الأحد، 21 أبريل 2013

سيوف من خشب

سيوف من خشب
مبارك صنيدح

لا يوجد مشهد أقبح من ذرف دموع التماسيح ومن تَصَنع الابتسامة الصفراء، ولا أبشع ممن يحمل نظرات الضفادع وخاتم الكراهية في سبابته اليسرى ومن تنكث غزلها وتعجن عجين حمالة الحطب.. ويحكم الزمان ان ترخي السمع لأصوات نشاز وحبالهم الصوتية مشدودة بخيوط الحقد الدفين وتتخللها نغمة يأس قاتم وتمازجها آمال محبطة ويلفها نَفَس الانتقام وان تظاهروا بأن الأجنحة البيضاء ترفرف من حولهم وحمامة السلام تحت قبعتهم والوطنية تلذع قلوبهم ويقيمون عليها مأتماً وعويلا.
ندرك انه بين خطوة الظلمة الأولى والى حين مطلع الفجر انطلقت غارات الرعاع ومزامير الشيطان وأبواقها الناعقة وأزعجونا بضوضائهم وصخبهم وألقوا حبالهم وعصيهم حول (حدس) بحكايات ملفقة وروايات مخبولة تتخبط ولم يكن بمقدورنا ان نُميز الحد الفاصل بين العقل والجنون في كثير مما يطرح من اتهامات ولكن عصا (حدس) تلقف مايأفكون.
ويقال لا يجوز نطق كلمة الحبل في بيت المشنوق فيرتعبون ولذلك سيوفنا ليست لمواجهة الأقزام ومن ولدتهم الصدفة ويصرون على تصدير غبائهم وجنونهم ولكنها لجبابرة وعمالقة نفتخر بشرف خصومتهم وسجالهم وقالها ابو جهل (لمثل هذا اليوم ولدتني أمي) لشرف المعركة وشرف رجالها.. فضعوا سيوفكم في أغمادها فهي من نشارة الخشب وللاستعراض في المسارح الهزلية ولن نمنحها شرف النزال.
هم صدََّقوا قول الشاعر (أدونيس) ان التاريخ نزع خوذته والقاها بأحضانهم فأرعدوا وأزبدوا وتناسوا انهم أعمدة من الملح الأجاج سرعان ما تذوب لكنها لا تختلط بالماء العذب الفرات.. وأضع يدي على أكتافهم وأسِرّ في أذانهم..
 (يا ناطح الجبل الأشم بقرنه.. رفقاً بقرنك لا رفقاً بالجبل)..
وان الشتائم واللعنات والتهم والأباطيل الكاذبة التي تُصَوب نحو جدار حدس هي تتساقط اسفل الجدار ثم تدوسها الأقدام وتكمل المسير لا تلتفت لِثُغاء الشاة ورغاء البعير.
حدس تاريخ مشرف بالوطنية حكت ايامها وقفات الصمود خلال الغزو الغاشم وشيوخها على المنابر لم ترهبهم جيوش الظلام الغادر.. فلن تهزهم اليوم أراجيف المبطلين ولن تجرحهم أحاديث الأفك ويكفيهم شهادة الاحرار والشرفاء والأخيار وأيضاً ذم وافتراء النكرات فبضدها تتمايز الاشياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق