطن بوست في تحقيق لها أن كل قائد عسكري كبير في الجيش يتمتع بطائرة خاصة من طراز سي 40، وأطقم من الطباخين والسائقين والموظفين الذين يشملون حراس الأمن وأطقم السكرتارية والخدم، وفي حالة قيام أحد هؤء الجنرالات برحلة ما فإن مواكب ضخمة من سيارات الشرطة والحماية تخصص لمرافقته طوال هذه الرحلة، فضلاً عن توفير وسائل الراحة والترفيه على نفقة ميزانية وزارة الدفاع.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن حقيقة أن أطقم الموظفين التابعين لكل من هؤلاء الجنرالات، تخصص لهم ميزانية بقيمة مليون دولار، بخلاف رواتبهم الخاصة، وحصولهم على امتيازات تشمل السكن وغير ذلك.
3)الفضائح المالية، وتشمل الإنفاق ببذخ غير مبرر، فعلى سبيل المثال قام الجنرال وليام كيب باستخدام ميزانية مخصصة لنفقات دفاعية في تمويل رحلته مع زوجته لأفخر وأرقى الفنادق العالمية بصحبة مجموعة تتألف من 13 من الموظفين والمرافقين، بالإضافة إلى قيام العديد من هؤلاء الجنرالات بتخصيص ميزانية مالية ضخمة لأقاربهم وذويهم بدون أن تكون هناك أية رقابة حقيقية على أوجه إنفاق هذه الأموال.
4)تشويه الحقائق؛ فقد كان من العجيب أن يتصور الجنرال بيترايوس أنه وهو يرأس واحد من أخطر أجهزة المخابرات في العالم يمكن أن يتخلص من فضيحته بشكل سري وبدون أن يعرف أحد، لكن هذه الفضيحة أكدت أن كبار جنرالات القوات المسلحة ينغسمون في فضائح يمكن أن تهز المجتمع الأمريكي بالكامل، بالاعتماد على الحصانة والنفوذ الواسع النطاق.
ويقول الجنرال المتقاعد فرانك باكو من الاستخبارات البحرية الأمريكية؛ إن كبار القادة العسكريين يعيشون حياة الأمراء والملوك، وفي كثير من الأحيان لا يفرقون بين الشعور بالمسئولية والاستمتع بالحياة الخاصة، ويقعون في مهازل وفضائح أخلاقية لا يمكن قبولها أو التغطية عليها.
5)وعلى الرغم من أن كم الفساد الذي يستشري في حياة كبار الجنرالات الأمريكيين ما بين طائرات خاصة وإنفاق ببذخ لا مثيل له وملاعب الجولف التي تقام من أجلهم وعددها بالمئات، رغم أن هذا الفساد مخيف بدرجة لا يمكن تقبلها، إلا أن الخطورة الحقيقية تكمن في أن هؤلاء الجنرالات بعد أن يصلوا إلى مرحلة التقاعد، تظل هذه الامتيازات ممتدة لهم ومبسوطة أمامهم وأمام ذويهم، بل ربما تزداد اتساعًا، فقد تعودوا على حياة الترف، ويتمكنون من خلال ما يمتلكونه من أسرار وعلاقات بكبار رجال المال والأعمال من بدء مشروعات دفاعية وفي مجال التسليح لتدر عليهم مئات الملايين من الدولارات.
وطبقًا لما كشف عنه وليام هارتنج، المحلّل الدفاعي في مركز السياسة الدولية في واشنطن، أن حوالي 70 بالمائة من الجنرالات المتقاعدين توجهوا مباشرة للعمل مع عملاق صناعة الأسلحة شركة لوكهيد مارتن.
وأوضح هارتنج أن دخول الجنرالات المتقاعدين في مجال تصنيع الأسلحة، يستنزف في نهاية المطاف دافع الضرائب الأمريكي، كما أنه يقود إلى المزيد والمزيد من النزاعات والحروب، بسبب ما يحمله هؤلاء الجنرالات من أسرار وخفايا عسكرية ومخابراتية تؤدي إلى اشتعال يؤر الصراع على مستوى العالم.
نعم ، أفيقوا أيها المسلمون ، أينما كنتم ، ولا أقصر الحديث على العلماء وحدهم ، فالهجوم على الإسلام ومحاولات إقتلاعه باتت شرسة الوضوح وقحة المطالب !.. ففى يوم 24/1/2008 أعلن الموقع الرسمى لأخبار الفاتيكان عن تحديد موعد اللقاء الذى سيتم بين وفد "مختار" من ال138 ، الموقعين على الخطاب المشبوه، الموجه للبابا وللعديد من الرئاسات الكنسية فى أكتوبر الماضى. وهو لقاء يُعد بمثابة بداية العد التنازلى لتحريف القرآن الكريم ، بأيدى بعض المحسوبين إسما أو عددا على الإسلام والمسلمين.. فلا أتخيل أن يقوم مسلما بتنفيذ القرارات التى تطالب بها المؤسسة الفاتيكانية !
فلقد أعلن الكاردينال جان لوى توران J. L. Tauran)) رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان ، عن الإستعدادات والترتيبات التى يقوم بالإعداد لها "لأول لقاء ذو طابع إعدادى وتنظيمى خاص بالحوار ، يومى 4 و 5 من شهر مارس القادم". وفى واقع الأمر ، أنه ليس بحوار بالمعنى المفهوم ، وإنما هى جلسة عمل يُلقى فيها الجانب الفاتيكانى أوامره على الأدوات التنفيذية ، التى إختارها من بين "حكماء المسلمين" الموالين له ، أو الذين يتصور أنه يمكنهم أن يفرطوا فى دينهم
ويتكون الوفد "المسلم" من عبد الحكيم مراد وينتر A.M. Winter)) ، من المملكة الامتحدة ؛ و عارف على النايض A.A. EL Nayed)) ، الليبى الذى يشغل منصب "عميد المعهد الباباوى للدراسات العربية والإسلامية" ، وفقا لما هو وارد فى هذا الخبر المعلن من الفاتيكان ؛ و سرجيو يحيى بللافيتشينى S.Y. Pallavicini)) ، نائب رئيس "جمعية مسلمى إيطاليا" ؛ وإبراهيم كالين (I. Kalin) ، ، وهو تركي ويشغل منصب أستاذ مساعد للدراسات الإسلامية فى " كلية الصليب المقدس" إضافة إلى إدارة مؤسسة سيتا Seta Foundation)) ؛ وسهيل نخّودة مدير "المجلة الإسلامية" Islamica)) وهو هندى الأصل ويقيم فى الأردن ؛ والأمير غازى بن محمد بن طلال ، رئيس معهد الفكر الإسلامى فى عمان ومتزعم تلك المبادرة "الإسلامية" ..
وإذا تأملنا الشخصيات الست المكونة للوفد "المختار" ، لوجدنا إثنان من الأردن، وواحد من كلٍ من إنجلترا ، وليبيا ، وتركيا ، وإيطاليا ، إثنان منهم مسيحيان سابقان ، ومن الواضح أنهما من المرضِى عنهم فى نظر الفاتيكان بدليل إختيارهما. أما مصر ، بلد الأزهر الشريف ، والمملكة السعودية أرض الحرمين الشريفين ، فليستا ممثلتان فى هذا المحفل الذى سيتناول أهم القضايا فى الحرب التى يشنها الفاتيكان حاليا على الإسلام و المسلمين ، ألا وهى بكل بساطة : تدارس كيفية تحريف القرآن الكريم وتشويه الإسلام ، وهو ما سوف نراه فى النقاط التالية ..
والخبر المنشور فى موقع أخبار الفاتيكان ، بإسم الكاردينال توران ، لا ينتهى عند ذلك الحد ، وإنما هو مذيّل مباشرة بعبارة : "مقال تكميلى" . وهذا المقال التكميلى عبارة عن استشهادين من مقالين مختلفين ، والواضح من صياغتهما أنها نصوص تلفيقية لمجرد تبليغ رسالة بعينها ، إذ يكشفان عمّا سيدور فى ذلك اللقاء .. ويقول الإستشهاد الأول ، وكان ردا على سؤال: " لماذا سمح الله بوجود الدين الإسلامى ؟"، ويقول الرد : " لنقرأ ونقارن الآيات القرآنية من الفترة المكية وآيات من الفترة المدنية ، وعندئذ ربما يمكننا فهم العقليتين المتناقضتين عند النبى محمد ، وربما يمكن لخلاصةٍ ما أن تفرض نفسها هنا ، وهى كالآتى : إن الله قد إختار محمد فعلا لكى يعلّم العقيدة الإنجيلية إلى القريشيين . وقد إستجاب محمد إلى هذا النداء . لكن ، إبتداء من معركة بدر ، التى لم يطلب منه الله أن يقوم بها ، قام محمد بفرض رأيه الشخصى محل كلمة الله ، فكان فكره هو ، فكر قائد حربى ، منظِّم ، ومشرّع ، لكنه لم يعُد نبى الله ! " إلا أن مثل هذه الخلاصة يرفضها إخواننا المسلمون ، إذ أن القرآن ، بالنسبة لهم واحد ، ولا يمكن لشخص أن يدّعى إمتلاك حق تقرير إن كانت هذه الآيات تنزيل إلهى و آيات أخرى ليست منزّلة !
" وهناك خلاصة أخرى وهى التى أفضلها ، أنها مقولة لأحد المتصوفة الكاثوليك المستشرقين ، هو لويس ماسسينيون L. Massignon)) ، القائل بأن التنزيل القرآنى بكامله يمكن أن يكون قريبا من التنزيل الإنجيلى إذا ما تم تفسيره بصورة رمزية وليس بصورة أصولية. فتلك كانت فيما مضى فلسفة المتصوفة ، مثال منصور الحلاج ، وهو ما يطالب به من يُطلَق عليهم " المفكرون الجدد للإسلام " - أى إن "المسلمين الجدد" هم الذين يطالبون بعمل تفسير جديد للقرآن الكريم يتفق وهوى الفاتيكان !!
" فما الذى يمكن قوله عن هذين الإقتراحين ؟ هل يمكن أن نتصور أن الله يمكن أن ينزّل ديانة أخرى مسخ للديانة المسيحية إذا أخذنا باقتراح ماسينيون ؟. " وهناك حل ثالث أكثر قربا من النبؤات ( من قبيل السلالتين اللتان أعطاهما الله لإبراهيم فى سفر التكوين 16 وما بعده) و مما يمكن لمسيحى أن يؤمن به ، هو : " أولا الإسلام (كما نراه من تقديم مولد إسماعيل ، الإبن البكر لإبراهيم) ، لا يمكن أن يكون بمبادرة من الله وإنما هو مبادرة إنسانية تماما .
" ثانيا : لكن الله باركه وأعطاه ذرية كبيرة ، لإيمان إبراهيم وأنه بتقسيم العالم إلى عدة ديانات ، وبالتالى فإن الغرور الإنسانى وجد نفسه قد إنحط . وها هو أحد النصوص : " التكوين 21:12 لكن الله قال لإبراهيم : " لا يقبح فى عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك ، فى كل ما تقول لك سارة إسمع لقولها لأنه بإسحاق يدعى لك نسل . وإبن الجارية أيضا سأجعله أمّة لأنه من نسلك "
" أما عن كون الإسلام ديانة حربية ، فالله قد قالها لإبراهيم فى سفر التكوين 21 :20 ، " وكان الله مع الغلام فكبر وسكن فى البريّة وكان ينمو رامى قوس " !! .
أما الإستشهاد الثانى فيقول : " لقد علمنا من جريدة "لانديباندان" L'Indépendant)) لمنطقة البرانس الشرقية (جنوب فرنسا)، أن إمام مقاطعة بربينيان Perpignan)) المعتدل قد تم فصله بعد خمسة أشهر ..
" و وفقا للمسؤلين عن هذا الفصل ، ومنهم الدكتور أكّارى Akkari)) ، فإن الإمام قد أذنب لأنه تسبب فى قلاقل وسط الجماعة ، لأنه نمّى علاقات مع مسؤلين دينيين آخرين ، وقال أنه ديمقراطى ، موضحا : " كنت آخذ الكثير من الأهمية فى نظرهم ، وكانوا يريدون استخدامى . وكنت قد أقمت حوارا حقيقيا مع الأتباع والسلطات وأيضا مع الديانات الأخرى ".. وتلك كانت تصريحات الإمام أحمد الحَلَمى للجريدة . " إن تصريحات الدكتور الأكّارى تثير الدهشة ، لأنه أحد المنتخبين من الأغلبية المحلية ، من جهة أخرى ، يجب أن نقول أن هذه الإدارة لا تحب شىء سوى ثُباتها المريح. فهنا كل شىء مباح ، كل شىء ، ما عدا إقلاق الراحة ! ولا بد من توضيح أنه فى إدارتنا يميلون أكثر تجاه المواقف الجذرية ، شريطة ألا تعوق الراحة المطمئنة لفراش الزوجية الملطخ بدماء الأطفال الذين سيولدون أو بفراش علاقة خارج الزواج يتم تعقيمه بجدارة ـ ولا نتخيل أن الدكتور الأكّارى يمكن أن يتدنى إلى هذا المستوى الحقير ليتهم الأئمة بمثل هذه الأفعال !! ونواصل الإستشهاد : " ولا يمكننا إنكار أن هناك صراعات جادة داخل التحركات الإسلامية وأن هناك حركة ديمقراطية تتأكد وتقاوم الإسلام السياسى " ..
ثم ينتقل كاتب هذا الخبر ، فى موقع الفاتيكان الإعلامى ، إلى نقطة أخرى ليقول : "وفى رده على الخطاب الذى أرسلته بعض الشخصيات المعتدلة من المسلمين إلى المسؤلين المسيحيين ، فإن البابا بنديكت ينتظر من إخواننا المسلمين أن يقيموا حرية عقيدة فعلية فى أرض الإسلام ، مثلما توجد فى الديمقراطيات الكبرى تجاههم ، و أنه يطالب بتطبيق حقوق الإنسان وفقا لوثيقة الأمم المتحدة .
" كيف إذن يمكن تفسير الموقف الحريص للبابا ؟ " لكى نفهم حرص قداسته ، فيما يلى فقرة من خطاب ساندرو ماجيستر : " ومع ذلك – يقول الأب ترول Troll)) الجزويتى – هناك فارق سحيق بين الله الواحد بالنسبة للمسلمين والله الثالوث للمسيحيين ، فيما يتعلق بالإبن الذى جعل نفسه بشراً . إن " الكلمة السواء" الحقيقية يجب أن نبحث عنها فى مكان آخر هو : أن نقوم بتطبيق هذه الوصايا فى الواقع الفعلى للمجتمعات المتعددة العقائد، الآن وفورا . يجب البحث عنها فى حماية حقوق الإنسان ، وفى الحرية الدينية ، وفى المساواة بين الرجل والمرأة ، وفى الفصل بين السلطة الدينية والسلطة السياسية. إن خطاب ال138 مائع أو أخرص حول هذه الموضوعات ". ثم يتساءل كاتب هذا الإستشهاد قائلا : " هل هناك فرصة لنرى حرية العقيدة مطبقة ومحترمة فى مجمل المناطق ذات الأغلبية المسلمة ؟! " " فى رأيى أن الوقت مبكرا جدا . إذ أن الإسلام حاليا (من خلال أتباعه المتحمسين) يقوم بعملية جمود حيال قيم الغرب ، على الرغم من أن أغلبية من المسلمين فى علاقة معتدلة مع القيم الغربية ويتطلعون إلى العيش فى سلام. " لكن ذلك سوف يحدث ذات يوم ، خاصة عندما يتم خفض الغرور القومى الحالى للحضارة الإسلامية ( كحرب تخسرها أو عملية إرتداد جماعية ؟ ) ..
لقد أوردت المقال الصادر عن الفاتيكان حتى يكون الكافة ، مسلمون وغير مسلمين ، على علم بما يحاك للإسلام من ترتيبات ، قبل أن أتناول توضيح النقاط الأساسية ، التى سوف يتم التعامل بمقتضاها ، أو فرضها كورقة عمل على تلك الأدوات التنفيذية من "المسلمين" الذين اختارهم الفاتيكان لحضور أول لقاء تنفيذى يومى 3 و4 مارس القادم (2008) لتحريف الإسلام ..
وإذا قمنا بتلخيص ما نخرج به من الإستشهاد الأول نجد : • أن لمحمد ، صلوات الله عليه ، عقليتين متناقضتين بين الآيات المكية والمدنية. • أن محمدا ، عليه الصلاة والسلام، قد أُرسل ليعلّم المسيحية لقريش ، ثم حاد عن الرسالة إبتداءً من معركة بدر ، التى خاضها لأغراضه الشخصية الحربية وبذلك فقد النبوة ولم يعد نبى الله ! • أن القرآن الكريم خليط ما بين التنزيل الإلهى وتأليف سيدنا محمد ، عليه الصلاة والسلام .. • أن المطلوب هو إعادة تفسير القرآن الكريم بصورة رمزية وليست أصولية ، وذلك وفقا لوجهة نظر المتصوفة الكاثوليك ، و " المفكرون الجدد للإسلام " .. • وأن فكرة إعتبار أن الإسلام ديانة منزّلة من عند الله أمر مرفوض من الفاتيكان ، بعد أن أنزل المسيحية. • وأن الإسلام لا يمكن أن يكون قد أتى بمبادرة من عند الله ، لأن سيدنا إسماعيل إبن جارية ، وليس من زواج شرعى ! وبالتالى لا يحق له تبوء رسالة دينية .. لذلك تم إختلاق الإسلام بمبادرة إنسانية تماما ، أى من تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الإسلام ديانة حربية.
وما نخرج به من الإستشهاد الثانى يقول : • ان الإسلام والمسلمين لا يعرفون التسامح • وأن الأئمة ، هناك فى الغرب ، غارقون فى عالمهم الخاص ، ويقومون بما حرمه الله ، من قبيل الجماع بزوجاتهم أثناء الحيض أو القيام بعلاقات خارج رابطة الزواج ، يستخدمون فيها وسائل منع الحمل بدراية فائقة .. • أن هناك صراع بين المسلمين لمقاومة الإسلام السياسى . • أن البابا ينتظر من المسلمين : إقامة حرية العقيدة " فى مجمل المناطق ذات الأغلبية المسلمة " – وقد عز عليهم كتابة " فى البلدان الإسلامية " ، إضافة إلى تطبيق حقوق الإنسان وفقا لوثيقة الأمم المتحدة ! • إنتقاد صمت خطاب " كلمة سواء" ، على لسان الأب ترولّ الجزويتى ، بأن الخطاب " لم يشر إلى الخلاف السحيق بين مفهوم الله عند المسلمين والله الثالوث عند المسيحيين وإبنه الذى تجسد بشرا "، لذلك يطالب بتنفيذ هذه المطالب الآن وفورا ! – لكى لا تتم حتى مناقشة أننا لا نعبد نفس الإله أو أنهم أشركوا به بكل ما نسجوه من عقائد ـ وهو ما يدركونه تماما !! • أن خطاب ال138 مائع و أخرص أى لا يقول شيئا حول نقاط حقوق الإنسان ، والحرية الدينية أى إباحة التبشير والتنصير علنا ، والمساواة بين الرجل والمرأة ، ولا عن فصل الدين عن الدنيا ! • أن المسلمين حاليا يقومون بعملية جمود حيال قيم الغرب .. وينتهى المقال الإستفزازى ، الكاشف عن نفوس وضمائر أبعد ما تكون عن الحيدة والتسامح الذى يطالبون به ، بجملة ترويعية ، توضح بصريح العبارة ما ينتظر المسلمين إذا ما تخلفوا عن تنفيذ قرارات " قداسة " البابا بنديكت السادس عشر وهى : أنه سوف يتم دك الغرور القومى الحالى للحضارة الإسلامية ، إما عن طريق حرب يشنونها بحيث يخسرها المسلمون ، أو أن يتم فرض عملية إرتداد جماعية علي المسلمين واقتلاعهم من دينهم ..
ولن أتناول الرد على سفاقة مثل هذه المطالب ولا حتى التعليق على الأسلوب، الذى أقل ما يوصف به أنه إستعمارى وقح ، بكل ما به من إسقاطات وتعالى ، وأترك الرد لكل من يجد فى نفسه بقية من إيمان يدافع بها عن هذا الدين .. لكننى أتوجه بالسؤال إلى تلك "النخبة " المختارة من الفاتيكان ، إلى أولئك "الحكماء" فى نظره ، مع مراعاة كل ما كتبوه أو قاموا به من تعريف بالإسلام : ما عساكم فاعلون فى اللقاء المقبل ، الذى سيتعين عليكم فيه تلقى الأوامر و الإقرار بها وبداية عملية تحريف القرآن وإقتلاع الإسلام ؟! أليس من الأكرم لكم الرد رسميا وعلنا على هذه المطالب الوقحة ، وعدم التورط بالذهاب إلى هذا اللقاء المشبوه ؟! .. والأمر ليس مرفوعا إلى الإمام الأكبر للأزهر الشريف ، و إلى خادم الحرمين الشريفين ، وإلى كافة علماء المسلمين فحسب ، بل إلى أمة محمد ، صلوات الله عليه، لذلك اكرر الصيحة : أفيقوا أيها المسلمون ، أينما كنتم وأيا كان مستواكم العلمى أو المعرفى ، افيقوا للدفاع عن الدين قبل أن تتفاقم الأحداث !. فالهجمة الشرسة على الإسلام باتت من القحة والغطرسة المعلنة ، بوضوح لا ريب فيه ، بحيث يقتضى الرد عليها أن يكون قاطعا حاسما فى الدفاع عنه ، ليضع هؤلاء القوم بتعصبهم البغيض ، والقائم بنيانهم على تل من الأكاذيب والنصوص المزورة ، المنسوجة عبر القرون ، فى المكان الذى يستحقونه !.. صفحة الدكتورة زينب عبدالعزيز
ألقى الرئيس مرسي كلمة أمام عمال مجمع الحديد والصلب بحلوان، اليوم الثلاثاء 30 أبريل 2013م ، احتفالا بعيد العمال. وقال الرئيس في كلمته خلال الاحتفال بعيد العمال: "انتهى عهد بيع القطاع العام". وشدد الرئيس على استعادة مصنع الحديد والصلب، ووجه الرئيس حديثه للعمال قائلا:"أنتم شركاء في التنمية الحقيقية، لا بد أن ننتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا، ولن نستطع إنتاج كل هذا بدون العامل المصري وفي المقدمة مصنع الحديد والصلب". وأضاف مرسي،"المنتج هو من يمتلك إرادته، وليست الإرادة السياسية، أنتم من تمتلكون الإرادة السياسية، ونطمح من أجل أن تصل الإنتاجية الكلية لمجمع الحديد والصلب 3 ملايين طن". وزار الرئيس مرسي مجمع الحديد والصلب الذي أنشأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمناسبة احتفال مصر بعيد العمال.
مفكرة الاسلام: وجَّه الأمين العام لرابطة علماء المسلمين الدكتور ناصر بن سليمان العمر تحذيرًا من خطورة الحملة التي تدور في وسائل الإعلام تحت ستار "رفع الظلم عن المرأة"، وتتم تحت مسمى "حملة الشريط الأبيض".
وقال الشيخ العمر: "هذا المشروع هو أحد المشاريع التغريبية التي تمس ديننا وعقيدتنا وأمن بلادنا, وأدعو إلى تبني مبادرات بديلة تبين حقوق المرأة وترفع الظلم عنها بالطرق الشرعية".
وأضاف خلال درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد بالرياض: "هناك تسارع ملحوظ في مشاريع التبعية للغرب التي تطلق في هذه البلاد، وهذا يذكرنا بقول الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}، وحملة الشريط الأبيض هي في الأساس حملة غربية ظهرت في أول التسعينيات للمناداة بالقضاء على العنف ضد المرأة من خلال وضع شارة بيضاء لإظهار الالتزام بذلك, وكانت لبنان من أولى الدول التي دخلت في هذا المشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبي".
وأردف الشيخ العمر: "ما ينادي به الغرب من حملات للمساواة بين الرجل والمرأة أو المناداة بحقوق المرأة, ليست سوى أكاذيب ومحاولات للمزايدة على المسلمين في احترام المرأة وتكريمها, والغرب نفسه لم يساو بين الرجال أنفسهم, فضلاً على أن يساوي بين المرأة والرجل وذلك أمر يفرضه التعامل مع المرأة التي تختلف بطبيعتها عن الرجل".
وقال: "هذه المشاريع التغريبية التي كثر إطلاقها, المقصود منها نقض الأسس التي قامت عليها هذه البلاد وهي التوحيد, وهو ما تعاهد عليه الإمامان محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود (رحمهما الله) ورسخه من بعدهما العلماء وولاة الأمر, ونحذر من أن نقض هذه الأسس, ينذر بسوء وخطر على أمن هذه البلاد وأمانها"، مستدلاًّ بقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.
وأهاب الشيخ العمر بضرورة الوقوف ضد أية حملة تغريبية لاستغلال قضايا المرأة المسلمة, وشدد على أن المرأة لم تُكرم على مدى الأزمان ولم تُعط حقها كما فعل الإسلام, وكما جاءت بذلك الآيات والأحاديث المبينة لمكانة المرأة والمؤكدة على حقوقها والمحذرة من الظلم بكافة صوره.
المكيافيلية الإيرانية الملف النووي-الاستعمار الديني الجديد يد أوباما البيضاء كان رفع شاه إيران شعار مقارعة "الاستعماران الأحمر والأسود" في العام 1975 بمثابة إعلان نهاية حكم عائلة بهلوي وسقوط الملكية الإيرانية. فقد أدخل هذا الشعار الشاه الراحل في صراع مباشر مع اليسار المعارض من جهة، واليمين المتطرّف من أصحاب العمامات السود من جهة أخرى. وبالرغم من العلاقة الإستراتيجية التي ربطت الولايات المتحدة مع العائلة الإمبراطورية الحاكمة في إيران، إلا أنه في العام 1977 وصل رئيس أميركي جديد إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض وكانت مشاريعه الأساس تتمحور حول تلميع صورة الولايات المتّحدة التي ارتبطت في أذهان العالم ببشاعات حرب فيتنام، وفي مقدّمة هذه المشاريع تغيير أولويات وخطط السياسة الخارجية الأميركية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف أنشأ الرئيس كارتر في ذلك الوقت مكتباً لحقوق الإنسان مرتبطاً مباشرة به، ووجّه من خلال هذا المكتب رسالة "دبلوماسية اللهجة" إلى الشاه يحثّه على إطلاق الحرّيات العامة وعلى ضرورة خلق شكل من أشكال الشراكة السياسية مع القوى التي تعارض حكمه. إلا أن استجابة الشاه لرسالة كارتر كانت ضعيفة، وأبلغه خلال لقائه به في البيت الأبيض أن الإجراءات التي يتّخذها حيال المعارضين هي حاجة من ملحّة لضمان الأمن القومي الإيراني. ولم يستمع الشاه إلى النصيحة الأميركية، بل تمّ اغتيال نجل آية الله الخميني، مصطفى الخميني، على يد قوات السافاك وكذلك تمت تصفية المفكّر اليساري علي شريعتي على يدي الشرطة السرية عينها، وبمقتل شريعتي تم القضاء على أي منافس محتمل لآية الله خميني الذي كان منفياً في فرنسا. وهكذا تحوّل الثقل السياسي للمعارضة باتجاه العمامات السود لتقود هي الحركة الشعبية التي أطاحت بالتاج الإمبراطوري. اتخذت إدارة كارتر قراراً جدلياً بدعم ثورة الإمام الخميني أي الشقّ "الأسود" من الاستعمارين، مُشَيِّدة قرارها هذا على نظرية "الحزام الأخضر" التي صاغها آنذاك مستشار الأمن الوطني في حكومة كارتر، زيبغنيو بريجنسكي، والتي مفادها أن نشوء أنظمة إسلامية في منطقة الشرق الأوسط، مدعومة أميركياً، سيكون بإمكانها، وبما لديها من دعم جماهيري قاعدته الإسلام، أن تشكل بدائل حقيقية للنظم الاستبدادية القائمة من جهة، وأن تكبح جماح حركات اليسار المناصرة للاتحاد السوفياتي، قبل انحلال عقده، من جهة أخرى.
بعد اغتيال علي شريعتي (اليساري)تحوّل الثقل السياسي للمعارضة باتجاه العمامات السود لتقود هي الحركة الشعبية التي أطاحت بالتاج الإمبراطوري
غير أن واقعة اتخاذ الدبلوماسيين الأميركيين في السفارة الأميركية رهائن في العام 1979، والأسلوب الرخو والمستعطف الذي تعامل به الرئيس كارتر من أجل الإفراج عن الرهائن الذين امتدت فترة احتجازهم على مدى 444 يوماً، أدّت إلى خسارته للانتخابات الرئاسية أمام منافسة الجمهوري في ذلك الوقت، رونالد ريغان، الذي تعامل مع قضية الرهائن بلغة حازمة وقوية مخاطباً الخميني حال فوزه على منافسه الديمقراطي كارتر في انتخابات الرئاسة للعام1980 بالقول "لو كنت في موقعك لسعيت إلى التوصل إلى حل مع كارتر فهو رجل لطيف، وأنا على ثقة من أن موقفي حينما أصل إلى البيت الأبيض حيال هذه القضية لن يعجبك"! مما أدى إلى الإفراج عن الرهائن الأميركيين الـ54 في اليوم الأول من وصوله إلى البيت الأبيض. المكيافيلية الإيرانية في العام 1986 كشفت صحيفة لبنانية عن معلومات تتعلّق بصفقة عقدتها إيران الخمينية في العام 1981 مع الدولة التي كانت تدعوها بالشيطان الأكبر (الولايات المتحدة الأميركية)! هذه الصفقة تتضمن إمداد إيران بأسلحة أميركية نوعية ومتطوّرة أثناء حربها مع العراق وذلك مقابل إطلاق سراح خمس رهائن أميركيين كانوا معتقلين في لبنان. وأراد الرئيس ريغان أن يستخدم عوائد الصفقة لتمويل حركات "الكونترا" المناوئة للنظام الشيوعي في نيكاراغوا، ومن هنا جاءت تسميتها بإيران–كونترا، حيث تعاون العدوان المزمنان على تبادل المصالح السياسية المرحلية. الوسيط في هذه الصفقة هو أكثر غرابة وتناقضاً من الصفقة نفسها.. الوسيط في هذه الصفقة ومصدر السلاح كان إسرائيل! وقد قضت الصفقة ببيع إيران ما يقارب ثلاثة آلاف صاروخ مضادة للدروع من طراز تاو وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات. وقد عقد هذه الصفقة مباشرة في ذلك الوقت جورج بوش الأب، الذي كان نائباً للرئيس ريغان، وذلك في اجتماع حضره رئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر وممثّل عن جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (موساد) واسمه أري بن مناشيا. وتمّ الاتفاق على إقامة جسر جوي بين إيران وإسرائيل من أجل نقل هذه الأسلحة! لقد سبب افتضاح أمر هذه الصفقة هزّة سياسية من العيار الثقيل للرئيس الأميركي ريغان وإدارته وجهاز استخباراته الذي غدت مصداقيته على المحك نتيجة تزويد الولايات المتحدة دولة "عدوّة" بالأسلحة الأميركية المتطورة والنوعية بما يخالف ثوابت الأمن القومي والسياسات العامة ومبادئ الدستور مجتمعة. أما الطرف الآخر من الصفقة، وهم مجموعة الملالي الذين يديرون دفة الدولة الدينية في إيران، فقد انكشف موقفهم المتأرجح من الغرب وطفى إلى العلن استعدادهم غير المشروط للتعاون مع دولة إسرائيل التي يدّعون نيتهم في "إزالتها من على خريطة العالم" حين تقتضي مصالحهم القومية والأيديولوجية هذه الدرجة من التعاون. هذا الأداء الانتهازي الذي يجعل الهدف يبرّر وسيلة بلوغه، وكذا تفاقم الطموحات الإيرانية في السيطرة على المنطقة وإعلان نفسها القوة العظمى الواحدة في الشرق الأوسط من خلال التحالفات الضيقة التي نسجتها، أو الحروب الإقليمية التي شاركت بها بصورة أو بأخرى بمؤازرة من أذرعها العسكرية وفي مقدّمتها حزب الله، واعتماد عصا التهديد والوعيد المسلّط على دول الجوار، وكذا من خلال السير قدماً في مشروعها النووي ذي المرامي التسلطية الاستعمارية، جعلها شوكة في حلق أي مشروع سياسي يحمل الهوية المدنية الحداثية ونسيم الديمقراطية للمنطقة. الملف النووي-الاستعمار الديني الجديد تجلّى الإسلام السياسي للمرة الأولى في العصر الحديث، بصيغته الشيعيّة، في الدولة الدينية التي أسّس لها أًصحاب العمائم السود في إيران إثر السقوط المدوّي للشاه. وأصبحت هيمنة رجال الدين على القرار السياسي في إيران ومحاولات دولة الملالي تصدير ثورتها إلى دول الجوار من الظواهر السياسية المثيرة للجدل بل المقلقة لمعظم دول العالم المدني غرباُ وشرقاُ. فطهران المعمّمة هي عاصمة الدولة الطامحة أن تتحوّل إلى دولة إقليمية عظمى معزّزة بقدراتها البشرية والعسكرية، وبمواردها النفطية، وبمشروعها النووي الذي يشكّل إستراتيجية محورية لسياسات الملالي المرسومة لدولتهم الدينية القسرية التي تناقض كل معطيات العصر سياسياً وإنسانياً وحقوقياً.
في ظل غياب الدور السياسي الإقليمي للدول المؤثّرة والكبرى في المنطقة، يصبح الطريق معبّداً للمشروع الإيراني الذي يستشري على طريقة المثل الإيراني الشهير: الذبح بالقطنة!
وطهران المعمّمة هي الطامحة لتصدير ثورتها إلى دول الجوار من أجل إلحاقها بـ " الدولة الإسلامية الكبرى" العابرة للتصنيف المذهبي بين الأغلبية السنّة والأقلية الشيعة، والتي نواتها وأسّها دولة الملالي في إيران حسب ما ترسمه طموحاتهم التوسعية. وطهران المعمّمة هي التي تمدّ أذرعها العسكرية في المنطقة، والتي يشكّل حزب الله استطالتها السياسية والعقائدية المسلّحة الأعظم بكل تجليات وإسقاطات هذا الحزب على المشهد السياسي في لبنان وسوريا. هذا ناهيك عن الدعم المباشر الذي تقدّمه إيران لحركتي حماس والجهاد الإسلامي من أجل كسب الشرعية من الشارع العربي والمسلم من جهة، واستخدام هذه المنظمات لتخويف دول المنطقة والعالم حين تتعرّض المصالح الإيرانية للضغط أو التهديد. الالتباس هنا يقع على المستوى السياسي الدولي لجهة التعامل مع الطموحات الإيرانية مدجّجة بمشروعها الإستراتيجي النووي. فالولايات المتحدة الأميركية التي تصدّرت دول العالم في عدائها لإيران مطلقة عليها لقب "محور الشر" هي عينها من ساهم بإزالة وجعين عن خاصرتي إيران الجغرافيتين، فأسقطت نظام صدام حسين العدو الأكبر لإيران من ناحية وقضت على النموذج الديني السنّي الطالباني في أفغانستان، والذي كان المنافس العقائدي والمذهبي لملالي إيران في المنطقة، من ناحية أخرى. هذا ولم تسفر المفاوضات بين إيران ودول مجموعة 5+1 والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، التي عقدت مؤخراً في كزاخستان، عن أي اختراق يذكر في الملف النووي الإيراني. فالتباين الدولي واضح حول مستقبل المشروع النووي الإيراني الذي يسير بخطى حثيثة نحو بناء القنبلة النووية الإيرانية التي يريد بها ملالي طهران أن تكون قوة رادعة لكل من يحاول الوقوف في وجه مشاريعهم الإقليمية. والولايات المتحدة تدرك هذه الحقيقة بشكل جليّ وتفقه دلائل تطوير القدرات الصاروخية الإيرانية موازاة بعمليات تخصيب اليورانيوم المحلية، وتدرك مرامي هاتين العمليتين وتزامنهما الذي يصب في المضمار العسكري للمشروع النووي الإيراني، مما دفع الولايات المتحدة للتعجيل بإقامة منظومة "الدرع الصاروخية" القادرة على إسقاط أي صاروخ عابر للقارات يستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها. هذا، وفي ظل غياب الدور السياسي الإقليمي للدول المؤثّرة والكبرى في المنطقة، مثل الباكستان والسعودية ومصر وتركيا، يصبح الطريق معبّداً للمشروع الإيراني الذي يستشري على طريقة المثل الإيراني الشهير: الذبح بالقطنة! يد أوباما البيضاء كان وصول أوباما ذي الأصول المسلمة، والذي نشأ في دولة مسلمة أيضاً، إلى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدّة مفصلاً في الحياة السياسية الأميركية. ومنذ خطاب القسم الأول، مروراً بكلمته الشهيرة في جامعة القاهرة ثم في إندونيسيا، رسم الرئيس أوباما خطاً واضحاً لسياسات البيت الأبيض القادمة من العالم الإسلامي، والتي ترتكز على الشروع بعلاقة جديدة بين الطرفين تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والتفاهم الثقافي. وكان لإيران نصيب الأسد من هذا التحوّل الدرامي في السياسة الأميركية. وغدا واضحاً أن القرار الأميركي قد اتُّخذ في التحوّل من وضع المواجهة والتحدّي والوعيد لـ"محور الشر" والدولة المارقة إلى التعاطي الدبلوماسي معها والمقاربة السياسية التي تقوم على اللجوء إلى القوة الناعمة والدبلوماسية العامة. غير أن يد أوباما الممدودة للتفاهمات مع دولة الملالي لم تلقَ الحماس والإقبال عينهما من الطرف الآخر. فإيران لم تحتفِ بهذه المبادرة، ولم تبدِ أية نوايا للتعامل معها من خلال التوقّف عن دعم المنظمات التي ترعى التطرّف العقائدي والممارسات العنفية في المنطقة، إنما تمادت في التدخّل بالشؤون الداخلية لدول الجوار، وتوغّلت في مشروعها النووي ذي النوايا العسكرية التسلطية خلافاً لما تروّج له من أغراضه المدنية والطبيّة الحصرية. الموقف الأميركي المتراخي والذي استقبل بمزيد من التشدّد الإيراني أثار حفيظة العديد من صنّاع القرار الأميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي معاً. وأصدرت مجموعة تطلق على نفسها "مشروع إيران" مقرّها الولايات المتحدة، وتضمّ بين أعضائها التنفيذيين شخصيات مؤثّرة وفاعلة في الحياة السياسية الأميركية مثل رئيس لجنة هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وعضو الكونغرس الأميركي النائب لي هاميلتون، ومديرة تخطيط السياسات بفترة أوباما الرئاسية الأولى والأستاذة الجامعية آن ماري سلاتر، والدبلوماسي والسفير راين كراكر، بياناً ينتقد سياسة أوباما تجاه إيران التي تعتمد على العقوبات الاقتصادية، حصراً، والتي من شأنها أن تزيد الهوّة بين الشعبين الأميركي والإيراني دون أن تثني مجموعة الملالي الحاكمة عن نواياها النووية التوسعية الاستعمارية المتعاظمة.
الموقف المرتبك لإدارة أوباما من مجريات الربيع العربي غدا مؤشّراً غير مطمئن لمستقبل العلاقات الأميركية مع الشعوب التي قامت على جلاديها في غير بلد
لقد أراد أوباما الفصل التام بين الإرهاب ومظاهره العنفية التي ارتبطت في عهد سلفه جورج دبيلو بوش بالإسلام، وربْطِهِ بالمتشدّدين والمتطرفين الإسلامويين وبمنظمة القاعدة التي أعلن حربه عليها وعلى زعيمها أسامة بن لادن الذي تمكّنت الولايات المتحدة من تصفيته في منزله بباكستان. غير أن الانسحاب الأميركي من العراق دونما القضاء أو التخفيف من تغوّل القاعدة هناك، وغض البصر عن تشكّل فروع لها في سوريا ولبنان أخذت فيما بعد أسماء مختلفة منها اسم جبهة النصرة التي أعلنتها الولايات المتحدة في العام 2012 منظمة إرهابية وامتداداً لقاعدة العراق، إنما كانت سبباً رئيساً في تصاعد العنف في منطقة الشرق الأوسط الذي يغذّيه بشرياً وعقائدياً ولوجستياً التشدّد الإسلامي، سنيّاً كان أو شيعياً، في زمن تتحوّل فيه الشعوب إلى ربيعها الذي دفعت ثمنه غالياً جداً في سوريا وليبيا ومصر وتونس واليمن، من أجل بناء مجتمعات مدنية حداثية تقوم على العدالة والمشاركة السياسية وحكم الشعب من خلال مؤسساته الدستورية. إن الموقف المرتبك لإدارة أوباما من مجريات الربيع العربي غدا مؤشّراً غير مطمئن لمستقبل العلاقات الأميركية مع الشعوب التي قامت على جلاديها في غير بلد. ولعل الخذلان الأميركي للشعب السوري الذي وقف وحيداً وأعزل في مواجهة نظام الاستبداد والطغيان والتطهير العنصري في دمشق المدجّج بالسلاح الروسي والضغائن الإيرانية لهو أعظم مؤشر على هذا الخذلان الإنساني! إدارة أوباما على موعد مع التاريخ من أجل تحديد موقف جدّي وحازم من دوامة العنف الدائرة في المنطقة الأكثر حساسية في العالم والتي من المصادفات الجغرافية والسياسية المقلقة أن إيران تشكّل منها القوام الأقوى والأخطر والأكثر غلبة على المستويات العقائدية والعسكرية والبشرية كافّة.
البعض فى مصر يحب أن يراها خرابة كبيرة، ويوصل الليل بالنهار لكى يلتقط لها صورة مصنوعة تبدو معها وكأنها مدينة مظلمة لا صوت فيها يعلو على نعيق الغربان ونهيق الحمير. لا يريدون أن يروا إلا انهيارا وكسادا وبؤسا، وإن لم يجدوا صنعوه واخترعوه وأوسعوا المواطن البسيط نشرا وسفسطة وإلحاحا حتى يخال البعض أنها حقائق ثابتة. فإذا تحدثت الأخبار عن انتعاشة فى محصول القمحمارسوا إرهابا إعلاميا على المصريين لترويعهم من العطش القادم،بسبب التوسع فى زراعة القمح، حتى أن أحدهم مارس التضليل العلمى ولم يجد ما يفسد به فرحة القمح إلا الترويج لكابوس شح المياه. لقد كان وزراء مبارك يصابون بتشنجات من هذا النوع كلما طالب أحد بالتوسع فى زراعة القمح، وقد كتبت فى هذا المكان بتاريخ 24 أغسطس 2010 تحت عنوان «أهمية أن تكون حمارا» تعليقا على دفع وزير زراعة مبارك فى ذلك الوقت أمين أباظة بأن زراعة القمح تمثل خطرا على محصول البرسيم وقلت «ليت وزير الزراعة يسأل صديقه ورفيقه وشريكه فى أحلام اقتصاد السوق وتقليص حجم تدخل الدولة فى إدارة حياة المجتمع الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة عن مسيرة والده الرجل العظيم الدكتور مصطفى الجبلى عندما كان وزيرا للزراعة فى بدايات السبعينيات من القرن الماضى، حينما كان الجدل ذاته مشتعلا حول التوسع فى زراعة القمح، وثنائية الحمير والبشر، ويروى وزير الزراعة السابق أحمد الليثى وهو أحد تلاميذ الجبلى(الكبير وليس الصغير) أنه وقف ضد أن تضحى الحكومة بمصالح واحتياجات عشرات الملايين من البشر من أجل الحفاظ على مكتسبات مليونى حمار، ولأن دماغ الجبلى الكبير كانت حافلة بأفكار تهدف إلى الاكتفاء من القمح على حساب مساحات البرسيم فإنه لم يعمر طويلا كوزير للزراعة وخرج من الحكومة مع أول تغيير». أما الكلام القديم المتجدد عن أن التوسع فى القمح سيستنزف كل حصة مصر من المياه، فهذا هو الباطل بعينه ذلك أن القاصى والدانى يعلم أن زراعة القمح لا تتطلب مياها كثيرة، وعلى حد وصف مستشار نقابة الفلاحين محمود دشيشة فإن زراعة القمح يطلق عليها الفلاحون «زرعة العاجز» بالنظر إلى أنها لا تتطلب كثيرا من المياه أو الجهد أو الأسمدة. ومنذ يومين تلقيت اتصالا حامى الوطيس من شخصية معارضة أحترمها وأحفظ قدرها ودورها الوطنى منذ السبعينيات تتهمنى فيه بأنى أساهم فى خداع الشعب حين أكتب مبتهجا بهذه الزيادة غير المسبوقة فى إنتاج القمح.. وتنصحنى بمراجعة الفلاحين الذين يمتلكون الخبر اليقين، وبالفعل لم أكذب خبرا وسألت عددا من زراع قريتنا فقالوا إن هناك بالفعل زيادة فى المحصول، ثم تحدثت مع أحد قيادات النقابة العامة للفلاحين فأكد لى أنه بالفعل هناك زيادة لا تقل عن 25 فى المائة عن محصول العام الماضى..فمن نصدق إذن؟ غير أن ذلك كله لا يعنى أن الصورة وردية تماما فيما يخص حلم القمح، فالأمر يتطلب مصالحة شاملة مع الفلاح المصرى الذى هو البطل الأول فى الإنجاز وليس هذا الوزير أو ذاك.