أدوات المشروع الإيراني الشيعي العدواني
فقد فضح هذا المشروعَ وكشف حقيقته الطائفية الإجرامية الإرهابية صمودُ الشعوب البريئة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن أمام آلة الإجرام الإيرانى والشيعي الذي تداعت له العديد من المجاميع الشيعية من مختلف دول العالم، كما أن تطور وسائل الإعلام والاتصال كان لها دور كبير في توثيق الجرائم البشعة للمشروع الإيراني الشيعي، فإذا كان البعض يشكك في روايات التاريخ عن مدى الحقد الأسود الذي يكنّه الشيعة وملاليهم للمسلمين والتي تمثلت في خياناتهم عبر التاريخ للمسلمين وتعاونهم مع أعداء الإسلام أو في جرائمهم الإرهابية التي قاموا بها في دويلاتهم كالقرامطة والفاطمية والصفوية والخمينية، فإن جرائمهم الإرهابية الوحشية في العراق وسوريا والبحرين واليمن وغيرها قد تم توثيقها بالصوت والصورة، وعلى الهواء مباشرة في بعض الأحيان.
حيث تنوعت جرائمهم من السجن والتعذيب الوحشي إلى الاغتصاب والقتل السادي بطرق يتفتت لها قلب الرجال، لكنها تكشف عن سذاجة السادرين خلف الوحدة والتقريب بين السنة والشيعة إذ:
كل العداوات ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين
ولكن إيران لا تزال تصر على مواصلة عدوانها الإرهابي والطائفي من جهة كما هو قائم على الأرض في كل ساحات الصراع وتحاول إفشال مفاوضات الأستانة بخصوص سوريا كونها لا تحقق لها كل أطماعها في سوريا، ومن جهة أخرى تسعى إيران للظهور بمظهر الحريص على السلام والأمان في المنطقة كما في تصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في دافوس التي تستغرب حالة الصراع بين السعودية وإيران، وأن على السعودية إيقاف تدخلها في اليمن والبحرين وسوريا!
وهذا التوزيع للأدوار (الشرطي الجيد والشرطى السيء) حيلة قديمة اعتادتها الدول الظالمة والمجرمة ولكنها تروج على كثير من البسطاء والبلهاء وتحافظ من خلالها على أتباعها وأنصارها، وهذا يجعل من كشف وفضح وتعرية أدوات المشروع الإيراني الشيعي في هذه اللحظة مطلبا مهما حتى نمتلك الرؤية الشاملة لأدوات العدوان أولاً، وإبطال فعالية هذه الأدوات ثانيًا، وسد الثغرات التي يستغلونها لصالح مشروعهم وتسللهم من الشقوق والفجوات.
إذ يقوم المشروع الإيراني والشيعي على الخطوات التالية:
1- الاختراق للمجتمعات والدول لكسب القبول والأنصار وزرع العملاء والخلايا وصناعة الزعامات والمليشيات الموالية، تحت شعارات الوحدة الإسلامية ونصرة المشروع الإسلامي ودعم المقاومة والممانعة والمستضعفين وحسن الجوار.
2- زعزعة هذه المجتمعات والدول للسيطرة عليها من الداخل سياسيا أو بالقوة الانقلابية الداخلية أو الخارجية.
3- التعمية والإلهاء عن هذه السياسات والسلوكيات العدوانية في الداخل والخارج.
4- الدخول في مفاوضات طويلة وعرقلتها كلما تقدمت للحفاظ على المكاسب على الأرض، والحفاظ على أصل المشروع الإيراني.
5- دخول مرحلة هدنة إذا تغيرت الظروف لغير صالحهم مع الحفاظ على أكبر قدر من المكاسب، وانتهاز الفرصة لاحقا للعدوان والتمدد.
ولتنفيذ هذه الخطوات يعتمد نظام الملالي على أدواته الداخلية كالحرس الثوري أو السفارات ونشاطاتها المختلفة، أو علاقاته السياسية والاقتصادية، ولن نتعرض لها هنا.
وبالمقابل هناك العديد من الأدوات الخارجية التي يستخدمها نظام الملالي لصالح مشروعه الإيراني والشيعي والتي تتمثل في:
1- المجاميع الشيعية في الدول الأخرى: حيث تقدم إيران نفسها كحامية وحاضنة لأي شيعي أو متشيع في العالم، بحيث تصبح هذه المجموعات الشيعية بمثابة مكون وطني يمثل مطالب إيران في هذه الدول بدلا من كونها مكونا كسائر المكونات تحرص على المصلحة الوطنية المشتركة.
ومن ثم تقايض هذه الحماية والرعاية بتنفيذ أجندة الأطماع الإيرانية والشيعية، بداية من اتباع الولي الفقيه دينيا، مرورا بالتأييد لسياساته، انتهاء بتكوين مليشيات عسكرية تأتمر بأمر ولي طهران دون اعتبار لسيادة دولهم كما شاهد العالم أجمع توافد مليشيا شيعية من أكثر من 15 دولة في سوريا!
2- اليساريين والاشتراكيين والناصرين والشبيحة أفرادا وأحزابا: لقد تحول هؤلاء (المناضلون) التقدميون لأنصار للملالي وأنصار الولي الفقيه، والذين يمثلون آخر أشكال الحكم الثيوقراطي!
ففي العديد من الدول أصبح الحليف السياسي للمشروع الإيراني الشيعي الطائفي هو القوى التقدمية واليسارية حيث تنادى بالسياحة الدينية لدعم التعددية والاقتصاد، وأن الميلشيات الشيعية هي الحليف والنصير في محاربة التطرف والإرهاب.
3- الأذرع الإعلامية: لقد أدركت إيران مبكرا دور الإعلام فحرصت على بناء منظومة إعلامية مسيطرة في الداخل الإيراني مع تغييب الصوت الآخر من الداخل والخارج، ثم بنت شبكة إعلامية قوية تابعة لها تخاطب الخارج بعدد من لغات العالم، ولم تكتفِ بذلك بل تمكنت من اختراق الإعلام المقابل لها حيث زرعت من جهة كثيرا من أتباعها في الإعلام العربي كقناة الجزيرة والعربية وغيرها، بل حتى القنوات العالمية كالبي بي سي العربية التي تكاد تعد صوتا إيرانيا، فضلا عن كثير من الصحفيين الأجانب.
وهناك أيضا الكثير من الصحفيين والإعلاميين (المستقلين) الذين يقومون بخبث ودهاء بتمرير الدعايات الشيعية كعبد الباري عطوان .
4- منظمات حقوق الإنسان المتواطئة مع مشروع الملالي: حيث دعم الملالي الكثير من مؤسسات المجتمع المدني، وخاصة الحقوقية في بلادنا وفي الغرب من أجل الدفاع عن الإرهابيين المتورطين في عمليات إجرامية ضد أوطانهم وشركائهم في الوطن.
وفكرة العمل الحقوقي والمدنى كانت في البداية جزءا من المنظومة الغربية لترسيخ الديمقراطية والليبرالية في المجتمعات الإسلامية، لكن المشروع الإيراني والشيعي وجد فيها فرصة سانحة لتشويه صورة الدول السنية ووصمها بالإرهاب والقمع والاعتداء على المواطنين الأبرياء الشيعة، والذين قاموا فقط بقتل رجال الشرطة والأمن مرات ومرات كما في البحرين والسعودية، أو بتقويض النظام والتحريض على قتل رجال الشرطة والانقلاب كنمر النمر في السعودية ومرتضى السندي في البحرين.
5- التجارة: حيث يقوم الحرس الثورى بإدارة آلاف الشركات في دول العالم لنشر نفوذهم وهيمنتهم وزرع خلاياهم وعملائهم تحت بريق الذهب والدولارات.
6- اللوبيات السياسية: لقد أعاد نظام الملالي إحياء اللوبيات الإيرانية في الغرب، وخاصة أمريكا، للدعاية للمشروع الإيراني والشيعي وأنه الشريك في محاربة الإرهاب والتطرف، بل تواصل الملالي مع الإيرانيين القوميين في الغرب والمعادين للملالي من أجل إقناع الغرب وخاصة إدارة ترامب القادمة للحفاظ على إيران وحصر العداء بالملالي وعدم تكرار سياسة أمريكا في العراق التي دمرت العراق وليس نظام صدام حسين فقط!
7- الفنانين والمطربين: لم يستثنِ أصحاب العمائم والمقاومة والممانعة حتى الساقطين من أهل الفجور كفاروق الفيشاوي وحنان شوقي وشعبان عبد الرحيم وغيرهم، برغم أن ملالي إيران يزعمون أنهم ضد والسينما العربية، والمصرية تحديدا، بسبب التبرج والاختلاط والعري والفواحش التي تمتلىء بها، إلا أن الملالي لا يمانعون في الاستفادة من عرق هؤلاء الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات لتمرير مشروعهم الشيعي الطائفي للجمهور الغائب عن الوعي خلف شاشات السينما والتلفزيون والهواتف المحمولة، فالغاية تبرر الوسيلة!
8- حركات العنف والتطرف: تتكشف في كل يوم المزيد من الأدلة والإثباتات عن اختراق هذه الجماعات وتمويلها وحمايتها من قبل نظام الملالي وتوظيفها لصالحه، كتنظيم القاعدة الذي آوته إيران وسهلت دمشق عبوره للعراق، أو داعش الذي سهل المالكي وبشار هروب قيادته من سجونهما ثم سلماه مدينتي الموصل وتدمر بأسلحتها، إذ هذه الجماعات والتي أحيت فكر ومنهج الخوارج تقدم خدمات جليلة للمشروع الإيراني والشيعي فهي تزعزع أمن واستقرار الدول السنية المستهدفة من هذا المشروع، وقامت بضرب وإضعاف وإنهاك قوى الثورة والمقاومة للمشروع الإيراني والشيعي في العراق وسوريا واليمن، وأيضا وصمت منهج أهل السنة بالإرهاب عالميا من خلال تنفيذ عمليات إرهابية عبثية في أوربا والعالم في لحظات فارقة صرفت أنظار العالم عن جرائم وإرهاب المشروع الإيراني والشيعي طيلة حكم نظام الملالي الممتد لقرابة 4 عقود.
9- الطرق الصوفية المتشيعة: نجحت إيران في كسب بعض الطرق الصوفية لمناصرتها وتبني منطقها السياسي والفكري على غرار الطريقة العزمية بالقاهرة، وهؤلاء يشكلون خزانا بشريا تتاجر به طهران في دعايتها ونفوذها في البلاد المستهدفة.
10- الحركات الإسلامية السنية ذات التمويل الإيراني: وهذه الحركات تتنوع في مدى خدمتها للمشروع الإيراني الشيعي الطائفي الإرهابي بين حركات عميلة ومستأجرة بالكامل كحركة الصابرين في غزة والتي لها أشباه في العديد من الدول العربية والإسلامية وقد تجاوزت التشيع السياسي للتشيع العقدي، وبين جماعة نصف عميلة للمشروع الإيراني حيث هي متشيعة سياسيا تقريبا لكن بعض الحياء والإيمان لا يزال يحول بينها وبين التشيع العقدي، وهي برغم كل هذه المجازر والطائفية الإيرانية لا تزال تمدح إيران وتعتبرها نموذجا محترما للحكم الإسلامي كحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وأيضا هناك من يشابهها.
وهناك حركات لديها تفريط كبير جداً بالمبادئ الإسلامية القائمة على التمسك بالحق والعدل ولكنها تكاد تتحول لحركات قُطرية ضيقة لا تراعي إلا مصالحها القطرية الضيقة ولذلك تعلن دوما مدحها لإيران علانية ولا تجرؤ على انتقاد وفضح طائفية وإجرام إيران بحق المسلمين ولا حتى بحق أبناء شعبها من قبل إيران ووكلائها في العراق ولبنان وسوريا واليمن إلا في غرف مغلقة كحركة حماس في فلسطين وعموم جماعة الإخوان المسلمين.
ووظيفة هؤلاء في خدمة المشروع الإيراني توفير العملاء لإيران كما فعلت الجهاد بتفريخ الصابرين، وفتح الطريق لإيران لاختراق جماعات إسلامية سنية حيث ربطت حركة الجهاد بعض الفصائل الصغيرة في غزة وكذلك بعض الإسلاميين في الجزائر بالإيرانيين، وأيضا تستفيد إيران من هذه الصلات بمنع تجريم إيران والتشيع وقطع صلتهم بالأمة الإسلامية مما يجعل جرح الأمة دوما نازفا وملوثاً ومخترقاً من المشروع الإيراني والشيعي، وهم لا يتعلمون إلا بالقطعة، فالبلد الذي يَقتل الإيرانيون والشيعة فيه أعضاء الإخوان يعادون إيران والشيعة ولكن البلد الذي لا يَقتلون فيه الإخوان يبقي الإخوان على ود يقوى ويضعف مع الملالى، وكأن الولاء هو لدم أعضاء جماعتهم وليس لدم المسلمين!
وبهذه الأدوات وحسن توظيفها يقوم نظام الملالي بالعمل على تنفيذ مشروعه الطائفي والإرهابي، وطالما لم تسحب هذه الأدوات من يده أو تعطل بعمل حكيم وجاد فإن المشروع الإيراني الشيعي قد يتوقف أو يتراجع خطوات لكنه لن ينتهي إلا بانتهاء دولة الملالي نفسها لأنها إذا توقفت عن العدوان على الجيران والعالم تقوضت من الداخل بغضب الشعب على سوء أوضاعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق