الأحد، 15 ديسمبر 2024

هل يمكن أن يعود بشار الأسد ونظامه للحكم؟

 

 هل يمكن أن يعود بشار الأسد ونظامه للحكم؟



مضر أبو الهيجاء 

لن يعود بشار الأسد ونظامه بشكله السابق -بإذن الله- فقد انتهى عصره وأصبح من الماضي.

إنّ عودة نموذج حافظ الأسد ونظامه ممكنة ولكن بحلة جديدة وتركيبة مستحدثة وخطاب ساحر، الأمر الذي حصل في مصر السيسي وتونس قيس بالأمس ومن قبلها في أفغانستان كرزاي.

وأول ما يشير لا مكانية عودة نموذج الطاغوت أو استبعاده الى غير رجعة من حكم الشام هو أهلها، وأهلها فقط!

إِن أهل الشام بمستوى وعيهم وحجم تضحياتهم وتقدم مراحل بناء إنسانهم والارتقاء بمجتمعهم والتخلص من مظاهر النفاق وتنحية المنافقين الذين بينهم …

سيقررون في نهاية المطاف هل ستنجح مخططات الأعداء في النيل منهم ورسم مستقبلهم أم ستنكسر على صخرة إيمانهم ووعيهم ووحدتهم.

يمكن القول أن الشارع اليوم في كل المدن السورية هو مرآة تعكس مستوى الشعب الحقيقي -بعد زوال أركان الظالم-

وفي ظل الفسحة الحالية يمكن قراءة الصورة بوضوح أكبر ومعاينة حقيقية.

 فلا بد من تقرير أن الشعب السوري وأهل الشام الكرام لن ينالوا أكثر مما يستحقونه وتعكسه أوضاعهم الحالية،

ولذلك فإن من أراد أن يحصل على سقف أعلى وأعدل وأدوم في مستقبل الشام، فعليه الشروع في عملية البناء للإنسان ومعالجة أشكال الخلل القائمة، فسنن الله لا تحابي أحدا.

انتصار الشام.. هو انتصار ابتدائي
إن الانتصار الكبير الذي تحقق على أرض الشام هو انتصار ابتدائي جاء نتيجة التقاء عدة عناصر موضوعية، أما التمكين فهو مشروع لا يتحقق الا عبر البنى والأعمال الذاتية.

 ومن الموجع القول أنه قد خابت وتراجعت العديد من تجاربنا الثورية، وذلك بعدما حققت نصرا ابتدائيا، تلاقت فيه كثير من العناصر والظروف الموضوعية،

وما أن جاءت مرحلة التمكين حتى عكست المستوى الحقيقي للبنى والأعمال الذاتية،

فعكست مستوى لا يليق بالتمكين ولا يستحضر شروطه ومواصفاته، فكانت الخسارة وزال النصر، وهي سنة في كل حين، تستوجب أن نتعامل معها في أرض الشام الواعدة.

إن سورية وأرض الشام بحاجة اليوم إلى نبي مرسل، ليعيد تنقيتها من آثام وموروث جاهلي وكثير من شوائب ومناهج الأيديولوجيات التي جثمت على عقول السوريين، ليضعها من جديد على الصراط المستقيم،

ولكن النبوة قد ختمت، فهل يضطلع ورثة الأنبياء من علماء الشام بدورهم في وراثة النبوة والدعوة الى تصحيح الأخطاء ومعالجة جوانب الضعف وبناء الحق والصواب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق