حوارمع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو
أوغلو: سنستخدم القوة بسوريا إذا تعرضنا للتهديد
شرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رؤية بلاده للتطورات الجارية في المنطقة والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وفسر أسباب عدم تدخل أنقرة حتى الآن في الصراع الدائر بمدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، وأوضح موقف بلاده من التمدد الإيراني بعدد من دول المنطقة.
وقال أوغلو في حلقة الأربعاء (15/10/2014) من برنامج "بلا حدود" إن تركيا لن تتدخل بمفردها في عين العرب أو في سوريا بشكل عام، معتبرا أن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية دون إيجاد حل للأزمة السورية لن ينهي مشكلات سوريا ولا المنطقة.
وأكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده لن تتردد في استخدام القوة العسكرية في عين العرب أو غيرها إذا تعرض أمنها القومي للخطر، مشيرا إلى التفويض الذي حصلت عليه الحكومة التركية من البرلمان في هذا الإطار، وشدد على أن تركيا في هذه الحالة لن تنتظر موافقة من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح أن الأزمة السورية لم تبدأ اليوم ولكنها مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويقتل فيها المدنيون والأطفال ليصل عدد القتلى حتى الآن أكثر من 300 ألف إنسان، إضافة إلى أكثر من أربعة ملايين لاجئ تستضيف تركيا منهم مليونا ونصف المليون.
ويرى أوغلو أن تنظيم الدولة ظهر بسبب فراغ السلطة والقمع والقوة المفرطة التي استخدمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه، لافتا إلى أنه منذ بداية الأزمة حاولت تركيا منع النظام من الظلم باستخدام علاقاتها الطيبة معه، وكان المجتمع الدولي لا يريد لتركيا التدخل، فلماذا يطالبونها الآن بالتدخل.
"المصلحة الإستراتيجية لتركيا هي بناء سوريا الجديدة، لأن القضاء على تنظيم الدولة لا يعني انتهاء التنظيمات المتطرفة التي قد تحل محله"
عين العرب
وبشأن الاشتباكات الدائرة في مدينة عين العرب الحدودية، قال أوغلو "استقبلنا 200 ألف شخص خلال أسبوع واحد، أي أكثر بكثير ممن استقبلتهم أوروبا في الأعوام الماضية"، وشدد على أن تدخل تركيا بمفردها في سوريا لن يؤدي لحل دائم للأزمة، ولكن على المجتمع الدولي التدخل في كل "مناطق الظلم" في سوريا.
ورغم إقراره بأن سيطرة تنظيم الدولة على مناطق مجاورة لتركيا يشكل خطرا وتهديدا إستراتيجيا لها، فإنه أكد أن هناك مناطق أخرى واقعة على حدود تركيا مع سوريا وذات أهمية إستراتيجية أيضا، مشددا على أنه على الجميع المساهمة في عدم وقوع عين العرب في أيدي التنظيم وإقامة منطقة حظر جوي وحماية المدنيين.
واعتبر أن المصلحة الإستراتيجية لتركيا هي بناء سوريا الجديدة، لأن القضاء على تنظيم الدولة لا يعني انتهاء التنظيمات المتطرفة التي قد تحل محله، كما أن النظام السوري قد يملأ مكان التنظيم حال هزيمته.
أما عن الجدل الذي أثاره الطلب التركي بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا، فقد كشف رئيس الوزراء التركي أن بلاده لم تطلب منطقة عازلة، وإنما منطقة آمنة تحت حماية المجتمع الدولي أو التحالف الدولي ضد التنظيم، بحيث يكون الناس في أمان داخل بلادهم من القصف الجوي أو البري.
وأوضح أن مساحة وطبيعة هذه المناطق الآمنة تحددها كثافة السكان فيها، مضيفا أن الأفضل أن تقوم الأمم المتحدة بتحديدها لكي تكون لها مشروعية دولية، أو أن يقوم التحالف الدولي بذلك كما سبق حدوثه في حرب الخليج الأولى، وقال إن بلاده مستعدة للإسهام في هذه المناطق، ولا تريد التدخل بمفردها، مؤكدا أن خطط التسوية يجب أن تشمل كل سوريا.
"الأزمات التي لا تحل في وقتها تتدحرج ككرة الثلج وتتضخم جدا ونضطر لإيجاد مخرج بعد إهدار الكثير من الدماء"
تنظيم الدولة
وعن ظروف ظهور تنظيم الدولة وتمدده بالشكل الذي وصل إليه حاليا، قال أوغلو "ندفع الآن ثمن الأزمات التي لم تتم تسويتها في وقتها، فثورات الربيع العربي طالبت بمطالب مشروعة وشكلت أملا عام 2012، لكن منذ 2013 وحتى الآن تم قمع هذه المطالب وتقاعس المجتمع الدولي عن معاقبة من قمع الشباب العربي".وتساءل "لو أن بشار الأسد لم يقم بقصف شعبه واستمع لهم ولمطالبهم بدلا من ذلك فهل كان سيظهر تنظيم الدولة؟"، واستطرد "الأزمات التي لا تحل في وقتها تتدحرج ككرة الثلج وتتضخم جدا ونضطر لإيجاد مخرج بعد إهدار الكثير من الدماء"، معتبرا أن الحل الوحيد لمنع ظهور مثل هذه التنظيمات هو وجود أنظمة سياسية مشروعة وقادة سياسيين يحترمون إرادة شعوبهم.
واتهم أوغلو النظام السوري بأنه مهّدَ لدخول مسلحي التنظيم إلى بعض المناطق السورية، ودعمهم "تكتيكيا"، ناهيك عن أنه لم يتخذ أي إجراء لمحاربتهم.
وقال إن عناصر في التنظيم كانوا سجناء في سجني أبو غريب العراقي والمزة السوري، وهم أفراد ذوو خبرة تمكنوا من تجميع أنفسهم وتنظيم أمورهم فقادوا تنظيما إرهابيا له خبرة وقدرات مكنته من اجتياح مساحات شاسعة في العراق وسوريا والسيطرة عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق