إهداء إلى روح الشهيد بإذن الله عمر عبد الوهاب الشريف وإلى كل شهداء ومصابي الثورة !
خلال ثورتي القاهرة الأولى والثانية أثناء الاحتلال الفرنسي, كان البعبع الذي يهدد وجود الاحتلال هو طلاب الأزهر.
وفي سنة 1934, صرح وزير الخارجية البريطاني وقتها, بعد الغاء دستور 1930, بمنتهى الغطرسة وسوء الأدب بأن دستور سنة 1923 لا يصلح وأن دستور 1930, لا يعبر عن رغبات المصريين, فاستفز تصريحه طلبة جامعة القاهرة, فخرجوا للتظاهر بأعداد ضخمة فأمرت سلطات الاحتلال الانجليزي ( عبيدها في وزارة الداخلية ) فاطلقوا النار على الطلبة واستشهد عدد منهم وأصيب عدد آخر ولكن لم تنقطع المظاهرات, وأجبر ذلك وزير خارجية الاحتلال البريطاني على اصدار تصريح, يخفف فيه من تصريحه الأول وبالرغم من ذلك لم تنقطع المظاهرات.
وفي عام 1945, بدأت مفاوضات الجلاء مع الاحتلال البريطاني, فردت بريطانيا بأن معاهدة 1936 كافية, فاندلع غضب الطلاب من جديد, فأمرت بريطانيا ( غلامها ) النقراشي والذي كان في ذلك الوقت رئيس الوزراء ووزير الداخلية بالسماح للطلبة بالخروج من الجامعة ثم أغلق الطريق عليهم من الخلف, وعدم السماح لهم بالعودة للجامعة, وكان الخائن النقراشي أميناً ومطيعاً, فنفذ ما أمره به سادته البريطانيون بالحرف, وعندما حاول الطلبة الرجوع, وجدوا أن عبيد الاحتلال البريطاني من وزارة الداخلية يحاصرونهم من الناحيتين, واطلقوا عليهم النار, وقفز بعضهم إلى النيل فمات, واشعلت تلك الجريمة, غضب الطلاب بطول مصر وعرضها, فوصلت المظاهرات للتحرير, ففتحت عليهم الداخلية النار من جديد, فقام الطلبة بإحراق احد معسكرات الاحتلال وعمت المظاهرات مصر كلها واشعل الطلبة روح الثورة في المصريين, وتسبب ذلك في إقالة وزارة النقراشي ثم إعدامه بعد ذلك على يد أحد رموز الحركة الوطنية المصرية من الإخوان المسلمين.
وفي عام 1954, تظاهر الطلبة بعد أن كرر المقبور عبد الناصر ما فعله النقراشي, وكان وزيراً للداخلية وقتها ورئيساً للوزراء, وسقط شهداء على كوبري قصر النيل وكانت المظاهرات قد خرجت تطالب بعودة الرئيس محمد نجيب بعد أن تقدم باستقالته نتيجة فساد الضباط الأحرار وتضييقهم عليه, ووصلت مظاهرة الطلبة إلى ميدان عابدين بعد أن تم تفريقها بالرصاص الحي, ووجدوا الرئيس نجيب يخطب وكان العدد وقتها مخيفاً, كان حسب التقديرات 150 الف يملئون ميدان عابدين, ويهتف بعضهم, دم الشهدا بدم جمال !
وخطب الشهيد عبد القادر عودة في المتظاهرين ليصرفهم, فانصرفوا وتم اعدامه هو فيما بعد.
كانت تلك المظاهرات هي التي اعادت محمد نجيب للحكم, ووعى عبد الناصر الدرس جيداً وأدرك أن الجامعات مركز قوة وأن الطلبة يمكنهم الإطاحة بنظامه.
بعد تلك الحادثة بأربعة عشر عاماً وبعد هزيمة 67 المهينة والتي اقتلعت فيها سيناء من مصر وأبيد سلاح الطيران وأهين الجيش بشكل لم تعهده مصر منذ عصر مينا موحد القطرين, ازدادت تظاهرات طلبة الجامعات, غضباً من التسيب الذي شاب محاكمات المسؤولين عن الهزيمة, فقال عبد الناصر للواء مصطفى الحناوي قائد سلاح الطيران : اضربوا الطلبة بالطيران ! وهو ما رفضه الأخير كما روى في حواره لروز اليوسف.
وفي نهاية السبعينات اصدر السادات قراراته المتغطرسة الشهيرة التي الغى بها الدعم, فخرجت مظاهرات الطلبة من جديد, لتجبره على التراجع عن قراراته !
والآن يتعاقد الانقلاب مع شركة أمن خاصة, فقدت سراويل موظفيها في أول يوم مواجهات مع الطلبة, فلجأ الانقلاب لتأمين الجامعات بقوات من الجيش, وعصابات من البلطجية بعد أن ادرك أن الطلبة هم النواة الصلبة للثورة ..
والانقلاب يدرك من الخبرات المتراكمة للانظمة التي سقطت قبله أن الطلبة قادرون بإذن الله على إسقاطهم, ويدركون جيداً مدى خطورتهم, وربما تعلم تلك العصابة أنها بمواجهتها للطلبة, إنما تواجه 60% من المجتمع أو أكثر, وتستعدي أسرهم وأقاربهم وجيرانهم, ولكنهم لم يفهموا بعد أن صب المزيد من الدماء على الحراك الثوري بقتل الطلبة لن ينتج الا مزيداً من الثأر, فالطلبة الآن يطلبون رؤوس ذلك النظام ..
قتل الطلبة من العام الماضي إلى الآن, رفع سقف غضب الطلبة, فالطلبة لا يهدفون الآن لإسقاط الانقلاب فقط, فالطلبة الآن يهدفون للثأر !
هدفهم هو اقتلاع كل تلك المؤسسات من جذورها وسحق مؤسسات دولة العسكر والقصاص من رموزها. الطوفان القادم سيكتسح ان شاء الله ذلك الانقلاب, ولن يدرك هؤلاء حجم حماقتهم الا وهم على حبال المشانق.
وان كانت ميليشيات الانقلاب قد منعت جنازة الشهيد عمر عبد الوهاب الشريف اليوم, فقريباً ان شاء الله, تقام جنازة الانقلاب ولا يحضرها أحد. والله غالب على أمره.
ان شاء الله غدا استأنف سلسلة مقالات ( مصر الإخوانية )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق