"الغارديان": السيسي وأتباعه يقودون مصر إلى الهاوية
خدمة العصر
قال الكاتب البريطاني، جوناثان ستيل، في مقاله بصحيفة "الغارديان"، إن السنوات الأخيرة في حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك –والتي تعد الأسوأ في عهده– تبدو نعيماً مقارنة بما تشهده مصر اليوم ومنذ الإطاحة بالرئيس المنتخب، محمد مرسي.
وأوضح ستيل في مقاله بصحيفة الجارديان البريطانية أن مبارك كان أكثر تسامحاً حيال التظاهرات المعارضة لحكمه، كما كان يسمح للإخوان المسلمين بالترشح في الانتخابات البرلمانية كمستقلين، على عكس الحملة الشرسة التي يشنها النظام الجديد ضد الجماعة والتي لم تكتفي بحظر الجماعة ولكنها تتجه أيضاً لحل الحزب السياسي التابع لها.
ورأى أن مصر لم تشهد مثل هذا القمع الوحشي منذ عقود. وتساءل ستيل: "في أي بلد آخر في العالم اليوم يمكن أن يتم احتجاز رئيس منتخب لثلاثة أشهر من دون أن يتمكن من الوصول لأسرته أو محاميه؟ في أي بلد آخر يتم إطلاق الرصاص على المتظاهرين بشكل مستمر من دون سابق إنذار، وليس بالخرطوش أو حتى الرصاص المطاطي ولكن بالذخيرة الحية؟".
ويرى ستيل أن قرار الإدارة الأمريكية بتقليص المساعدات لمصر الآن يعد بمثابة إنذار لـ"صناع الإنقلاب" في القاهرة بأن طريقتهم القمعية في التعامل مع المعارضة ستغرق مصر في أعمال عنف لا يمكن السيطرة عليها.
واعتبر الكاتب أن الغياب الفعلي لإنتقاد الرأي العام لقتل المتظاهرين السلميين أمراً مثيراً للإحباط ومؤشراً قاتماً، حيث أن النظام يعتبر ذلك صمام أمان مفيد.
ولفت إلى الدعاية البشعة التي يغرق بها النظام وسائل الإعلام ومحطات التلفزيون والبرامج الحوارية لتشويه جماعة الإخوان وأي شخصية خارج الجماعة تحاول انتقاد النظام مثل محمد البرادعي.
وأعرب عن اندهاشه من أن تتمكن مثل هذه الدعاية على الرغم من بدائيتها من إقناع المواطنين المصريين الراشدين.
وانتقد الكاتب موقف حزب النور السلفي وبعض التيارات الليبرالية العلمانية المتذبذب مما يحدث في مصر بدعوى أنهم "ليسوا مع الإخوان ولا مع الجيش".
وقال "ستيل" إنه إذا لم تتخلى تلك التيارات عن هذا السياج الذي تفرضه حول نفسها وتدين بشكل علني الخطر الذي يشكله الجيش اليوم، والذي يهدد الحريات المدنية، فإنها ستصبح فارغة سياسياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق