الثلاثاء، 9 فبراير 2016

حقوق الإنسان فوق الخلافات السياسية

كتب الصحفي عامر عبد المنعم عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي
حقوق الإنسان فوق الخلافات السياسية

ما يحدث داخل العقرب وباقي السجون لا يرضى ربنا

الأخبار الواردة من ‫ ‫#‏السجون‬ تؤكد استمرار التنكيل بالمعتقلين و‫#‏السجناء‬، ومن الواضح أن هناك إصرارا رسميا على عدم احترام آدمية المواطنين المصريين وكأننا عدنا إلى العصور الوسطى.
سجن ‫‫#‏العقرب‬ وغيره من السجون سيئة السمعة، تطوي بين جدرانها الكثير من أبناء الوطن، ومن السياسيين كبار السن الذين لا يتحملون الممارسات اللاإنسانية التي أصبحت سياسة عامة مفروضة بقوة الدولة، فلا طعام يسمن ويغني من جوع ولا علاج للمرضى، وغالبية السجناء والمعتقلين تجاوزوا الخمسين والستين، أي أن معظمهم من أصحاب الأمراض ويحتاجون لرعاية خاصة.
منذ شهرين عندما تصاعدت حملة الدفاع عن السجناء والمعتقلين على مواقع التواصل الإعلامي فتحوا الزيارات - تحت الضغط الإعلامي - لأيام قليلة وسمحوا بزايارت محدودة من وراء السلك والزجاج، ثم عادوا إلى ما كانوا عليه.
أخبرني السياسي الكبير الأستاذ محفوظ عزام أن الأسرة غير قادرة حتى الآن على زيارة نجله المهندس عمر عزام رئيس حزب التوحيد العربي، المتهم في قضية دعم الشرعية، والمحبوس انفراديا في زنزانة بسجن العقرب، لم تفتح منذ دخوله فيها، ولا يخرج منها إلا كل 15 يوما عندما يذهب إلى النيابة لتجديد الحبس.
ما يتعرض له عمر عزام يتعرض له مجدي قرقر ونصر عبد السلام والشيخ فوزي السعيد، وحسام أبو البخاري وخالد حربي وخالد غريب وهشام جعفر وإبراهيم الدراوي وهاني صلاح الدين وكل السياسيين المسجونين والمعتقلين.
ما يحدث في السجون جريمة لا يجب أن نتعايش معها بصمت، ومهما كان الخلاف السياسي فإنه لا يبيح إهدار كرامة المواطن المصري بهذه الطريقة.
هذه المعاملة الظالمة لا تحقق أي مكاسب سياسية للسلطة، فالسجين أسير لا حول له ولا قوة، وإهانته وإهدار حقه كإنسان قبل أن يكون مواطن له كامل الحقوق، يزيد من كراهية المجتمع للسلطة ويوسع من حجم الرفض لها، وليس كما يتصور من يصرون على هذه السياسة.
يا من تؤمنون بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا: إن ما يجري للسجناء والمعتقلين لا يرضى ربنا، فالله أدخل امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، والله أدخل رجلا الجنة لأنه سقى كلبا يلهث من العطش وأنقذه من الموت، فما بالكم ماذا يفعل بمن يحبس الإنسان ويتعمد قتله بالتجويع وعدم العلاج وإساءة المعاملة؟
نسأل الله أن ينزل رحمته على من في السجون، وأن يفك أسر كل السجناء والمعتقلين و يردهم لأسرهم سالمين غانمين، ونرجو أن نرى يوما تكون فيه مصر بدون سجون وأن تغلق هذه الصفحة الكئيبة في تاريخ أمتنا.
العدل أساس الملك، والرحمة تجلب رضى الله
والظلم يهدم الدول، والتجبر وإهدار كرامة الإنسان الذي خلقه الله ينزع البركة من الأرض ويجلب غضب الرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق