الجمعة، 20 ديسمبر 2024

الثورة السورية..تباشير ومحاذير (٤)


الثورة السورية..تباشير ومحاذير (٤)



مهما كانت المحاذير والمقادير التي تترادف على بلاد الشام منذ زمان وحتى آخر الزمان؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (عليكم بالشَّامِ ، فإنَّها صفوةُ بلادِ اللهِ يُسكِنُها خيرتَه من خلقِه ، فمن أبَى فليلحَقْ بيمنِه ، وليسْقِ من غُدَرِه ، فإنَّ اللهَ تكفَّل لي بالشَّامِ وأهلِه) صحيح الترغيب والترهيب [١٠٣/٤] .
وتأمل جيدا هنا قوله صلى الله عليه وسلم :(فإنَّ اللهَ تكفَّل لي بالشَّامِ وأهلِه)..
والشام تاريخيا وجغرافيا تشمل اليوم كلا من أراضي فلسطين وسوريا ولبنان والأردن وسيناء وقسما كبيرا من جنوب تركيا.
ورغم مخاطر المحاذير السابق ذكرها على المستوى العالمي، والمتعلقة بقوى الثورة والمنطقة؛ فإن ماعداها من المحاذير الإقليمية لا تقل خطرا وأهمية، لأن أكابر المجرمين في الدول الكبرى تعودوا أن يسندوا إلى أصاغرهم القيام بما يعجزون عنه أو يستنكفون منه؛ كحال السباع مع الضباع في اقتناص الفرائس..
◆ ومن المحاذير التي تواجهها الثورة السورية على المستوى الإقليمي:
•• أن دولة كيان العدوان.. سيظل مشروعها الصهيوني التوراتي هو الأشرس في ضراوته وعداوته وبطشه، محميا بالمشروع الصهيوني الإنجيلي، ومستندا إلى أنظمة الخشب المسندة إقليميا، وقد برهن المغضوب عليهم على ذلك منذ الأيام الأولى للثورة، حيث دمروا في أيام قلائل نحو ٩٥% من الجيش السوري تحت أنظار الرأى العمي العالمي، واحتلوا مزيدا من الأراضي السورية، ريثما تتهيأ فرص لقطع أشواط أخرى على طريق (إسرائيل الكبرى) من النيل إلى الفرات.
•• أما دول الخليج؛ وإن كانت أكبر المستفيدين من إسقاط المشروع الشيعي المتربص بها كلها؛ فإن شرار أمرائها سيكونون أحرص الساعين - كعادتهم - في إجهاض أي مشروع ناجح له صبغة إسلامية حقيقية، في منافسة قوية بين الصهيونية الغربية والعربية، ويشهد بذلك دعمهم للثورات المضادة للانتفاضات الشعبية (السلمية) فما البال في حال الثورات الجها.دية..؟
•• وعلى درب الخليجيين؛ فإن الشركاء المتشاكسين في بقية الأنظمة العلمانية التى لا تتحد إلا على الموحدين .. لن يتركوا فرصة تلوح لضرب أي تجربة إسلامية تسعى لجمع شتات الأمة إلا انتهزوها، ولو لم يجدوا سبيلا للحفاظ على (فرقة) الأمة الإسلامية إلا من خلال (الجامعة)العربية.
•• وأما مشروع أخطبوط الشيعة الفارسي؛ فبعد أن قطع الثوار ذراعه الطولى الإجرامية في سورية، فلن يتوانى أصحابه في إشعال أو إشغال أو إفشال أية قوة سنية حقيقية، فهذا دأب الروافض منذ احمرار نار ثورتهم الخمينية التي سميت زورا ب " ثورة المستضعفين" رغم خوضها ضدهم حروبا طاحنة في أربع عواصم عربية سنية، عن طريق تحالف خسيس بين الروس وأحفاد المجوس.
ولكن.. ورغم أن المخاطر والمحاذير تكثر وتكبر.. فلن يزيد ذلك المؤمنين بعد انتصارات المستضعفين إلا تجديد اليقين بأن (الله أكبر)..
فالله أكبر كبيرا..والحمد لله كثيرا
وللحديث بقية بإذن الله..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق