أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
تفجير أبراج التجارة العالمية الثلاثة ..
من أهم الأخبار التي صدرت في النصف الثاني من سنة 2016، وتم التعتيم عليها بصمت مذهل، خاصة في الإعلام الفرنسي وغيره، التقرير الذي نشرته المجلة العلمية "إيروفيزكس نيوز" (Europhysics News) حول تفجير أبراج التجارة العالمية الثلاثة يوم 9/11/2001. وهو تقرير علمي يؤكد أن هذه الأبراج الثلاثة قد تم تفجيرها بنظرية "الهدم تحت السيطرة".. أي أنه قد تم تفجيرها فعلا بمعرفة كبار المسؤولين المتحكمين في الولايات المتحدة... وكنت قد أطلقت على تلك الجريمة، في حينها، وفي مختلف ما كتبته حول هذا الموضوع، ولا زلت، أنها: "مسرحية صناعة محلية" !. أي أنه لا علاقة ولا صلة لها بالإسلام والمسلمين كما فرضوها. وذلك من مجرد شكل الانهيار ساعة إذاعة الخبر في تليفزيونات العالم، وما اعقبه ثاني يوم من سحب خبر البرج الثالث وغيره من التفاصيل..
ومجلة "إيروفيزكس نيوز" من المجلات العلمية التي يصعب اتهامها بالتآمر أو بنشر المعلومات المغرضة. فهي تصدر عن جماعة علماء الفيزياء الأوروبية، وهدفها تقديم كل ما هو جديد في عالم الفيزياء للمتخصصين في المستويات المتقدمة من أساتذة الكوادر العليا التي تعمل في مجال الصناعة أو الخدمات العامة. والتقرير وارد في العدد 47 رقم 4 بتاريخ 4 يوليوـ أغسطس 2016، في الصفحات 21ـ 26، وشارك في كتابته كلا من العلماء ستيفن جونز، روبرت كورول، أنطوني شامبوتي وتد والتر.
وأهم ما يعلن عنه هؤلاء العلماء، بتأكيدات ووثائق علمية، أنه: من المحال أن تنهار ناطحات سحاب بنيتها الأساسية من الصلب وأن تنصهر بالنيران أبدا. فمثل هذه الواقعة لم تحدث ابدا على الإطلاق لا قبل ولا بعد جريمة 11 سبتمبر 2001. وإن السبب الوحيد أو الإمكانية الوحيدة لانهيار مثل هذه الأبراج الثلاثة هو تطبيق نظرية "الهدم تحت السيطرة" لنسفها.. والهدم تحت السيطرة يقتضي الحصول على كافة تفاصيل بناء وتكوين هذه الأبراج، وهو ما لا يمكن الحصول عليه إلا من كبار المسؤولين..
ويفسر التقرير لماذا لا يمكن للنيران أن تؤدي إلى انهيار مثل هذه الأبراج، ومما أوردوه:
1 ـ إن النار ليست من السخونة بالقدر الكافي ولا تستمر مشتعلة الوقت اللازم في منطقة محددة حتى يمكنها توليد طاقة كافية لتسخين وإذابة عناصر الصلب البنيوية لدرجة انصهارها وانهيارها كما حدث ؛
2 ـ كل ناطحات السحاب الحديثة مزودة بنظام إطفاء الحرائق ومنعها من إصدار طاقة كافية لانصهار الصلب؛
3 ـ العناصر البنيوية لمثل هذه الأبراج محمية بمواد غير قابلة للاشتعال وتم تصميمها بحيث تمنع الوصول إلى درجة حرارة تسمح بانصهار الصلب ؛
4 ـ ناطحات السحاب يتم تصميمها بحيث إذا تم حدوث تصدع لأى ظرف كان، ألا يؤدي ذلك إلى انهيار كامل للمبنى، وإنما يظل محصورا في الطابق نفسه..
وفي نهاية هذا العرض المقتضب للتقرير الذي نشرته مجلة "إيروفيزكس نيوز"، من الواجب تكرار الإشارة إلى حقيقة أن النيران لم تؤد أبدا إلى الانهيار الكامل الناسف لأية ناطحة سحاب من الصلب، لا قبل 11 سبتمبر 2001 ولا بعده.. لأنه بموجب هذه الجريمة المتعمّدة قد عاش العالم حدثا لا سابقة له في التاريخ، حدثا قد تكرر بنفس الأسلوب في ثلاثة أبراج لغرضٍ ما، قمت بالإشارة إلى ذلك في حينه، بربطه بالإطار العام لمجمع الفاتيكان الثاني وأسبابه الحقيقية بالوثائق، الذي قرر اقتلاع الإسلام وتنصير العالم قبيل الألفية الثالثة، وخاصة واقعة مجلس الكنائس العالمي في يناير 2001، حينما فشلوا في تنصير العالم، وفقا لقرار مجمع الفاتيكان الثاني (1965)، فقام مجلس الكنائس العالمي بإسناد هذه المهمة الى الولايات المتحدة بعد ان أصبحت القوة العسكرية الوحيدة المتحكمة في العالم.. كما إن كافة التقارير الرسمية التي تم تقديمها لا يمكنها إقناع العدد المتزايد من العلماء والمهندسين في مختلف المجالات الذين ظلوا يتهمون التقارير الرسمية التلفيقية. ذلك لأن الأدلة الثابتة واقعيا تؤدي جميعها إلى إثبات ان هذه الأبراج الثلاثة قد تم نسفها عمدا لغرض محدد هو: التلفع بشرعية دولية لاقتلاع الإسلام.. وكل الأحداث والقرائن التي عشناها تؤكد ذلك.
لذلك لا بد وأن يكون مثل هذا التقرير وغيره سببا للمطالبة بإعادة فتح التحقيق في هذه الجريمة المدبّرة عمدا.. وأن يتم إعادة فتح الملف حتى وإن مر على هذا الحدث الإجرامي المتفرد خمسة عشر عاما من الصمت "الرسمي المفروض"، فلا يزال بعض من خططوا له على قيد الحياة، ولا يزال الإسلام "متهما" بناء على ما قرروه، ولا تزال محاولات اقتلاعه الإجرامية تتواصل..
ولمن لا يذكر تفاصيل لحظة الإعلان عن هذا الحدث في وسائل الإعلام وخاصة التليفزيون، بالصوت والصورة: انهيار ثلاثة أبراج من أبراج التجارة العالمية السبعة، أول اثنان انهارا معا لارتطام طائرة بهما، أما البرج الثالث، الذي كان مكونا من 47 طابقا، فقد انهار بعد سبع ساعات دون أن تمسه أى طائرة أو صاروخ، بل لقد قامت كلا من محطة BBC و CNN بإذاعة خبر انهيار البرج الثالث قبل حدوثه، وتم استبعاد هذا الدليل من التحقيقات !! ومنها غياب أربعة آلاف موظف يهودي لإصابتهم جميعا بالبرد ذلك الصباح ؛ اكتشاف جواز سفر المدعو محمد عطا سليما معافا على قمة الأنقاض والصلب المنصهر !! وهي الذريعة التي تمسكوا بها لاتهام المسلمين ولإعلان جورج بوش الابن الحرب الصليبية على الإسلام.. وبعد أحداث 11/ 9 بعدة أيام أكد قائلا: "هذه الحرب الصليبية، هذه الحرب على الإرهاب، ستأخذ بعض الوقت"!
ويكفي فتح رابط موقع http://www.reopen911.info الذي يتصدى لأحداث جريمة 11/9 المصنّعة محليا، بالوثائق، لنرى كمّ الجهد المبذول، وخاصة كمّ الحقائق التي تم ويتم التعتيم عليها، ومنها: أنه في سنة 2000 قام بعض أعضاء حكومة بوش الجدد بالتوقيع على تقرير يقول "نحن بحاجة إلى حدثٍ مأساوي وكاسح، كأحداث بيرل هاربور مثلا، للحفاظ على السيطرة العالمية للولايات المتحدة" ؛ اعتراض حكومة جورج بوش الابن على فتح أي تحقيق حول هذا الحدث، ولم ترضخ لفتح تحقيق صوري إلا بعد ضغوط أهالي الضحايا. إلا ان البيت الأبيض قام بالتلاعب مع لجنة التحقيق وتمت صياغة التقرير قبل أن يبدأ التحقيق ! وقد قام أكثر من 570 مهندس أمريكي برفض ذلك التقرير الرسمي.
كما أنه على مدى تاريخ بناء أبراج ناطحات السحاب من الصلب، ثلاثة منها فقط تعرضت لحرائق جزئية ولم يؤد ذلك إلى انهيارها. بل يؤكد جون سكيلينج، كبير مهندسي الأبراج، أنه بعد عام 93 تم بناء الأبراج بحيث تتحمل صدمة طائرة تخبط البرج أو تخترقه، وإن الوسيلة الوحيدة لهدم مثل هذه الأبراج هو استخدام نظام الهدم تحت السيطرة. وما حدث فعلا إن برج التجارة العالمي رقم 7 قد انهار بنفس طريقة البرجين في سبع ثواني، دون ان تمسه طائرة أو صاروخ "أو حتى ذبابة تائهة"، كما اعتدت أن أكتب..
ونظرا لطبيعة أو نوعية الانهيار فإن أي تحقيق كان يتعيّن عليه أن يبدأ بالبحث من منطلق نظرية الهدم تحت السيطرة وليس استبعادها كما حدث والبحث عن وسائل أخرى.. فالتقرير الذي تم نشره رسميا عن طريق "وكالة الإنقاذ الفيدرالية (NIST) راح يؤكد سبب انهيار البرجين إلى الحرائق والنيران ! أما التقرير الخاص بالبرج الثالث، وكان من المفترض أن يصدر في منتصف 2005، فقد أرجأته الوكالة حتى سنة 2008، بينما أعلن المحقق الأساسي لوكالة "نيست"، الدكتور شيام ساندر مؤكدا: "في الحقيقة، لا أعرف تماما.. لقد عانينا كثيرا لكى نحصل على نتيجة حول المبنى رقم 7"!
ومن الملاحظات التي توردها مجلة "إيروفيزكس نيوز"، أن تقرير الوكالة الفيدرالية حول البرج الثالث لا يتفق وما يمكن ملاحظته في الفيديوهات، خاصة في أول ثانيتين وربع التي انهار فيها الجزء العلوي من البرج، وهو عبارة عن ثمانية طوابق !..
الأبراج ومسلسل الحروب الصليبية :
من الثابت تاريخيا أن الحرب الصليبية على الإسلام بدأت فعلا، منذ بداية انتشاره، وتتواصل بمسميات مختلفة حتى يومنا هذا. إذ في بداياته الأولى كانت المؤسسة الكنسية تعتبره إحدى الهرطقات التي اعترت طريق نسج المسيحية الحالية، بدليل كتاب يوحنا الدمشقي في القرن الثامن، "نبع المعرفة"، الذي تناول فيه مائة وواحد هرطقة آخرها الإسلام. وتبعتها الحروب الصليبية التي لم تتوقف ؛ وحرب الاسترداد ؛ و"مسألة الشرق"، وتعني في لغاتهم التصدي للمد الإسلامي من ناحية الشرق أي من جهة تركيا ووقف الخلافة ؛ وحروب "النقاء الديني"، وتعني انتزاع شأفة الإسلام من اسبانيا وأوروبا ؛ والحروب التي ابتدعتها السياسة الصهيوـ مسيحية التي أطلقها بوش الابن، بحرب الخير ضد الشر، الذي هو الإسلام في نظرهم.
وبدأت حرب أفغانستان في 7 أكتوبر 2001 ؛ وأعلن جورج بوش الابن في أول نوفمبر 2001 : "من ليس معي فهو علىّ ومن لا يجمع معي فهو يفرّق" ، مستخدما كلمات السيد المسيح في انجيل متّى ( 12: 30 )، اعتمادا على إن 80 % من الأمريكان مسيحيون، ومن انتخبوا بوش هم اليمين المسيحي المتطرف. ومعظم الأمريكان يؤمنون بأن الإسلام هو عدوهم اللدود، وكان لا بد من استخدام هذه الكراهية سياسيا في حرب "الخير ضد الشر" كما يقولون!
والغريب إن الإسلام يدين تأليه السيد المسيح ويدين الثالوث، وهو الأمر الثابت تاريخيا للجميع: ففي مجمع نيقيا الأول سنة 325 قام المجمع بتأليه يسوع برئاسة قسطنطين والكنيسة، لأغراض سياسية بحتة ؛ وفي مجمع القسطنطينية الأول، سنة 381 ، تم اختلاق الثالوث وفرضه على كافة المسيحيين.. فلماذا يحاربون الإسلام على أحداث هم اللذين قاموا بها فعلا وثابتة في كتبهم ويمارسون نتائجها حتى يومنا هذا ؟؟؟
وعندما قام بوش الابن بغزو العراق سنة 2003 بأكذوبة امتلاك صدام حسين أسلحة الدمار الشامل، قال: "إن الله قد قال لي أن اسحق صدام حسين، وهو ما فعلته" ! وبغضّ الطرف عن هذا الكفر، ولو افترضنا جدلا ، والعياذ بالله، "إن الله قال له" فعلا ان يسحق صدام ، ما ذنب العراق والعراقيين رجالا ونساءً وأطفالا لكي ينسفهم أو يبيدهم بذلك الكم من المواد المحرم استخدامها دوليا ؟
وفي مارس 2005 أعلنت كونداليزا رايس: "سنقوم ببناء نوعا جديدا من الشرق الأوسط، نوعا جديدا، شرق أوسط متسع، راسخ وديمقراطي، حيث لن يحدث لأبنائنا أن يقلقوا ذات يوم بشأن أيديولوجية الكراهية التي أدت بهؤلاء القوم بتوجيه هذه الطائرات الملعونة على ناطحات السحاب تلك، يوم 11 سبتمبر"..
وما يُفهم ضمنا هنا هو تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير وتقسيم باقي بلدان المنطقة.. وقد قام الغرب الصليبي المتعصب باختلاق مختلف فرق داعش وإيزيس من نفس البلدان التي ساهمت في هذه الحرب الدينية وتدريبها وتمويلها لاستكمال حربهم على الإسلام.. فمتي يفيق المسلمون والعرب من تبعيتهم للغرب ويضعوا حدا لذلك التعصب الصليبي الذي بات أكثر وضوحا من نور الشمس ؟؟
زينب عبد العزيز
4 يناير 2017
|
الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
السبت، 7 يناير 2017
تفجير أبراج التجارة العالمية الثلاثة ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق