الثلاثاء، 7 أبريل 2015

"خزعبلة" عاصمة "الكفتة" الجديدة!


"خزعبلة" عاصمة "الكفتة" الجديدة!

ليلى بنت الغلابة

ليس من باب السخرية أو التسلية أو الاستهتار – لا قدر الله - ولكن عملا بالحديث النبوي الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، وإلا لأصبح الأمر مجرد استغفال لشعب استهواه "
أكل البالوظة"، والمتتبع لتاريخ العسكر يعلم أن وعودهم التي بدأت بـ"النحنحة" و"السهوكة" والتأتأه" هي أشبه بقطعة "الزبدة" فإذا ما أشرقت عليها الشمس "ساحت"، وما وعدوا بشيء قط إلا وكان الشيطان قرينه، ولنا في وعود "السيسي" شاهد ودليل (مصر ها تبقى قد الدنيا، بكره تشوفوا مصر، جهاز الكفتة لعلاج الفيرس، وعربات سوق الخضار.. وغيرها)..
جميعها تبخرت وذهبت أدراجها، وأتت الرياح بأسوأ ما في السفن، فهل نثق اليوم في "خزعبلة جديدة" تدعى "عاصمة إدارية" وناطحة سحاب فوق بحر لجي يغشاه موج؟!

المضحك المبكي في "خزعبلة عاصمة الكفتة الجديدة" أن السيسي وضع لها جدولا زمنيًا للانتهاء من العمل بها قدّره بـ 7 سنوات عجاف أو 10، وذلك ليضمن لنفسه بلا منازع بقاءه في منصبه طوال هذه المدة التي ستدخل في 3 فترات ليفتتح مشروعه بنفسه باعتبار أنه ليس من المنطق أو المعقول أن "يقص الشريط" غيره، أما إذا تعثرت الشركة المنفذة لـ"فنكوش عاصمة الكفتة" لعدة سنوات أخرى في التسليم فسوف يدخل "قائد الانقلاب – بجلالة قدره" حقبة زمنية جديدة في ظل حالة الضنك والتجويع، وحكمه القمعي كفيل بالقضاء على كل من تسول له نفسه أن يتحدث في مجال السياسة أو من يراوده حلم في منامه عما كان يسمى في شرع الرئيس مرسي بـ (عيش أو حرية أو عدالة اجتماعية).
ومن تمعن في خريطة "فنكوش عاصمة الكفتة الجديدة" هذا لو تم تنفيذها بعد عمر طويل سيرى أن الماكيت الذي تم تفصيله لا يوجد به "نتفة" ميدان حتى لا يفكر كائن من كان أن يتظاهر فيه ضد جنرال العسكر.

هكذا يدبر قائد الانقلاب لمشاريع أو خطط ليست لمصر ولا لمستقبل مشرق فهو يعلم أن التاريخ لن يذكره إلا ببضع كلمات أو بشطر سطر لأنه مجرد عسكري "انقلابي" لا يملك من اللباقة أو الارتجال في الحديث "قُلامة" أظفر، تسلل إلى عالم الرؤساء غير الشرعيين، ومشاريعه ذات المدى البعيد ما هي إلا فرصة ربما تسمح أو تضمن له الجلوس دون منازع أو مبارز لعقد أو عقدين. وهذا ليس بجديد على جنرال طمع فيما ليس من حقه، واغتصب سلطة شرعية بانقلاب دبر له بليل مع وزير داخلية سابق، وعصبة من صبية مراهقة لخلق حالة من الهمجية، وافتعال الأزمات، وحرق المنشآت، وتعطيل المصالح الحكومية، وبعد أن أدوا أدوارهم "الكومبارسية" تخلص منهم حتى لا يظنوا أنهم أولياء فضل أو ينقلبوا عليه.
فمنهم الآن من أودعه خلف قضبان السجون بحكم مؤبد، ومنهم من هرب إلى الخارج ليأمن غدره، ومنهم من أقاله وقطع دابره، ومنهم من ينتظر مصيره الغامض، وقائمة أو لائحة الاتهامات معده سابقًا وفحواها تلقي أموال من الخارج، وتخابر وقلب نظام الحكم.

الغريب في الأمر والذي يستدعي الدهشة أن "عاصمة الكفتة الجديدة" لم نعلم حتى الآن اسمها لكن من المتوقع أن يهمس قائد الانقلاب في أذن أحد المقربين إليه أن يقترح عليه إطلاق اسمه كنوع من النرجسية على المدينة، كما أوحى من قبل في أذن "الكوبري الاحتياطي" المستشار عدلي منصور أن يمنحه الترقية من رتبة فريق إلى مشير.
وربما خاب ظني ويطلق العسكر على المدينة اسم "عاصمة الفنكوش الإداري" باعتبار أن هذا الاسم سبق له النجاح المبهر قبل أن يكتشف المنتج بأحد أفلام زعيم "الكوميديا" عادل إمام.
وما أشبه مشروع "عاصمة الكفتة" بـ"كوميديا" السينما المصرية الهابطة، فكلاهما عرض أسلوب العري وسيلة لتحقيق نجومية الشباك المزيفة، خاصة وأن دول الغرب واتحاد أوروبا أدركت أن (مؤتمر بيع مصر) الذي عقد مؤخرًا لم يكن غير "فرح بلدي" في شرم لتحصيل "النُقطة" وإلا كان ضيف الشرف "كيري" أتى على جناح فرسه الأبيض بدفتر شيكاته ليستثمر في مصر، لكنه يدرك حقيقة المحنة المالية المتعثرة التي تمر بها مصر بعد الانقلاب وهي أفقر من جناح بعوضة.

ماكيت رائع لـ"عاصمة الكفتة الجديدة" سلطت عليه الأضواء الزرقاء، وأحاطت به نخبة من عناتيل العسكر، وفتيات "قمرات زى الشربات" مهنتهن الحقيقية ضابطات تنكرن في زي مدني بعطورهن الفرنسية تم اختيارهن على "الفرازة" كواجهة للشو الإعلامي، وتجميل صور "السيلفي" مع "قائد الانقلاب" وضيوفه من أبناء زايد، على غرار الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان يستهويه هو الآخر مثل هذه اللقطات "الطرية"، أما باقي الحضور من دول تحت خط الفقر الذين شرفوا مصر بالحضور وليس لديهم فكرة من قريب أو بعيد عن اسم "قائد الانقلاب العسكري" فلم يكن لهم نصيب من "السيلفي" رغم التصفيق، بعد أن تسبب الرئيس الصومالي في إحراج "السيسي" وأصابه بخيبة أمل، أما كواليس المؤتمر التي سأكشف عنها فقد تعمد المطرب الشعبي "شعبولا" أن يحضر الحفل بدون أكسسوارته من "القِرط" والغوايش والنمايس والسلاسل" الذهبية خوفًا من إحراج "عباس" أو أحد رجاله أن يطالبه بالتبرع لمصر بأحدها، واكتفى "الشعبولا" حضوره المتواضع ببدله "البلياتشو" وساعة بـ"كاتينة" و"حِجل" فضة.

ماذا قالوا عن "عاصمة الكفة أو الفنكوش الجديدة": "إيكونومست" التي تعتبر أشهر مجلة اقتصادية بالعالم في صدر صفحاتها أن "مشروع العاصمة الجديدة" مشروع فاشل مثل توشكى وتهدف للدعاية الإعلامية.

وقال باحث جيولوجي في أحد الدراسات التي أعدها خصيصًا لهذا المشروع، إن المنطقة التي تم اختيارها المحصورة بين طريقي القاهرة – السويس، والقاهرة – العين السخنة شرقي الطريق الدائري الإقليمي مباشرة الذي يبعد نحو 60 كم من مدن السويس. والعين السخنة هي واحدة من ستة مناطق معرضة لنشاط الزلازل في مصر.

وأما آخر تصريح للإعلامي الموالي للانقلاب العسكري عمرو أديب في برنامجه أمس السبت "القاهرة اليوم" على قناة "اليوم"، فيقول فيه إنه متخوف من فشل المشروع خشية أن يكون مثل مشروع توشكى أو منخفض القطارة. بعد كل هذا: هل لدينا أدنى ثقة أن العسكر سيأتي من بين أيديهم فيض خير يمنون به علينا ليشبع الشعب الذي جوعوه وحرموه من حلم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية في الوقت الذي ندفع فيه من دمنا وقوت يومنا الضرائب ليحصلوا على مرتباتهم ومِنحِهم وبدلاتهم الباهظة؟

وما قصة "مدينة الكفتة الجديدة" إلا "خزعبلة" من أساطير الأولين لجنرال مصاب بداء العظمة، مهووس بعالم المشاهير والأضواء، ذي شهوة ونهم لجمع وكنز الأموال ولن يملأ عينيه سوى التراب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق