الاثنين، 22 أبريل 2013

غناك في نفسك




غناك في نفسك

 بقلم البروفيسور / زهير بن أحمد السباعي 
  

 للعقاد رحمه الله مقولة كان يرددها في ندوته :

" غناك في نفسك ، وقيمتك في عملك ،
ودوافعك أولى بالتحري من غاياتك "

حكمة .. نحن أحوج ما نكون للتأمل فيها ، وتحري معانيها ،
ومناقشة أبعادها .. علها تصبح عقيدة في النفس واتجاهاً في الحياة .
نعم .. قيمتك في عملك  . ولنا في سلفنا عبرة ..

يقول الرئيس  ابن سيناء :

[ كنت أرجع بالليل إلى داري ، أضع السراج بين يدي،
وأشتغل بالقراءة والكتابة ، فإذا ما غلبني النوم أو شعرت بضعف،
عدلت إلى شرب قدح من الشراب، ريثما تعود قوتي ،
 ثم أرجع إلى القراءة ]

وعندما سُؤل اينشتاين عن السر في عبقريته قال :

 [ العمل الجاد المخلص الدؤوب ]

عاش انشتاين حياة بسيطة ، يرعى أخته وليس لديه خادم ،
ولكن عمله الجاد المخلص الدؤوب أوجد له موضعاً في التاريخ لا يغفل .

نعم .. غناك في نفسك . فالاكتفاء في الحياة ليس رهناً بكثرة المال
بقدر ما هو رهن بالنظرة الإيجابية للحياة . ومع هذا فنحن نركب الصعب في سبيل تحقيق المزيد ثم المزيد ثم المزيد من المال .
لا اعتراض على الثراء المشروع الذي يغني صاحبه ويفيض
على الآخرين ، وإنما هو  الاعتراض على الثراء الذي يجترحه صاحبه بطرق ملتوية ، ثم يتركه من بعد ونصيبه منه لفيفة من قماش .

دوافعنا أولى بالتحري من غاياتنا.. هو منحى في الحياة ما أجدرنا
أن نستوعبه ، فنحن نملك أن نحدد غايتنا ولكن نهاياتها كثيراً ما ترتبط بعوامل خارجة عن  إرادتنا . مهما كانت أهمية الغايات فالدوافع لها أهم .

وأضرب لذلك مثلاً .. شابين غايتهما دراسة الطب ،الأول دوافعه خدمة الآخرين وتخفيف آلامهم  ،أمّا دوافع الآخر وقد تكون دفينة في نفسه لا تكاد تبين أن يغدو مشهوراًوغنياً ومرموقاً لا بأس في مثل هذا التوجه إذا تحرى فيه صاحبه الحقوالفضيلة ولكن الدافع الإنساني يظل أثرى للنفس وأقيم .

" غناك في نفسك ..  وقيمتك في عملك ..
ودوافعك أولى بالتحري من غاياتك "

أتمنى أن ترسخ هذه المقولة في أذهاننا وضمائرنا .
وأن نرتفع بها عن كثير من صغائر الحياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق