نهاية النيل!
الجمعة 15 ربيع الثاني 1438 الموافق 13 يناير 2017
أسطورة عروس النيل تحكي أن النيل تراجع خطوة فأشار الكاهن على الملك بأن يداري غضب النهر بإلقاء جارية حسناء محملة بالحلي فيه.. حتي أصبح هذا الزفاف الدموي عادة تاريخية.
ويقول مؤرخون إن عمر بن الخطاب رفض هذه العادة، وكتب رسالة إلي النيل مفادها: "إن كنت تجري من ذاتك فلا تجر، وإن كنت تجري بإرادة الله فامْضِ"، وهي رواية منكرة واهية الإسناد عند أهل المعرفة.
لا غرابة أن ينظر المصريون إلى النيل كصديق يتغمّدهم بالرِّفْد والعطاء, فهو يجري فوق هذا الثرى الطيب من آلاف السنين، ويصل إلى مصر بشوق محب يلتقط أنفاسه بعد رحلة طويلة عامرة بالمتاعب، حيث تعترضه مساقط ومنحدرات وهو مندفع صعوداً وهبوطاً لا يلوي على شيء حتى يصل إلى غايته، ويتهادي بوقار إلى مصبه.
لست أدري إذاً لماذا يلجأ شاب وفتاة إلى الانتحار برمي أنفسهم في النهر؛ كما يفعل مأزوم أو محبط, والمؤمن يستلهم من النيل أن الحياة دأب لا يتوقف، وجريان لا يأبه بالمعوقات، وتدفق يضج بالإصرار؟
ليس في مصر وحدها بل في الجسد الإفريقي، فالنيل هو الشريان الرئيس الذي يغذيه, فلا عجب أن تقوم حوله الحضارات فيشهد ميلادها ثم تنهار فيشهد موتها ويظل دائباً بأمر خالقه لا يفتر ولا يتوقف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق