ماسر عاوزة تكبر
آيات عرابي
بخطوات تثقلها جرعة ثقيلة من المخدرات وبابتسامة تذكرك بيونس شلبي واسماعيل ياسين في فيلم الآنسة حنفي, مر من أمام حشود السائحين المزدحمين على بوابات المغادرة.
التفتت احداهن إلى زوجها وتمتمت بتعليق بدا من الواضح أنها تسخر به من ذلك المشهد الكوميدي أمامها, وعلت وجوه معظمهم ابتسامات ساخرة.
ربما مر بخيال بعضهم تلك السخرية اللاذعة التي صبتها الصحف البريطانية على رأس ذلك المسخوط الذي بدا في حالة من السعادة غير المفهومة.
ربما تذكر بعضهم ما فعله به رئيس الوزراء البريطاني حين تركه في المكتب واغلق عليه الباب وذهب ليستلم جائزة ما ثم تناول غداءه وعاد إليه بعدما تذكره.
أمامهم كان يمر ذلك القزم الذي أهانه رئيس وزراءهم, بجانب ضابط, ربما كان هو من كتبت عنه الصحف البريطانية أنه كان يلعب كاندي كراش.
لابد أن المشهد بدا لهم كوميديا باعثا على الضحك, ومن خلفية المشهد تعالت أصوات زغاريد مبتذلة.
لابد أن المشهد بدا فولكلوريا إلى أبعد الحدود, ولم يكن ينقصه سوى عشة فراخ صغيرة وصوت منى البحيري يدوي من مكان ما بالمطار متوعدا أوباما بأسر كل قادة الأساطيل الأمريكية إن لم يرفع يده عن مصر ويكف عن نسج المؤامرات.
كان من المتوقع أن يتوجه ذلك المعتوه إليه منحنياً إنحناءته الهندوسية ثم يخاطبهم قائلا ليت مي توك باي ارابيك بليز وبعدها يحدثهم عن (شعب ميسر العزيم) وتكاتفه ومجابهته وتحدياته وحروب الجيل الرابع التي تشنها عليه بعض الدول المغرضة التي لا تكف عن استهداف ماسر.
لم ينس أن يقترب من أسراب السائحين المغادرة, ليحمل طفلاً صغيراً يداعبه وسط نظرات السائحين الساخرة, لتنفخ قنوات العسكر ليلا موجات من الغبار الإعلامي في وجهك وتحدثك عن (ماسر بلد الأمن والأمان) وليهز خبير استراتيجي ما رأسه في عمق ليقنعك بأن هذه اللفتة قضت على مؤامرة ضخمة كانت تُحاك لـ (ميسر) من مؤامرات حروب الجيل الرابع التي لا يتوقف (الأشرار) عن نسجها.
ولتتجشأ قطعان صحفيي بير السلم في وجهك تحليلات عن عمق كلمات تلك الدابة حين قال (ماسر عاوزة تكبر) وليقول لك أن هذه الجملة اثبتت للعالم أن ماسر استعادت مكانتها الرائدة بين دول العالم.
ولا تستغرب أبداً إن سمعت من الغيطي أو غيره أن (ماسر عاوزة تكبر) كانت كلمة السر لينطلق رجال المخابرات لإحباط احد مؤامرات مجلس إدارة العالم على ميسر والتي كانت تهدف إلى تحرير قائد الأسطول السادس.
لم تتغير تكتيكات (عربات الرش) المأزومة المثيرة للشفقة منذ عهد المقبور عبد الناصر, فقد كان يهوى هو الآخر وضع شخص ما ليهتف من مكان ما أثناء خطاباته ليوحي بشعبية ما.
المضحك أن ذلك المعتوه يظن أن زيارته لمطار شرم الشيخ قد توقف انهيار قطاع السياحة وأن الزغاريد قد تنعش السياحة وتقنع بريطانيا وروسيا بالعدول عن إجلاء رعاياهم وإعادة السواح إلى مصر, وهو ما يكشف لك عن حجم التلف في خلايا مخه.
ولكن بعد أن يصيبك الاشمئزاز من كلماته المبتذلة غير المفهومة ومن تلك الغثائية الواضحة التي تكتنف المشهد, لا تملك الا أن تضحك حين تسمع ردود مدير مطار شرم الشيخ الذي تورطوا ببث ردوده على الهواء حين قال ان الطيران الروسي والبريطاني (جاي فاضي وبيسفر ركاب) و التي بدت أثارها واضحة على وجه المعتوه نسفت الزفة التي خططوا لها و كاد معها أن يستشيط غضبا و يقول له ( ما يصحش كده ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق