الثلاثاء، 30 أبريل 2013

العودة: الضحكة المصرية لا تنمّ عن عبث بل إيمان


العودة: الضحكة المصرية لا تنمّ عن عبث بل إيمان






اعتبر الدكتور سلمان العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أنَّ الشعب المصري، هو الأكثر ميلاً للضحك والإحساس بالسعادة رغم كل المشكلات المحيطة بواقعه، مشيرًا- في الوقت ذاته- إلى أنَّ الضحكة المصرية لا تَنُمُّ عن عبث بل عن إيمان بأنَّ النهايات مختلفة عما يبدو لنا، فهي سخرية العارف البصير.
وخلال مقاله "الصوفِي الضاحك" المنشور بصحيفة الأهرام المصرية صباح اليوم الأحد، قال العودة: إنَّ "المصري عاطفي يضحك إلى حدِّ البكاء ويبكي إلى حدّ الضحك،ولكنه لا يستسلم ولا يسمح للبؤس أن يطبع شخصيته"، مشيرًا إلى قول نبي الله يوسف- عليه السلام- في مصر لأخيه: {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وقال: "الإعجاز في البساطة وترك التكلف"، مشيرًا إلى أنَّ "البسطاء يؤثرون على المدَى البعيد في مجرَى الأحداث ويُغَيِّرون أكثر مما يفعل المشغولون بتحليل الأحداث في أبراجهم العاجية"، لافتًا إلى أنَّ "تحولات الربيع العربي كانت شرارتها علي يد البسطاء الذين لا يتقنون الحسابات!".
واعتبر د. العودة أنَّ "الضحك لا يعني عدم الجدية؛ لكنه يحدث لأجل الشعور بالتحسُّن ولو مؤقتًا أو للتعبير عن الرأي أو لدفع الهمّ أو لتجاوز الواقع المعيش وإعطاء الزمن حقَّه"، مشيرًا إلى أنَّ "التغيير ليس أمنية تَجُول في النفس ثم تتحوَّل في غمضة عين إلى واقع، كما أنَّ "أحلام التغيير تختلف بين فرد وآخر لحدّ التناقض مما يجعل التغيير الذي يرسمه أحدهم نقيض ما يحلم به سواه".
وأضاف العودة: "رائع أن تتجاوز معاناتك ولا تسمح بتحولها من أزمة خارجية إلى أزمة نفسية داخلية"، مضيفًا "يتزايد معدل البطالة وتُسْمَع النكتة، وتتفاقم أزمة الاقتصاد ويعبر الناس بالسخرية، وترتفع نسبة الأمية ويستمر الضحك، ويمتدّ الفقر إلى القطر من المنوفية إلي الدقهلية والشرقية والقليوبية والإسماعيلية وسوهاج وقد تجد الفقير متكيفًا مرتاحَ النفس أكثر من الملياردير".
لكنَّه أشار في الوقت ذاته "أنَّ عزل المواطن عن التفكير في قضاياه المصيرية وشغله بلقمة العيش وجعله في خيار حاسم بين الحرية والأمن، ولَّد حالةً من عدم المبالاة" إلا أنَّ "روح الإيمان تمنع من اليأس وفي قصة يوسف {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
ولفت العودة إلى شغف المصريين بالفن الساخر والنكتة والمقالات التي تؤدِّي بأصحابها إلى السجن، مشيرًا إلى أنَّ "محمود السعدني سجن بسبب مقالاته الساخرة, وطلب عبد الناصر عقب النكسة أن يتوقف المصريون عن التنكيت علي القوات المسلحة, حتى الإنسان البسيط تبدو عليه ملامح الشقاء والكدح ولا تفارقه ابتسامته الساحرة الساخرة يواجه بها صعوبات العيش".
وقال: "يعملون في النهار أو يتظاهرون أو يحتجون ولا يفرطون بجلسة مسائية مسترخية علي شاي أو وجبة والنكتة سيدة الموقف مهما احتدم النزاع!".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق