أبونا نبيل العربي ومولانا إرميا
وائل قنديل
العربي قال، في ختام فاعليات القمة العربية بشرم الشيخ، في معرض حديثه عن السنة والشيعة وحرب اليمن، "إحنا مش كاثوليك وبروتستانت، عندنا كتب مختلفة وأوضاع مختلفة".
عقب هذا التصريح وجد العربي نفسه في مجمرة ردود متقدة، إذ قال الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، فى تدوينة "فيسبوك": "طلب مني أحد الشباب الرد على نبيل العربي بشأن مزاعمه بوجود أكثر من كتاب مقدس، فأجبته نحن نرد على المثقفين فقط"، فيما سخر الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، في تدوينة أخرى، قائلا: "السيد السفير أمين الجامعة العربية.. نشكرك لسعة اطلاعك، ونوضح لمعاليك أن الكتاب المقدس هو كتاب واحد لكل المسيحيين، بتعدد طوائفهم، والمفروض أن تحفظ الوحدة العربية، ﻷنك سفير عن العرب جميعاً أمام العالم".
وتلت ذلك ردود أكثر غضباً، ذهبت إلى اتهام نبيل العربي بتعريض السلام الاجتماعي لمصر والأمة العربية للخطر، غير أن اللافت، هنا، أن من أصحاب حملة تأديب نبيل العربي، على ما اعتبروه خوضاً مرفوضاً في التاريخ المسيحي، من يخوض مدججاً بالجهل والغرض في التاريخ الإسلامي، من دون أن يقول له أحد: أعرِض عن هذا العك.
أعني هنا الأنبا إرميا، الذي يصول ويجول، على صفحات "المصري اليوم"، خائضاً في تاريخ الخلافة الإسلامية، متناولا شخصيات لها اعتبارها ومكانتها في تاريخ المسلمين، بعبارات لا تختلف، في خفتها وسطحيتها، عن تناول تاريخ "حركة تمرد" أو ما تعرف بـ"ثورة 30 يونيو المضادة"، من دون أن ينتفض الأزهر والمجامع العلمية على الاستخفاف بشخصية بحجم الخليفة معاوية بن أبي سفيان مثلاً.
يكتب إرميا، أو بالأحرى ينقل، تحت عنوان "السقطة الكبرى" للصحابي معاوية بن أبي سفيان، صاحب الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وأحد كتاب الوحي، وسادس الخلفاء الراشدين، وفاتح الشام ومؤسس الدولة الأموية.
يقول إرميا في "المصري اليوم"، نقلا عن كتابات مؤرخ من أولئك الذين تحتفي بهم المراجع الكنسية، كونه يعتبر دخول الإسلام مصر غزواً واحتلالاً عربياً، إن معاوية ارتكب سقطة كبرى، حين اعتمد منطق التوريث لتولية ابنه الخلافة.
وقد يكون ذلك موضوع جدل واشتباك بين المؤرخين الإسلاميين. لكن، أزعم أنه من غير اللائق أو الملائم أن يتصدى له، وفي هذا التوقيت المعبأ بهواء الاستقطاب، آباء الكنيسة، ليصدروا أحكاماً بعناوين فاقعة من نوعية "سقطة معاوية الكبرى".
لقد كادت ألسنة الحريق تطل على مصر قبل فترة وجيزة من ثورة يناير/ 2011، على وقع ذلك الاشتباك العنيف بين المفكر الإسلامي الكبير، الدكتور محمد سليم العوا، والأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس. في ذلك الوقت، عندما قال الأخير إن المسلمين من الشعب المصري ضيوف على مصر، وليسوا من أهل البلد، فيما كان الأول قد أدلى بتصريحات تلفزيونية ملغومة عن سلاح في الكنائس.
وقتها، كانت مصر تمور بعوامل الاحتقان، فكان لا بد من أن تتسارع الخطى، لاحتواء حريق يوشك أن يندلع، وقد حدث. وأزعم أن مصر تعيش حالياً فترة أكثر احتقاناً وتوتراً، خصوصاً مع ما يمكن وصفه بكوميديا "ثورة السيسي الدينية"، التي أفرزت نماذج من الشخصيات الكارتونية في مجال الدعوة والفقه الإسلامي، تمارس أشكالاً من "المجاحشة الفقهية"، تصل بها إلى التطاول والطعن في أمور تمس جوهر عقيدة المسلمين، وحين يتصدى لهذا المجون أحد، يهددونه باللجوء إلى الرئيس الانقلابي المؤمن الملهم.
قليلاً من العقل، وكثيراً من التواضع، أيها اللاعبون بالنار.
وقد يكون ذلك موضوع جدل واشتباك بين المؤرخين الإسلاميين. لكن، أزعم أنه من غير اللائق أو الملائم أن يتصدى له، وفي هذا التوقيت المعبأ بهواء الاستقطاب، آباء الكنيسة، ليصدروا أحكاماً بعناوين فاقعة من نوعية "سقطة معاوية الكبرى".
لقد كادت ألسنة الحريق تطل على مصر قبل فترة وجيزة من ثورة يناير/ 2011، على وقع ذلك الاشتباك العنيف بين المفكر الإسلامي الكبير، الدكتور محمد سليم العوا، والأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس. في ذلك الوقت، عندما قال الأخير إن المسلمين من الشعب المصري ضيوف على مصر، وليسوا من أهل البلد، فيما كان الأول قد أدلى بتصريحات تلفزيونية ملغومة عن سلاح في الكنائس.
وقتها، كانت مصر تمور بعوامل الاحتقان، فكان لا بد من أن تتسارع الخطى، لاحتواء حريق يوشك أن يندلع، وقد حدث. وأزعم أن مصر تعيش حالياً فترة أكثر احتقاناً وتوتراً، خصوصاً مع ما يمكن وصفه بكوميديا "ثورة السيسي الدينية"، التي أفرزت نماذج من الشخصيات الكارتونية في مجال الدعوة والفقه الإسلامي، تمارس أشكالاً من "المجاحشة الفقهية"، تصل بها إلى التطاول والطعن في أمور تمس جوهر عقيدة المسلمين، وحين يتصدى لهذا المجون أحد، يهددونه باللجوء إلى الرئيس الانقلابي المؤمن الملهم.
قليلاً من العقل، وكثيراً من التواضع، أيها اللاعبون بالنار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق