الأحد، 15 ديسمبر 2024

الصهيونية ومعركة كسر الهمم وتمكين التبعية

 

 الصهيونية ومعركة كسر الهمم وتمكين التبعية


كاتب وباحث في الشئون الإسلامية


أقوى المعارك التي خاضها أصحاب الجحيم اليهود والنصارى وغيرهم من نحل الكفر وملل الضلال منذ معركة صلاح الدين الايوبي ضد الصليبيين هي معركة كسر الهمة والعزيمة للشعوب الإسلامية عامة والعربية خاصة باعتبارهم جذر الإسلام وحراس العقيدة في مهد الأمة وحملة اللسان الذي نزل القرآن الكريم به.

لقد أدرك العقل الغربي الجاهلي والشرقي الوثني أن العرب خاصة والمسلمون عامة إذا ارتفعت همتهم وقويت عزيمتهم فإن طموحهم لم ولن يتوقف عند حد وهذا الذي حدث في القرن الأول حين انطلق العرب وهم مادة الأمة وقاعدة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى الشرق والغرب والشمال والجنوب فاتحين حتى وصل الأمويون رضي الله عنهم اجمعين الى بلاد الهند وبلاد الاندلس عقب الانتصارات على كل جاهليات الأرض الفرس الوثني أو الروم النصراني الجاحد للتوحيد وعبودية رب العالمين وظهرت الهمة في الحوار بين عبد الله بن حذافة السهمي حين سأله رستم قائد الروم من انتم فكان الرد:

جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. فحين كانت الهمة عالية عند الأطفال والشباب والرجال والنساء سقطت أمامها كل اوثان العقول والقلوب وعاش المسلمون سادة الدنيا فحين خسروا الأندلس نتيجة النزاع البيني فتحوا القسطنطينية عاصمة الروم لتصبح أحد مدن بلاد المسلمين في عهد بني عثمان الفاتحين.

الأمة العربية والإسلامية الآن تتوق لهمة شباب العراق ليقف في وجه الطغيان الميلشياوي للحشد الإيراني المدمر للعراق العظيم منذ 2003

أقوى أدوات الجاهلية الغربية المعاصرة

لتحقيق الغاية والهدف الأسمى عندهم هو كسر همم الأجيال المعاصرة وتغيير مسار الفهم عند الأجيال حتى يعظمون سفاسف الأمور من مهرجانات الترفيه وأوهام كرة القدم والفن الوظيفي ومسابقات الدوري والكاس الاستهلاكي لعقول الأجيال الجديدة

حتى تصبح مجرد أدوات خدمية في منظومة الشركات العابرة للقارات المتحكمة في عجلة الاقتصاد العالمي وواقع السياسة الدولية وتوجهات السياسات الاجتماعية المؤسسة لعلوم الواقع والمستقبل.

أراجوزات المشهد

إن سيطرة أراجوزات المشهد الإعلامي والتعليمي والدعوي على الواقع اخطر على الأمة من الحروب الكونية لأنها تمسخ قيمة العقول والنفوس وتصبح مجرد أسراب من ضحايا التيه المقلد للغرب الصهيوني أو للشرق الوثني ومن هنا أصبحت الأمة العربية والإسلامية تعاني من ظاهرة الأجيال الوظيفية للأعداء الفاقدة لعز التاريخ وشرف الاستقلال في الواقع حتى جاء شباب الشام المبارك واجتمع وتحرك فاتحا لدمشق عاصمة التاريخ ودرة الواقع ويتم إسقاط صنم النصيرية الوظيفية المجرمة ونأمل أن تكون بداية بعث الهمة في الأجيال المعاصرة لا لأحداث صراعات في الأمة العربية والإسلامية بل لصناعة الفارق في علو الهمة وامتلاك العزيمة والإصرار نحو هزيمة الباطل العلماني والباطني والتغريبي والطائفي والفساد المدمر لوحدة العقول والنفوس والأجيال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق