Stakes for Saudis are High in Yemen
الرهانات فى اليمن باهظة أمام السعوديين
ديفيد هيرست
هافينغتون بوست (التقرير)
تواجه المملكة العربية السعودية منعطفاً حاسماً في الحملة الجوية ضد الحوثيين في اليمن، وقد تم تحقيق عدة مكاسب، حيث صدت القوى القبلية في الشمال الحوثيين مرة أخرى في مأرب، وصُد الحوثيين كذلك في مناطق وسط عدن في الجنوب، وظهرت أيضاً علامات الإجهاد على تحالف وحدات الجيش الموالية للمستبد المخلوع، علي عبد الله صالح، وابنه أحمد.
وفي محاولة منه لإحباط مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بفرض حظر على الأسلحة إلى الرئيس السابق للحرس الجمهوري، أحمد علي صالح، وأخرين، دعا صالح الأب إلى وقف إطلاق النار، نافياً أي طموح لديه أو لدى عائلته بالعودة إلى السلطة، وكان هذا عرضاً نادراً من الليونة لشخص قوض بنشاط رئاسة عبد ربه منصور هادي.
ورغم ذلك، وبعد ثلاثة أسابيع، لم يتم إنجاز أي من الأهداف السياسية الرئيسية للحملة الجوية حتى الآن، الحوثيون لم يتركوا المدن التي احتلوها؛ لم تتم إعادة وضع هادي رئيساً للبلاد في صنعاء؛ والحوار الوطني لإيجاد حكومة وحدة وطنية لم يبدأ بعد. وعسكرياً، لم يجد السعوديون بعد شخصية وطنية لقيادة المعركة مرة أخرى على أرض الواقع في اليمن، ناهيك عن توحيد القوات التي تقاتل الحوثيين تحت قيادة واحدة.
وتعثرت محاولات تأمين وقف إطلاق النار حتى الآن بسبب طلب انسحاب الحوثيين من المدن الرئيسية التي سيطروا عليها، وفشل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إقناع نظيره الإيراني، حسن روحاني، خلال زيارته الأخيرة، بالحاجة لانسحاب الحوثيين من صنعاء وعدن قبل إعلان وقف إطلاق النار.
ويصر الإيرانيون على عقد وقف لإطلاق النار على أساس بقاء الميليشيات في موقفهم الحالي، ولم تنتهي المساومات، ولا زال البحث عن وقف لإطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة جارياً.
ويترك هذا المأزق الحالي السعوديين أمام خيارين: إما محاربة الحوثيين مع القوات المحلية، أو تجميع قوة قتالية أجنبية والذهاب إلى عدن، ويشكل كلا الخيارين تحديات كبيرة.
وسيتطلب دعم القوات القبلية بالضرورة تسليح التجمع اليمني للإصلاح، وهو مزيج من العشائر اليمنية ومن جماعة الإخوان المسلمين، والأسرة المالكة حذرة حول هذا الموضوع، لأنه سيكون بمثابة تحول في سياسة محاربة جماعة الإخوان في كل بلد عربي تظهر فيه كقوة سياسية كبرى.
وكان هذا هو السبب في فتح الفصيل الرئيسي للمستشارين في بلاط الملك عبد الله اتصالات سرية أولاً مع الحوثيين، رغم أن هذا يبرز الآن على أنه كان مؤامرة إماراتية بدلاً من أن تكون سعودية، وزار ممثل سياسي بارز في التجمع اليمني للإصلاح الرياض مؤخراً، وقد تم بذلك اختراق أحد المحرمات السعودية بعدم إجراء اتصالات مباشرة مع جماعة تابعة للإخوان، ولكن تثبيت حكومة مدعومة من التجمع اليمني للإصلاح في صنعاء سوف يتطلب ما هو أكثر من هذا، وما زال السؤال عما إذا كانت الرياض تريد هذا سؤالاً مفتوحاً.
وتلتزم المملكة العربية السعودية بإعادة تثبيت هادي في صنعاء، والبدء في حوار وطني حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن الرئيس في المنفى لم يظهر خلال هذه الأزمة كزعيم وطني جامع، وينظر إليه من قبل اليمنيين كقائد ضعيف في زمن الحرب، خضع للضغوط وفر من البلاد في نهاية المطاف، وبالتالي، ليس هادي ونستون تشرشل، وقد اضطر هذا الأسبوع لجعل رئيس وزرائه، خالد بحاح، نائباً له.
وينظر إلى بحاح كشخص لديه صلات أقوى من هادي مع مختلف الأطراف، واعتبر تعيين البحاح في منصب نائب الرئيس علامةً على الاعتراف السعودي بالضعف السياسي لهادي في اليمن.
وكان الرجل الذي تتوفر فيه الصفات اللازمة لخوض حرب، هو علي محسن صالح الأحمر، القائد العسكري في المنفى الذي نهب الحوثيون منزله. ولكن هادي يقاوم هذا الجنرال لسببين: لأنه من الشماليين، ولأنه قريب جداً من التجمع اليمني للإصلاح.
وأما الخيار الثاني أمام السعودية فهو غزو بري، وعلى الأرجح من خلال عدن، وستشعر المملكة العربية السعودية هنا باعتمادها على حلفائها، لأنها تعلم أنها لا تمتلك الجنود القادرين على القيام بهذه المهمة بمفردهم. وإذا ما بحثنا بين شركاء السعودية في التحالف الدولي عن الدول المؤهلة للقيام بمهام قتالية برية، فسنجد أن إمكانيات هذا التحالف ضئيلة.
ووفقاً لمصادري، لم تطلب السعودية من باكستان إرسال القوات إلى اليمن، بل المساعدة في حراسة الحدود الطويلة والضعيفة للمملكة نفسها. وقد تهرب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف من هذا باستخدام قرار برلماني تمت كتابته بعناية.
ويعد الجيش الباكستاني مؤسسة أقوى من كل من البرلمان ورئيس الوزراء. وهو مثل الجيش المصري، يقرر أين قد يوافق على نشر قواته، وهناك حجج عقلانية ضد نشر قوات هذا الجيش في اليمن، حيث أن لدى باكستان صراعها الحدودي الخاص مع إيران، ولديها أقلية شيعية، ولا يبدو من الممكن أن يكون استيراد صراع من الخليج على جدول أعمال الجيش الباكستاني، في الوقت الذي يقاتل فيه ضد اثنين من حركات التمرد الأخرى، هما طالبان والبلوش.
ويترك هذا الأردن ومصر كدولتين عربيتين لديهما قوات برية فاعلة، ولكن العلاقات الأردنية مع المملكة العربية السعودية توترت إلى حد ما، لأن عمان كانت حريصة على فتح صفحة دبلوماسية جديدة مع إيران، وقد زار وزير خارجيتها، ناصر جودة، إيران مؤخراً، وزار عمار الحكيم ، قيادي شيعي عراقي ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمان.
وكان الرجل الذي تتوفر فيه الصفات اللازمة لخوض حرب، هو علي محسن صالح الأحمر، القائد العسكري في المنفى الذي نهب الحوثيون منزله. ولكن هادي يقاوم هذا الجنرال لسببين: لأنه من الشماليين، ولأنه قريب جداً من التجمع اليمني للإصلاح.
وأما الخيار الثاني أمام السعودية فهو غزو بري، وعلى الأرجح من خلال عدن، وستشعر المملكة العربية السعودية هنا باعتمادها على حلفائها، لأنها تعلم أنها لا تمتلك الجنود القادرين على القيام بهذه المهمة بمفردهم. وإذا ما بحثنا بين شركاء السعودية في التحالف الدولي عن الدول المؤهلة للقيام بمهام قتالية برية، فسنجد أن إمكانيات هذا التحالف ضئيلة.
ووفقاً لمصادري، لم تطلب السعودية من باكستان إرسال القوات إلى اليمن، بل المساعدة في حراسة الحدود الطويلة والضعيفة للمملكة نفسها. وقد تهرب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف من هذا باستخدام قرار برلماني تمت كتابته بعناية.
ويعد الجيش الباكستاني مؤسسة أقوى من كل من البرلمان ورئيس الوزراء. وهو مثل الجيش المصري، يقرر أين قد يوافق على نشر قواته، وهناك حجج عقلانية ضد نشر قوات هذا الجيش في اليمن، حيث أن لدى باكستان صراعها الحدودي الخاص مع إيران، ولديها أقلية شيعية، ولا يبدو من الممكن أن يكون استيراد صراع من الخليج على جدول أعمال الجيش الباكستاني، في الوقت الذي يقاتل فيه ضد اثنين من حركات التمرد الأخرى، هما طالبان والبلوش.
ويترك هذا الأردن ومصر كدولتين عربيتين لديهما قوات برية فاعلة، ولكن العلاقات الأردنية مع المملكة العربية السعودية توترت إلى حد ما، لأن عمان كانت حريصة على فتح صفحة دبلوماسية جديدة مع إيران، وقد زار وزير خارجيتها، ناصر جودة، إيران مؤخراً، وزار عمار الحكيم ، قيادي شيعي عراقي ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمان.
وحضر الملك عبد الله قمة الجامعة العربية في شرم الشيخ لمدة ساعة واحدة فقط، ولم يلق خطاب الأردن، وهو ما اعتبر علامة أخرى على القلق الأردني.
وأما بالنسبة لمصر، فإن اليمن قضية خاسرة، وإذا ما تقدمت القوات المصرية هناك، فإن ذلك سيعني سقوط ضحايا وإيقاظ الذكريات المؤلمة لآخر مرة خاضت فيها قوات مصرية معارك في اليمن، حيث خسرت حينها 22 ألف رجل على الأقل، وبالتالي، لن تحظى هذه الحرب بشعبية في مصر، وقد أرهق الجيش بالفعل في سيناء وفي حراسته للمواقع الاستراتيجية في مصر، وستضر المشاركة المصرية في اليمن بالعلاقات مع روسيا وإيران أيضاً. ولكن إذا ما رفضت مصر الطلب السعودي، فإن ذلك سيكون بمثابة القشة الأخيرة التي ستنهي علاقة نظام عبد الفتاح السيسي بمموله الرئيسي.
وعلاوةً على ذلك، سرق الملك السعودي الجديد بريق السيسي عن طريق إطلاق هجوم جوي قبل ثلاثة أيام فقط من قمة شرم الشيخ، وغادر سلمان بعد إلقاء كلمته، تاركاً وراءه وزير خارجيته الذي دخل في خلاف غاضب مع مضيفه المصري، بعد قراءة الأخير لرسالة بريد إلكتروني داعمة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأطلقت وسائل الإعلام المؤيدة للسيسي موجة من الهجمات ضد السعودية بخصوص الحملة في اليمن، ومن الواضح أن وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة تمرر رسائل محسوبة بعناية، وقد أراد السيسي أن تتوجه القمة كقائد لقوة الاستقرار العسكرية العربية، ولكن القمة لم تحقق له شيئاً من ذلك في واقع الأمر.
وقد تشكل المناورات المشتركة التي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء على الأراضي السعودية، حلاً وسطاً. إلا أنها لن تحل مشكلة اليمن.
وقد توترت العلاقات بين السعوديين والإماراتيين، الذين يقدمون ثاني أكبر قوة من الطائرات في الحملة الجوية، أيضاً، ولا يبذل أي من الجانبين جهداً لإخفاء انزعاجه. ولم يحضر لا بن زايد، ولا رئيس وزرائه، قمة جامعة الدول العربية.
ويتناقض الدفء والاهتمام الملكي الذي حصل عليه أمير قطر الذي زار الرياض مؤخراً، مع البرودة الممنوحة لولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد، الذي انتظر لمدة عشرة أيام للحصول على إذن لزيارة الرياض. ولكن قلق دولة الإمارات العربية المتحدة يذهب إلى ما هو أبعد من هذا. حيث انتقد وزير الشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، من خلال تغريداته على تويتر مؤخراً، الشركاء غير العرب للسعودية، وهما تركيا وباكستان.
وليس لدى سلمان مزاج لاسترضاء الإماراتيين، لأنه يعلم بصلاتهم مع صالح الأب والابن، ولهذا يشعر الإماراتيون بأن عملية اليمن ليست أكثر من مجرد رد فعل على خطة فاشلة، وباتوا قلقين مما يشعرون بأنه قد يكون أحد نتائج النجاح السعودي في اليمن، وهو تحالف استراتيجي جديد يشهد دخول المملكة العربية السعودية في تحالف مع الأتراك.
وإذا كان السعوديون يبحثون عن شريك استراتيجي رئيسي لاحتواء النفوذ الإيراني في اليمن والعراق وسوريا، فإن أنقرة هي من يبحثون عنه، ويحتاج الأتراك من جانبهم إلى الدعم السعودي للمضي في مشروعهم منذ فترة طويلة لإنشاء منطقة حظر جوي في شمال سوريا.
وهذا هو ما أطلق عليه المحلل السعودي، جمال خاشقجي، اسم “مذهب سلمان”، وهي اتفاقية يتم تشكيلها في ظل غياب القيادة الأمريكية، ولكن بموافقة ضمنية منها.
وتريد إيران الاستفادة من الحرب التي طال أمدها في اليمن، وفي حين أنها فوجئت مثل الجميع بقرار إطلاق الضربات الجوية، إلا أن طهران لا تزال تعتقد بأنه يمكنها الاستفادة من ربط السعوديين باليمن، حيث ستكون المملكة العربية السعودية في موقف أضعف لمنعها من التقدم في العراق وسوريا.
ولكن على الجانب الأخر، قد يؤدي أي نجاح سعودي في اليمن، حتى لو كان محدوداً مثل إخراج الحوثيين من صنعاء وعدن، إلى تقوية علاقات المملكة مع تركيا، وهو ما سيقود إلى مرحلة تالية في سوريا، وسيكون من شأن هذه القوى الإقليمية أن تبرز كقوة موازنة لإيران في دولتين مزقتهما الحرب.
وإذا كانت الدولة الإسلامية قد ازدهرت في الفراغ الناجم عن غياب قيادة سنية، فإن السعوديين والأتراك يستطيعون جني أرباح إصلاح هذا الخلل، وهناك في الواقع اثنين من الصراعات تجري في اليمن؛ الأول هو صراع على السلطة في البلاد؛ والثاني هو حول أي الدول يجب أن تقود العالم العربي السني عسكرياً، وفي الحقيقة، هناك الكثير على المحك في اليمن.
المصدر
وأما بالنسبة لمصر، فإن اليمن قضية خاسرة، وإذا ما تقدمت القوات المصرية هناك، فإن ذلك سيعني سقوط ضحايا وإيقاظ الذكريات المؤلمة لآخر مرة خاضت فيها قوات مصرية معارك في اليمن، حيث خسرت حينها 22 ألف رجل على الأقل، وبالتالي، لن تحظى هذه الحرب بشعبية في مصر، وقد أرهق الجيش بالفعل في سيناء وفي حراسته للمواقع الاستراتيجية في مصر، وستضر المشاركة المصرية في اليمن بالعلاقات مع روسيا وإيران أيضاً. ولكن إذا ما رفضت مصر الطلب السعودي، فإن ذلك سيكون بمثابة القشة الأخيرة التي ستنهي علاقة نظام عبد الفتاح السيسي بمموله الرئيسي.
وعلاوةً على ذلك، سرق الملك السعودي الجديد بريق السيسي عن طريق إطلاق هجوم جوي قبل ثلاثة أيام فقط من قمة شرم الشيخ، وغادر سلمان بعد إلقاء كلمته، تاركاً وراءه وزير خارجيته الذي دخل في خلاف غاضب مع مضيفه المصري، بعد قراءة الأخير لرسالة بريد إلكتروني داعمة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأطلقت وسائل الإعلام المؤيدة للسيسي موجة من الهجمات ضد السعودية بخصوص الحملة في اليمن، ومن الواضح أن وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة تمرر رسائل محسوبة بعناية، وقد أراد السيسي أن تتوجه القمة كقائد لقوة الاستقرار العسكرية العربية، ولكن القمة لم تحقق له شيئاً من ذلك في واقع الأمر.
وقد تشكل المناورات المشتركة التي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء على الأراضي السعودية، حلاً وسطاً. إلا أنها لن تحل مشكلة اليمن.
وقد توترت العلاقات بين السعوديين والإماراتيين، الذين يقدمون ثاني أكبر قوة من الطائرات في الحملة الجوية، أيضاً، ولا يبذل أي من الجانبين جهداً لإخفاء انزعاجه. ولم يحضر لا بن زايد، ولا رئيس وزرائه، قمة جامعة الدول العربية.
ويتناقض الدفء والاهتمام الملكي الذي حصل عليه أمير قطر الذي زار الرياض مؤخراً، مع البرودة الممنوحة لولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد، الذي انتظر لمدة عشرة أيام للحصول على إذن لزيارة الرياض. ولكن قلق دولة الإمارات العربية المتحدة يذهب إلى ما هو أبعد من هذا. حيث انتقد وزير الشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، من خلال تغريداته على تويتر مؤخراً، الشركاء غير العرب للسعودية، وهما تركيا وباكستان.
وليس لدى سلمان مزاج لاسترضاء الإماراتيين، لأنه يعلم بصلاتهم مع صالح الأب والابن، ولهذا يشعر الإماراتيون بأن عملية اليمن ليست أكثر من مجرد رد فعل على خطة فاشلة، وباتوا قلقين مما يشعرون بأنه قد يكون أحد نتائج النجاح السعودي في اليمن، وهو تحالف استراتيجي جديد يشهد دخول المملكة العربية السعودية في تحالف مع الأتراك.
وإذا كان السعوديون يبحثون عن شريك استراتيجي رئيسي لاحتواء النفوذ الإيراني في اليمن والعراق وسوريا، فإن أنقرة هي من يبحثون عنه، ويحتاج الأتراك من جانبهم إلى الدعم السعودي للمضي في مشروعهم منذ فترة طويلة لإنشاء منطقة حظر جوي في شمال سوريا.
وهذا هو ما أطلق عليه المحلل السعودي، جمال خاشقجي، اسم “مذهب سلمان”، وهي اتفاقية يتم تشكيلها في ظل غياب القيادة الأمريكية، ولكن بموافقة ضمنية منها.
وتريد إيران الاستفادة من الحرب التي طال أمدها في اليمن، وفي حين أنها فوجئت مثل الجميع بقرار إطلاق الضربات الجوية، إلا أن طهران لا تزال تعتقد بأنه يمكنها الاستفادة من ربط السعوديين باليمن، حيث ستكون المملكة العربية السعودية في موقف أضعف لمنعها من التقدم في العراق وسوريا.
ولكن على الجانب الأخر، قد يؤدي أي نجاح سعودي في اليمن، حتى لو كان محدوداً مثل إخراج الحوثيين من صنعاء وعدن، إلى تقوية علاقات المملكة مع تركيا، وهو ما سيقود إلى مرحلة تالية في سوريا، وسيكون من شأن هذه القوى الإقليمية أن تبرز كقوة موازنة لإيران في دولتين مزقتهما الحرب.
وإذا كانت الدولة الإسلامية قد ازدهرت في الفراغ الناجم عن غياب قيادة سنية، فإن السعوديين والأتراك يستطيعون جني أرباح إصلاح هذا الخلل، وهناك في الواقع اثنين من الصراعات تجري في اليمن؛ الأول هو صراع على السلطة في البلاد؛ والثاني هو حول أي الدول يجب أن تقود العالم العربي السني عسكرياً، وفي الحقيقة، هناك الكثير على المحك في اليمن.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق