حرب العدوان والشيطان
د. أحمد الريسوني
اتصل بي عدد من الإخوة الصحفيين — من داخل المغرب وخارجه — يطلبون رأيي، ويسألونني عن الحكم الشرعي، في عملية الإعدام حرقا، التي نفذها تنظيم “داعش” في حق الطيار الأردني رحمه الله، ولكني اعتذرت أو لم أجب.
وأمس زارني أحد الأصدقاء، ودار بيننا الحديث إلى أن قال لي: فلماذا لم تقل شيئا في الموضوع؟ أليس ما قام به تنظيم “داعش” من حرق هو عمل لا يجوز شرعا، ولا يجوز السكوت عنه؟
قلت له: “داعش” كله من ألفه إلى يائه غير جائز شرعا، داعش من لحظة وجوده إلى لحظة فنائه حرام في حرام، وكل ما يصدر عنه حرام. فلو قلتُ: إن حرقهم للطيار الأردني عمل غير جائز، فكأنَّ أعمالهم الأخرى جائزة أو فيها شيء جائز.
قال: أليس هؤلاء إذن تجب محاربتهم؟ فلماذا لم تؤيد الحرب ضدهم؟
قلت: لأن الحرب القائمة ضدهم هي أيضا حرام في حرام، وليست حربا من الإسلام والمسلمين في شيء. بل الإسلام والمسلمون هم ضحايا لهذه الحرب ولطرفيها معا.
قال: أليس المغاربة مشاركين فيها؟
قلت: المغاربة المشاركون في هذه الحرب بعضهم مع داعش وبعضهم ضده، فأي مغاربة تعني؟
قال: أنا أقصد الضباط والجنود المقاتلين إلى جانب الحلفاء ضد داعش.
قلت: هؤلاء يقاتلون لأجل الإمارات المتحدة، والإمارات تقاتل لأجل الولايات المتحدة، وهذه تقاتل لأجل إسرائيل، وإسرائيل تقاتل لأجل العدوان والشيطان. وأما داعش فيحاربون لفائدة الشيطان بدون وسائط.
أحمد الريسوني — 6÷2÷2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق