عندما تأتي الشهادة من مخالف مراقب عن كثب، فسيكون لها من الحيادية والعلمية ما يضمن استماع العقلاء لها، وعسى أن توقظ هذه الشهادة من ينفون كلية الاستهداف المبني على أسس دينية، ويقصرون الأمر على مصالح لا ننكر وجودها، وإنما نعجب من الاكتفاء بها؛ مع كثرة الدلائل التي تشير لغيرها، وإلا فبربكم ما مصلحة أمريكا من الالتزام بدعم إسرائيل قياساً بدول الخليج ذات النفط والغاز، والصفقات العسكرية الضخمة، والموافقة شبه التامة، بينما تخلو فلسطين من النفط، وتثقل إسرائيل كاهل الخزينة الأمريكية بالمعونات، ثم لا تستجيب لتوجيهات واشنطن؛ بل تحرجها، وتتجسس عليها فوق ذلك!
وبين يدي كتاب كصيحة النذير، عنوانه طويل ومخيف: استهداف أهل السنة: من يتزعم العالم العربي-الإسلامي: السعودية أم إيران؟ المخطط الاستراتيجي للغرب وإسرائيل وإيران للسيطرة على الشرق الأوسط واقتلاع النفوذ السنّي منه!
تأليف د. نبيل خليفة، صدرت طبعته الأولى عن مركز بيبلوس للدراسات عام (2014م)، ويقع في (196) صفحة، ويتكون من إهداء ومقدمة، ثم خمسة فصول يعقبها ملاحظة ختامية، وعدة ملاحق ثم المصادر والمراجع ومسرد المحتويات.
والمؤلف مولود عام (1939م)، وحصل على شهادة الدكتوراه في الفكر السياسي من جامعة السوربون، وعمل محرراً في عدة صحف ومجلات لبنانية شهيرة، ويعود اهتمامه بإيران والشيعة إلى بدايات ثورة الخميني، والأمر الأعجب في شأنه أنه من نصارى لبنان! ومع ذلك لاحظ ما يتعرض له أهل السنة، وجمع في كتابه هذا دراساته التي تخدم موضوعه، وأهداه للشيخ عبد الله العلايلي، والشيخ صبحي الصالحي، وصدَّره بآية قرآنية كريمة!
تحمل المقدمة عنواناً صارخاً توضحه لاحقاً الملاحظة الختامية، وهو: أهل السنة في مواجهة العالم! وفيها نقل عن راتزل العالم الألماني في كتابه المرجعي "الجغرافيا السياسية" بأن السياسة هي التوقع، ولذا فإن تحليل المعطيات المتوافرة تعطي رجل السياسة دور المبادر في صناعة التاريخ. وذكر الكاتب أنه قال في محاضرة أمام بطاركة الشرق الكاثوليك عام (1994م): لا ينبغي لنصارى الشرق أن يكونوا حرس حدود لإسرائيل أو الغرب، فسلام المسلمين سلام لهم أيضاً، وإذا وقعت الفتنة فسيكون النصارى أول ضحاياها.
ويقول د. نبيل بأن الاستغراب مما يقع اليوم، والاندهاش من الأحداث المتتالية، أصاب فقط من لم يكونوا على دراية بما يواجه المنطقة منذ ما يزيد على ثلث قرن، ولذا عاشوا في ظل التاريخ ولم يتبينوا وجهه الصحيح، ولا وجهته المرسومة، وأوضح أن كتابه يجيب عن التساؤلات التالية:
• من ضد من؟
• لماذا تتشارك هذه القوى في الصراع؟
• ماهي أهدافها؟
• ما المجال الجغرافي المتنازع عليه؟
ثم خلص من التعميم والأسئلة العريضة إلى ملخص مفاده أن أهل السنة-نسبتهم من المسلمين ٨٥٪ يعني نحو ١،٤ مليار نسمة-يواجهون العالم النصراني واليهودي والشيعي والهندوسي والبوذي، وأن المفارقة التي يؤكدها في آخر الكتاب هي أن أهل السنة يقعون في خانة المعتدى عليهم وليس البادئ بالاعتداء!
وتسعى الأقليات المحيطة بالعالم السني إلى "أبلسة السنة"؛ لتسويغ العدوان عليهم، وترمي ملامح الاستراتيجية الإقليمية-الكونية في التعامل مع أهل السنة لتحقيق ثلاثة أهداف هي:
1. إزاحة التفرد السني.
2. إدماج إسرائيل في المنطقة.
3. السيطرة على نفط العراق وباقي الدول.
ولا فضل عند الغرب لعربي على أعجمي إلا بالاستسلام! وأما الشيعة فقد اتخذوا من "فلسطين" رافعة للسيطرة على عقول المسلمين، مع أن نفوسهم مشحونة بالألم والغضب ضد الأكثرية السنية.
وينهي د. خليفة مقدمته بتقرير أن الدول السنية تنطلق من طرح سياسي ثم تشرعنه دينياً، وهذا من العبث بالشريعة وبالعلماء، وأما الدول الشيعية فتنطلق من طرح ديني ثم تسوغه سياسياً، ونص على حقيقة مؤلمة، وهي أن منطقة الخليج هي الأقل استقراراً على الكرة الأرضية، وأن الشرق الإسلامي هو بؤرة تفجير العالم، ومصداق رأيه أن الذبح، وإزهاق الأرواح، وخراب العمران، يكاد أن يكون حصرياً في عالمنا منذ عقود عدة.
وألمع الباحث إلى أن أهل السنة ودولهم الكبيرة لم يتبينوا من قبل أن الغرب وعلى رأسه أمريكا يعمل على إضعاف السنة خدمة لإسرائيل وللغرب ذاته، ثم لإيران بطريقة ربما غير مباشرة، ولذا فإن مأزق دول الخليج عميق جداً؛ حين اكتشفت مؤخراً أنها لا يمكن أن تثق بأمريكا، ولا تجد في الوقت ذاته قوة بديلة قادرة على حماية الخليج!
عنوان الفصل الأول: استهداف أهل السنة، وغاية المؤلف منه هي إخراج الجميع من سجن الأوهام والتصورات الخيالية، معتمداً على حقيقتين هما: أن التحليل الصحيح يؤدي لحل صحيح، وأن للأديان كما للدول مجال جيوبوليتيكي تتنافس فيه. ويحلل الباحث الواقع منذ الربع الأخير للقرن العشرين إلى ما يلي:
1. المواجهة الكبرى في عالم اليوم تقوم بين الحضارة الغربية النصرانية بفروعها الثلاثة ومعها اليهود، وبين الحضارة الإسلامية السنية التي تتميز بالنواة الإيديولوجية الصلبة، وامتلاك معظم الطاقة في العالم، والسيطرة على عالم الوسط من إندونيسيا إلى المغرب.
2. تثير خيرات المنطقة الإسلامية شهيات القوى الكبرى، وهي مستعدة لأي عمل ينتج عنه السيطرة عليها، وزادت أحداث ١١ ايلول / سبتمبر من شهية أمريكا لالتهام المنطقة.
3. يحمل الغرب ومعه روسيا بوتين همين أساسيين هما: همّ التوسع للسيطرة على العالم وثرواته، وهمّ الشعب اليهودي وجوداً ومصيراً وأمناً، وهذان الأمران على تماس مع الحضارة الإسلامية.
4. تمثل ثورة الخميني منعطفاً شيعياً من خلال ولاية الفقيه، ومنعطفاً إسلامياً باعتبار نفسها الممثل للإسلام ضد الأنظمة العربية، ولأن إيران تمثل أقلية في المنطقة، فقد اعتمدت استراتيجية هجومية؛ لتأكيد مصداقيتها، وتتمثل استراتيجيتها بما يلي:
• استغلال الحج.
• استغلال القضية الفلسطينية.
• التلويح بالسلاح والتهديد بالبرنامج النووي والصاروخي.
• التهجم اللفظي على الغرب وإسرائيل.
• اختراق الأنظمة السنية بواسطة الأقليات الشيعية.
• التشييع في أوساط أهل السنة.
• إبراز قوتها الجيوسياسية من خلال التحكم بمضيق هرمز.
وتسعى إيران طبقاً لذلك إلى إقامة الهلال الشيعي بين الخليج والمتوسط، وهو مشروع يحظى بدعم الغرب وإسرائيل التي تتزعم الأقليات في المنطقة، ويعادل جغرافياً الهلال الخصيب، ويسمح باختراق الجسم السني الكبير من خلال تحالف الأقليات التي تعيش داخله، وعددها (59) أقلية، ولو فقهت الدول العربية هذا التحالف المحيط بها لشدت من أزر الحكومة التركية ذات التوجه الإسلامي، لأن تركيا لو حُكمت بنظام علماني أو قومي فسيتحالف مع هذه الأقليات ضدنا.
وإن وضع السلطات في المشرق بيد الشيعة أو تحت نفوذهم، هو أمر أساسي في الاستراتيجية الإيرانية المتضامنة مع الأقليات المحيطة، وهي خطه سيسعون الى تعزيزها وليس إلى التخلي عنها، وتحظى برضى إسرائيلي ودعم غربي _ روسي، وهؤلاء يلتقون في مصالحهم الموضوعية؛ وإن اختلفوا فيما بينهم.
وباختصار، فإن أهل السنة في المشرق مستهدفون سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، فما هو مشروعهم؟ والجواب بكل أسف: ليس لأهل السنة مشروع على امتداد العالم السني! ويرى الباحث أن الفكر السني مدموغ لدى الغرب بسمة الإرهاب بسبب جماعات العنف؛ مع أن الفكر الإسلامي السني يقوم على عمادين هما: الاعتدال والوسطية. ويشير في آخر الفصل الى خمس حقائق داعياً أهل المنطقة إلى التأمل فيها:
1. تقوم سياسة إسرائيل ونصيرية سوريا على الخوف، وبالتالي تتجرأ على المجازفة بكل شيء حتى لو كان خارج حدود العقلانية.
2. مصير إسرائيل هو أهم عامل في الأزمة السورية الحالية! وبالتالي فالأقلية العبرية تشترك مع الأقلية الحاكمة في سوريا لمدافعة الوجود السني في المنطقة.
3. الربيع العربي انتفاضة سنية باتجاه المستقبل، وقد استخدم أعداؤه كل السبل لتشويهه، ونجحوا إلى حد كبير بسبب ضعف المناعة لدى السنة وغياب مشروعهم، وعمد تحالف الأقليات إلى أمرين بحجة الربيع العربي: أولهما إشغال السعودية بشيعة الخليج وبالعبث الحوثي، وثانيهما: تفتيت مصر وإدخالها في دوامة من الصراعات حتى لا تكون سنداً للعالم السني.
4. سمة هذه المرحلة: الصراع الدامي بين القوى المتواجهة، وهو صراع وجود، وتصريح وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ هو الأكثر تعبيراً عن واقع الحال حين وصفه بأنه أكثر من حرب، وقد يكون الحدث الأهم في القرن الحادي والعشرين.
5. حلول مشكلات المنطقة لا تتم إلا مع الأكثرية العربية السنية، وهذا انحياز للحقيقة السوسيولوجية والتاريخية التي تفرض نفسها، وليس انحيازا لأهل السنة، ومع أنها حقيقة علمية راسخة؛ إلا أن الأقليات لا تؤمن بها، ولا تعمل بمقتضاها.
الفصل الثاني عنوانه: السنوية في مواجهه التحديات، فموضوع هذه الدراسة هو التحديات السياسية التي تواجه، أول ما تواجه أهل السنة شعوباً ودولاً وإقليماً، واللافت للنظر هو التضليل المتعمد الذي تمارسه عدة جهات لتشويه طبيعة الصراع، وصناعة الرأي العام. وتجلية الحقائق تكون بإجراء تحليل جيوسياسي يتناول الصراع بأطرافه ومحفزاته وأهدافه ومجاله.
ثم تعرض المؤلف لأهمية منطقة الشرق الإسلامي "الشرق الأوسط" التي تعود لما يلي:
• أن القارة الإسلامية هي قارة الوسط، ونقل ما يردده هنري كيسنجر كثيراً بأن من يسيطر على العالم الإسلامي سيسيطر على العالم.
• أن المنطقة هي نقطة الارتطام الأساسية بين القوى العظمى في التاريخ، ويختصر الباحثون ذلك بقولهم: مفاتيح العالم موجودة في الشرقين الأدنى والأوسط بسبب الموقع والثروات.
• القنبلة الديمغرافية بسبب النمو السكاني المتزايد، وبحسب أطلس الديانات لعام(2011م)، سيتخطى معدل الشبيبة في المجتمعات الإسلامية نسبة 50% من السكان.
• احتواؤه على أهم شبكة مواصلات دولية، ففيه مضيق هرمز والبوسفور والدردنيل وجبل طارق وباب المندب وممر قناة السويس، فضلاً عن الأجواء التي يمر بها طيران العالم كله.
• امتلاكه نحو ثلثي الثروة النفطية العالمية.
• وجود إسرائيل في المنطقة.
والقوى الأساسية المتواجهة في الشرق الإسلامي أربعة هي:
1. القوى السنية وعلى رأسها السعودية.
2. القوى الشيعية في إيران التي تمثل حسب توني بلير تهديداً استراتيجياً للمنطقة.
3. إسرائيل ومن خلفها الصهيونية العالمية.
4. قوى الغرب بفروعه الثلاثة أمريكا وأوروبا وروسيا.
وباستخدام الجيوبوليتيك وهو تحليل المنافسات بين القوى التي تسعى للسيطرة على حيز جغرافي معين، وعلى سكانه؛ من أجل فرض النفوذ عليه، يمكننا النظر للصورة بوضوح، ومحددات القراءة الجيوبوليتيكية ستة هي:
أولاً: المحفزات والدوافع التي تحرك قوة سياسية معينة للعمل، فالسنة يسعون للمحافظة على نفوذهم التاريخي، وتنشغل إيران بنشر معتقدها، وتعنى إسرائيل بوجودها، ومع تنافس قوى الغرب على مصالحها في المنطقة إلا أن لديها محفزاً مشتركاً هو: الحفاظ على وجود دولة إسرائيل وأمنها!
ثانياً: النوايا ومعناها ما الذي تنوي هذه القوى أن تحققه، ولعل النية الأكثر بروزاً وخطورة هي السعي لإيجاد حل معقول ومقبول لدولة إسرائيل في محيطها العربي _ الإسلامي كي لا تظل جسماً غريباً.
ثالثاً: الأهداف المنشودة تحقيقاً للنوايا السابقة، حيث ترسم كل واحدة من القوى أهدافاً وتعمل على تحقيقها، وأظهرها بلبلة المنطقة، وإضعاف أهل السنة، وتقليص دور القوى السنية بإشغالها بخلافات داخلية أو مع الجيران، وإيجاد ميليشيات عسكرية لدعم الاستراتيجية الإيرانية مثل حزب الله والحوثيين، وتشجيع انبثاق حلف بين الأقليات في المحيط السني.
رابعاً: السلطة، حيث سعت القوى ليكون لديها القدرة كي تأمر وتنهى في المنطقة دونما ممانعة.
خامساً: السيطرة بالإشراف على الحيز الجغرافي وتعهد أموره سواء بطريقة شرعية أو تسلطية.
سادساً: الحيز الجغرافي هو المشرق العربي، وهو الأكثر استهدافاً لجملة اعتبارات منها أنه قلب العالم الإسلامي، وفيه(٥٩) أقلية منها(٢٦) أقلية مذهبية و(17) أقلية إثنية و(16) أقلية لغوية، ويمكن إحداث شبه توازن ديمغرافي بين الأكثرية السنية (العربية) وبقية الأقليات بنسبة (٥٢%)سنّه إلى (٤٨٪) أقليات، فضلاً عن كون هذا الحيز يحتل المركز الأول في العالم من حيث الاحتياطي النفطي وكمية الاستخراج منه معاً.
ويستوعب هذا المجال الجغرافي مسألتين كبريين أولاهما وجود إسرائيل فيه، وثانيتهما القضية الفلسطينية التي أصبحت بمثابة رافعه تاريخيه للثورة الإيرانية، التي تقدم نفسها وكأنها الجهة الأكثر حرصاً على القدس. والخطة التي يعمل لأجلها منذ سبعينيات القرن الماضي تستند إلى استثمار نقطة الضعف هذه، وقيام دولة كونفدرالية للطوائف من الأقليات وعلى رأسها: الشيعة والنصارى واليهود والأكراد، وهي خطه يتم العمل عليها بتصميم يهودي، واستغلال إيراني، وإن تردد النصارى والأكراد وتشتتوا في التعاطي معها، لكن الشيء المحزن أنها تقابلُ ضياعاً سنياً كتيه بني إسرائيل أو أطول.
وسؤال الفصل الثالث: من يتزعم العالم العربي الإسلامي: السعودية أم إيران؟ وقد سعى المتصارعون في المنطقة لاستدراج أهل السنة إلى فخاخ ومطبات لفرملة اندفاعهم كونياً، وأبلستهم، وصنع هوة سحيقة بينهم وبين الغرب، ومن هذا الباب ما يلي:
1. إشعال الحرب العراقية الإيرانية ثم تشجيع صدام على احتلال الكويت.
2. تدمير العراق بحجة امتلاكه أسلحة نووية، وإن كانت الحجة داحضة.
3. شطب الزعامات السنية حتى العلمانية منها كالحريري وصدام وعرفات، واستهداف السعودية ومصر بإضعاف نفوذهما وإشغالهما.
4. التركيز على العراق يمثل أهم تغيير جيواستراتيجي لأنه مدخل لتغيير ثلاثة أمور أساسية:
• تغيير وجه الشرق من دول الأكثرية السنية إلى دول تحالف الأقليات.
• تغيير هوية المشرق من عربية إلى فارسية.
• تغيير انتماء المشرق إلى العالم الشيعي بدلاً من السني.
وتستخدم الأقليات فكراً استراتيجياً متفوقاً تنظيماً وتخطيطاً وتسلحاً، ويحظى بدعم دولي كبير؛ لكسر تفوق أهل السنة الذين يعانون من أمرين هما: الافتقار إلى استراتيجية فاعلة، والافتقار الى فكر سياسي حيوي. ولدى الشيعة واليهود أسباب موضوعية للانضمام إلى تحالف الأقلية، ولا تزال المعركة قائمة مع الأكثرية، والمحاولة جادة لضم الأكراد والنصارى إلى تحالف الأقليات لإحكام تطويق أهل السنة، وتضييق الخناق عليهم، وفي حال نجاح حلف الأقليات فستنتقل المركزية الإقليمية من السعودية إلى إيران.
الفصل الرابع عنوانه: قراءة في الربيع العربي وانعكاساته على لبنان، ولبنان هو نقطة التقاطع في الصراع السني _ الشيعي للسيطرة على العالم الإسلامي، وذلك لوجود الأقليات فيه، حتى غدا أشبه بمعمل اختبار وتجارب! ولموقعه الحاجز بين قوتين هما إسرائيل التي تمتلك القوة في كل المجالات، وسوريا التي لا تمتلك سوى المهارة في إشعال الاضطرابات، واختراق الكيانات المسلحة مخابراتياً، وصنعها إن استلزم الأمر.
ولاتزال التحولات في المنطقة مستمرة، وهي أشبه بتسونامي سياسي، ويلاحظ عليها أن دورتها لم تكتمل بعد، وعمرها قصير نسبياً، ولهذه التحولات ثلاثة مستويات: المستوى الجذري المطالب بتحول كامل، والمستوى الوسطي على شكل ثورة غير شاملة تصيب بعض مكونات المجتمع، والمستوى العادي الذي ينال من شكل النظام القائم وليس فلسفته وأسسه. وإن ظهور إيران وسوريا وحزب الله بمظهر المرحب بالانتفاضات العربية ليس صحيحاً، إلا بالنسبة لبلد واحد هو البحرين!
ويمكن تقسيم الدول العربية بناء على ذلك إلى أربع فئات، فئة أسقطت سلطتها تماماً كتونس ومصر وليبيا-ونلاحظ خلوها من الحضور الشيعي المؤثر-، وفئة لازالت تشهد الاعتراضات كالجزائر والعراق والبحرين والأردن، وفئة انزلقت نحو الصراع العنيف كما في سوريا واليمن-ونلاحظ قوة الوجود الباطني والشيعي فيهما-، وفئة لم يصلها شيء يذكر من آثار تسونامي الربيع-ولا يضمن أحد ديمومة سلامتها منه-، لأن الربيع العربي ساهم في قلب الأفكار وثقافة التسلط.
ثم أشار الباحث إلى محفزات حدوث الربيع العربي، ويمكن جمعها في غياب العدل، وانتشار الفساد بأنواعه، واستحكام الاستبداد، وانتهاك حقوق الإنسان، ومن الطبيعي أن تكون مقاصد الجماعات المتمردة على ظلم الأنظمة هي التجسيد لكل ما هو نقيض لوضعها البائس الذي تعيش فيه، من خلال تكريس قيم العدل والحرية، والتنمية ودولة القانون والمؤسسات.
وأما أهداف الثورات العربية فهي تضاهي أهمية وخطورة شرعية الثورة، فإلى أين تتجه الثورة؟ وما غرضها؟ وكيف تحققه؟ وما هو مداها؟ وهي مسائل لا ترتجل بل عادة ما تكون مركوزة في كل حركة تغييرية تاريخية، والوضع العربي مفتوح على كل الاحتمالات، بيد أن الأهداف المعلنة تصبو إلى السلطة بديلاً للتسلط، ووحدة الأرض، وتحرير الإنسان، وإعلاء شأن النظام والقانون، والتوافق بين المعاصرة والأصالة.
وتتناول عملية التقويم لأحداث الربيع العربي الوجهين الإيجابي والسلبي في حدود ما بلغته حتى الآن، وفي حدود ما يتوقع أن تبلغه في المستقبلين القريب والبعيد. فمن إيجابياتها: تفكيك الديكتاتوريات وارتفاع نداء الحرية، وإسقاط أنظمة الظلم والقهر، والخروج من دولة الفجور السلطوي تمهيداً للدخول في زمن دولة القانون، مما يضع الأخلاقية في مواجهه الانتهازية؛ للخروج من المأزق الأخلاقي للأنظمة العربية، بحيث يتساوى الحاكم والمواطن أمام النظام. ومن حسناتها بروز قوى الشبيبة، وإمكانيه تجديد الثقافة السياسية، وصناعة التاريخ؛ حتى غدا الحدث أعظم من ثورة، بل إنه انبعاث شعوب وولادة جديدة، واستعادة السيادة الوطنية بالقوة الذاتية.
وأما السلبيات فأولها مأزق الشرعية (الدين، والكاريزما، والدولة الدستورية، والأيدولوجية الحزبية)، وهي غائبة في الثورات العربية، من دون إهمال الحقيقة القائلة إن الدين الإسلامي يبقى المصدر الأكثر تأثيراً وفاعلية في أذهان الجمهور العربي. ومنها المخاطر الناجمة عن إهمال توظيف الطاقات الشبابية، وتأكيد وتحقيق أحلامها.
ومنها خطر التجزئة؛ بسبب إشكاليات الأقليات مما حفزها على طلب الاستقلال أو الحماية الأجنبية، وهما خياران انتحاريان! ولذا سعت القوى الأقلية-بسبب حساسيتها المفرطة-للارتباط بل الاحتماء بالسلطة القائمة، وهو ما يوجد شعوراً من المرارة لدى الأكثرية، قد يتحول إلى حقد على الأقلية بعد انتصار الثورة، ولا حل لهذا الواقع إلا بوجود وعي تاريخي لدى قادة الأكثرية والأقلية.
ولا يزال خطر الثورة المضادة قائماً ومرغوباً فيه من الأنظمة العربية المؤثرة، وكذلك خطر احتمالية تحول الضحية الى جلاد حين يصل إلى الحكم، ولذا فإن تأييد الثورة من الشعب يختلف كلياً عن تقديسها وتقديس زعمائها، وإذا كانت مؤسسة الجيش مخلصة لوطنها وشعبها ودينها، فستكون ضمانة قوية للعدل والأمن؛ لا أداة بيد الحاكم لقتل الشعب.
ومع كل ذلك، فالمعطيات تؤكد بأن الربيع العربي اقتحم قلوب الشعوب العربية في مختلف أقطارها، ووضع كل الأنظمة العربية الاستبدادية في موقع الدفاع عن نفسها ضد شعوبها، وأضحى بعضها نظاماً ساقطاً حتى لو لم يسقط بعد. ولأجل ذلك تعمل هذه الأنظمة على استغلال جميع الثغرات الدينية والاقتصادية والأمنية لتفشيل الربيع العربي، وجعل الأمة على هامش التاريخ، وعلى قادة الانتفاضات التسلح بالوعي واليقظة ومعرفة التاريخ، لأن الدول تبنى على الأفكار وليس على الأوهام.
عنوان الفصل الخامس: المخطط النظري لمشروع دراسة استراتيجية كبرى في جزئين لدولتين متواجهتين حول الشرق الاوسط: إيران.. والسعودية!! وتحدث المؤلف فيه باختصار غير مخل عن جيوبوليتيك الدولتين، وسبق استعراض أغلبه فيما مضى، وملخصه أن واقع البلدين ومصالحهما العليا متعارضة ومتنافسة على حيز واحد، وللسعودية دور أساسي في التصدي لهذه المطامح والمطامع الإيرانية، التي بادرت بالهجوم وبدأت به، وختم الفصل بنصيحة للسعودية وشعبها بأن تكون لديهم اليقظة الدائمة، والوعي الكافي، والوسائل المناسبة، للرد على كافة المخاطر والتهديدات والتحديات التي تواجهها المملكة؛ بما يحقق مصالحها القومية، ويأسف المؤلف لأن هذه الاستراتيجية غير موجوده حتى الآن فيما يرى.
وفي الملاحظة الختامية، نبه الكاتب إلى أن القراء قد يتفاجؤون من عنوان الكتاب، وهم يظنون الواقع هو العكس؛ بسبب ممارسات بعض جماعات العنف المنتمية لأهل السنة، وهؤلاء لا يدركون أن العنف نتيجة لما يواجه أهل السنة على صعيد العالم من ظلم واعتداء، بسبب أنهم يشكلون كتلة كبرى ومتراصة، ولديها مقومات انبثاق مشروع كوني كبير، لو أنها اجتمعت على كلمة سواء.
ثم ختم المؤلف كتابه بملاحق صادرة عن الجامع الأزهر وفضيلة شيخه، وهي اجتهاد منه لما رأى فيها من لغة لطيفة إنسانية، وليس بالضرورة أن تكون كلها صواباً، أو أن تكون الخيار الوحيد، ففي علماء المسلمين، وقادتهم، ومراكزهم العلمية، قدرات عالية لكتابة نظام شرعي منطلق من أسس السياسة الشرعية، ومراعياً الواقع والمصالح الخاصة والعامة، دون جناية على الأصول.
ولعل التغيير الذي حدث في مؤسسة الحكم السعودي قد جاء في وقته، قبل غرق البلاد العربية في طوفان المد الفارسي الباطني، وما تلا هذا التغيير من يقظة لإيقاف المشروع الإيراني الذي بات قاب قوسين أو أدنى من حدود الخليج، وتمثلت هذه اليقظة بعاصفة الحزم لقمع الاحتلال الحوثي-الإيراني لليمن، والآمال بالله عريضة أن تثمر الجهود بخلاص اليمن وسوريا والعراق ولبنان من التغول الشيعي، وسلامة هذه البلاد وأهلها وجميع بلاد المسلمين، وأن يقود ذلك لمشروع إسلامي عالمي مستقل.
قراءة وعرض الكاتب: أحمد الشلقامي
وقد سبقت محاولتنا لعرض الكتاب محاولة من الزميل يقظان التقي والذي استعرض ملخص الكتاب في ما يقرب من الثماني عشرة صفحة، لذا سيكون عرضنا هنا مركز بشكل كبير على أهم ما أورده الكتاب من ملامح الحرب التي على ما يبدو ستعيد تشكيل المنطقة.
ملحوظة منهاجية
تناول الكتاب مصطلح السنة ليس من منطلق التقسيم الذي سيتبادر إلى ذهن القارئ على أسس طائفية بمجرد قراءة العنوان، وإنما على ما يبدو من العرض أن المقصود هو التقسيم الجغرافي، بدلالات التفسير الدولي والتحليلي للعلاقات بين المحاور الأساسية الفاعلة، والأهم في استخدام مصطلح أهل السنة هو استدعاء الكاتب للأبعاد الحضارية والتاريخ الثقافي، ولذلك نجده يستخدم المصطلح للتعبير عن محور يواجه محاور أخرى هي (العالم اليهودي - العالم الشيعي - -الصيني...)
جغرافيا السياسة والأديان
هكذا ركز الكاتب في طرحه على الأبعاد المتداخلة بين جغرافيا الأرض والتاريخ والسياسة والأديان في مشترك حضاري عام يجمع المكون السني في ناحية والمكون المسيحي الغربي اليهودي في ناحية، وقد جاء في عرض الكتاب: "إن مقاربة جيوبوليتيكية لأوضاع الشرق الأوسط وخاصة للخليج والهلال الخصيب، أي لنقطة العبور بين المتوسط وآسيا، ولأهم خزان نفطي في العالم، تؤكد أنها منطقة طالما أثارت شهيات القوى الكبرى. وتبدو تلك القوى، ومثلها القوى الإقليمية، مستعدة لعمل أي شيء بهدف السيطرة عليها. كان ذلك قبل قيام إسرائيل. فكيف به بعد قيام الدولة العبرية؟ ((غير ان أحداث 11 أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة غيّرت المعطى الجيوبوليتيكي للمنطقة، بحيث أخذت الإسلاموية مكان روسيا كعدو جديد للولايات المتحدة)) على ما يقول الإستراتيجيون الغربيون!
ليعتبر الكاتب أن الصراع بالأساس بين القوتين من قناعة غربية عن أرقام وإحصائيات، وذلك بإيراده لإحصائية وفي إحصاءات صحيفة ((Le Monde)) ((لو موند)) للعام 2013، أن عدد المسلمين في العالم هو 1.570 مليار، منهم 1.350 مليار سنّي (85%) و220 مليون شيعي (15%). ولقد بات واضحاً (بعد العام 1978)، أن لدى الغرب كما لدى الإسرائيليين واليهود شعوراً بأن السلام الذي أقيم مع دولتين سنيتين مجاورتين لإسرائيل (هما مصر والأردن) والسلام الذي يجري التفاوض بشأنه مع الفلسطينيين، هو سلام شكلي وهش. وأن كل مسلم سني في وعيه ولا وعيه ليس مستعداً لا اليوم ولا غداً ولا بعد غد، للاعتراف بشرعية وجود إسرائيل الدولة والكيان في قلب ((الأمة)). إذن ملامح أهداف الغرب واضحة: لا بد من إضعاف المدّ الإسلاموي بجناحيه السني والشيعي، وخصوصاً السني لأنه الأكثر خطورة على إسرائيل من جانب، والعمل لإيجاد حلّ جيو – إستراتيجي يسمح بإدماج إسرائيل في محيطها، وذلك بدفع جيرانها إلى الاعتراف الصريح بها بحيث تتحول الدولة العبرية إلى جسم ((طبيعي)) في المنطقة ولا تبقى جسماً غريباً مهدداً بالزوال بعد فترة من الزمن!
قصة الانقسام الشيعي السني بالعصر الحديث
لا شك أن الانقسام بين معسكر سني وشيعي هو أمر له تاريخه وجذوره، إلا أن الكاتب أصّل للوضع في العصر الحديث، معتبراً أن ثورة الخميني كانت نقطة فاصلة في هذا الانقسام، حيث يقول الكاتب: قامت ثورة الإمام الخميني بهويتها الإيرانية وانتمائها الشيعي/ الإسلامي، وشكّلت منعطفاً في تاريخ الإسلام المعاصر: شيعياً: باعتمادها نظرية ولاية الفقيه، وإسلامياً بجرأتها لاعتبار نفسها الممثل الصحيح للإسلام بعقيدته ومصالحه ضد الأنظمة والقيادات السنية التقليدية القائمة في دول المنطقة والعالم.
ولأنها أقلية ديموغرافية/ جغرافية داخل العالم الإسلامي اعتمدت إستراتيجية هجومية وأساليب البروبغندا الموجهة لتأكيد وجودها وفعاليتها ومصداقيتها كحركة إسلامية جذرية في مواجهة السنية التقليدية:
- باستغلال الحج للاعتراض على الزعامة السعودية (أحداث المسجد الحرام).
- استغلال القضية الفلسطينية، القضية الإسلامية بامتياز (كرافعة تاريخية للإسلام الشيعي بواسطة حزب الله ورفع شعار القدس في مواجهة مكّة المكرمة).
- بالتلويح بالسلاح (وخاصة البرنامج النووي والصاروخي) كقوة فعلية للمسلمين وباب مقايضة لعقد صفقات سياسية مع الغرب.
- بالتهجم اللفظوي على الغرب حليف إسرائيل.
- باختراق الأنظمة السنية بواسطة الأقليات الشيعية.
- باعتماد مبدأ التشييع في الأوساط السنية.
- بإبراز قوّتها الجيو – سياسية من خلال تحكمها بمضيق هرمز الشهير، وقد لوّحت بذلك أكثر من مرة.
- في المحصّلة، بالسعي لتأكيد إستراتيجيتها بإقامة الهلال الشيعي بين الخليج والمتوسط، وهو مشروع يحظى بدعم الغرب وإسرائيل في المنطقة لأسباب موضوعية على علاقة بالمصالح المشتركة.
في إطار الجغرافية السياسية، يتحدث الكاتب عن الهلال الشيعي، مؤكداً أنه ليس من قبيل الصدف، أن يكون الهلال الشيعي هو المعادل جغرافياً للهلال الخصيب (أي لمفهوم سورية الكبرى التي تشمل لبنان وسورية والعراق وفلسطين والأردن). وللمفارقة، وعلى عكس عقيدة أنطوان سعادة المعروفة، وهو مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، بمبادئه الأساسية والإصلاحية، وأكثر العقائديين حساسية حيال كل ما هو يهودي، ليس أمام الغرب وإسرائيل وإيران، وعلى امتداد العالم الإسلامي، سوى هذا المجال (Espace) بالذات (أي سورية الكبرى)، ما يسمح باختراق الكتلة السنّية: جغرافياً وديموغرافياً وسياسياً، ومذهبياً، وعقائدياً لإزاحة النفوذ السنّي – العربي: حكّاماً وأنظمة وهوية وانتماء، واستبداله بدولة الأقليات الكونفدرالية بزواياها الأربع الأساسية المفترضة: اليهود والشيعة والأكراد والمسيحيون. فهذا الحيّز، الذي يحلو لبقايا الأجهزة عندنا أن تشدد على سمته المشرقية إغراء للمسيحيين، هو قلب الشرق الأوسط، وموقع دولة إسرائيل، وامتداد إيران باتجاه المتوسط ومعقل لأكبر حشد أقلّوي في العالم (59 أقلية) والإمكانية الوحيدة المتاحة لتحقيق توازن ديموغرافي بين الأكثرية العربية السنية ومجموع الأقليات المتواجدة فيه. وبالتالي، فهو يشكل، كما سمّاه الغربيون الحظ الكبير (La grande chane) لإحداث تغيير جذري في المعادلة الجيوبوليتيكية للشرق الأوسط تكون في مصلحة الغرب وإسرائيل على السواء، واستغلالهما لحلف الأقليات!
ملامح لمشروع الآخرين
هكذا توصل الباحث بعد عرضه، حيث وصف المشروع المستهدف منه مواجهة القسم السني قائلاً : أصبحت ملامح مشروع الآخرين واضحة: إقامة شرق أدنوي أقلّوي خال من النفوذ السنّي ومحكوم بالنفوذ الشيعي/ الإيراني برضى إسرائيلي ودعم غربي – روسي، وهو ما يكشف خفاياه مسار الأزمة السورية.
وما يحصل في المنطقة ليس فيه شيء من تصورات ((المؤامرة)) التي يتحدث عنها البعض إخفاء لعجزهم.
إنه التقاء المصالح الموضوعية لجهات مختلفة وحتى متباينة عاشت الاستبعاد عن السلطة. فعندما قيل لكيسنجر: كيف تفسّر أن الإسرائيليين طردوا ياسر عرفات من بيروت والسوريين طردوه بعدها من طرابلس، أجاب: ((هناك التقاء للمصالح الموضوعية بين إسرائيل وسورية في لبنان)). فكل دولة طردته لأسباب خاصة بها.. ولكن السبب المشترك هو إضعاف النفوذ السني (العسكري/ السياسي) في لبنان بفضل ما سُمّي آنذاك ((جيش المسلمين)) أي المقاومة الفلسطينية!
ليؤكد الكاتب على فرضيته قائلاً: باختصار، إن أهل السنّة في المشرق مستهدفون سياسياً وعسكرياً وأيديولوجياً وسوسيولوجياً وثقافياً.. وبالإمكان شرح كل ذلك، ولكن ليس مجاله الآن لأنه يشكل أطروحة بذاته، وإنما يمكن تبيّنه على الأرض في مختلف أصقاع المنطقة حيث العنوان العريض واحد: ((أبلسة أهل السنّة)).
ليتبع كلامه بأخر، ولكن بنبرة مؤلمة عندما يتحدث عن مشروع أهل السنة فيقول: إذا كان هذا هو مشروع الآخرين الذي يجري العمل عليه وتنفيذه، ترغيباً وترهيباً، فما هو مشروع أهل السنّة: في لبنان، والخليج والشرق الأوسط والعالم العربي.. والعالم؟ والجواب بكل أسف: ليس لأهل السنّة مشروع على امتداد العالم السنّي: لا وطنياً ولا إقليمياً ولا دولياً.
أنصح لفهم مايجري في المنطقة هذه الأيام الاطلاع على كتاب نبيل خليفه ( باحث مسيحي ) بعنوان : ( إستهداف أهل السنه في الشرق الأوسط) .
مقتطفات من كتاب الدكتور نبيل خليفة هنــــــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق