إسرائيل تحذر من سقوط السيسي
تعتبره صمام أمنها القومي وسقوطه يمس بهذا الأمن لدوره في محاربة الإسلاميين وحماية ايلات من “ولاية سيناء”
جمال محمد – التقرير
لو تعثرت حكومة السيسي.. تهرول إسرائيل للإعلان عن حلول لإنقاذه، وحث الغرب علي دعمه والتحذير من سقوطه، ولو عطست حكومة السيسي.. يكون أول هاتف يرن في القصر الرئاسي في مصر هو مكتب نتيناهو مطمئنا على الأحوال!.
هكذا يبدو سياق العلاقات المصرية الصهيونية منذ انقلاب 3 يوليه 2013، الذي رحبت به إسرائيل بشدة بعد تدهور العلاقات في ظل الرئيس المنتمي لجماعة الاخوان محمد مرسي لحد رفضه ذكر لفظة “إسرائيل” على لسانه، ولكن الآن لا يمر أسبوع إلا ونقرأ تصريح أو نسمع عن دراسة صهيونية تحث علي دعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتحذير أمريكا والغرب من ترك نظام حكمه يضعف أو يسقط.
أخر هذه التحذيرات الصهيونية كانت دراسة لمركز”أروشليم لدراسة المجتمع والدولة”، الذي يديره دوري جولد، كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، تحذر من أن: “الزمن ليس لصالح السيسي وأن سقوطه يمس أمن إسرائيل القومي“، مشيرة لدواره في محاربة الأفكار والحركات الإسلامية التي تعادي الدولة العبرية.
وامتدح المركز ما قال إنه قرار نظام السيسي للتخلص من كتب التراث الدينية التي تحث على الجهاد من المناهج التعليمية، مشيراً إلى أن السيسي جاد في القضاء على “مصادر التطرف الديني”، التي يستفيد منها “المتطرفون”.
المركز الصهيوني قال بوضوح أن “الزمن لا يلعب لصالح عبد الفتاح السيسي وأنه في حال ظلت أوضاع مصر تحت حكمه على هذا النحو فإن فشله محقق، وهو ما سينعكس بشكل كارثي على الأمن القومي الإسرائيلي“.
بل ويتنبأ بأنه في حالة فشل نظام السيسي “ستنفجر الأوضاع ليس في مصر وحدها بل في جميع أرجاء العالم، وستحل الفوضى وستدفع إسرائيل ثمناً كبيراً لقاء ذلك“.
وهو أسلوب صهيوني معتاد لتخويف أمريكا والغرب من سقوط السيسي والمسارعة بدعمه، نجح عبر اللوبي الصهيوني في أمريكا والجماعات الإنجيلية التي تؤمن بالتوراة لشحن نفوذها ورجالها في الكونجرس الذين زاروا مصر عدة مرات، ومارسوا ضغطا على الإدارة الأمريكية لرفع حظر تسليم الأسلحة لمصر بداية بطائرات الأباتشي لحماية أمن إسرائيل عبر حدود سيناء، ثم الطائرات أف 16 والصواريخ وغيرها لاحقا.
التقرير الإسرائيلي قال: “إن ما يبعث على القلق هو عجز الجيش المصري عن حسم المواجهة مع عناصر تنظيم “ولاية سيناء”، على الرغم من استخدامه كل ما لديه من سلاح وضمنها طائرات “إف 16″، ومروحيات الأباتشي“، مشيراً إلى أن فشله في منع عناصر “ولاية سيناء” من الوصول إلى قناة السويس ومنطقة شرم الشيخ، يعني “توجيه ضربة اقتصادية هائلة للسيسي تقلص من قدرة نظامه على البقاء“.
وكعادة كل التقارير والتحذيرات الصهيونية، هاجم مركز أروشليم الإدارة الأمريكية لرفضها عرض السيسي توسيع الحرب على ما أسماه “الإرهاب الإسلامي” لتشمل ليبيا، بزعم أن ليبيا “تشكل مصدرا لتزويد الإسلاميين في سيناء وغزة بالسلاح“، كما انتقد المنظمات الحقوقية الدولية التي انتقدت قيام الجيش المصري بتدمير المنازل في رفح المصرية، زاعما “إن هذا الإجراء تفرضه الحاجة لاستتباب الأمن والاستقرار“.
أيضا حذر المركز من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في مصر، في ظل استمرار تزايد السكان، محذراً من أنه “لا يوجد ثمة أمل في أن يتمكن نظام السيسي من توفير مقومات الحياة لهذا العدد الكبير من الناس في ظل معدل بطالة 50%، وعيش قطاعات واسعة من المصريين تحت خط الفقر، و10-12% من المصريين يعانون من أمراض مزمنة، علاوة على مظاهر الفساد والبيروقراطية“.
واعتبر قرار السيسي إلغاء 80% من الدعم على السلع الرئيسية من “مخاطرة” تغضب الفقراء، كما أن المشاريع الضخمة، التي أعلن عنها مثل إقامة مدينة إدارية جديدة، “هناك شكوكا في توفر له الدعم المالي اللازم“.
المكاسب الاستراتيجية الإسرائيلية
جانب أخر من الرغبة الصهيونية في الإبقاء علي السيسي والدفاع عنه والتحذير من سقوطه أشار له ضمنا المحلل العسكري (عمير رايبوبورت)، الذي وصف تولي السيسي رئاسة مصر وبقاء بشار الأسد، بأنه يحسن البيئة الاستراتيجية لـ “إسرائيل” بشكل غير مسبوق، بحسب تعبيره.
“رايبوبورت” قال صراحة أن ما يعجب محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب في نظام السيسي، هو مواصلته وتطويره الشراكة الاستراتيجية بين تل أبيب والقاهرة التي تكرست بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وأن “العوائد الاستراتيجية التي ستجنيها “إسرائيل” من وجود السيسي في الحكم ستسمح لها بالتفرغ لمواجهة تحديات استراتيجية كثيرة“.
ونقل رايبورت عن هذه المحافل قولها إن الحرب التي يشنها السيسي على الجماعات الجهادية في سيناء لا هوادة فيها، وحرصه على “تقليم أطافر” حركة حماس يصب في صالح “إسرائيل”، بدليل أن “إسرائيل” خططت لاستثمار مليارات الدولارات في تعزيز الجبهة الجنوبية بعد ثورة 25 يناير تحسباً لحدوث تدهور أمني خطير على الحدود مع مجيء الإسلاميين وكل هذه التكاليف تم توفيرها بعد مجيء السيسي وتوليه حماية حدود إسرائيل.
أما أهم “عائد” استراتيجي تنتظره “إسرائيل”، بحسب هذا المحلل الصهيوني من حكم السيسي هو “تأكدها أنه لن يدفع نحو تطوير الجيش المصري، ما يعني أن تظل إسرائيل مطمئنة إلى ثبات ميزان القوى الاستراتيجي الكاسح لصالحها“!.
وكان وزير الخارجية “الإسرائيلي” أفيغدور ليبرمان طالب بعد انتخاب محمد مرسي رئيساً بتدشين ثلاث فرق عسكرية جديدة، والدفع بها إلى الحدود مع مصر، وإعادة بناء قيادة المنطقة الجديدة، علاوة على تطبيق خطط تقشف اقتصادية لتمكين تل أبيب من تمويل متطلبات تعزيز القوة العسكرية، وهي خطط جري إلغاؤها لاحقا مع مجيء السيسي.
أيضا سبق أن قال ألون بن دفيد، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة “الإسرائيلية” العاشرة، أن الجيش المصري في عهد السيسي سيظل “جيش الأمس”، في إشارة إلى أن هذا الجيش لا يبذل جهد يذكر في تطوير قدراته القتالية وتوظيف التقنيات المتقدمة في الجهد الحربي، بحسبه.
إسرائيل تشجع تسليح جيش مصر
وقد نقلت صحف إسرائيلية عن “مصادر مسؤولة في الجيش الإسرائيلي” قولها أنه “لم يحدث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن حرصت تل أبيب على تسليح جيش عربي كما حدث في عهد السيسي“، مشيراه إلى الضغوط التي مارستها إسرائيل على الكونغرس الأمريكي لضمان تزويد الجيش المصري بمروحيات “الأباتشي”، وهو ما أشار له معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني في تقرير موسع.
أما سبب دعم تل أبيب تسليح الجيش المصري فيرجع إلي أن هذه المروحيات ستوظف لصالحها لحماية أمنها من أنصار بيت المقدس في سيناء، حيث ستستخدم هذه المروحيات في سيناء – بحسب البيان الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية حينئذ – لاستهداف الحركات الجهادية التي يمثل ضربها مصلحة مؤكدة لإسرائيل.
لا يزال اتفاق “لوزان” حول الملف النووي الإيراني، يشغل بال دولة الاحتلال؛ إذ حذّرت نخب إسرائيلية من التداعيات الخطيرة لتعاظم مكانة إيران الإقليمية بعد التوصل للاتفاق، وانعكاساته السلبية على البيئة الاستراتيجية لإسرائيل.
لماذا الدفاع عن نظام السيسي؟
ويقول المحلل والخبير الفلسطيني في الشئون الاسرائيلية د.صالح النعامي في ورقة بحثية نشرت في العدد 4 من مجلة “دراسات عربية” الصادرة عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، أن سر الاحتفاء والدفاع الصهيوني عن السيسي يرجع لاعتبار الصهاينة إن “احتفاظ العسكر بمعظم الصلاحيات في مصر يمثل مصلحة قومية لإسرائيل في حين أن إضعاف نفوذهم يضر بهذه المصلحة“.
ويشير لجملة توصيات سبق أن قدمها “مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي“، الذي يعتبر أحد أهم محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل لصناع القرار في تل أبيب حول سبل دعم الانقلاب في مصر وتكريس شرعيته، منها: تحرك عاجل وفاعل لتشجيع المستثمرين الأجانب على تدشين مشاريع في مصر، والطلب من الولايات المتحدة تشجيع الأنظمة العربية التي ناصبت حكم الإخوان المسلمين العداء، على مواصلة تقديم المساعدات لحكم العسكر من أجل ضمان نجاح حكمهم.
ويؤكد “النعامي” أن “أحد أهم دواع الاحتفاء الإسرائيلي بالانقلاب على مرسي لدى الإسرائيليين، هو إنه مثل في نظرهم فرصة لتقليص دور الحركات الإسلامية في التأثير على دوائر صنع القرار في العالم العربي، في المدى المنظور“، إضافة إلي تشجيع الأنظمة العربية على شن حرب لا هوادة فيها ضد “الإسلام السياسي”، ومحاصرة حماس في غزة.
مخاوف إسرائيلية
ورغم العوائد الإيجابية التي يرصدها الإسرائيليون لوجود السيسي في مصر، إلا أن هناك مخاوف من إن تؤدي حالة عدم الاستقرار في مصر إلى تعاظم خطر الجماعات الإسلامية المسلحة، كنتاج حالة الفوضى الذي قد يقود إليها احتجاج الإسلاميين على عزل مرسي، حيث تخشى إسرائيل إن تتطور أشكال الاحتجاج ضد تحالف العسكر والليبراليين الحاكم لتصل إلى حد قيام الجماعات الإسلامية باستهداف إسرائيل انطلاقاً من سيناء باستخدام الصواريخ، كما تفعل ولاية سيناء حاليا.
ولهذا يشجع الساسة الصهاينة ومعاهد الأبحاث علي “أهمية تكثيف التعاون الأمني والاستخباري بين إسرائيل ومصر في هذه الفترة، لدرجة إن هناك من اقترح أن تبادر إسرائيل بتزويد مصر بقدرات تمكن أجهزتها الأمنية تمكنها من جمع معلومات استخبارية عما يحدث في سيناء بشكل ناجع وفعال“.
وهناك شكوك حاليا من ليس فقط تعاون استخباري في سيناء بين الطرفين، ولكن دعم طائرات بدون طيار الإسرائيلية لمصر في استهداف جهاديين، بحسب شهادات بدوية ومواقع سيناوية، بل وبمشاركة طائرات إف 16 مؤخرا، بحسب شهود عيان في سيناء لصحف مصرية.
أخر هذه التحذيرات الصهيونية كانت دراسة لمركز”أروشليم لدراسة المجتمع والدولة”، الذي يديره دوري جولد، كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، تحذر من أن: “الزمن ليس لصالح السيسي وأن سقوطه يمس أمن إسرائيل القومي“، مشيرة لدواره في محاربة الأفكار والحركات الإسلامية التي تعادي الدولة العبرية.
وامتدح المركز ما قال إنه قرار نظام السيسي للتخلص من كتب التراث الدينية التي تحث على الجهاد من المناهج التعليمية، مشيراً إلى أن السيسي جاد في القضاء على “مصادر التطرف الديني”، التي يستفيد منها “المتطرفون”.
المركز الصهيوني قال بوضوح أن “الزمن لا يلعب لصالح عبد الفتاح السيسي وأنه في حال ظلت أوضاع مصر تحت حكمه على هذا النحو فإن فشله محقق، وهو ما سينعكس بشكل كارثي على الأمن القومي الإسرائيلي“.
بل ويتنبأ بأنه في حالة فشل نظام السيسي “ستنفجر الأوضاع ليس في مصر وحدها بل في جميع أرجاء العالم، وستحل الفوضى وستدفع إسرائيل ثمناً كبيراً لقاء ذلك“.
وهو أسلوب صهيوني معتاد لتخويف أمريكا والغرب من سقوط السيسي والمسارعة بدعمه، نجح عبر اللوبي الصهيوني في أمريكا والجماعات الإنجيلية التي تؤمن بالتوراة لشحن نفوذها ورجالها في الكونجرس الذين زاروا مصر عدة مرات، ومارسوا ضغطا على الإدارة الأمريكية لرفع حظر تسليم الأسلحة لمصر بداية بطائرات الأباتشي لحماية أمن إسرائيل عبر حدود سيناء، ثم الطائرات أف 16 والصواريخ وغيرها لاحقا.
التقرير الإسرائيلي قال: “إن ما يبعث على القلق هو عجز الجيش المصري عن حسم المواجهة مع عناصر تنظيم “ولاية سيناء”، على الرغم من استخدامه كل ما لديه من سلاح وضمنها طائرات “إف 16″، ومروحيات الأباتشي“، مشيراً إلى أن فشله في منع عناصر “ولاية سيناء” من الوصول إلى قناة السويس ومنطقة شرم الشيخ، يعني “توجيه ضربة اقتصادية هائلة للسيسي تقلص من قدرة نظامه على البقاء“.
وكعادة كل التقارير والتحذيرات الصهيونية، هاجم مركز أروشليم الإدارة الأمريكية لرفضها عرض السيسي توسيع الحرب على ما أسماه “الإرهاب الإسلامي” لتشمل ليبيا، بزعم أن ليبيا “تشكل مصدرا لتزويد الإسلاميين في سيناء وغزة بالسلاح“، كما انتقد المنظمات الحقوقية الدولية التي انتقدت قيام الجيش المصري بتدمير المنازل في رفح المصرية، زاعما “إن هذا الإجراء تفرضه الحاجة لاستتباب الأمن والاستقرار“.
أيضا حذر المركز من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في مصر، في ظل استمرار تزايد السكان، محذراً من أنه “لا يوجد ثمة أمل في أن يتمكن نظام السيسي من توفير مقومات الحياة لهذا العدد الكبير من الناس في ظل معدل بطالة 50%، وعيش قطاعات واسعة من المصريين تحت خط الفقر، و10-12% من المصريين يعانون من أمراض مزمنة، علاوة على مظاهر الفساد والبيروقراطية“.
واعتبر قرار السيسي إلغاء 80% من الدعم على السلع الرئيسية من “مخاطرة” تغضب الفقراء، كما أن المشاريع الضخمة، التي أعلن عنها مثل إقامة مدينة إدارية جديدة، “هناك شكوكا في توفر له الدعم المالي اللازم“.
المكاسب الاستراتيجية الإسرائيلية
جانب أخر من الرغبة الصهيونية في الإبقاء علي السيسي والدفاع عنه والتحذير من سقوطه أشار له ضمنا المحلل العسكري (عمير رايبوبورت)، الذي وصف تولي السيسي رئاسة مصر وبقاء بشار الأسد، بأنه يحسن البيئة الاستراتيجية لـ “إسرائيل” بشكل غير مسبوق، بحسب تعبيره.
“رايبوبورت” قال صراحة أن ما يعجب محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب في نظام السيسي، هو مواصلته وتطويره الشراكة الاستراتيجية بين تل أبيب والقاهرة التي تكرست بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وأن “العوائد الاستراتيجية التي ستجنيها “إسرائيل” من وجود السيسي في الحكم ستسمح لها بالتفرغ لمواجهة تحديات استراتيجية كثيرة“.
ونقل رايبورت عن هذه المحافل قولها إن الحرب التي يشنها السيسي على الجماعات الجهادية في سيناء لا هوادة فيها، وحرصه على “تقليم أطافر” حركة حماس يصب في صالح “إسرائيل”، بدليل أن “إسرائيل” خططت لاستثمار مليارات الدولارات في تعزيز الجبهة الجنوبية بعد ثورة 25 يناير تحسباً لحدوث تدهور أمني خطير على الحدود مع مجيء الإسلاميين وكل هذه التكاليف تم توفيرها بعد مجيء السيسي وتوليه حماية حدود إسرائيل.
أما أهم “عائد” استراتيجي تنتظره “إسرائيل”، بحسب هذا المحلل الصهيوني من حكم السيسي هو “تأكدها أنه لن يدفع نحو تطوير الجيش المصري، ما يعني أن تظل إسرائيل مطمئنة إلى ثبات ميزان القوى الاستراتيجي الكاسح لصالحها“!.
وكان وزير الخارجية “الإسرائيلي” أفيغدور ليبرمان طالب بعد انتخاب محمد مرسي رئيساً بتدشين ثلاث فرق عسكرية جديدة، والدفع بها إلى الحدود مع مصر، وإعادة بناء قيادة المنطقة الجديدة، علاوة على تطبيق خطط تقشف اقتصادية لتمكين تل أبيب من تمويل متطلبات تعزيز القوة العسكرية، وهي خطط جري إلغاؤها لاحقا مع مجيء السيسي.
أيضا سبق أن قال ألون بن دفيد، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة “الإسرائيلية” العاشرة، أن الجيش المصري في عهد السيسي سيظل “جيش الأمس”، في إشارة إلى أن هذا الجيش لا يبذل جهد يذكر في تطوير قدراته القتالية وتوظيف التقنيات المتقدمة في الجهد الحربي، بحسبه.
إسرائيل تشجع تسليح جيش مصر
وقد نقلت صحف إسرائيلية عن “مصادر مسؤولة في الجيش الإسرائيلي” قولها أنه “لم يحدث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن حرصت تل أبيب على تسليح جيش عربي كما حدث في عهد السيسي“، مشيراه إلى الضغوط التي مارستها إسرائيل على الكونغرس الأمريكي لضمان تزويد الجيش المصري بمروحيات “الأباتشي”، وهو ما أشار له معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني في تقرير موسع.
أما سبب دعم تل أبيب تسليح الجيش المصري فيرجع إلي أن هذه المروحيات ستوظف لصالحها لحماية أمنها من أنصار بيت المقدس في سيناء، حيث ستستخدم هذه المروحيات في سيناء – بحسب البيان الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية حينئذ – لاستهداف الحركات الجهادية التي يمثل ضربها مصلحة مؤكدة لإسرائيل.
لا يزال اتفاق “لوزان” حول الملف النووي الإيراني، يشغل بال دولة الاحتلال؛ إذ حذّرت نخب إسرائيلية من التداعيات الخطيرة لتعاظم مكانة إيران الإقليمية بعد التوصل للاتفاق، وانعكاساته السلبية على البيئة الاستراتيجية لإسرائيل.
لماذا الدفاع عن نظام السيسي؟
ويقول المحلل والخبير الفلسطيني في الشئون الاسرائيلية د.صالح النعامي في ورقة بحثية نشرت في العدد 4 من مجلة “دراسات عربية” الصادرة عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، أن سر الاحتفاء والدفاع الصهيوني عن السيسي يرجع لاعتبار الصهاينة إن “احتفاظ العسكر بمعظم الصلاحيات في مصر يمثل مصلحة قومية لإسرائيل في حين أن إضعاف نفوذهم يضر بهذه المصلحة“.
ويشير لجملة توصيات سبق أن قدمها “مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي“، الذي يعتبر أحد أهم محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل لصناع القرار في تل أبيب حول سبل دعم الانقلاب في مصر وتكريس شرعيته، منها: تحرك عاجل وفاعل لتشجيع المستثمرين الأجانب على تدشين مشاريع في مصر، والطلب من الولايات المتحدة تشجيع الأنظمة العربية التي ناصبت حكم الإخوان المسلمين العداء، على مواصلة تقديم المساعدات لحكم العسكر من أجل ضمان نجاح حكمهم.
ويؤكد “النعامي” أن “أحد أهم دواع الاحتفاء الإسرائيلي بالانقلاب على مرسي لدى الإسرائيليين، هو إنه مثل في نظرهم فرصة لتقليص دور الحركات الإسلامية في التأثير على دوائر صنع القرار في العالم العربي، في المدى المنظور“، إضافة إلي تشجيع الأنظمة العربية على شن حرب لا هوادة فيها ضد “الإسلام السياسي”، ومحاصرة حماس في غزة.
مخاوف إسرائيلية
ورغم العوائد الإيجابية التي يرصدها الإسرائيليون لوجود السيسي في مصر، إلا أن هناك مخاوف من إن تؤدي حالة عدم الاستقرار في مصر إلى تعاظم خطر الجماعات الإسلامية المسلحة، كنتاج حالة الفوضى الذي قد يقود إليها احتجاج الإسلاميين على عزل مرسي، حيث تخشى إسرائيل إن تتطور أشكال الاحتجاج ضد تحالف العسكر والليبراليين الحاكم لتصل إلى حد قيام الجماعات الإسلامية باستهداف إسرائيل انطلاقاً من سيناء باستخدام الصواريخ، كما تفعل ولاية سيناء حاليا.
ولهذا يشجع الساسة الصهاينة ومعاهد الأبحاث علي “أهمية تكثيف التعاون الأمني والاستخباري بين إسرائيل ومصر في هذه الفترة، لدرجة إن هناك من اقترح أن تبادر إسرائيل بتزويد مصر بقدرات تمكن أجهزتها الأمنية تمكنها من جمع معلومات استخبارية عما يحدث في سيناء بشكل ناجع وفعال“.
وهناك شكوك حاليا من ليس فقط تعاون استخباري في سيناء بين الطرفين، ولكن دعم طائرات بدون طيار الإسرائيلية لمصر في استهداف جهاديين، بحسب شهادات بدوية ومواقع سيناوية، بل وبمشاركة طائرات إف 16 مؤخرا، بحسب شهود عيان في سيناء لصحف مصرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق