قصة كتابة بعد مائة عام
بقلم: الدكتور محمد عباس
عام 1993 كانت مقالاتي في صحيفة الشعب المصرية قد أزعجت السلطة، واتصل صفوت الشريف مطالبا بوقف ثلاثة عن الكتابة: الأستاذ الدكتور حلمي مراد والدكتور محمد عصفور والدكتور محمد عباس وإلا مكن أحمد مجاهد من الاستيلاء على الحزب مكان المهندس إبراهيم شكري.
وعندما وجد مقاومة قال لهم:ألا يكتب محمد عباس القصص؟ انشروا له قصصا بدلا من المقالات, وبدأت الشعب بالفعل في نشر قصص لي، وكنت أضحك داخل نفسي ساخرا،لأنني أعرف أن قصصي أشد نكاية من مقالاتي، حيث لا توجد حواجز القانون.
بعد شهر من نشر القصص اتصل صفوت الشريف مرة أخرى مطلقا صرخة راحت مثلا:
- أوقفوه فورا..فقصصه أسوأ من مقالاته.
اخترت التوقف حرصا على الشعب، على أي حال لم يكن اختيارا حرا تماما.
لم أتعود الكتابة بمحاذير أو بخطوط حمراء
بعد عام ونصف-وأنا أذكر هذه التفاصيل كي تعرفوا كيف تتصرف الدولة العميقة- جاءني في منزلي اثنان أحدهما صحافي في الشعب والآخر رأسمالي شهير ليبديا لي استياءهم الشديد من توقف كتاباتي.
- أوقفوه فورا..فقصصه أسوأ من مقالاته.
اخترت التوقف حرصا على الشعب، على أي حال لم يكن اختيارا حرا تماما.
لم أتعود الكتابة بمحاذير أو بخطوط حمراء
بعد عام ونصف-وأنا أذكر هذه التفاصيل كي تعرفوا كيف تتصرف الدولة العميقة- جاءني في منزلي اثنان أحدهما صحافي في الشعب والآخر رأسمالي شهير ليبديا لي استياءهم الشديد من توقف كتاباتي.
كان مديحهما فيّ مبالغا فيه جدا مما شككني في الأمر. رفضت بإباء عرضهم بل هاجمتهما بشدة، قلت لهما أنني قد أختلف مع المهندس إبراهيم شكري والأستاذ عادل حسين لكنني أتنقض مع أحمد مجاهد تناقضا كليا.
كانت الخطة أن يحمل الرأسمالي في سيارات شركاته خمسمائة عضو في حزب العمل ليهاجموا الجمعية العمومية لحزب العمل والمقرر عقدها في الجمعة التالية ليطالبوا بتنحية عادل حسين وعودتي للكتابة.
فيما بعد، علمت بأن الخمسمائة المزمع حشدهم ليسوا أعضاء في حزب العمل بل عمالا في شركات الرأسمالي (نفس الخطة التي نفذت بعد سبعة أعوام بقيادة حمدي أحمد إبان أزمة الوليمة)
أحسست بالمؤامرة، اتصلت بالمسئولين في الحزب وأخبرتهم، يوم الأربعاء اتصل بي مجدي حسين مؤكدا المؤامرة وأن الأمن هو الذي يديرها وسيتم استغلال اسمي للهجوم على إبراهيم شكرى وعادل حسين.
طلب مني مجدي حسين مقالة عاجلة تنشر صباح الجمعة لإجهاض الانقلاب،ذلك أن الجمعية العمومية ستعقد بعد صلاة الجمعة، فإذا نشرت المقالة في الصباح سيتم إجهاض الانقلاب.
أحسست بالمؤامرة، اتصلت بالمسئولين في الحزب وأخبرتهم، يوم الأربعاء اتصل بي مجدي حسين مؤكدا المؤامرة وأن الأمن هو الذي يديرها وسيتم استغلال اسمي للهجوم على إبراهيم شكرى وعادل حسين.
طلب مني مجدي حسين مقالة عاجلة تنشر صباح الجمعة لإجهاض الانقلاب،ذلك أن الجمعية العمومية ستعقد بعد صلاة الجمعة، فإذا نشرت المقالة في الصباح سيتم إجهاض الانقلاب.
وأسقط في يدي، كان اليوم الأربعاء مساء، وكان أمامي ساعة أو ساعتين، لا يكفيان قطعا لكتابة مقالة من أربعة أو خمسة آلاف كلمة، وقلت أن الأمر مستحيل، لكنني تذكرت هذا النص: "بعد مائة عام" فأرسلته.. ونشر صباح الجمعة وأجهضت المؤامرة، حتى جددها محجوب عبد الدايم بعد سبعة أعوام ونجح.
فيما بعد، أعيدت الصياغة لبعض الفقرات أكثر من مرة آخرها أبريل 2012، حيث نشرت بالصورة الحالية، ومن المحزن إلى أبعد حد أن ما فيها من نبوءات سوداء يتحقق
تاريخ النشر: 2014-10-05
فيما بعد، أعيدت الصياغة لبعض الفقرات أكثر من مرة آخرها أبريل 2012، حيث نشرت بالصورة الحالية، ومن المحزن إلى أبعد حد أن ما فيها من نبوءات سوداء يتحقق
تاريخ النشر: 2014-10-05
المقال "بعد مائة عام"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق