حديد عز وحرير السيسي
وائل قنديل
مهرجو سيرك 30 يونيو في مصر يقدمون أطرف فقراتهم هذه الأيام، على وقع أنباء ترشح رجل نظام مبارك الحديدي، أحمد عز، للانتخابات النيابية المقبلة.
يقولون إن خوض عز الانتخابات يخدش عذرية ثورتهم (المضادة)، ويجسد معنى سلبياً، ويؤشر، بوضوح، إلى عودة النظام القديم.
يمارس هؤلاء الظرفاء طنيناً مضحكاً، وكأن عبد الفتاح السيسي يقل انتماءً للنظام القديم عن عز، أو جمال مبارك، على الرغم من أن ثلاثتهم ورثة مبارك الشرعيون، فأحمد عز هو ابن مبارك بالبيزنس وجمال ولده بالدم والسيسي ولده بالعسكرة.
يمارس هؤلاء الظرفاء طنيناً مضحكاً، وكأن عبد الفتاح السيسي يقل انتماءً للنظام القديم عن عز، أو جمال مبارك، على الرغم من أن ثلاثتهم ورثة مبارك الشرعيون، فأحمد عز هو ابن مبارك بالبيزنس وجمال ولده بالدم والسيسي ولده بالعسكرة.
وبالتالي، لا أفضلية لأحدهم على آخر، والأهم من ذلك أن 30 يونيو ابنة شرعية لنظام مبارك، فما الغرابة في أن يعود أحمد عز وكمال الشاذلي نفسه؟
يظهر ظرف هؤلاء المماليك أكثر، عندما تصدر عنهم صيحات تحذر من أن "حديد عز"، بصلابته وخشونته، من شأنه أن يؤثر على "حرير السيسي"، بنعومته ورومانسيته الطافحة، ويدهشك في الأمر أن هؤلاء الذين انحنت ظهورهم من الخدمة في بلاط مبارك، وبالتبعية عز وجمال وعلاء، يعتبرون ترشح رجل الأعمال علامة على عودة نظام لحم أكتافهم من خيره، بينما ترشح كمال الشاذلي (الابن) خطوة طليعية حداثية مستقبلية.
لا تختلف انتخابات برلمان السيسي 2015، في الشكل والمضمون، عن انتخابات برلمان مبارك 2010، ليس لأنهم فقدوا القدرة على التجديد والابتكار، وإنما لأن النظام كما هو لم يتغيّر، الوجوه ذاتها والآليات والإجراءات نفسها باقية، ومجموعة الأحزاب القديمة ستمثل أدوارها القديمة بالمساحات الموروثة، وفد السيد البدوي وتجمع رفعت السعيد، ونسخة مزيّدة ومنقحة من جوقة الأحزاب الكرتونية الأليفة صديقة البيئة.
وكما كانت انتخابات مبارك الأخيرة أشبه بـ"تقسيمة" ودية بين الحزب الحاكم ومعارضته التي صنعها بيده، على طريقة مباريات الاعتزال الاستعراضية، فإن انتخابات السيسي تعتمد المنهج ذاته، حتى وإن حاول بعضهم الوصول بالدراما إلى آخر درجات تصاعدها، للإيحاء بأن هناك صراعاً ومنافسة، وأن هناك مخاوف لدى خاطفي حكم البلد من نجاح أحمد عز، وكأن عدم وجوده في المجلس سيجعله برلماناً ناصع البياض، شريفاً عفيفاً معبّراً عن الجماهير.
هي انتخابات لن تختلف عن سابقتها، وستأتي أقرب لتمثيل عملية استشهاد بلا معركة حقيقية، أو بمعركة أشبه بألعاب البلاي ستيشن، افتراضية تماماً. لكن، يراد إقناع الجماهير بأنها معركة فعلية، تثير الغبار، وتملأ الصفحات بصور وأخبار ضحايا، لم يسقطوا لأنهم لم يحاربوا من الأساس.
وكما يحاولون التمثيل على الناس بأن أحمد عز شيء، وعبد الفتاح السيسي شيء آخر، ينشطون في ترويج نكتة أخرى، تقول إن الداعية عمرو خالد يجسد الاختراق الإخواني للنظام الانقلابي الجديد، وذلك كله في سياق صناعة دراما انتخابية مثيرة، وكأنها انتخابات حقيقية.
أجهزة الأمن حاضرة هذه المرة، أيضاً، كما كانت في انتخابات 2010، توزع الأدوار والحصص، وتشرف على العرض وتشكل التحالفات، ولعل الإعلان عن تدخل المخابرات، للضغط على الحزب الديمقراطي الاجتماعي، لخوض الانتخابات ضمن القائمة المعبّرة عن السيسي "في حب مصر"، دليل على أننا بصدد انتخاباتٍ، سابقة التجهيز في مطبخ الأجهزة ذاتها التي صنعت مشهد الثلاثين من يونيو.
تحضر المخابرات، هذه المرة، كما فعلت عام 2010 باستدعاء نجم نجوم الدعاة الشبان في 2010، عمرو خالد، للعمل في الحملة الانتخابية لرجل المخابرات القوي، اللواء عبد السلام المحجوب، في دائرته في الإسكندرية، لمواجهة مرشح الإخوان المسلمين في ذلك الوقت.
إن الفرق بين عز والسيسي هو نفسه الفرق بين عمرو خالد ونادر بكار، كلهم أبناء القديمة ـ الدولة طبعاً ـ يجتمعون على مائدة واحدة، صنعت من عظام رافضي الانقلاب، فلا تنخدع بهذه الدراما المثيرة المصنوعة على أنقاض ثورة يناير.
يظهر ظرف هؤلاء المماليك أكثر، عندما تصدر عنهم صيحات تحذر من أن "حديد عز"، بصلابته وخشونته، من شأنه أن يؤثر على "حرير السيسي"، بنعومته ورومانسيته الطافحة، ويدهشك في الأمر أن هؤلاء الذين انحنت ظهورهم من الخدمة في بلاط مبارك، وبالتبعية عز وجمال وعلاء، يعتبرون ترشح رجل الأعمال علامة على عودة نظام لحم أكتافهم من خيره، بينما ترشح كمال الشاذلي (الابن) خطوة طليعية حداثية مستقبلية.
لا تختلف انتخابات برلمان السيسي 2015، في الشكل والمضمون، عن انتخابات برلمان مبارك 2010، ليس لأنهم فقدوا القدرة على التجديد والابتكار، وإنما لأن النظام كما هو لم يتغيّر، الوجوه ذاتها والآليات والإجراءات نفسها باقية، ومجموعة الأحزاب القديمة ستمثل أدوارها القديمة بالمساحات الموروثة، وفد السيد البدوي وتجمع رفعت السعيد، ونسخة مزيّدة ومنقحة من جوقة الأحزاب الكرتونية الأليفة صديقة البيئة.
وكما كانت انتخابات مبارك الأخيرة أشبه بـ"تقسيمة" ودية بين الحزب الحاكم ومعارضته التي صنعها بيده، على طريقة مباريات الاعتزال الاستعراضية، فإن انتخابات السيسي تعتمد المنهج ذاته، حتى وإن حاول بعضهم الوصول بالدراما إلى آخر درجات تصاعدها، للإيحاء بأن هناك صراعاً ومنافسة، وأن هناك مخاوف لدى خاطفي حكم البلد من نجاح أحمد عز، وكأن عدم وجوده في المجلس سيجعله برلماناً ناصع البياض، شريفاً عفيفاً معبّراً عن الجماهير.
هي انتخابات لن تختلف عن سابقتها، وستأتي أقرب لتمثيل عملية استشهاد بلا معركة حقيقية، أو بمعركة أشبه بألعاب البلاي ستيشن، افتراضية تماماً. لكن، يراد إقناع الجماهير بأنها معركة فعلية، تثير الغبار، وتملأ الصفحات بصور وأخبار ضحايا، لم يسقطوا لأنهم لم يحاربوا من الأساس.
وكما يحاولون التمثيل على الناس بأن أحمد عز شيء، وعبد الفتاح السيسي شيء آخر، ينشطون في ترويج نكتة أخرى، تقول إن الداعية عمرو خالد يجسد الاختراق الإخواني للنظام الانقلابي الجديد، وذلك كله في سياق صناعة دراما انتخابية مثيرة، وكأنها انتخابات حقيقية.
أجهزة الأمن حاضرة هذه المرة، أيضاً، كما كانت في انتخابات 2010، توزع الأدوار والحصص، وتشرف على العرض وتشكل التحالفات، ولعل الإعلان عن تدخل المخابرات، للضغط على الحزب الديمقراطي الاجتماعي، لخوض الانتخابات ضمن القائمة المعبّرة عن السيسي "في حب مصر"، دليل على أننا بصدد انتخاباتٍ، سابقة التجهيز في مطبخ الأجهزة ذاتها التي صنعت مشهد الثلاثين من يونيو.
تحضر المخابرات، هذه المرة، كما فعلت عام 2010 باستدعاء نجم نجوم الدعاة الشبان في 2010، عمرو خالد، للعمل في الحملة الانتخابية لرجل المخابرات القوي، اللواء عبد السلام المحجوب، في دائرته في الإسكندرية، لمواجهة مرشح الإخوان المسلمين في ذلك الوقت.
إن الفرق بين عز والسيسي هو نفسه الفرق بين عمرو خالد ونادر بكار، كلهم أبناء القديمة ـ الدولة طبعاً ـ يجتمعون على مائدة واحدة، صنعت من عظام رافضي الانقلاب، فلا تنخدع بهذه الدراما المثيرة المصنوعة على أنقاض ثورة يناير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق