الجمعة، 17 أبريل 2015

قواعد الاشتغالات في شغل المخابرات


قواعد الاشتغالات في شغل المخابرات
آيات عـرابي

الذباب لا ينتعش إلا في الفضلات وكذلك أنظمة العسكر، لا يمكن أن تتنفس إلا بالأكاذيب.
وتتراوح الأكاذيب بين الإنجازات المدنية الوهمية وبين قصص خيالية(فشر) عن إنجازات الجيش (أسر قائد الأسطول السادس وطرد الأسطول الإيراني.. إلخ).

وبالإضافة إلى الأكاذيب يستخدم العسكر سلاح الفقاقيع للإلهاء عن كوارث تلحق بالنظام، أو ما نسميه بالعامية المصرية (الاشتغالات)، ونتيجة للضرر الذي أصاب النظام في أعقاب الثورة في 25 يناير 2011، تعطلت أحد أجهزة الإلهاء الرئيسية وهي كرة القدم، ووضع هذا العطل دولة العسكر في مأزق شديد الخطورة، مما زاد من اعتمادهم على (الاشتغالات)، بالإضافة إلى وجود رغبة ملحة في إلغاء الدين من مصر لأسباب كثيرة.
ويمكن الاعتماد على القواعد التالية لتمييز الأحداث الحقيقية من (الاشتغالات):
القاعدة الأولى: الأبقار المقدسة

(الاشتغالة) لا يمكن أن تمس سمعة الأبقار المقدسة، (مندوب الجيش في الحكم - الجيش - أجهزة المخابرات)، وبالتالي، فإن الأحداث التي تفضح أحد هذه (الأبقار) فورا موجة من الاشتغالات، مثل:
الهاشتاج الشهير – حفل تنصيب مفتعل بعد مسرحية الانتخابات
فضائح الجيش وهزائمه العسكرية في سيناء – حرق الكتب الدينية، وهكذا.

القاعدة الثانية : العداء للدين

العداء للدين هو أحد أعمدة حكم العسكر، ولذلك عادة ما تتركز (الاشتغالة) على محاولة هدم أساس معلوم من الدين، لاستفزاز رد الفعل الشعبي، بالإضافة إلى محاولة حصار الدين في مربع أضيق من مربعه السابق، وبالتالي فإن الحملات الخاصة بخلع الحجاب وظهور فقاقيع مثل (إسلام البحيري) وحرق الكتب الدينية، مقصود في حد ذاته، ولكن ذلك يأتي في المقام الثاني، فالهدف الأول هو التغطية على كارثة أكبر، وهذه بعض الأمثلة:

اتهام شاويش الانقلاب بالردة عن الإسلام – ظهور فقاعة إسلام البحيري، ثم مهاجمته للإيحاء أن الدولة ضده.
أسر جنود وضباط وهزيمة عسكرية للجيش في سيناء – حرق الكتب.
البدء في إرسال جنود لليمن مع توقع كوارث عسكرية – الدعوة لخلع الحجاب.


القاعدة الثالثة: اخلع ملابسك واجري
من وقت لآخر يمكن للأبقار المقدسة أن تتخفف من ملابسها، في محاولة لحماية جسدها من هجوم تراه ماسّا بها، وفي ذلك الوقت يمكن التضحية إعلامياً بسمعة (القضاء – الشرطة – الأزهر):
عند ظهور الهاشتاج الشهير – ظهرت فضائح زوجات القضاة وضباط الشرطة ومدرب الكاراتيه.

القاعدة الرابعة: لا تبصق خارج المنزل

هناك أكاذيب لا يمكن أن يصدقها إلا جمهور فاقد الأهلية من نوعية مؤيدي شاويش الانقلاب، مثل أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي، وطرد الأسطول الإيراني من باب المندب، وهذه الأكاذيب من المسموح تداولها للاستهلاك المحلي، ولكن يحظر تداولها خارجياً حتى لا تكون فضيحة، فمثل هذا (الفشر) لا يُقال في صحف محترمة خارج مصر.

القاعدة الخامسة: الزوج يعلم و يتجاهل

عبر وزير خارجية الانقلاب السابق نبيل فهمي عن العلاقة بين العسكر وأمريكا حين قال أن العلاقة بينهما هي علاقة زواج دائم وليست ليلة واحدة، ونتيجة لذلك فإن الإدارة الأمريكية (تسمح) بتمرير أكاذيب مثل (العداء لأمريكا – أسر الأسطول السادس – أسلحة روسية حديثة .. إلخ) وتتسامح معها، وقد صرح أكثر من مسؤول أمريكي أن هذه النوعية من الأخبار للاستهلاك المحلي، وأنهم يعلمون ذلك ويتعاونون مع الانقلاب، لذلك لا تأخذ أخبار الصحف الأمريكية أو الأوربية على أنها مسلمات لا يأتيها الباطل، فكذبة الانقلاب على بوتين جاءت من الديلي ميل وأنت روجتها!

القاعدة السادسة : الفضائح دائماً مفيدة

العسكر يعلمون أن أجهزة إعلامهم ومخابراتهم تعمل في جو يقبل الفضائح الجنسية والأخلاقية ويروجها، ولذلك فمن الأساليب التي يلجأ إليها العسكر كثيرا عند الرغبة في تمرير قانون أو قرار أن يثيروا فضيحة جنسية لشخصية عامة مثلاً، وعادة ما يكون ذلك الأسلوب ناجحاً في أغلب الحالات.

القاعدة السابعة : قدم الماعز

تلميع شخصية عامة ووصفها بالنزاهة والسماح للملوثين في الإعلام بانتقادها؛ لبناء شعبية ثم دس السم في العسل عن طريقها مثل هشام جنينة.

المجال لا يتسع للحديث بالتفصيل اللازم، ولكن يمكن تطبيق هذه القواعد بنجاح على أكاذيب الانقلاب، لفصل الأحداث الحقيقية من الفقاقيع المخابراتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق