الخميس، 18 مايو 2017

زيارة ترامب...وتجهيزات الحرب..(1)

زيارة ترامب...وتجهيزات الحرب..(1)


د.عبدالعزيز كامل
اختار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) المملكة العربية السعودية لتكون أول بلد يزوره رسميًا بعد توليه رئاسة أمريكا، على أن تكون " إسرائيل" هي الدولة الثانية، والفاتيكان هي الدولة الثالثة...!
 فماذا يريد هذا العربيد من تلك الزيارة التي تبدو دينية على الطريقة البابوية ؟!.. وما السر وراء هذا "الإسراء" الذي أوحى به الشيطان من أرض المسجد الحرام الى أرض المسجد الأقصى، ليجتمع بعده في روما بالأبعد الذي نزل مصر في زيارة قريبة لاتزال أبعادها مريبة...!
من خلال متابعة ترتيبات هذه الزيارة ، وفي ضوء ماسبق أن رصدته وكتبيه في خمس حلقات على هذه الصفحة تحت عنوان (الحرب المذهيية الكبرى) في شهر فبراير 2017.. واستئنافًا للتحليل الحاوي للنذير والتحذير الذي ضمَّنتُه كتابي الأخير (حتى لايُستباح الحَرَم)...
أرى أن تلك الزيارة المفصلية في التاريخ المعاصر ...تقف وراءها الأغراض والأهداف التالية :
- تريد أمريكا بتلك الزيارة إعادة ترتيب الأوضاع فيما أسماه الغربيون (الشرق الأوسط) والذي نسميه : (ارض النبوات والنبوءات) وذلك لحسابها ،لا لحساب شعوبها، حيث تتطلع واشنطن بعد عودة الجمهوريين للحكم أن تستأنف المُضي في (مشروع القرن الأمريكي) الذي بدأه بوش الأب، وأراد استكماله بوش الابن، لكنه تعرقل ثم تعطل على يد المجاهدين بعد غزو أمريكا للعراق...
- من المفارقات العجيبة أن هذه الإعادة لترتيب الملفات التي بعثرتها روسيا وايران في عهد أوباما الهزيل، تحتاج في عهد الفيل إلى مزيد من خلط الأوراق ، الذي لن يتحقق إلا بالتعجيل بإشعال حرب مذهبية إقليمية ، تجني أمريكا ثمراتها، وتجني على العرب حرارتها ومرارتُها، بإشراف وإشتراك من " ولاة الأمر " الذين يظهر كل يوم أنهم لا يملكون من أمورهم شيئًا...فقد استدعاهم (الكفيل)الأمريكي كلهم أو جُلهم ..عربهم وعجمهم ، لتوزيع المهام وتقسيم السهام..!
- يريد التاجر (ترامب) أن تستعيد أمريكا تسلم ملفات إدارة الأزمات في المنطقة، ليكون لها نصيب الأسد في تقاسم صفقات "موسم التصفية" لتلك الأزمات، فإلى جانب الاستثمار الاقتصادي (المسلح) الذي بدأ بصفقات مليارية لكل من الإمارات والسعودية؛ يتجه ترامب إلى انتزاع أزِمَّة الأزمات في كل من سوريا والعراق واليمن وربما دول الخليج ..المقبلة على أزمات أشد وأحد بسبب اراتمائها الذي ليس له حد على عتبات قصر القيصر في واشنطن..
- و بما أن إيران أصبحت اليوم هي " العدو القريب "(استراتيجيًا) لأمريكا ؛ بسبب منازعتها لها في أخطر أماكن العالم - وهي أرض النبوات والنبوءات الشاملة جزيرة العرب وماحولها من النيل للفرات؛ فقد لزم أن تُقصقِص أمريكا أجنحتها وتخلع أنيابها ، لتوقفها عند حدودها المرسومة لها ، والتي توهمت طهران أنه صار بمقدورها - بالتحالف مع الروسيين والصينيين - أن تناطح أمريكا بشأنها، لسلب ثرواتها واحتلال عواصمها...!

(يُتْبَع) ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق