الأحد، 29 ديسمبر 2013

مصر تنتظر «الدكر» في رأس السنة!


مصر تنتظر «الدكر» في رأس السنة!



كل عام وأنتم بخير. غدا رأس السنة الميلادية. في مصرنا «شعب» سيحتفل بالمناسبة بالرقص والشُرب في صحة جثة الوطن الذي صادروه لحسابهم واغتصبوه في لياليهم السوداء.. و «شعب» سيرقص الرصاص على جثته إذا تجرأ وخرج للشوارع ليقلق لحظة احتفال سادة وكبراء المحروسة بإطفاء الأنوار بين نهاية 2013 وبداية 2014.
 تلك اللحظة التي ينتظرها بشغف شعب الفكاكة والتفويض وإلهام ويسرا ولميس و «جاذب الستات» للفوز بقبلة مسروقة. الحلال لا يشبعهم.. السرقة متعتهم.. سرقة الأموال وسرقة الأوطان وسرقة القبلات.
موضة الاحتفال ليلة «رقص» السنة هي رفع شعار «الدكر».. مصر تحتاج إلى «دكر» يشكمها ويعدلها وينظفها من «الأوباش الإرهابيين».. كلهم يتحدثون عن «الدكر المنتظر».. قديما كانوا يتحدثون عن «البطل المنتظر».. الآن نحن في انتظارك يا «دكر».
بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في نفس هذه الأيام مع مطلع 2011، لم تخرج نظرية «الدكر». لقد كان عندنا «الدكر الأكبر مبارك.
سياسيون وقانونيون وخبراء قالوا إنه هو نفسه يقف وراء التفجير عبر «الدكر الأصغر» وزير داخليته حبيب العادلي، لإلصاق التهمة بالإسلاميين بعد فضيحة وعهر تزوير انتخابات البرلمان أيامها. 
كانوا يريدون القول إن «الإخوان الإرهابيين» ومن يسير في ركبهم لا يصلحون للديمقراطية ولا يفهمون سوى لغة التفجير والعنف، وبالتالي فإن التزوير ضدهم حلال.. حلال.. حلال.
بعودة الأيام يا مصر. مع مطلع 2014 حدث تفجير إرهابي مماثل لتفجير الإسكندرية ولكن هذه المرة في المنصورة. الضحايا دائما هم الأبرياء.. الغلابة هم وقود كل تفجير. لكن من الجاني؟، العلم عند ربي و.. السلطة!
مع التفجير زاد الهتاف لـ «الدكر». لا «دكر» غير كبيرهم. هو من يستطيع وقف هذه الفوضى حتى تتحقق نبوءته «بكره نشوف مصر قد الدنيا».
 صحافتهم وقنواتهم تنفخ في النار: اذبحوا «الإخوان».. ثم تناشد «الدكر»: نفذ الأوامر.. ثم تظلم!
المطلوب منه أن يفعل مثل تقاليد العسكر. ينفذ أولا أوامر «شعب علي الحجار» ويحكم المحروسة، ثم يتظلم. المعنى أن الكبير غير راغب في السلطة رغم حلم «الساعة الأوميجا والسادات ورئيس الجمهورية وسيف الدم».
هو الوحيد القادر على وقف حال البلد المايل. طبعا قطيع الهتيفة لم يفكر، وعيب أن يفكر ويسأل نفسه: وهل الدكر لا يتحمل أي جزء من المسؤولية عن هذه الحال.. أليس هو الكل في الكل.. هل هناك قائد غيره للمرحلة ودكرها.. أليس هو من عزل الرئيس وأتى بغيره.. أم إن نانسي عجرم هي من أتت بهذه الفعلة؟!
لم أستغرب أن يقود مصطفى «لا مؤاخذة» بكري فصيلة المطالبين بـ «الدكر» ليحكمنا ويشكمنا. بكري خرج بوجهه الموالس في قناة من إياهم قائلا: هو دكر.. ونحتاجه بشدة.. وإذا لم يترشح للرئاسة سنجبره على الترشح.
طيب يا أخانا بكري كلمة «دكر» وفهمناها.. لكن ما معنى «نحتاجه بشدة». وقعتك زي بعضها يا واكل ناسك.. كده دخلنا في علامات استفهام من ضفاف النيل إلى سور الصين. يا عيب الشوم.. ماذا تعني يا بكري.. وما نوعية هذا الاحتياج؟! أعوذ بالله من الشيطان وتعبيرات عمنا مصطفى!
بكري صعيدي حويط في كلماته.. غويط في أهدافه. فهم مصطلحاته يحتاج أولا إلى معرفة صاحبها. المذكور تاريخه معروف، وعلاقته بأجهزة وكبارات نظام مبارك وفي القلب منهم صفوت الشريف، على عينك يا تاجر واللي ما اشترى اتفرج.
العضو البرلماني الدائم أبداً والصحافي وصاحب الجريدة الأسبوعية جاب من الآخر بعد خلع الديكتاتور.
وضع بيضه كله في سلة واحدة ظنها الرابحة. اعتمد على خبرته الطويلة والعميقة في «البيض» و «السلال» من أول «كوبونات» صدام وحتى الترويج للقذافي ونظم القصائد في حب الأسد وكل الأسود واللبؤات.
 ارتمى من بقايا شعر رأسه إلى أخمص قدميه في أحضان المجلس العسكري. بسرعة ومهارة معتادة نتع كتابا بعد أيام من تنحي مبارك نزل فيه تملقا وموالسة في أعضاء المجلس. صوّر المشير حسين طنطاوي في هيئة أقوى قائد عسكري في التاريخ، وأن جيوش العالم لم ولن تجود مراكز تدريباتها وغرف عملياتها بقائد مثله.
في يوم واحد كنت تجده صباحا ينصب نفسه متحدثا باسم «العسكر» ويصرح للصحافيين بعد انتهاء أحد اجتماعات المجلس الحاكم. بعد الظهيرة يحل ضيفا في برنامج على الهواء يحلل ويشيد بمواقف المجلس، وفي المساء مقدما لبرنامج ملاكي يستضيف فيه من يشيد بذات المجلس وينعل سنسفيل جدود معارضيه، وفي أوقات فراغه عضوا بمجلس الشعب يتهم تحت قبته الدكتور محمد البرادعي بالعمالة.
ظل بكري محافظا على «بيضه» في «السلة» إياها ووفيا لمن سخرت لأجله أجهزة الدولة في الانتخابات الرئاسية. قبيل لحظات من إعلان نتائج الانتخابات خرج إلى الرأي العام ليروّج أن النتيجة النهائية في صالح مرشح أسرة مبارك الفريق أحمد شفيق، وليس مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي، فكان السقوط المريع للمرشح والمروّج. ضعف الطالب والمطلوب!
من أول أيام مرسي في القصر الرئاسي، كان بكري ضمن منظومة شفيق ومن يدعمه ويموله لنشر الفوضى في مصر، وفي الوقت نفسه لم يترك حالة الهيام والغرام بالعسكر، وكان في مقدمة جماعة «يا رب انقلاب» المطالبة للجيش بإطاحة الرئيس المنتخب. وبعد حدوث المراد من رب العباد لم تسعه الفرحة.
كل يوم والتاني في بلد من البلدان المشاركة في حرمان الشعب المصري من تجربة الديمقراطية الوليدة، والمهللة لخطف الرئيس الشرعي والداعمة والممولة لقتل المصريين الأبرياء في جرائم العصر: رابعة والنهضة والمنصة والحرس ورمسيس ومسجد الفتح.. وغيرها الكثير على امتداد الوطن الذي تحول إلى سرادق كبير.
لكن كل هذا غير مهم. ما دام بكري مبسوط و «شعبه» سعيد تغور البلد واللي فيها. ربنا يزيدهم سعادة وانبساط.. وافرحي يا مصر: «الدكر» قادم.
سؤال أخير: هل يعني الصراخ الجماعي والاستنجاد بـ «الدكر»، أن شعب علي الحجار ومصطفى بكري مكتمل الرجولة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق