فتح مكة وهزيمة الفرس والروم بفضل عملية طوفان الأقصى!
فتح مكة وهزيمة الفرس والروم بفضل عملية طوفان الأقصى!
بقلم: مضر أبو الهيجاء
إن الحديث المكرر على لسان البعض، والذي يربط نجاح الثورة السورية الابتدائي وفتح مدن الشام ودمشق، كنتيجة وانعكاس لطوفان الأقصى، هو حديث جاهل مستكبر يتهرب من المراجعة ولا يروم التوبة.
لا شك بأن النسيج الثوري في الشام هو نفسه الذي في ليبيا وغزة ومصر والعراق واليمن والسودان وأفغانستان والشيشان، فهو انعكاس لهذا الدين، ونتيجة لبناء المصلحين،
ولكن اختزال ثورة الشام وفتح حلب ودمشق بيوم 7 أكتوبر والطوفان دون النظر لتاريخ من الثورات والتضحيات فيه تعال فارغ وظلم كبير!
إن أخطر ما يستهدفه الربط بين نتائج الثورة السورية المبهرة وطوفان الأقصى، هو القفز عن الخطيئة، وعدم التراجع عن الخطأ، والعزوف عن التوبة من الكبيرة!
فالواجب اليوم هو الاقرار الواضح والاعتراف الكامل والتراجع الكلي عن حلف حركة حماس بإيران المجرمة، والذي دفعت فلسطين وشعبها نتيجة له أنهارا من الدماء ولا تزال!
إن الله قد استبدل القيادات الفلسطينية المجاهدة بقيادات سورية مجاهدة، ومع أن عنصر الجهاد مشترك بينهما على أرض الشام، إلا أن الأولى تحالفات مع محتل وقاتل زنيم،
وزعمت أنه سيحرر بيت الله في القدس، فيما الثانية قاتلت حليف الأول وأخرجته من جزء من ديار المسلمين التي يحتلها،
فأيهما الذي يرضي الله ويعز الدين ويحقق مصالح المسلمين، ويرفع السكين عن رقاب الموحدين في اليمن والعراق والشام؟
الخيار والنهج
هل يستوي في صوابية الخيار والنهج من قاتل أعداء الله والأمة والدين ومحتلي بلاد المسلمين، مع اختيار من حالفهم وأعلى من شأنهم؟
لا والله لا يستويان وهي قسمة ضيزى يرومها المتعصبون وعباد الأرض والتنظيم!
إن الواجب على القيادات الفلسطينية أن تعلن توبتها وخطأ مسارها الذي عطل القضية الفلسطينية وأذهب فاعليتها وضيع قيمة دماء وتضحيات ربع قرن، وذلك حين حالف ولي الفقيه وبنى مشروعه الجهادي على مشروع ايران وأذرعها القاتلة والمجرمة، فكانت النتيجة خيبة وفقدان غزة بأهلها، وخلخلة الضفة، واستعلاء يهودي في القدس.. ثم يأتيك مخبول الوعي ويصف هذا بأنه انتصار! فكيف تكون الهزيمة إذن.
إن تاريخ 7 أكتوبر والطوفان هو بداية مرحلة استعلاء يهودي صهيوني اسرائيلي، وهو تاريخ حلول متقدم لأمريكا في المنطقة، الأمر الذي حصل كنتيجة لفقر الوعي وضلال الخيارات السياسية والاستكبار أمام نصح الصادقين ورفض خطوات المصلحين.
لا نشكك بمشروعية ووجوب الجهاد في فلسطين
إن انتقادي لمنهج وخطوة حركتي حماس والجهاد بحلفهما مع ايران، لا ينقص ولا يقدح ولا يشكك بمشروعية ووجوب الجهاد في فلسطين، ولا يقلل من عظمة التضحيات وقدر المجاهدين، ولكني لا أقبل السكوت أمام عملية وخطاب خلط الطين بالعجين ويريد أن يصنع مذهبا ودينا جديدا، فالخطأ خطأ، والصواب صواب، وهو واجب النصيحة للأمة، وللتقليل من احتمالات وقوعها في الأخطاء القاتلة تحت عنوان الاقتداء بحركة مجاهدة.
إن الجهاد المعتبر عند الله ورسله هو الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا، وايران وأذرعها أكبر مشروع في المنطقة -مع أمريكا واسرائيل- يسعى لتكون كلمة الله هي الدنيا، فكيف يستوي الحلف مع إيران وتغيير وصفها ورسمها والثناء عليها، مع الجهاد ليعلو دين الله في الأرض؟
يقول سبحانه
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجعَلْ لَكُم فرقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِرْ لَكُم وَاللهُ ذو الفَضلِ العَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29]
نداء إلى قيادة حركتي حماس والجهاد
أوجه ندائي للصالحين المصلحين في قيادة حركتي حماس والجهاد وأقول لهم اتقوا الله وكونوا من الصادقين، واكشفوا الحقائق وأذعنوا للعلماء الربانيين، ولا تغشوا الأمة، ولا تتلاعبوا بالدين، وبينوا أخطاءكم وانصحوا لثوار الشام، فإنهم إن اقتدوا بمدرستكم السياسية وحالفوا الشياطين، فوالله لتزهقن الشام وأهلها ولتسحقن تجربة الثورة السورية وأهلها كما سحق أهل غزة وضيعت فلسطين.
عز الدين القسام
إن المسار الجهادي في فلسطين هو امتداد للشيخ السوري عز الدين القسام، كما أن الجسم الثائر في سورية هو امتداد لمدرسة غزة والقدس والضفة التي أعلت من فريضة الجهاد وضرب مجاهدوها أروع الأمثلة في البطولة والتضحية بإيمان فريد وشجاعة مبهرة،
كما ضرب الشعب الفلسطيني مثالا ونموذجا فريدا في الصبر،
وكذلك هو امتداد لمدرسة مصر والعراق واليمن وليبيا واليمن والسودان وأفغانستان والشيشان كخيار جهادي يقارع الباطل والمحتلين ويسعى لإقامة الدين،
ولكن الجهاد شيء ومدرستكم السياسية شيء آخر، فلا تستكبروا وتظلموا الأمة وتخلطوا بين صواب ثوار الشام وخياراتكم السياسية الخاطئة والضالة، واستغفروا الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق