الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

تحطمت الطائرات عند الفجر – جزء 8


تحطمت الطائرات عند الفجر – جزء 8

الجزء الثامن من كتاب تحطمت الطائرات عند الفجر

ترجمة الكتاب بالعربية

آيات عرابي

كتاب ( تحطَمت الطائرات عند الفجر )


القسم السادس عشر
المصيدة
8 أكتوبر 1956
الساعة 8.10 حتى 14.30
( بتوقيت القاهرة )
لقد جرى تصليح وتوسيع الطريق الواصل بين القاهرة وأسوان, واستغرق العمل فيه مدة طويلة بدأت في صيف سنة 1955, وعندها بدأت فكرة أنشاء السد العالي. هذا السد الذي يهدف انشاؤه الى زيادة مخزون المياه بمعدل 25 ضعفا عن المخزون الحالي من مياه نهر النيل. والمؤكد أن انشاء السد سيستغرق مدة طويلة. والعمل في السد يتطلب الاتصال الدائم بين مكان السد والعاصمة. ولهذا الغرض جرى تصليح وتوسيع الطرق, وبلغ الاتصال حتى الآن الى مدينة (قنا ) وعند المدينة ينحرف نهر النيل بعد أن يسير باتجاه الشرق بطول عشرات الكيلو مترات بخط مستقيم نحو الاقصر. وعند الاقصر يعود النهر الى التعرج نحو الغرب ثم يعود ويستقيم حيث يعبر الصحراء إلى الجنوب الجنوب باتجاه أسوان ومنها الى قلب منطقة خط الاستواء.
كانت السيارة الشفروليه الكبيرة التي استخدمها وهي من نفس النوع الذي يستخدمه الرئيس عبد الناصر نفسه تلتهم الطريق بسرعة كبيرة وأصوات محركها تختلط بأصوات احتكاك العجلات بالشارع.
كنا نسير نحو الجنوب في منطقة زراعية تكثر فيها القنوات الخاصة بالريّ والتي تشرف عليها الحكومة المصرية نفسها. ومررنا على عشرات الجسور فوق قنوات المياه. وكان الفلاحون ينتشرون في المزارع يروون من مياه النيل حقول القطن والارز. وقلت في نفسي : لو كان الرئيس عبد الناصر قد انصرف الى انشاء السد العالي فقط ولم ينصرف إلى شراء القاذفات النفاثة, لكانت بلاده قد انتعشت وازدهرت وكان بوسع المهندسين الاسرائيلين أن يقيموا هناك الصناعات الخفيفة والثقيلة.
وقطعت هذا الحديث الذي كان يدور بيني وبين نفسي, وأدركت أنني بلغت به خطأ كبيرا , ولكن السبب في ذلك كانت صوفي.
صوفي ياسمين . . الفاتنة القبطية, التي أمضي معها منذ حوالي الشهر عدة ساعات في كل يوم تقريبا. وفي الأيام التي يتعذر علي لقاءها كنت أحس أن شوقي اليها ينقلب الى مرض حقيقي في سائر أنحاء جسدي.
قابلتها في حفلة نادي الجزيرة, نادي الضباط الفخم, الذي يقوم على جزيرة في وسط نهر النيل مقابل القاهرة. وعرفنا على بعض في ذلك النادي ضابط مصري برتبة عقيد طويل القامة من قاعدة الاقصر الجوية, وهو قائد الجناح ( صالح عبد النبي ).
وأتذكر ذلك اليوم جيدا فقد كان في اليوم العاشر من شهر سبتمبر, بعد أسبوعين من عودتي من تركيا حاملا أجهزة الرادار والمدافع المضادة للطائرات التي اشتريتها من تركيا. وكان الجو الذي يسود القاهرة جو الترقب وتوقع الضربة الكبيرة التي يمكن أن تنزل في أية لحظة. ولم يقم أحد من المسؤولين في القاهرة بوضع خطة دفاعية, إذ لم يكن أحد يعرف من أين ستنزل الضربة, وماذا يجب أن يحضر لها. كان الجميع يشعرون بأنه حينما تنزل الضربة سيجدون الطريقة التي يردون بها عليها.
إن هذا الشعب الغارق منذ مئات الاجيال في أوحال نهر النيل والجندي الساذج الذي سيحارب عند صدور الأوامر اليه, والضباط الذين جرى تدريبهم سنوات طويلة, جميعهم سينقضون على الغزاة حينما يعرفون من أين سيأتي الغزاة.
وعلى الكثيرين في القاهرة هبط شعور كئيب, شعورهم بالساعة الأخيرة في حياتهم. وكان آلاف المواطنين الأجانب يتجمعون على أبواب وزارة الداخلية المصرية ليحصلوا على أذونات السفر ومغادرة البلاد.
عائلات كثيرة كان أجدادها من أوائل المستوطنين في القاهرة, يوم كانت مدينة صغيرة لا يزيد عدد سكانها على ربع مليون نسمة, أخذت تنهي أعمالها في المدينة وتبيع عقاراتها بأبخس الأثمان وترحل. ومع أن جميع المواطنين المصريين كانوا يتمنون رحيل هؤلاء الاجانب الا أن هؤلاء الأجانب كانوا يقفون على أبواب وزارة الداخلية يرجون ويتوسلون منحهم أذونات المغادرة والرحيل. ولكن وزارة الداخلية برئاسة (السفاح ) وهو اللقب الذي كان يطلقه معظم أهالي القاهرة على وزير الداخلية زكريا عبد المجيد محي الدين, لم تفوت أية مناسبة لتثبت للأجانب مدى قسوة الجمهورية المصرية .
ورحل الأجانب, وخلفوا وراءهم أحياء كاملة في القاهرة خالية, وأقيمت المتاريس من أكياس الرمل في المواقع والمنشآت الحساسة والحيوية في المدينة, والاجتماعات تتوالى بين كبار قادة الجيش.
ولكن أحدا منهم لم يفعل شيئا. الجميع كان بانتظار الضربة التي ستنزل تماما كالمرأة التي أستسلمت لمغتصبيها قبل أن يصلوا اليها, وبعد أن فعلوا بها ما أرادوا, هبت لتنتقم من شرفها الجريح.
أعلنت حالة الطوارئ في سلاح الجو المصري في بداية شهر سبتمبر, ثم ألغيت بعد أسبوع حينما لم يقع أى حادث. وفي ذلك اليوم اجتمعنا في حفلة بنادي الجزيرة. دخلت النادي بصحبة الرائد لبيب وفتاته. ولم تكن معي في تلك الحفلة صديقتي دنيا بسبب انشغالها في أحد الأدوار بفلم سينمائي جديد يدور حول قصة غرام وطنية, وكانت دنيا تأمل في أن يرفعها دورها الرئيسي في هذا الفيلم إلى مصاف نجمات السينما الشهيرات. جلست في النادي, وأنا أحاول أن أخفي مشاعر القلق. وكان يبدو لي كل شئ كأحلام ضائعة, لا يخضع لحكم المنطق, (بخلاف فيشل ) ولكن كانت تنقضي رباطة جأشه ومقدرته على تقبل كل حال وأمر واقع ومواجهتهما كما يجب. كان فيشل يستطيع إذا توفر له الوقت الكافي, أن يقوم بتنظيم جهاز مخابرات متحرك في أي مكان في الدنيا. ولكنه أنفق جميع علومه عليّ أنا. وأنا لم استطع أن أفهم فكرة إشراكي في مؤامرة القضاء على جيش ليس قائما تقريبا, كما أنني عجزت عن تكييف نفسي على ما يجري هنا.
انتظار سلبي عدم فعل أي شئ لمواجهة حرب مؤكدة الوقوع. هل هو دينهم الذي جعل منهم لا مبالين بهذا الشكل ؟ ولكني أعرف أن ضابط الجيش ليسوا متمسكين بأهداف الدين.
إذن السبب في ذلك في ذلك هو تعلقهم واعتمادهم على خيرات النيل, ذلك الاعتماد القائم منذ بداية تاريخهم, وبذلك شعروا بعدم قدرتهم على محاربة المنتظر ؟
ولكني أعرف أن ضابط الجيش أبتعدوا كثيرا عن آبائهم الفلاحين.
شعرت أنني أقوم بمهمة شيطانية ضد جيش من الرياح وفي تلك اللحظة ومن خلال الأصوات الغنائية, سمعت صوت عبد النبي الذي أميزه عن غيره بسهولة يقول : أنور بك سعيدة يا صالح قلتها بفرح, ولقد تعلمت أنه من الضروري مناداة كل أنسان باسمه الشخصي دون اضافة اللقب, إذا كان ذلك ممكنا, وذلك من أجل خلق اتصال شخصي فوري معه. وها أنذا الآن أتصرف كما تعلمت.
كيف حالك يا آرام ؟ قال صالح وبدون أن ينتظر جوابي استطرد : اسمح لي أن أقدم لك ( صوفي ياسين ) طالبة جامعية في كلية الآثار وهي تحاول أن تبرهن على . . , وهنا لم أسمع بقية كلامه, فقد رفعت وجهي, وكانت تقف أمامي, مجسدة على مقربة مني فتاة آحلامي. كيف أعرف أن لوني قد أمتقع, شعرت بأن نفسي قد انسلخت مني, ولكن عجزت عن فعل أي شئ. وضغطت بيدي على الطاولة حتى آلمتني وأنا أحاول أن أتظاهر بالابتسام.
وأخيرا نجحت, وابتسمت, وأدركت خلال ذلك أن شفتي السفلى قد تحركت بحركة غير محمودة, وعرفت بعد ذلك السبب هو وقوعي تحت تأثير وسحر هذه الفاتنة التي قلدت شفتي حركات شفتها الناضجة بدون أرادتي. كانت لها شفتان ممتلئتان, والسفلى منهما مسترخية بعض الشئ إلى الأسفل. وأذكر أنني في ذلك الموقف لم أفكر الا بشئ واحد وهو أنني كنت على استعداد لدفع أي ثمن, من أجل تقبيل هاتين الشفتين, وأحس بأنهما تستجيبان لقبلتي. ابتسمت لي ابتسامة خفيفة, فثارت مشاعري, وتطلعت من طرف عيني إلى صالح عبد النبي, كنت أتخيل أنه يسخر مني, ولكن سرعان ما عاد فكري إلى التركيز في الفتاة الفاتنة الساحرة التي أراها حقيقة أمامي.
قمت وصافحتها وقلت ( آرام أنور ) يا سيدتي ويسعدني التعرف بك, ( صوفي ياسين ) قالت بصوت ناعم يثير الشهوة, تتراقص فيه المنحنيات, واستطردت : سمعت الكثير عنك يا آنور بك وأنا أتمنى منذ مدة أن أراك. شعرت أن النغمات تحاول الاختلاط بصوتها الناعم, صوت جرس الانذار ولكني لم أسمع سوى نغمات جرس فضي. وقف قريبا منها, جبهتها العالية مقابل ذقني وصدرها المرتفع يلامس قميصي الحريري. واستطعت مرة أخرى أن أسيطر على حواسي, تلك الحواس الخمس التي جهد فيشل كثيرا في تطويرها وجعلها وسائل حربية ممتازة لن اكشف سرا بالطبع قلت وأنا أحاول أن أعطي صوتي نبرة جادة, اذا قلت لك بأنك جميلة. كلا قالت صوفي, فهذا أول شيء يقوله لي كل رجل.
إذن قلت سأكشف لك سرا آخر أنت مدينة لي بشئ ما, بماذا ؟ مندهشة. أنت مدينة لي بقلبي, فقد أخذتيه مني حينما وقع نظري عليك, وضحكنا ولكن قلبي لم يضحك لانه كان أسيرا بالفعل.
في ساعة متأخرة من تلك الليل وبعد أن رقصنا عدة مرات ملتصقين ببعض في جميع أجزاء جسدينا وروحينا, قالت لي صوفي فجأة : دعني أذهب الى منزلي, اننى اشتهيك جدا, ولكن ليس الليلة, ليس في أول يوم لتعارفنا على بعض. وكانت هذه أول مرة في تاريخ علاقاتي بالنساء أرضخ فيها لرغبة أمرأة بدون جدال.
بالقرب من مدينة الاسكندرية, وهي الميناء الذي أقامه الاسكندر المقدوني ورأى أيام أزدهار حكم الرومان, كما رأى أيام فقر قبل أجيال, تقع بحيرة مريوط. وتعتبر الشواطئ الجنوبية لهذه البحيرة مكانا ممتازا للصيد. فالعصافير تنتشر بكثرة بين الاشجار, ومن جميع الانواع. وبعد وقت قليل من افتراقي عن صوفي في نادي الجزيرة وصل عدة أشخاص الى شاطئ بحيرة مريوط. أحدهم ظل داخل السيارة الفخمة, بينما اختبأ أربعة بين الاشجار. وشخص سادس كان طويل القامة رفيعها, يرتدي حلة أنيقة وعلى رأسه قبعة عسكرية ذات غطاء للجيش, ظل ظاهرا دون الباقين, وكان يحمل بندقية صيد ويربط على وسطه حزام الخراطيش, وعلى عنقه حزام المنظار. راح هذا يسير الشخص بين الشجيرات ببطء حتى عثر على غايته – عصفور كبير ملون على غصن شجرة. وما كاد العصفور يهم بالفرار حتى بدا هذا الرجل ينقر بلسانه مقلدا صوت العصفور, فهذا العصفور في مكانه, وهنا أطلق الرجل النار عليه وأسقطه على الارض. وبسبب العيار الناري سقطت أيضا القبعة عن رأس الرجل وظهر وجهه لي تماما.
كان الرجل زكريا محي الدين بعينه , وزير الداخلية المصرية, ورئيس جهاز المخابرات والتجسس الذي يلقبه الشعب باسم
( السفاح ).
وفي مساء ذلك اليوم, وأذكر أنه يوم 11سبتمبر حضرت إلى جامعة عين شمس لآخذ صوفي بعد أنتهاء دراستها. وقد تأسست هذه الجامعة قبل سنوات, ولكن الحكومة حرصت على العناية بها وتطويرها لأن الجامعة القديمة, جامعة القاهرة لم يعد فيها متسع للطلاب. ومع أن وزارة التربية والتعليم المصرية وجهت جل اهتمامها الى العلوم الا أنه أقيمت في هذه الجامعة كلية الآثار.
كان مئات الطلبة والطالبات يخرجون من الكلية إلى الخارج ومن خلال نافذة السيارة رأيتها قادمة, تختال زهوا, تختلف عن الجميع وتسير بدون الحركات المفتعلة المعروفة عن جميع النساء المصريات. أنوثتها الشابة, الناضجة, كانت تتفجر من وجهها الفتان. جبهتها المرتفعة, أكتافها الدقيقة عيناها العميقتان الواسعتان, كل ذلك كان يدل على جمالها وسمو نفسها.
شفتاها الممتلئتان, وذقنها, وكل شئ فيها كان يدل على مدى نضارتها وشهوتها كامرأة, تماما كما كنت أتمنى. وحينما شاهدتني, افترقت عن زملائها وركضت باتجاهي, وفستانها يداعب مفاتنها. وفجأة تقطب جبيني وتذكرت أن صديقتي السابقة التي تركتها في أسرائيل, كانت تركض بهذا الشكل, بنفس الطريقة.
سأناديك ياسمين . . قلت لها في نفس الليلة في غرفتي, في سريري المزدوج الواسع, سأناديك باسم الزهرة التي تنبعث منها رائحة شهية وأوراقها دائما خضراء, الزهرة التي نأخذ منها أجود العطور, ولكن جذعها بحاجة الى ركيزة, حتى تزهر كما يجب.
كان يجب أن يجب أن تكون شاعراً رقيقا, قالت لي صوفي وهي تضحك. ثم عادت والتصقت بي, شفتاها الممتلئتان تبحثان بنهم عن شفتي. مرت أربع أسابيع, والناس يعيشون في شبح الغزو, أربعة أسابيع في عالم خيالي حاول فيه شخص برتبة كولونيل وجد نفسه زعيما للعالم العربي أن يضع شعبا من الفلاحين والتجار في مقابل أنجازات القرن العشرين, يساعده في ذلك ضباط يقضون أيامهم ولياليهم في النوادي والمواخير.
وفي المطارات المحيطة بالقاهرة, كانت تقف الى جانب بعضها البعض الطائرات النفاثة والطائرات القديمة البريطانية, ومستودعات الاسلحة والذخيرة, وسيارات الوقود والاجهزة الالكترونية التي لم يكن أحد يعرف استخدامها. ولم يشأ أحد أن يفرق هذه المواد عن بعضها وهي التي ستكون أول هدف للغارات الجوية. كما لم يشأ أحد أن يقيم الحواجز قرب القناة, تلك القناة التي أثار تأميمها العلم بأثره. وكنت أنا في عالم خيالي خاص بي. عالم يمكن أن ينمو فيه حب حقيقي بين جاسوس اسرائيلي وطالبة قبطية. عالم يمكن أن تتحقق فيه أشياء فوق ارادتنا.
أربعة أسابيع مرت, ولم يقع الغزو, ولذلك قررنا اليوم أن نسافر الى مدينة الاثار ( قفط ) الواقعة بين قنا والاقصر. ففي هذه المدينة اكتشفت قبل سنين بعيدة آثار هامة منها عمود من الجرانيت محفور عليه أسم تحوتمس الثالث وهو الملك الذي كان يسكن في عهده أجدادي القدماء في مصر. وكانت تجري في هذه المدينة حفريات مختلفة , ورغبت صوفي في أن أشاهد المكان على أمل أن تشترك في الوفد الذي سيحضر لإكمال الحفريات الاثرية في هذه المدينة.
كانت السيارة تلتهم الطريق, وكانت صوفي تجلس بجانبي تماما كأنها في حضني. ويدها كانت تداعب بلطف فخذاي. قلت لها : أحذري لا أستطيع قيادة السيارة بهذه الحالة, فربما وقع لنا حادث.
قالت . . لا أخاف الحوادث, أقصى شئ يمكن أن يصيبني فيها هو الموت, قلت : بل ربما يتحطم في الحادث أنفك أو فمك اللذيذ. ولكن صوفي , مثلها مثل ضباط سلاح الجو المصريين لم تهتم بتحذيري.
غادرنا منزلي صباحا فور استماعنا الى أنباء الساعة الثامنة صباحا وبعد أن عرفنا أن العدوان المرتقب لم يقع. تناولنا طعام الغذاء في مطعم صغير في مدينة قنا, أكلنا أوراق العنب المحشوة بالارز واللحم والثوم, وشربنا القهوة المصرية. وخلال الطريق الطويل حدثتني صوفي عن الاقباط في مصر, وهم بقايا النصارى الذين أعتقوا المسيحية قبل أكثر من 1500 عام ورفضوا أستبدال دينهم بالدين الاسلامي. وهنا, مرة أخرى بدأت تدق في أذني أجراس الخطر. ان الحاسة السادسة التي حرص فيشل على تنميتها أكثر من الحواس الخمس الاخرى أفاقت.
لقد حاولت صوفي أن تثير بي شعور المصري المشترك. ولكن ماذا يهمني, أنا تاجر سلاح تركي, فرد من أمة معتزة بنفسها, تكره جميع الاقليات فيها, ماذا يهمني من أمر الاقباط ؟ ولكن أنا في الحقيقة لست تركيا, وأنما من أقلية القبطية. وعدت وأبعدت عني هذه الافكار باعتبار أنني لست سوى آرام أنور ابن التاجر الغني في مدينة ( ازمير ) ووالدتي ( مريام نورهان الجميلة ). ولن أقع في الفخ. وقلت لصوفي : كذلك نحن لا نحب أبناء الاقليات عندنا, إذ أنه من الصعب على شعب معتز بنفسه أن يهضم وجود الغرباء فيه.


تحطمت الطائرات عند الفجر ! الحلقة الأولى

تحطمت الطائرات عند الفجر – جزء 2

تحطمت الطائرات عند الفجر – جزء 4 !

تحطمت الطائرات عند الفجر جزء 5!

تحطمت الطائرات عند الفجر – جزء 6

تحطمت الطائرات عند الفجر – جزء 7

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق