في مفارقة «مؤسفة» فتحت سلطات الاحتلال الصهيوني، أمس، معبر كرم أبو سالم، جنوب شرقي قطاع غزة، لإدخال 580 شاحنة محملة ببضائع للقطاعين التجاري والزراعي وقطاع المواصلات والمساعدات. ومن المقرر أيضاً إدخال 400 ألف لتر من الوقود الخاص بتشغيل محطة الكهرباء في القطاع، والمتوقفة عن العمل منذ نحو شهر.
نقول مفارقة «مؤسفة»، لأنه لا يُعقل أن يأتي يوم، ليكون فيه الكيان الصهيوني أكثر رحمة بأهالي غزة من «أشقائهم العرب»، ويفتح الباب لإدخال المساعدات إليهم.
إن سكان غزة، الذين يقتربون من مليون نسمة، يعيشون أوضاعاً مأساوية من عدة سنوات. يخرجون من عدوان صهيوني، ليفاجؤوا بآخر.قدموا بعزة نفس آلاف الشهداء منذ عدوان 2009. صمدوا بنفس راضية في وجه كيان مغتصب، لا يشبع من شرب دمائهم. سطروا ملاحم بطولية يفخر بها كل عربي.
لم يكن يتخيل الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع الصامد الصابر أن يكون العدوان الصهيوني عليهم متوازياً مع حصار غير معلن من «الأشقاء العرب»، وكأن هناك اتفاقاً بين الطرفين على شطب وجودهم من الحياة.
توقع الفلسطينيون أن تُفتح المعابر أمامهم من قبل أشقائهم، وأن يتم إدخال ولو جزء من احتياجاتهم الضرورية -معيشياً على الأقل- بعد التدمير الكبير الذي طال كل معالم القطاع.
توقعوا أن يسافروا لعلاج جرحاهم في ضوء عدم توافر مستلزمات القطاع الصحي، وأن يبادر الشقيق بمساندتهم ودعمهم في هذا الظرف العصيب.
لكن لم يتحقق هذا ولا ذاك. تم إحكام الحصار حولهم من كل اتجاه، وكأنهم ليسوا بشراً، وكأن أنّاتهم وجراحهم لا قيمة لها في ظل اعتبارات سياسية بغيضة.
إن فتح المعابر عن القطاع الصامد هو واجب يحثنا عليه الدين الحنيف قبل أي شيء. إن نجدة المستجير هي إحدى قيم ديننا وكافة الأديان السماوية، فضلاً عن أنه واجب إنساني تمليه الفطرة السويّة، بالتعاطف مع المظلوم وليس الظالم.. مع الضحية وليس الجاني.. مع المغدور قتلاً وليس القاتل.
من المضحكات المبكيات أنه في ظل استمرار الحصار العربي على غزة تخرج المنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية لتطالب بضرورة الرفع الفوري للحصار عن القطاع، ليزداد الجرح النفسي على الفلسطينيين، الذين يطرحون السؤال بمرارة دون مجيب: هل «الغرب» أحنّ علينا من «العرب»؟!
إن التاريخ شاهد حي على مأساة غزة، ومثلما يسجل بحروف من نور من يسعى للتخفيف من معاناة الفلسطينيين وأطفالهم في قطاع غزة المحاصر، فإنه يدوّن في صفحات العار من يتخلى عن دينه وإنسانيته ويشارك في حصارهم، بل ويتهمهم بالإرهاب، ويهددهم بالقصف.
لن ينسى التاريخ شهداء القطاع الأبرار وأهله الصامدين، كما لن ينسى أيضاً أصحاب المواقف الشاذة مثل ذلك الذي هدد المستجيرين ذات يوم: «من يعبر الحدود سنكسر رجله»!!
نداء لمنظمة العفو الدولية ومنظمة «هيومن رايتس ووتش»، وكل المنظمات الإنسانية والضمائر الحية في العالم.. لا تنسوا أطفال غزة المحاصرين!
نقول مفارقة «مؤسفة»، لأنه لا يُعقل أن يأتي يوم، ليكون فيه الكيان الصهيوني أكثر رحمة بأهالي غزة من «أشقائهم العرب»، ويفتح الباب لإدخال المساعدات إليهم.
إن سكان غزة، الذين يقتربون من مليون نسمة، يعيشون أوضاعاً مأساوية من عدة سنوات. يخرجون من عدوان صهيوني، ليفاجؤوا بآخر.قدموا بعزة نفس آلاف الشهداء منذ عدوان 2009. صمدوا بنفس راضية في وجه كيان مغتصب، لا يشبع من شرب دمائهم. سطروا ملاحم بطولية يفخر بها كل عربي.
لم يكن يتخيل الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع الصامد الصابر أن يكون العدوان الصهيوني عليهم متوازياً مع حصار غير معلن من «الأشقاء العرب»، وكأن هناك اتفاقاً بين الطرفين على شطب وجودهم من الحياة.
توقع الفلسطينيون أن تُفتح المعابر أمامهم من قبل أشقائهم، وأن يتم إدخال ولو جزء من احتياجاتهم الضرورية -معيشياً على الأقل- بعد التدمير الكبير الذي طال كل معالم القطاع.
توقعوا أن يسافروا لعلاج جرحاهم في ضوء عدم توافر مستلزمات القطاع الصحي، وأن يبادر الشقيق بمساندتهم ودعمهم في هذا الظرف العصيب.
لكن لم يتحقق هذا ولا ذاك. تم إحكام الحصار حولهم من كل اتجاه، وكأنهم ليسوا بشراً، وكأن أنّاتهم وجراحهم لا قيمة لها في ظل اعتبارات سياسية بغيضة.
إن فتح المعابر عن القطاع الصامد هو واجب يحثنا عليه الدين الحنيف قبل أي شيء. إن نجدة المستجير هي إحدى قيم ديننا وكافة الأديان السماوية، فضلاً عن أنه واجب إنساني تمليه الفطرة السويّة، بالتعاطف مع المظلوم وليس الظالم.. مع الضحية وليس الجاني.. مع المغدور قتلاً وليس القاتل.
من المضحكات المبكيات أنه في ظل استمرار الحصار العربي على غزة تخرج المنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية لتطالب بضرورة الرفع الفوري للحصار عن القطاع، ليزداد الجرح النفسي على الفلسطينيين، الذين يطرحون السؤال بمرارة دون مجيب: هل «الغرب» أحنّ علينا من «العرب»؟!
إن التاريخ شاهد حي على مأساة غزة، ومثلما يسجل بحروف من نور من يسعى للتخفيف من معاناة الفلسطينيين وأطفالهم في قطاع غزة المحاصر، فإنه يدوّن في صفحات العار من يتخلى عن دينه وإنسانيته ويشارك في حصارهم، بل ويتهمهم بالإرهاب، ويهددهم بالقصف.
لن ينسى التاريخ شهداء القطاع الأبرار وأهله الصامدين، كما لن ينسى أيضاً أصحاب المواقف الشاذة مثل ذلك الذي هدد المستجيرين ذات يوم: «من يعبر الحدود سنكسر رجله»!!
نداء لمنظمة العفو الدولية ومنظمة «هيومن رايتس ووتش»، وكل المنظمات الإنسانية والضمائر الحية في العالم.. لا تنسوا أطفال غزة المحاصرين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق