الاثنين، 6 أبريل 2015

"الغارديان": السنة العراقيون أُجبروا على ترك منازلهم والتخلي عن هويتهم


"الغارديان": السنة العراقيون أُجبروا على ترك منازلهم والتخلي عن هويتهم


خدمة العصر
في تقرير أعده الكاتب في صحيفة "الغارديان"، "مارتن شولوف" من بغداد، تحدث فيه عن صعود الميلشيات الشيعية وعمليات التطهير الطائفي التي ترتكبها ضد السنة.

في نوفمبر الماضي، مع اشتعال منزله بالنيران وفقدانه لوالده المختطف، تخلى "عمر مازن"، البالغ من العمر 21 عاما، عن بلدته بعقوبة وفر إلى العاصمة العراقية، 60 ميلا إلى الجنوب. ولكنَ منزله لم يكن الشيء الوحيد الذي تركه، فقد قرر التخلي أيضا عن اسمه.

وكانت الرحلة محفوفة بالمخاطر. عند كل نقطة تفتيش، تدقق الميليشيات الشيعية أو الجنود العراقيون في أوراقه وينظرون إليه بارتياب، لأن اسمه يشير إلى أنه من السنة. "لم أكن أريد أن أظهرها لهم"، كما قال. وأضاف: "كنت مرعوبا في كل مرة. إذ إن كثيرا من السنة اختفوا عند نقاط التفتيش، وكان والدي واحدا منهم".

وقد واجه بعد المعركة المستعرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية على طول الطريق السريع معضلة البقاء آمنا في المدينة والمجتمع، الذي غالبا ما يُنظر فيه إلى العراقيين السنة من قبل المؤسسة التي يقودها الحكام الشيعة الجدد إما أنهم مساعدون أو وكلاء لمجموعات تنظيم الدولة.

ليقرر مازن تغيير اسمه واختيار آخر أكثر حيادا، عمار، ولجأ إلى مناطق الشيعة السكنية. في فبراير الماضي، ذهب إلى مكتب الإقامة وبدأت العملية، وقالوا له إن الأمر سيستغرق نحو شهر.

وتعكس مشكلة "مازن" أحدث اضطراب في العراق، مع دخول حرب الحكومة وميلشياتها ضد مقاتلي تنظيم الدولة العام الثاني على التوالي. في الأشهر العشرة الماضية، شُردت أعداد هائلة من الناس –ربما ربع السكان-السنة الذين عادوا إلى المجتمعات المضطربة مع بداية التراجع في موجات العنف منذ عام 2008، اضطروا مرة ​​أخرى للخروج، وهذه المرة غالبا من قبل مقاتلي تنظيم..

في بعقوبة، قامت الميليشيات الشيعية، التي تقاتل تنظيم الدولة، بنفي السكان أيضا. وفي تكريت، المدينة ذات الغالبية السنية التي احتلتها الميليشيات الشيعية والقوات العراقية الأسبوع الماضي وانتزعتها من داعش، ظهرت تقارير النهب والتخريب على أيدي "الغزاة".

ولوحظ ارتفاع حاد في التفجيرات التي تستهدف المجتمعات الشيعية، وخصوصا في بغداد، حيث الأعداد المطردة في أعداد اللاجئين، مثل مازن، تفكر أيضا في البراءة من ماضيها من أجل العيش.

وماذا يعني ذلك بالنسبة لبلد متعدد الطوائف والأعراق كالعراق إذا هُزم تنظيم الدولة، في نهاية المطاف، فهذا الأمر المحير يناقش في جميع أنحاء البلاد، وفقا للكاتب.

"كيف تنظر إلى الأمر، فهذا يعتمد على ما إذا كنت سنيا أم شيعيا"، كما أوضح محمد أبو بكر، وهو طالب سني من اليوسفية، جنوب العاصمة، وأضاف: "مجامعي وأسرتي يقولون إن البلاد محطمة، لا توجد ثقة، فالذي يحكمنا الآن هو نظام الثيوقراطية الشيعية".

ويقول مسؤولون إنهم لاحظوا موجة التغييرات في الاسم، ولكنهم ادعوا أنهم لا يريدون التدخل في القرارات الشخصية.
"في الشهر الماضي، بدأنا بتلقي طلبات لتغيير أسماء ... مثل تغيير أسماء شيعية أو سنية"، كما قال الجنرال تحسين عبد الرزاق، مدير المكتب الإقامة في بغداد، وأضاف: "الاسم الأكثر شيوعا في التغيير من عمر إلى عمار أو حذف اسم العائلة من بطاقة المواطنة. كانت لدينا العديد من الحالات..".

القادة السياسيون بدأوا الآن يتصارعون حول الأسباب التي تقف وراء تغيير العراقيين لهوياتهم، وماذا يعني ذلك بالنسبة لمجتمع ينقسم، في غالبه، بسبب الخلافات السياسية أكثر من الانتماء الطائفي.

"حتى نكون صادقين، إنه أمر مخيف الآن أن تكون سنيا"
، كما صرح نائب الرئيس العراقي المكلف بالمصالحة، إياد علاوي. وأضاف: "إنه أمر خطر ومربك، وإني أشفق عليهم".

وقال إن السنة الذين يريدون العودة إلى ديارهم في المناطق التي دمرتها المعارك تتعرض لتدقيق تطفلي على أيدي الميليشيات وقوات الأمن، ويعانون من التمييز المنظم من قبل المسؤولين في بغداد.
"الشيوخ الذين يأتون لرؤيتي من الأنبار ينقلون لي بانتظام ما يتعرضون له من اعتداء عند نقاط التفتيش. إنه أمر لا يطاق".

في حي الأعظمية السني ببغداد،
قال الشيخ مصطفى، وهو إمام في مسجد أبو حنيفة، إن التمييز ضد السكان واللاجئين السنة أصبحت الآن "مشكلة كبيرة جدا".

وأضاف: "لا يمكن للسني القادم حديثا أن يعيش الآن في بغداد من دون وجود ضامن"، وأوضح: "وهذا كفيل يجب أن يصرح بأن هذا الشخص ليس عضوا في تنظيم داعش. لا يمكننا أن ندع هذا يخرج عن نطاق السيطرة هنا. إذا اندلعت حرب طائفية أخرى، فإن بغداد ستتحول إلى بركة من الدماء".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق