الأربعاء، 31 مايو 2017

للقصة بقية الأزهر والسياسة.. ماذا كان وكيف أصبح؟

الأزهر والسياسة.. ماذا كان وكيف أصبح؟


 يزيد طول مسيرة مؤسسة الأزهر في مصر على 1100 عام، قاومت خلالها وناضلت وقدمت نماذج للأمة. لكن مسيرتها برأي خبراء تراجعت مع الانقلاب على الملكية وقيام الجمهورية المصرية في القرن الماضي حين تم التعامل معها على طريقة الشركات التجارية، فوقعت تحت نير الخصخصة والتأميم الذي رفعه وطبقه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ودفعت مصر ولا تزال تدفع ثمنا باهظا لتلك السياسة.
حاول الأزهر خلال ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 استعادة دوره بعيدا عن سلطة الدولة، لكن سريعا ما عجز كعجز الشعب عن حماية ثورته.
"الأزهر والسياسة" كان عنوان حلقة الاثنين (29/5/2017) من برنامج "للقصة بقية"، التي ناقشت بداية الأزهر وقصته ومسيرته وإلى أين وصل.
مصر هبة الأزهر
حول الأزهر ودوره، يقول المؤرخ السياسي الدكتور محمد الجوادي إن مصر هبة الأزهر في الألف العام الأخيرة، فهو الذي أوجد لها نفوذها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والتنموي، وهو الذي أوجد لها القوة الناعمة وجعلها مركز العالم السني السياسي والفكري والعلمي، وستظل إلى أبد الآبدين هبة الأزهر رغم كل ما يمر به.
وأضاف أن ميزانية وموارد الأزهر الشريف الآن أكثر من موارد الحكومة المصرية مجتمعة أي نصف ميزانية الدولة، لكنه أوضح أن الأصول موجودة لكنها مغتصبة ولا ينتفع منها الأزهر إلا بنسبة 1% فقط.
ويرى الجوادي أن عودة الأزهر لسابق عهده ولدوره الريادي ليس بالأمر المستحيل، وقال "كما يُنظف النيل من الطفيليات وورد النيل، يمكن تنظيف الأزهر ممن أضعفوه وربما عبر تيار قوي من داخل المؤسسة يعيد للأزهر ما كان عليه من مجد".
تركيع للسيطرة
من جانبه، يرى أستاذ الأديان والفكر الإسلامي في كلية الشريعة بجامعة قطر الدكتور أحمد زايد، أن الحضارة الإسلامية هبة الوقف الإسلامي، مشيرا إلى أن قانون تنظيم الأزهر الذي تم وضعه في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان له أثر بالغ في نفسية الأزهري وعلماء الأزهر، وهو أمر واضح عند مقارنة ذلك بما كان عليه الحال قبل القانون.
وأضاف أن الحكم العسكري جاء ليركع كل المؤسسات في الدولة وعلى رأسها المؤسسة الدينية، ولا يزال الأزهر منذ ذلك الحين خاضعا تحت "ذلة الطمع والخوف" من هذه الأنظمة العسكرية المستبدة التي تريد تركيع كل هذه المؤسسات ليعلو شأنها وتكون هي المتحكمة.
وعن وضع الأزهر حاليا، يقول زايد إن هناك تحكما أمنيا في الأزهر بدءًا بتعيين المعيدين ورؤساء الأقسام والعمداء وما إلى ذلك، أما الشرفاء المحترمون أصحاب الكلمة والعلم والرأي فيتم استبعادهم تماما، ويصطاد الأمن والنظام العسكري التافهين والساقطين والطامعين ليوليهم هذه المناصب ليسبّحوا باسمه دائما وهذا ما نراه جليا في الواقع الأن، بحسب قوله.
ومع هذا الوضع يؤكد زايد أن الأزهر كمؤسسة دينية وتعليمية لا يزال مشحونا ومليئا بالعناصر الطيبة، لكن الأنظمة المستبدة تُعلي شأن التافهين والساقطين.
ويضيف أن انتكاسة الأزهر ليست كلية، فهناك أصوات هائلة وآلاف من الشيوخ من أهل الأزهر خرجوا ليطالبوا باستقلال الأزهر وإنجاح ثورة 25 يناير وتحرير الشعب.
وختم بأن الأزهر كجسم وكطلاب ومشايخ لا يزال حيا والأمل فيه، ومصر خسرت خسارة كبيرة عندما فقدت هذه القوة الناعمة لها التي يمكنها أن تبوأها مكانة في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق