السبت، 13 مايو 2017

من " إنجازات" الصهيونية العربية...!



من " إنجازات" الصهيونية العربية...!


د. عبدالعزيز كامل
إذا كانت الصهيونيتان – اليهودية والنصرانية – قد تعاونتا عبر قرن كامل لأجل الوصول إلى أهداف دينية ودنيوية مشتركة؛ يقترن أكثرها بهدف إرهاب العرب وإرهاق المسلمين، بتدمير حضارتهم وتغيير هويتهم وتشويه ثقافتهم، والهيمنة على مقدساتهم ومقدراتهم، وفرض السيطرة على أراضيهم، وبخاصة أرض النبوات والنبوءات الممتدة من النيل إلى الفرات؛ فإن (الصهيونيين العرب) مثَّلوا الجسر الذي عبر عليه العبرانيون ونفذ منه الصليبيون، إلى داخل حصوننا وعقر ديارنا..
- نجح الأعداء من خلال هؤلاء في منع قيام المشروع الإسلامي لأكثر من مئة عام بعد إسقاط دولة الخلافة العثمانية، التي استمرت لما يزيد عن خمسة قرون، فلولا صهاينة العرب من أساطين الماسونيين، والحكام والسلاطين العلمانيين؛ ما نجح عدو الخارج في كسر إرادة الأمة من الداخل؛ حيث قام العلمانيون العملاء بدور الحلفاء ثم الخلفاء للمستعمرين، فخربوا لأجل تنفيذ مشروعاتهم مصادر قوة أمتنا، برهْنِ سيادتها، وتفكيك وحدتها، وإهدار ثرواتها، وقهر شعوبها ..
- ساهم هؤلاء بخيباتهم المتعددة وخياناتهم المتجددة؛ في إنجاح المشروعات النصرانية متعددة الجنسيات على أرضنا، وكانوا سببًا رئيسًا فيما وصل إليه المشروع اليهودي من علو كبير وتحدٍ وجودي خطير، حيث كبَّروه وضخَّموه بعد أن هاودوه وهادنوه ، حتى إذا تمرد وتنمرد، سارعوا لتطبيع العلاقات معه – سرًا وعلنًا؛ رغم استمرار عداوته ظاهرًا وباطنًا، مظهرين العجز أو التعاجز عن مواجهته، ومحافظين على(معاهدات سلام) معه باسمنا، رغم تزايد وتضاعف استعداده للحرب ضدنا...
- ولأجل تسهيل مهمات اليهود والنصارى في إخضاع أمتنا؛ قام أولياء أعدائها بمحاولات دائبة لتغيير هويتها، ومساعٍ دائمة لتغييب شريعتها، مع إهمالهم التعليم، وإفسادهم الإعلام ، وتمييعهم القيم، وإهدارهم الثروات ، وصرفهم معظم شباب الأمة ورجالها ونسائها عن معالي الأمور إلى سفاسفها، وتحويلهم عن قيم الدين الأصيلة إلى مبادئ العلمانية المزيفة الدخيلة...!
- لكن أخطر ما قامت وتقوم به الصهيونية العربية؛ أنها بقدر إصرارها وحماسها في إفشال أي محاولة لإنهاض (المشروع الإسلامي السُّني) مثلما نهض (المشروع الشيعي الرافضي)؛ ساهمت بقدر كبير في إنجاز وإنجاح مراحل كبيرة من (المشروع الصهيوني) الحاوي داخله عدة مشروعات ،بدءًا من (مشروع إسرائيل الكبرى) الماضي تسريعه؛ ومرورًا بـ (مشروع تهويد القدس) الحاصل تطبيقه، ووصولًا إلى (مشروع بناء الهيكل الثالث) على أنقاض المسجد الأقصى، الجاري تنفيذه، مع استمرار السير في (مشروعات التقسيم) القادم منها والقديم...
هذا إضافة إلى المشروعات الأمريكية والأوروبية والروسية؛ التي يتقاسم صهاينة العرب حمايتها وصيانتها، بأموال المسلمين ودمائهم ومستقبل أجيالهم... لهذا قال الله عن أمثالهم وفي السورة المسماة باسمهم ..( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) (المنافقون / 4)....
أعرِف أن كثيرَا من الناس قد بتعجبون ويستغربون؛ بل قد يُحبطون من مثل هذه الحقائق الواقعية عن (إنجازات) هؤلاء الرفاق العريقين في النفاق، لكن قدرًا كبيرًا من التعجب والإحباط يزول، عندما نتذكر إخبارالله تعالى عن المنافقين والذين في قلوبهم مرض ، إذ يقول:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة/52)..
نعم ...سيأتي الله بالفتح أو أمر من عنده فيصبح المنافقون وأولياؤهم على ما أسروا وما أعلنوا وما راهنوا نادمين.. (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق