من عجائب عاصفة الحزم (١)!
بقلم: عمر الزهراني
منذ اندلاع شرارة الربيع العربي في ٢٠١١، والنقاش الديني والسياسي محتدم حول شرعية المظاهرات والمسيرات ومدى فاعليتها وجدواها، خاصة في المملكة العربية السعودية، التي تحرم وتمنع وتقمع كل أنواع الاعتصامات السلمية والتظاهرات.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، مازال الأستاذ خالد العمير سجينًا بسجن الحائر منذ العام ٢٠٠٩، بسبب نيته القيام باعتصام يعرب فيه عن تضامنه مع أهل غزة ضد العدوان الصهيوني، وحكم على الشاب مهند المحيميد بسنوات عدة، من أجل اعتصامه مرة أمام مكتب العمل، فكل هذه العقوبات الصارمة تعكس صورة واضحة لموقف النظام السعودي من المظاهرات والاعتصامات، أو حتى مجرد الحديث عنها، أو محاولة تأصيلها شرعًا، كما حدث في قضية المحامي سليمان الرشودي، الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة ١٥ عامًا، بسبب تهم من بينها حديثه عن مشروعية التظاهرات وتبيين حكمها في الإسلام.
لكن اللافت في الأيام الماضية، ومنذ اندلاع الحرب وقيام المملكة بتأسيس تحالف عاصفة الحزم، هو التغير المفاجئ والسريع في رؤية الكثير من الكتاب والمفكرين والدعاة والإعلاميين المحسوبين على النظام تجاه المظاهرات ومشروعيتها، فشاهدنا تلك الحملة الواسعة لدعم الأحوازي أحمد سبهان، الذي اعتقل بعد أن قاد تظاهرة داعمة للعاصفة وهتف فيها للملك سلمان، فذاع صيته وانتشر خبره ووقف الكثير معه، لأنهم رأوا في اعتقاله جريمة وقمعًا للحريات، بل الأعجب من ذلك هو تغطية الصحف والقنوات السعودية لبعض التظاهرات والتجمعات الداعمة لعاصفة الحزم ببعض الدول العربية أو الغربية!
فهل كان هذا التطور المفاجئ والتغيير الجذري في الموقف من المظاهرات وحرية التعبير والحق في التجمعات السلمية، تطورًا ناتجًا عن قناعة تامة بمشروعيتها وفاعليتها وأنها حق من حقوق الشعوب، أم هو موقف عرضي براغماتي مؤقت جاء موافقًا وداعمًا لموقف المملكة في عاصفة الحزم؟!
يبقى السؤال محل بحث ونظر، وتبقى حرية التعبير والتجمع السلمي سمة من سمات المجتمعات المتمدنة والمتحضرة، ولا يقف ضدها ويقمعها إلا الديكتاتوريات والأنظمة المستبدة.
ألقاكم على خير.. كونوا أحرارًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق