( حصانة آل سعود .. لماذا ؟ .. وبماذا ..؟! )
د. عبد العزيز كامل
كان آل سعود – حتى وقت قريب - يكتسبون احتراماً يشبه الحصانة أو القداسة , التي تمنع الاقتراب من نقدهم أو تقويم اعوجاجهم , وكانوا يستمدون ذلك من عدد من المعاني العظيمة التي اصطنعوا ربطا وترادفا بينها وبينهم, حتى كادوا أن يجعلوها خاصة بهم وحكرًا عليهم .. !
أبرز تلك المعاني التي تحصنوا بها "سابقا " خمس ؛ هي : ( حماية التوحيد والتصدي للشرك ) ..( تحكيم الشريعة ورعاية الفضيلة ).. (نشر الدعوة واحترام الدعاة ).. ( استقلال القضاء وتحقيق العدالة ).. ( نصرة قضايا المسلمين إعلاميا , ودعمها سياسيا وماليا ).. ( إمامة عامة المسلمين من خلال خدمة الحرمين )..
لكن تلك المعاني- كلها أو جُلها - بدأت تتحول إلى أضدادها في العقود الأخيرة ..
- فأما التوحيد الذي يكثرون من التنظير له علمياً , فقد صاروا يناقضون حقوقه عملياً , بعد أن أصبحوا حربا على أهله المدافعين عنه في أنحاء عدة من العالم الإسلامي , نصرةً للنصارى المشركين ,أو مشاركة لليهود المعتدين , أو تقرباً للمنافقين العلمانيين ..
- وأما الشريعة فأصبحوا أعداءً لأصحاب كل مشروع ينادي بها أو يعمل للدفاع عنها , كما حدث ويحدث الآن في كل من مصر واليمن وسوريا وتونس , وقبلها السودان والعراق ولبنان وأفغانستان ! ..كما يتمادون في الحيف والاستهانة بأحكام الشريعة نفسها في الممارسات السياسية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية ..
- وأما نشر الدعوة واحترام الدعاة , فيكفي أن تعلم أن كبار الدعاة في الداخل مكبلون مكممون , إلا فيما لا يمس سياسات آل سعود أو يعارض قراراتهم مهما كان ظلمها وظلامها, وكثير من الدعاة إما مسجون أو خريج سجون, أو مهدد بالإلقاء في السجون !.. في الوقت الذي يطلق فيه العنان لدعاة الليبرالية ورموز العلمانية في كافة الوسائل الإعلامية , بعد أن اصطنعهم آل سعود ليجعلوهم في واجهة للإعلام و ومخططين لسياسات التعليم ..
- وأما استقلال القضاء , فقد صار شيئا من الماضي , بعد أن تحكمت أجهزة الأمن السياسي في مجرى سير القضاء , وشراء ضمائر القضاة – إلا من رحم الله - بما أضاع العدل وأطاح بالعدالة
- وأما تبني قضايا المسلمين في العالم إعلاميا ودعمها ماديا , فحسبك أن تعرف حقيقته من خلال القناة المسماة بالعربية والجديرة بوصف العبرية , والمعادية لأية توجهات أو تحركات سياسية إسلامية , مهما كانت سلمية , إضافة إلى بقية القنوات الأخرى الخاصة , المخصصة لنشر الفساد وترميز المفسدين, وإشاعة الفاحشة في المؤمنين , والمدعومة من الأمراء بمئات الملايين من أموال المسلمين ...
- وتبقى إمامة المسلمين من خلال خدمة الحرمين , والتي يروج لها بعض أئمة الحرم في دعائهم؛ فهذه الخدمة لم تعد أكثر من " سدانة" صورية , تخفي وراءها كوارث قريبة مستقبلية , تحيق بالحرمين بسبب حماقات آل سعود السياسية وورطاتهم الاستراتيجية في كل من العراق واليمن ولبنان والساحل الشرقي للجزيرة , وهو ماجعل أرض الحرمين - بل جزيرة العرب كلها - مكشوفة لأول مرة في التاريخ الإسلامي أمام خطر التطويق الشيعي , المهدد بمد رافضي تقوده إيران , التي وجد شيعة العالم لهم فيها "إمامة" حقيقية , في حين صارت "إمامة " آل سعود لأهل السُنة في العالم أضحوكة مبكية , ودعاية كاذبة وهمية !
- أقول .. آن الأوان لرفع هذه الحصانة المصطنعة , والقداسة المزيفة... فذلك أصبح من الواجبات الكفائية , قياما بحقوق حرمات الدين المستباحة باسم احتكارهم لفهم الدين .
. لا ندعوا – كما فعلوا عندنا– لتأييد الإطاحة الثورية بهم , لسبب بسيط أنه لا يوجد بديل صالح جاهز ليحل محلهم , فالمصيبة أنهم قد أعدوا وهيئوا الساحة لمن هم أسوأ منهم..!!
فاللهم اهدهم , أو هُد كيانهم ... وأبدل أرض الحرمين وشعبها وسائر الموحدين خيراً منهم .. ( آمين ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق