الأحد، 22 ديسمبر 2013

حنكة إيرانية تقابلها سذاجة عربية!..


حنكة إيرانية تقابلها سذاجة عربية!..

خاص بسني نيوز 
 د. مصطفى محمدي 
 موحد من مدينة مشهد الإيرانية:
فقد خسر العرب كثيرا سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا..

خسروا هويتهم وخسروا انتمائهم إلى الإسلام الحنيف، وهمشوا عن واقع الحياة العالمي وأزيحوا عن منصة صنع القرار في بلادهم بل وفي دورهم.

لا أتحدث عن الغزو الثقافي الذي اجتاح العالم كله، وقد وقف المد الإسلامي له بالمرصاد في العالم الإسلامي فلم يظفر الغرب على الكثير فإن كان استطاع أن ينشر بعض مظاهر الخنوع الأخلاقي لكن ينبغي ألا ننسى أنه كان سببا مباشرا لرد فعل إصلاحي قوي باتجاه معاكس لم يقل قوة وصلابة عن الهجمة الثقافية الغربية، فالعري الغربي والتفسخ الأخلاقي لن تبلغ أن تكون أعمدة الحياة في بلادنا مهما صال وجال وطال به الأمد.

لكن ما ينبغي أن يحترز منه المسلمون والعرب قاطبة ذلكم الإعلام الإيراني الذي يغزوهم في عقر دارهم بأكثر من أربعين لغة، للعربية حظ الأسد منها، فقد تفوت القنوات الإيرانية الشيعية الناطقة بالعربية خمسا وعشرين قناة فضائية وإمبراطوريات إعلامية ضخمة تترصد المرأة والرجل، والطفل والمراهق والشاب، بأساليب شتى؛ إخبارية، ثقافية، ترفيهية وأفلام وغير ذلك.

فيا لعمري!

هل سأل العرب والمسلمون أنفسهم؛ لماذا تنفق إيران ملايين الدولارات لإدارة مثل هذه القنوات، والشعب الإيراني يذوق الأمرين من الفقر والجوع والحرمان؟!

أحبا في العرب والإسلام؟!

كان حسن نصر الله؛ المرتزق الإيراني في لبنان، يعد الشخصية الأولى في قلوب معظم شباب العرب طيلة أعوام مديدة!

وكان المهرج الإيراني؛ أحمدي نجاد، رمزا للبطولة والعز والحرية تهفوا إليه قلوب الشعوب العربية في سذاجة.

أما الخميني؛ فما زال كثير من الإسلاميين لا يذكره إلا كقائد ينبغي الاقتداء به!

قد اختفى الوجه الدموي لهذا الديكتاتور المعمم، كما اختفى صور النفاق والحقد الدفين للنظام الإيراني تجاه الإسلام والعرب وراء دعاية الوحدة والتسامح والدفاع المقدس عن فلسطين!

تجاوز الذكاء الإيراني شخير العربي المستديم. واصطنعت لنفسها أنصارا بين السياسيين والإعلاميين والإسلاميين والليبراليين والعلمانيين العرب، فها هم اليوم ملكيون أكثر من الملك نفسه؛ يدافعون عن كل شاردة وواردة في السياسة الإيرانية!

العالم العربي يقوده علمانيون إثناعشرييون، وسياسيون إثناعشرييون، وليبراليون إثناعشرييون و حتى إسلاميون إثناعشرييون..

من أجل هذا تنفق إيران ملايين الدولارات يا سادة العرب وذوي اللب من المسلمين!

لكن ماذا فعل العرب والمسلمون؟!.

هل عملت البلاد العربية كلها مجتمعة عشر معشار ما فعلته إيران ليواكبوا الحدث ويردوا الصاع بعشر معشار الصاع الواحد؟!..

وهل فكروا في إقامة مراكز إعلامية و سياسية تجيد الفارسية لتقرأ إيران قراءة صحيحة؟!..

ما زالت إيران بالنسبة للعرب كوكبا آخر و لغزا محيرا، لا يدرون ما يجري فيها، فأكثر ما يكتبه العرب عن إيران ومراكز القوة وصناعة القرار فيها تتسم بسطحية وسذاجة غريبة، وكل ذلك يعود إلى قراءة الواقع الإيراني السياسي من خلال نظارة المرجعية الإعلامية الإيرانية نفسها..

فالعالم العربي يعرف إيران من خلال ما تضعه إيران نفسها في أفواههم، فهل ستكون الرؤية سليمة؟!

لا يدرك العرب عموما والسعودية على وجه الأخص بأن إيران لن تحصل على ما تتمناها في المنطقة إلا بعد احتلال الحرمين بتعبيرها بعد تحريرهما من أيدي الوهابية النجسة – حسب تعبيرهم -!..

هذا ليس قرارا سياسيا يمكن أن يتراجع عنه رئيس أم مرؤوس!..

وإنما هدف إيديولوجي لمذهب تكفيري و عقلية حاقدة..

لا تأتي حركة الحوثيين وتدريب عشرة آلاف شاب مراهق على فنون القتال و تزويدهم بأسلحة ثقيلة و خفيفة تحت أرنبة آذان السعودية جزافا..

مئات من الشباب الشيعة الخليجيين والسعوديين و البحرينيين طوال الأعوام الماضية خرجوا باسم الرحلات السياحية إلى سوريا و لبنان وتم نقلهم تهريبا إلى معسكرات في العراق وإيران و تدربوا على استعمال الأسلحة الثقيلة والخفيفة كما شحنوا بعقائد تكفيرية وملأت قلوبهم حقدا و ضغينة.

أكل ذلك يحدث دون هدف طويل المدى؟!

أبسمة إيرانية تستطيع مغازلة ساسة العرب وأصحاب القرار منهم دون أن يروا ماذا ورائها؟! فالمؤمن ليس خبا و لا ينخدع بالخب..

إذا رأيت أنياب الليث بارزة.... فلا تظنن بأن الليث يبتسم

لست حريصا على هذه الأنظمة الورقية الساذجة التي حكمت على نفسها بالزال، ولكنني أحرص على الحرمين ومقدسات المسلمين أن تداس، فلهذا تحرك القلم ليقول للشعوب العربية المسلمة وليس للحكام النائمين؛ خذوا حذركم... فويل للعرب من شر قد اقترب!..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق