الدرة

الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي

الخميس، 21 يناير 2016

الصندوق الأسود- مصر.. تجارة السلاح


مصر..تجارة السلاح
من هم تجار السلاح بمصر ومن الزبائن؟


تجارة عنوانها الموت، السلاح حاضر فيها بقوته وإغوائه، وسهولة وصوله إلى من يرغب في اقتنائه، سواء لاستخدامه في أعمال البلطجة والاعتداء أو بهدف الحماية والدفاع عن النفس.

هذه التجارة غير الشرعية كما يصنفها القانون تعبر البلاد عبر طرق عديدة، لكن في مقدمتها المساحات الشاسعة من الصحارى، منالسودان جنوبا، وليبيا غربا.

بيد أن الحقيقة ذات زوايا متعددة، ففي بلد واسع مثل مصر لا يبدو السلاح غير الشرعي الملقى القبض عليه إلا نقطة في بحر، لا يكف المهربون والتجار عن العمل، وحين تعد خارطة الزبائن نتفاجأ بأن الجهاز الأمني هو واحد منهم.

المغامرة الخطرة
الفيلم الاستقصائي "تجارة السلاح" الذي بث الخميس (7/1/2016) ضمن سلسلة "الصندوق الأسود" دخل المغامرة الخطرة، وتتبع بما تيسر من أدوات خفيفة إلى أبعد مناطق بيع السلاح غير الشرعي.

وكان السؤال مدار البحث هو كيف تدخل وتتحرك هذه الأسلحة فتصل إلى أيدي المواطنين، وماذا عن دور الأمن المصري وتورطه في هذا الملف، وكيف يسمح لـ400 ألف بلطجي بحمل السلاح والمتاجرة به.

تقول البيانات إن مصر شهدت في السنوات الثلاث ما بعد ثورة يناير أكبر رواج لتجارة السلاح غير الشرعي في تاريخها، فحسب التقديرات الرسمية في تلك الفترة ضبطت 61 ألف قطعة سلاح و11 ألف ورشة تصنيع و12 ألفا من المتاجرين فيه، وأكثر من ألف عصابة تقوم بعمليات تهريب الأسلحة داخل البلاد.

من الحدود تبدأ رحلة السلاح غير الشرعي داخل الأراضي المصرية، مرورا بالصعيد والمحافظات الداخلية وصولا إلى بيوت تحول بعضها إلى ورش للتصنيع والبيع.


تورط الأمن

تسللت كاميرا فريق الفيلم إلى عدد من ورش تصنيع السلاح، ورصدت عمليات التصنيع اليدوية بأساليبها البدائية، وتتبع فريق العمل أساليب الحصول على "خرطوش" وذخائر لأنواع متعددة من البنادق ليظهر تورط عدد من أفراد الشرطة والقوى الأمنية في بيع وشراء ذخائر بطرق غير مشروعة.

يؤكد أحد التجار أن رجال شرطة يشترون منه الرصاص الحي من عيار 9 مليمترات و8.5 مليمترات.

الخبير في إدارة المخاطر الأمنية إيهاب يوسف يشير إلى أن أي مجتمع وظيفي يوجد بها ملائكة وشياطين، ومن الطبيعي أن يوجد في الجهاز الأمني من يتاجر بالسلاح.

أما الخرطوش فيكلف ما بين مئتين وثلاثمئة جنيه، ويباع بثمانمئة جنيه، بحسب صاحب ورشة حدادة، علما أن الخرطوش برز كأحد أسلحة البلطجية في التصدي للمظاهرات.

وصل الفريق إلى الصعيد، أرض السلاح والثأر، وإلى أسيوط تحديدا عاصمة هذه التجارة، إذ ينبغي ذكر الأسلحة مع 11 ألف روح أزهقت في عمليات ثأر خلال عشرين عاما.

تمكن فريق العمل من التواصل مع سماسرة يقومون بدور الوسيط في عمليات بيع الأسلحة، واستطاع من خلالهم مقابلة مهربين وتصويرهم أثناء المشاركة مع عصابتهم بنقل كميات أسلحة من المناطق الحدودية عبر طرق صحراوية وجبلية وعرة.

ضعف الدولة
يقول الخبير الأمني عبد الرحيم السيد إن ضعف وجود الدولة هو ما سمح برواج السلاح، مضيفا أن أسلحة تدفقت أثناء الثورة الليبية ومن أماكن أخرى جعلت منها تجارة مربحة.

حول هذه الأسلحة العابرة للحدود يقول الخبير إيهاب يوسف إن الحدود الطويلة غير مؤمنة تكنولوجيا، والصحراء لها دروبها الخاصة التي يعرفها الأدلاء العارفون بجغرافيتها.

لكن ما ينكشف من القصة أكثر مما يبقى غامضا، فإذا كانت هذه التجارة تعمل بمئات الملايين من الدولارات، وطوابير الراغبين في الشراء لا تتوقف يبقى السؤال حاضرا: كيف استطاع فريق الفيلم أن يصل إلى واحدة من مناطق تهريب السلاح وتصنيعه وبيعه بينما تعجز الدولة؟ هل يد الدولة مغلولة أم هي راضية؟


Posted by الدرة at 8:00 ص
Labels: الصندوق الاسود, مصر..تجارة السلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية
الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

1230350

أرشيف المدونة الإلكترونية

  • ◄  2025 (943)
    • ◄  مايو (77)
    • ◄  أبريل (238)
    • ◄  مارس (237)
    • ◄  فبراير (198)
    • ◄  يناير (193)
  • ◄  2024 (2638)
    • ◄  ديسمبر (187)
    • ◄  نوفمبر (171)
    • ◄  أكتوبر (182)
    • ◄  سبتمبر (199)
    • ◄  أغسطس (238)
    • ◄  يوليو (273)
    • ◄  يونيو (253)
    • ◄  مايو (217)
    • ◄  أبريل (209)
    • ◄  مارس (238)
    • ◄  فبراير (236)
    • ◄  يناير (235)
  • ◄  2023 (2397)
    • ◄  ديسمبر (262)
    • ◄  نوفمبر (219)
    • ◄  أكتوبر (113)
    • ◄  سبتمبر (214)
    • ◄  أغسطس (224)
    • ◄  يوليو (162)
    • ◄  يونيو (205)
    • ◄  مايو (237)
    • ◄  أبريل (193)
    • ◄  مارس (191)
    • ◄  فبراير (176)
    • ◄  يناير (201)
  • ◄  2022 (1756)
    • ◄  ديسمبر (131)
    • ◄  نوفمبر (140)
    • ◄  أكتوبر (197)
    • ◄  سبتمبر (199)
    • ◄  أغسطس (192)
    • ◄  يوليو (165)
    • ◄  يونيو (178)
    • ◄  مايو (91)
    • ◄  أبريل (122)
    • ◄  مارس (123)
    • ◄  فبراير (105)
    • ◄  يناير (113)
  • ◄  2021 (1429)
    • ◄  ديسمبر (118)
    • ◄  نوفمبر (130)
    • ◄  أكتوبر (118)
    • ◄  سبتمبر (100)
    • ◄  أغسطس (133)
    • ◄  يوليو (125)
    • ◄  يونيو (124)
    • ◄  مايو (144)
    • ◄  أبريل (115)
    • ◄  مارس (116)
    • ◄  فبراير (104)
    • ◄  يناير (102)
  • ◄  2020 (1600)
    • ◄  ديسمبر (108)
    • ◄  نوفمبر (109)
    • ◄  أكتوبر (115)
    • ◄  سبتمبر (148)
    • ◄  أغسطس (134)
    • ◄  يوليو (153)
    • ◄  يونيو (146)
    • ◄  مايو (127)
    • ◄  أبريل (134)
    • ◄  مارس (151)
    • ◄  فبراير (132)
    • ◄  يناير (143)
  • ◄  2019 (1590)
    • ◄  ديسمبر (171)
    • ◄  نوفمبر (131)
    • ◄  أكتوبر (112)
    • ◄  سبتمبر (157)
    • ◄  أغسطس (186)
    • ◄  يوليو (155)
    • ◄  يونيو (131)
    • ◄  مايو (128)
    • ◄  أبريل (147)
    • ◄  مارس (103)
    • ◄  فبراير (79)
    • ◄  يناير (90)
  • ◄  2018 (1024)
    • ◄  ديسمبر (68)
    • ◄  نوفمبر (68)
    • ◄  أكتوبر (99)
    • ◄  سبتمبر (82)
    • ◄  أغسطس (73)
    • ◄  يوليو (80)
    • ◄  يونيو (64)
    • ◄  مايو (102)
    • ◄  أبريل (95)
    • ◄  مارس (105)
    • ◄  فبراير (101)
    • ◄  يناير (87)
  • ◄  2017 (886)
    • ◄  ديسمبر (79)
    • ◄  نوفمبر (86)
    • ◄  أكتوبر (50)
    • ◄  سبتمبر (82)
    • ◄  أغسطس (86)
    • ◄  يوليو (65)
    • ◄  يونيو (78)
    • ◄  مايو (66)
    • ◄  أبريل (74)
    • ◄  مارس (80)
    • ◄  فبراير (66)
    • ◄  يناير (74)
  • ▼  2016 (1464)
    • ◄  ديسمبر (72)
    • ◄  نوفمبر (71)
    • ◄  أكتوبر (70)
    • ◄  سبتمبر (54)
    • ◄  أغسطس (64)
    • ◄  يوليو (141)
    • ◄  يونيو (144)
    • ◄  مايو (131)
    • ◄  أبريل (161)
    • ◄  مارس (188)
    • ◄  فبراير (210)
    • ▼  يناير (158)
      • لازم نفهم | انفراد.. أول تصريح لقاضي تحقيق فساد ال...
      • السليط الإخباري - الحلقة التاسعة
      • كاريكاتير يمشي على قدمين
      • جو تيوب | بطرمان السيسي حلقة جديدة ٢٠١٦ هتموت من ...
      • شهادتي على ميلاد أمة في رابعة الصمود
      • وطن هذا..أم لص محترف؟
      • بين العقيدة والأخلاق
      • الصبر على السلمية أولى من السقوط في أتون حرب أهلية
      • كردستان الكبرى وشبح جنوب السودان
      • توقيع
      • من ابن تيمية إلى ويليام فيلاريه
      • تطهير عرقي برعاية أمريكية
      • المطلوب إعدام مرسي والبرادعي
      • "فورين بوليسي": يجب على أمريكا الاعتراف بأنها ما ع...
      • هل حمى الجيش الثورة؟!(2)
      • من لحم الإخوان إلى شحم السيسي
      • ارْجِع إلى نفسك!
      • الصندوق الأسود - الخطة ١٠٠.. من قتل ثوار يناير؟
      • برنامج آدم | الحلقة السابعة عشرة - هبوط | سلمان ال...
      • ترامب وخطاب التعصب والكراهية
      • مصر بين السبابة والوسطى
      • التهمة: بلتاجي!
      • تداعيات الاتفاق الإيراني الغربي على القضايا العربية
      • الشرق الإسلامي ورحلة الغرب الصعبة
      • فقدان اليقين: نظام اقتصادي ـ مالي عالمي غير قابل ل...
      • شاي ثقيل مع "الشعوب الديمقراطية"
      • أبو تريكة: اثبت مكانك
      • خوفا ، خجلا ، أم لؤما ؟
      • شاهد مايفعله الصهاينة بطفلة فلسطين حسبي الله ونع...
      • حاجة السياسة التركية للهوية الإسلامية
      • الحج الشيعي إلى مصر..
      • الطائفية ليست كل شيء في أزمة العراق
      • فاشين وياسمين
      • أيها العرب.. انتبهوا إلى ما يجري في ديالى (2/2)
      • مستقبل لا نراه ويأس نحذر منه
      • زوال جيوش العرب خير من بقائها
      • العودة : آن الأوان لنسيان أمجاد الماضي وبناء أمجاد...
      • هل حمى الجيش الثورة؟! (1)
      • سلمان العودة : ما يجري في ديالي يذيب القلب
      • "التجربة الألمانية" في رأس السنة
      • منصف المرزوقي يرد على كلمة السيسي الموجهة للتوانسة
      • العداء الاستراتيجي بين السيسي و"التحرير"
      • حدود الصراع في الشرق الأوسط
      • كيف استعد الانقلاب لذكرى 25 يناير؟
      • من حقك أن تتظاهر ولا تموت
      • الضجيج الليبرالي
      • تقرير نارى للجزيرة عن خطة السيسى لافشال ثورة 25 يناير
      • حرب بوتين في سوريا تكرار لحربه في الشيشان
      • عرين الحمار
      • السليط الإخباري
      • مليشيات "الحشد البكري" ضد الثورة
      • الكتاب الأزرق .. حوار مع الغزالي!
      • هزيمة السيسي!
      • الشيعة. المهدي. الدروز تاريخ .. ووثائق
      • «استهداف أهل السُنّة» للدكتور نبيل خليفة
      • بروتوكولات عمائم ” قم ”
      • تونس: نصف الربيع الآخر
      • بالصور: طفل فلسطيني بعين زرقاء وأخرى بنية
      • الصندوق الأسود- مصر.. تجارة السلاح
      • في خصوصيات الدولة ومصائر حركة الثورة العربية
      • العلاقة الغربية الإسلامية.. الطريق الثالث
      • أثيوبيا التي لا نعرف الكثير عنها
      • إعدام الثورة مقابل تحرير "الإخوان"
      • الشرطة البريطانية تستجوب طفلاً مسلماً بسبب خطأ إملائي
      • ..وسلام على شيماء
      • ديالى قد لا تكون الأخيرة!
      • فصل من الاختراق الأجنبي للدولة العثمانية
      • العسكر ينشر التنصير في مصر
      • كيف يتحول التوحيد إلى وثنية.. والتحرير إلى استعباد!
      • سلام على سندس
      • أيها العرب.. انتبهوا إلى ما يجري في ديالى «1-2»
      • الإستراتيجية الإيرانية في الخليج العربي
      • الجلد بالسياط … والجلد بالكلمات
      • شاهندة سيندروم
      • شواهد خسارة بوتين في سوريا
      • نتف جناحي الطموح الصفوي يتم في الشام والعراق واليمن؟
      • من "الثورة تحكم" إلى "الثورة تلطم"
      • السليط الإخباري
      • برنامج فتنة كفاية دلع ... ٢٠٤ #كفاية_دلع
      • "ديالي" وحرب وكلاء " قمّ "
      • السيسي يشكركم لحسن تعاونكم
      • فيلم خطير جدا... الطريق الى غوانتانامو
      • "هِبات ونِداء الله حتمية " !
      • القوقعة يوميات متلصص
      • لا إله إلا الله.. من يبايعنى على الموت..
      • ناقصة عقل ودين!
      • المشترك الإيراني الغربي والردع الذكي
      • سجال ناري نادر بين تشومسكي وأردوغان
      • شنق جنينة في ملاهي الثورة
      • أمريكا أسقطت 23144 قنبلة على العالم الإسلامي في 2015
      • سنة مقاومة الاستبداد
      • السنوات الخمس.. القوانين الخمسة
      • عسكرة التشيع
      • ماذا لو أعادت تركيا العلاقات مع مصر؟
      • النقيضان نتنياهو وأردوغان
      • نشرة السابعة ظهرا: جوتيوب
      • صراع الهويات وانهيار الدولة يتسببان في انكسار الن...
      • حرب التجويع الطائفية
      • عن ثوار الخنادق وثوار الفنادق مجدداً
      • 20 غنيمة تحصّن الإنسان من المخاطر البشرية
  • ◄  2015 (2938)
    • ◄  ديسمبر (208)
    • ◄  نوفمبر (202)
    • ◄  أكتوبر (216)
    • ◄  سبتمبر (208)
    • ◄  أغسطس (211)
    • ◄  يوليو (196)
    • ◄  يونيو (270)
    • ◄  مايو (241)
    • ◄  أبريل (273)
    • ◄  مارس (325)
    • ◄  فبراير (300)
    • ◄  يناير (288)
  • ◄  2014 (2802)
    • ◄  ديسمبر (316)
    • ◄  نوفمبر (328)
    • ◄  أكتوبر (299)
    • ◄  سبتمبر (290)
    • ◄  أغسطس (321)
    • ◄  يوليو (280)
    • ◄  يونيو (152)
    • ◄  مايو (143)
    • ◄  أبريل (175)
    • ◄  مارس (148)
    • ◄  فبراير (155)
    • ◄  يناير (195)
  • ◄  2013 (2413)
    • ◄  ديسمبر (237)
    • ◄  نوفمبر (248)
    • ◄  أكتوبر (218)
    • ◄  سبتمبر (269)
    • ◄  أغسطس (275)
    • ◄  يوليو (248)
    • ◄  يونيو (201)
    • ◄  مايو (224)
    • ◄  أبريل (202)
    • ◄  مارس (168)
    • ◄  فبراير (114)
    • ◄  يناير (9)
  • ◄  2012 (39)
    • ◄  ديسمبر (8)
    • ◄  نوفمبر (3)
    • ◄  سبتمبر (6)
    • ◄  يونيو (1)
    • ◄  مايو (1)
    • ◄  أبريل (2)
    • ◄  مارس (4)
    • ◄  فبراير (3)
    • ◄  يناير (11)
  • ◄  2011 (64)
    • ◄  ديسمبر (8)
    • ◄  نوفمبر (8)
    • ◄  أكتوبر (7)
    • ◄  سبتمبر (8)
    • ◄  أغسطس (7)
    • ◄  يوليو (2)
    • ◄  يونيو (4)
    • ◄  مايو (4)
    • ◄  مارس (10)
    • ◄  فبراير (3)
    • ◄  يناير (3)
  • ◄  2010 (14)
    • ◄  ديسمبر (2)
    • ◄  نوفمبر (4)
    • ◄  أكتوبر (3)
    • ◄  سبتمبر (2)
    • ◄  يوليو (1)
    • ◄  يونيو (1)
    • ◄  أبريل (1)
  • ◄  2009 (7)
    • ◄  ديسمبر (2)
    • ◄  نوفمبر (2)
    • ◄  أغسطس (1)
    • ◄  مايو (1)
    • ◄  فبراير (1)
المظهر: Awesome Inc‎.‎. يتم التشغيل بواسطة Blogger.