الأحد، 28 أبريل 2013

قراءة في دفتر امّعه


فيض المشاعر

قراءة في دفتر امّعه
مبارك صنيدح


لا تعرف غير التصفيق والهتاف ورفع الصور ويتحولون من غير شعور لوقود المعارك


هناك من هو مولود على الفطرة كقالب امّعه لا يحتاج الى هندسة هدم جينات الحرية او تدمير خلايا التمرد في دواخله ولا يحتاج الى جهد في عمليات غسيل الدماغ كإمّعه فارغ من داخله كطبل اجوف يتبع ظل الرايات لا يلتفت الى لونها او شعارها او من يحملها.
ولكن صياغة امّعه سياسية تحتاج الى عمليات نحت مباشرة لهيكله تجعله يغفل عن ينابيعه من الرأي الحر ومعاني التمرد وتتأمل المنحوت المتحول يوماً بعد يوم الى امّعه كامل الدسم..
 وخطوات الانتقال الى الامّعيه تعتمد على دهاء سياسي يمنهج لهم تحوير العمل السياسي من الاقناع الى الاتّباع ومن حوارات الرأي والرأي الاخر وتلاقح الافكار والعصف الذهني وخيارات القبول والرفض الى مسلوب الارادة ممسوخ الشخصية خاضع لسيطرة كاريزما تتوافر فيها شخصية الزعامة.
والامّعات تخضع لارهاب التخويف على المستقبل وتؤمن بنظرية المؤامرات وان الزعيم وحده يملك سبيل الخلاص..
وتعجب بشنب هتلر وتمسح صلعة لينين وتضع على راسها قبعة موسوليني وتفتل شوارب ستالين وتُمشط لحية كاسترو وتنحني لقامة عبدالناصر وتتبارك بغرة الصلاة على جبين الرئيس المؤمن السادات.
ويتم اثارة كراهية الامّعات اتجاه الخصوم السياسيين والحكام ووصفهم بارذل الصفات واشنعها ويقومون بترديدها من غير وعي او ادراك..
ويتم التضحية باكثر من كبش فداء بانه مصدر الخراب والفساد وتمهيداً للسيطرة على عقول الاتباع..
وقميص عثمان دائما معلق على الراية البيضاء ومصبوغ باثار الدماء والحناجر تصدح على المنابر بالبحث عن القتلة الوهميين الذين لا اثار لهم وكل يوم يُرفع قميص جديد..
والامّعات في جهالتها سادرة لا تعرف غير التصفيق والهتاف ويتحركون بكلمة منهم ورهن اشارة اصابعهم يتحركون جهة اليمين او اليسار ويهتفون باسمائهم ويحملون صورهم ويتحولون من غير شعور لوقود المعارك وينساقون نحو البلطجة السياسية والفوضى..
 والرموز على الابراج الاعلامية العاجية يهددون ويتوعدون ويرسلون قطيع الامّعات ليقودوا الفوضى والخراب وما يحدث في مصر اليوم شواهد ناطقة على بلطجة الامّعات.
وعلى هوامش دفتر الامعات شخابيط تتحدث عن الثقات واهل الرأي والحكمة والسياسة وهي تقوم بنحت ضوئها في الظلام وتمارس الاسترخاء داخل الخوف..
الخوف من المبادرة والخوف من الصدارة والخوف من مناوشة الاضداد والخوف من كلمة الحق وترصد حواراتها بين الداخل والخارج وهي تخيم عليها اجواء المصلحة وتغيب شمس المبادئ عن اعينهم وتخرج عن رصانتها وتوازنها وتتهيأ سراً في الخفاء لتتبع خطوات الامّعات وتُجر من خطامها مكرهة الى مواقع لا ترغب فيها ولكنها تخشى سواد الناس.
الرموز مواقعها محجوزة على مر الزمن والتاريخ بين صادقين يقودون الاتباع نحو الاصلاح والخلاص من الظلم والظلمات ومخادعين يتسلقون على اكتاف الامّعات ويبنون سلم المجد من جماجمهم.

مبارك صنيدح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق